أقرأ أيضاً
التاريخ: 17/10/2022
1326
التاريخ: 20-09-2015
14156
التاريخ: 11-3-2016
11763
التاريخ: 15-11-2014
2092
|
مؤلفه :
أبو حيان محمد بن يوسف بن حيان الأندلسي
الغرناطي ، المشهور بـ " أبي حيان الأندلسي " .
ولد بمدينة " مطن ارش " بالقرب من
غرناطة ، سنة (654هـ) .
بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم
ودراسته .
سمع الحديث بالأندلس ، وأفريقيا ،
والإسكندرية ، ومصر ، والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخا على ما نقل .
وبذلك أصبح محدثا ، ومؤرخا ، وأديبا ، مفسرا
،وشيخ النحاة بالديار المصرية .
بعيد عن البدع ، ولا يقول بالتجسيم ، يميل
الى محبة امير المؤمنين (عليه السلام) وإن كان قد اشار الى المفسرين الشيعة
بالتعريض واتهمهم بالافتراء على الله وعلى الامام علي (عليه السلام) في تفسيرهم
وتأويلهم بعض الآيات ، كما أشار الى ذلك في مقدمة كتابه (1) .
وكان كثير الخشوع والبكاء عند قراءة القرآن
.
توفي بالقاهرة سنة (745هـ).
تفسيره :
يعد تفسيره من التفاسير الجامعة للمسائل
اللغوية ، والنحوية ، والصرفية والأدبية ، بل هو ديوان ضخم لشواهد تفسر الكلمات
اللغوية ، والأدبية ، والوجوه الاعرابية .
كما انه أولى عنايته بالقراءات واللهجات ؛
لأنه عالم بها .
إضافة الى ذكره أقوال وآراء ائمة الفقهاء
الأربعة وغيرهم في الأحكام الشرعية .
من هنا جاء التفسير مفيدا ، جامعا شاملا
لجميع آي الذكر الحكيم .
منهجه في التفسير :
لقد بين بنفسه منهجه في التفسير في مقدمة
كتابه بقوله :
" وترتيبي في هذا الكتاب أني ابتدئ
أولا بالكلام على مفردات الآية التي أفسرها لفظة فيما يحتاج إليه من اللغة ،
والأحكام النحوية التي لتلك اللفظة قبل التركيب ، وإذا كان للكملة معنيان أو معانٍ
ذكرت ذلك في أول موضع فيه تلك الكلمة ، لينظر ما يناسب لها من تلك المعاني في كل موضع
تقع فيه فيحمل عليه ، ثم اشرع في تفسير الآية ذاكرا سبب نزولها إذا كان لها سبب ،
ونسخها ، مناسبتها ، وارتباطها بما قبلها حاشدا فيها القراءات شاذها ومستعملها ،
ذاكرا توجيه ذلك في موضع علم العربية ، ناقلا أقاويل السلف والخلف في فهم معانيها
، متكلما على جليها وخفيها ، بحيث إني لا أغادر منها كلمة وإن اشتهرت حتى أتكلم
عليها مبديا ما فيها من غوامض الاعراب ودقائق الآداب من بديع وبيان مجتهدا أني لا
أكرر الكلام في لفظ سبق ، ولا في جملة تقدم الكلام عليها ، ولا في آية فسرت ، بل
أذكر في كثير منها الحوالة على الموضع الذي تكلم فيه على تلك اللفظة ، أو الجملة ،
أو الآية وإن عرض تكرير فبمزيد فائدة ، ناقلاً أقاويل الفقهاء الاربعة وغيرهم في
الاحكام الشرعية مما فيه تعلق باللفظ القرآني محيلاً على الدلائل التي في كتب
الفقه ... " (2)
ومن الملاحظ على هذا التفسير أنه لم يسلم من
الإسرائيليات والروايات الموضوعة ، المكذوبة ؛ نحو قصة داود وزوجة أوريا ،
والروايات الأسطورية حول قصة إرم ذات العماد ، وغيرها .
مثال من تفسيره :
أ ـ قال في قوله تعالى : {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا}
[البقرة: 144]: هذا يدل على أن هذه الجملة السابقة حالا محذوفة ، التقدير : قد نرى
تقلب وجهك في السماء طالبا قبلة غير التي انت مستقبلها ، وجاء هذا الوعد على إضمار
قسم ؛ مبالغة في وقوعه لأن القسم يؤكد مضمون الجملة المقسم عليها ، وجاء الوعد قبل
الأمر ، لفرح النفس بالإجابة ، ثم بإنجاز الوعد ، فيتوالى السرور مرتين ، ولأن
بلوغ المطلوب بعد الوعد به أنس في التوصل من مفاجأة وقوع المطلوب .
