المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الأضداد (الأضداد بين المضيقين والموسعين)  
  
1784   02:57 مساءً   التاريخ: 15-8-2017
المؤلف : د. احمد مختار عمر
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص196- 199
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / المشكلات الدلالية / التضاد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2017 962
التاريخ: 16-8-2017 1418
التاريخ: 15-8-2017 6298
التاريخ: 16-8-2017 668

 

يتفاوت المثبتون للأضداد في توسيع مفهوم اللفظ وتضييقه ، ومن الموسعين من بالغ في التوسيع ، كما أن من المضيقين من بالغ في التضييق .

أ- أما الموسعون فيدخلون في الأضداد ما كان من اختلاف اللهجة . ومن هؤلاء ابن السكيت الذي يقول ان لمقت الشيء بمعنى كتبته ومحوته من الأضداد مع انه ينص على أن الأولى لغة عقيل والثانية لسائر العرب . وكذلك فعل الفارابي اللغوي في كلمات مثل الشعب بمعنى الجمع والتفريق . وكذلك فعل ابن الانباري في (لمق) وفي (سمد) التي تعنى (لها) في لغة أهل اليمن ، و (حزن) في لغة طيء . ومثل هذا ورد في كتاب أبي الطيب حيث ذكر أن السدفة من الأضداد رغم نصه على أنها في لغة تميم الظلمة ، وفي لغة قيس الضوء (1) .

ب- وأما المضيقون فيخرجون النوع السابق من الأضداد . ومن هؤلاء ابن دريد الذي يقول في الجمهرة : (الشعب الافتراق ، والشعب الاجتماع ، وليس من الأضداد إنما هي لغة قوم) . وعلق السيوطي على هذا بقوله : فأفاد بهذا أن شرط الأضداد أن يكون استعمال اللفظين في المعنيين في لغة واحدة.

ص196

كما أن منهم ذلك الفريق الذي يخرج الكلمات التي يمكن أن ترد الى معنى عام يجمعها. ومن هؤلاء ابو علي القالي الذي يقول في أماليه : (الصريم الصبح . سمى بذلك لأنه أنصرم عن الليل . والصريم الليل ؛ لأنه انصرم عن النهار . وليس هو عندنا ضدا) ويقول : (النطفة الماء تقع على القليل منه والكثير وليس بضد) (2) .

ومن هذا الفريق أولئك الذين قالوا في لفظ (المأتم) إنه لمطلق جماعة النساء سواء كن في وليمة او مناحة أو غيرهما ، فأخرجوه بهذا من الأضداد .

كذلك منهم الذين أخرجوا ما كان على مفتعل مما عينه منقلبة عن واو او ياء كالمبتاع بمعنى المشترى والمبتاع بمعنى الشيء الذي تشتريه . والمجتاب بمعنى اللابس ، ومبعنى الملبوس (3) .

حـ - وأما المبالغون في التوسع فكثيرون منهم أبو حاتم وقطرب وابن الأنباري . فقد اعتبر الأولان لفظ (مأتم) من الأضداد ، لأنه يطلق على النساء المجتمعات في فرح وسرور وفي غم وحزن ومناحة (4) . واعتبر ابن الانباري وغيره من الاضداد (فعيلاً) اذا ورد بمعنى فاعل وبمعنى مفعول كالرعيب بمعنى الشجاع ، وبمعنى الجبان . فالأول فاعل والثاني مفعول (5) . وكذلك الربيب بمعنى الراب وبمعنى المربوب ، والأمين بمعنى المؤتمن والمؤتمن . واعتبروا من الاضداد مثل مختار ومعتدّ مما يحتمل ان يكون اسم فاعل واسم مفعول . وقد اعتبروا من الأضداد مثلا : مرتدّ للذي يرتدّ الشيء ، والذي يرتدّ منه الشيء .

ومزداد يكون للفاعل الذي يريد الزيادة ، والمفعول الذي يراد منه الزيادة (6) .

