المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الكروزين Cruzin
21-12-2017
مواضيع متفرقة في العدل
20-11-2014
Poly A
2-9-2019
تجهيز علي (عليه السلام) عند زفاف فاطمة (عليها السلام) إليه
18-10-2015
معنى كلمة لفح‌
14-12-2015
فضيلة سورة «يس»
7-4-2016


اساليب التربية المحظورة كما يراها الاسلام  
  
1979   09:17 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص18ـ24
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 3818
التاريخ: 2023-04-27 1341
التاريخ: 7-7-2021 2235
التاريخ: 10-1-2016 3742

مهما كانت التربية صحيحة ومدروسة ومهما كثرت جوانبها الايجابية فلابد ان تستخدم عناصر النهي في التربية؛ ويمكن تسميتها بالنواهي المستخدمة في التربية لان الاساس يجب ان يقوم على ممارسة اجراءات انضباطية مع الفتيان والفتيات في حالة عدم تأثير الارشادات وفي حالة الانحراف والخطأ.

والتربية الصحيحة تقوم على قاعدتين:

القاعدة الاولى: الامر بالفضائل ومراعاة الامور الحميدة.

القاعدة الثانية : النهي عن القيام بالأمور المذمومة.

وعند القيام بالأمور الحميدة وترك الاعمال المذمومة لا بد احيانا من استخدام عقوبات خاصة وتنفيذ خطة انضباطية خاصة اذا كان من الضروري استعمال التشجيع والتقدير لتحريك الفرد ودفعه الى الاعمال الحسنة؛ كذلك من الضروري اللجوء الى التوبيخ واللوم والتهديد والتحذير للحيلولة دون ممارسة الاعمال غير الصحيحة.

وهنا تبدو ضرورة الدوافع المستعملة في النهي، فان التربية لها اهداف, اذ ان فيها بعض الإلزامات والقيود من الضروري ان يتحملها الفتى او الفتاة ولكن كلا منهما لا يرغب فيها، وعلى الفتى ان يتقبل تدريجا الطريقة التي تحدد له تارةً من طريق التشويق وتارةً من طريق التوبيخ, ومرة من خلال التقدير واخرى من خلال اللوم واخيراً يستخدم الاستحسان حينا والتقبيح حينا اخر.

فاذا توقعنا ان ينضبط الفتى بسهولة وانه يستحق تقديم الحلوى تقديرا له فذلك انتظار غير صحيح ولا امل للتربية فيه , ومن الخطأ ان يترك المربي الفتى وشانه او ان يخضع لرايه وفكره لأنه عند ذلك يفقد اي اثر له من جهة كما ان الفتى لا يبلغ السعادة والهدف المرسوم بل ان الامر يحتاج الى مراحل جديدة.

ان تطبيق القواعد الانضباطية على الفتيان والفتيات ليس بالأمر الذي يحصل فجأة ودفعة واحدة. ومن الضروري البدء من مراحل بسيطة وسهلة قائمة على النصيحة والموعظة ثم الانتقال الى مراحل اصعب عند عدم حصول نتيجة . ومن تلكم المراحل:

1ـ التنبيه :

وهو التذكير بالشيء ولا شك ان التذكير ينبغي ان يكون مناسبا، ومن الافضل ان يحصل في الخفاء للمحافظة على اعتبار الفتيان وعدم فضحهم. وقد دلّت البحوث العلمية ان التنبيهات لها اثر ايجابي الى حد كبير ويجب ان يتكرر, وعلى الاولياء والمربين ان لا يظنوا ان اسلوبا واحدا يكفي لكل العمر, وانما يجب تكراره بين الحين والاخر, ومن اجل التذكير والحؤول دون النسيان ومن اجل ان يدرك الفتى ان مربيه لا يزال يؤكد ذلك الامر ويصر عليه.

2ـ التحذير :

تسير الفتيات وفق الطريقة التي يحددها المربُّون، ولكن قد يتخذون في بعض الحالات نمطا اخر بسبب النسيان او الخطأ, واحيانا بعلة غلبه الهوى او الرغبة بالتبعية والاقتداء الخاطئ. ويحاول المربِّي في هذه المرحلة التحذير والتنبيه وافهام الفتى او الفتاة الخطأ في التوجه ووجوب

التراجع عنه.

والتحذير يأتي بعد التذكير والتوعية اللازمة, وكذلك في حالة التفات الاولاد لذلك, والا فان التركيز على وجوب ان يفهم الصبي ان عليه ان يفعل كذا وكذا هو امر غير صحيح.