ونكر القبلة لأنه لم يجر قبلها ما يقتضي أن
تكون معهودة فتعرف بالألف واللام ، وليس في اللفظ ما يدل على انه كان يطلب باللفظ
قبلة معينة ، ووصفها بأنها مرضية له لتقربها من التعيين ؛ لأن متعلق الرضا هو
القلب وهو يؤثر أن تكون الكعبة وإن كان لا يصرح بذلك ، قالوا : ورضاه لها إما لميل
السجية ، أو لاشتمالها على مصالح الدين .
والمعنى لنجعلنك تلي استقبال قبلة مرضية لك
، ولنمكننك من ذلك (3) .
ب ـ وقال في قوله { وحيث ما كنتم } من قوله تعالى {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ } [البقرة: 144] قال : "
هذا عموم في الأمكان التي يحلها الإنسان ، أي في موضع كنتم ، وهو شرط وجزاء ،
والفاء جواب الشرط .
" وكنتم " في موضع جزم " .
و" حيث " هي ظرف مكان مضافة الى
الجملة ، فهي مقتضية الخفض بعدها ، وما اقتضى الخفض لا يقتضي الجزم ؛ لأن عوامل
الاسماء لا تعمل في الافعال ، والاضافة موضحة لما اضيف ، كما أن الصلة موضحة ،
فينافي اسم الشرط ؛ لأن الشرط مبهم ، فإذا وصلت بما زال منها معنى الاضافة وضمنت
معنى الشرط ، وجوزي بها ، وصارت إذ ذاك من عوامل الافعال ، وقد تقدم لنا ما شرط في
المجازاة بها وخلاف الفراء في ذلك (4) .
وفي قوله تعالى : { وإذا قيل لهم لا تفسدوا ...} [ البقرة /11] .
قال : " إذا ظرف زمان ، ويغلب كونها
شرطا ، وتقع للمفاجأة " ظرف زمان وفاقا للرياشي ، والزجاج ، لا ظرف مكان
خلافا للمبرد ولظاهر مذهب سيبويه ، ولا حرفا خلافا للكوفيين . وإذا كانت حرفاً فهي
لما تيقن أو رجح وجوده ، ويجزم بها في الشعر ، وأحكامها مستوفاة في علم النحو .
والفعل الثلاثي ـ يعني قيل ـ الذي انقلب عين
فعله ألفا في الماضي إذا بني للمفعول أخلص كسر أوله ، وسكنت عينه ياء في لغة قريش
ومجاوريهم من بني كنانة ، وضم أولها عند كثير من قيس وعقيل ، ومن جاورهم ، وعامة
بني أسد ، وبهذه اللغة قرأ الكسائي وهشام في (قيل ، وغيض ، وحيل ، وسيء ، وسيئت ،
جيء ، وسيق ) وافقه نافع وابن ذكوان في " سيء وسيئت " ، زاد ابن ذكوان
" حيل ، وسيق " .
وباللغة الاولى قرأ باقي القراء .
وفي ذلك لغة ثالثة وهي إخلاص ضم فاء الكلمة
، وسكون عينه واوا ، ولم يقرأ بها ، وهي لغة لهذيل ، وبني دبير .
والكلام على توجيه هذه اللغات ، وتكميل
أحكامها مذكور في النحو .
الفساد : التغير عن حالة الاعتدال
والاستقامة ، قال سهيل في الفصيح فسد ونقيضه الصلاح ، وهو اعتدال الحال واستواؤه
على الحالة الحسنة .
الأرض : مؤنثة ، وتجمع على أرض ، وأراضٍ ،
وبالواو والنون رفعا ، وبالياء والنون نصبا وجرا شذوذا ، فتفتح العين ، وبالألف
والتاء قالوا : " أرضات " ، والأراضي : جمع جمع كأواظب " إنما
" : ما : صلة لـ " إن " وتكفها على العمل ..... الخ (5)
_______________________
1- راجع مقدمة الجزء الاول ، ص 4 .
2- البحر المحيط ، مقدمة ج1 / ص : 4 .
3- البحر المحيط ، ج1 ، ص428 .
4- البحر المحيط ، ج1 ، ص : 428 ، 429 .
5- المصدر السابق ، ص : 60 ، 61 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|