ص197

ويزيد الانباري في مبالغته فيعتبر من الاضداد " ما " لأنها تكون نافية وموصولة . و " نحن " لاستعمالها للواحد والاثنين والجمع ، ويعتبر " غانية " من الاضداد لان معناها التي استغنت بجمالها عن الزينة وان كانت لا زوج لها (7) .

ويحكم الدكتور ابراهيم انيس بالتعسف على ابن الانباري ، ويورد على تعسفه امثلة منها : ما زعمه ان الند يستعمل بمعنى المثل والضد . وقد حاول ان يفسر اندادا في القران الكريم على المعنيين . وفي هذا من التكلف ما فيه . لان قوله تعالى : فلا تجعلوا لله اندادا لا يحتمل الا معنى واحدا . وكذلك ما رواه من شعر منسوب للبيد او حسان . ومن تعسف ابن الأنباري ايضا قوله ان برد تستعمل بمعنى سخن مستشهدا بقول الشاعر :

عافت الشرب في الشتاء فقلنا (8)                برديه   تصادفيه    سخيا

ورواية البيت ، وقد صبغ في شكل لغز :

                بل رديه تصادفيه سخينا (9)

د - و اما المبالغون في التضييق فمعظمهم من المحدثين ، وعلى رأسهم الدكتور ابراهيم انيس الذي يقول بعد ان رد كثير من كلمات الاضداد : " نكتفي بهذا القدر في الحديث عن الاضداد لأن ما روي عنها من الشواهد يعوز اكثره النصوص القوية الصريحة . وحين نحلل امثلة التضاد في اللغة العربية ونستعرضها جميعا ، ثم نحذف منها ما يدل على التكلف والتعسف في اختيارها يتضح لنا ان

ص198

 ليس بينها ما يفيد التضاد بمعناه العلمي الدقيق الا نحو عشرين كلمة في كل اللغة . ومثل هذا المقدار الضئيل من كلمات اللغة لا يستحق عناية اكثر من هذا ، لا سيما وان مصير كلمات التضاد الى الانقراض من اللغة ، وذلك بان تشتهر بمعنى واحد من المعنيين مع مرور الزمن " (10) .

ويمكن ان يدخل في هذا الفريق بعض من انكروا الاضداد ، فهم ليسوا منكرين حقيقة بل مضيقين . وينسب الى ابن دستورية قوله : " وانما اللغة موضوعة للابانة عن المعاني . فلو جاز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين او احدهما ضد الاخر ، لما كان ذلك ابانة بل تعمية وتغطية . ولكن قد يجيء الشيء النادر من هذا لعلل ... " (11) .

ص199

________________

(1) الجمهرة 1/291 ، 292 ، والمزهر 1/396 .

(2) المزهر 1/397 .

(3) الاضداد لأبي الطيب 1/21 ، 2/691 ، 692 . وقد عقد ابو الطيب قسماً خاصاً لهذا النوع صدره بقوله : (وقد أدخل علماؤنا المتقدمون فيها اشياء ليست منها نحن نذكرها أبواباً لئلا يظن ظان أنا غفلنا عنها )

(4) الأضداد لأبي الطيب 1/18 .

(5) السابق 1/320 .

(6) أضداد ابن الانباري 409 ، 410 .

(7) السابق 182 ، 195 ، 330

(8) رواية ابي الطيب : شكت البرد في المياه فقلنا

(9) في اللهجات العربية ص 205 ، 206 . وعلق ابو الطيب على البيت : قال قطرب: معنى برديه في هذا البيت : سخنيه . وقال ابو حاتم : هذا خطأ انما هو : بل رديه من المورود . قال ابو الطيب وهذا الصحيح ، وبه يستقيم المعنى (ص 86 ).

(10) في اللهجات العربية ص 215 .

(11) المزهر 1 / 385 . ويمكن ان يضاف للمضيقين جدا weill كاتب مادة الاضداد في دائرة المعارف الاسلامية الذي يقول : " إذا استبعدنا جميع الكلمات التي ليست بأضداد حقيقة ، او الموضوعة في غير مواضعها لا يبقى من الاضداد في اللغة العربية الا القليل " (3 / 507 ) .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.