3ـ التحكم :

يلاحظ احيانا ان الطفل يرفض ما تقوله له ولا يتقبل تنفيذ ما يؤمر به, مع ان تنفيذه لذلك ضروري له؛ وفي هذه الحالة ينبغي اخذه بالحزم والزامه القيام بالعمل الذي رُسم له .

اما الشيء الذي تعتبر مراعاته مهمة فهو ان استخدام القوة يجب ان يكون مدروسا ومقرونا بالرصانة والثقة بالنفس, فالقوة غير المدروسة التي يتبعها الاستسلام للطفل تؤدي الى تجرُّئه اكثر وخاصة حين يشعر الصبي ان المربي ضعيف فيتمرد عليه.

وعلى الاباء والمربين ان لا ينسوا توعية الطفل بمراعاة اسباب القيام بعمل ما بالحدود الممكنة في الوقت نفسة الذي تُمارَس فيه السيطرة عليه, والا فما هي الفائدة المترتبة على القبول الاعمى من الطفل؟ وهل باستطاعته هو وامثاله ان يكونوا اصحاب شخصية في المستقبل؟ ومع هذا, فان الضرورة تقضي بالتعامل الحازم مع الصبي وقت الشدة؛ وهذا الحزم يجب ان يحصل على نحو خاص عندما يكون هناك اطمئنان الى انقياد الطفل, والى انه لا يتخذ موقفا معارضا.

4ـ التوبيخ :

في بعض الاحيان يؤمر الطفل بأمر حتى ينفذه ويهتم به لكنه يتمرد, واحيانا يؤمر بالقيام بعمل وفق خطة وبرنامج معيَّن الا انه يقوم بممارسة امر معكوس لا يقوم على اساس معايير؛ وفي هذه الحالات يستحق التوبيخ. فمن الخطأ ان يتم التوبيخ في العلانية الا ان يكون تمرُّده علنيّاً وشبيها بنوع من الرفض. ويجري التأكيد على ان يتناسب التوبيخ مع الجرم ودرجته بالشكل الذي لا يشعر مرتكب الفعل باليأس.

5ـ التهديد :

يضطر الاباء احيانا الى ممارسة التهديد لتقويم الصبي وارشاده ويلجؤون الى استخدام اسلوب التخويف لتربيته.

ومن الواضح ان التهديد هو امر مسلّم به يتم على اساس سلب القوة الدفاعية من الطفل وتعريض ارتياح باله الى الخطر.

فيجب في هذه الحالة ملاحظة ان التهديد يؤثر في بعض الحالات على اعصاب الطفل ويهدم قواه الروحية والدفاعية ولا يستفاد منه الا في حالات الاضطرار وفي حالة عدم تأثير الاساليب الاخرى.

والتهديد يجب ان يستخدم في الحالات  التي لا تترك آثارا سلبية ولا يدفع بالطفل الى مقاومة المربي واتخاذ موقف مضاد , والتهديد يجب ان لا يكون شديدا بحيث يسلب من الطفل الجرأة على الكلام ويتحول المربي الى صورة كائن مخيف. وفي تلك الحالة من الممكن توجيه الطفل نحو الهدف المرسوم ولكن على ان لا تحصل مشكله ومصيبه لا يمكن التخلص منها.

6ـ اللوم :

اللوم يصدر عادة من موقع قوة اذا لم تُجْدِ التنبيهات والتحذيرات.

ويجب ان لا يحصل اي تراخ في حالة تجاوب الفرد وبعد منعه من مواصلة الطريق الذي يسير عليه , اذ ان بعض الصبيان يرون ان الاوامر ليس لها قيمة . وثمة افراد يتجاهلون كثيرا الاوامر وتاره لا يهتم بعضهم بأمر ثم يواجهون العقوبة بعد مده , فلابد للآباء ان ينتبهوا في هذه

الحالة الى كيفية التصرف مع  ابنائهم ومع الفتيات خاصة لأنهن اكثر حساسيه .

واللوم لا ينبغي ان يكون مستمرا وانما يلام الصبي او الفتاة مرة ثم يترك وشانه ويدفع الى التفكير في انه كان على خطا . هذا اولا , وثانيا ينبغي ان لا يقارن وضع الطفل مع وضعنا عندما كنا صغارا فنقول : اننا كنا هكذا وهكذا في مرحلة الطفولة. وثالثا يجب بعد اللوم التفكير بالاعتناء بالطفل واعتماد طريقه جديده في تربيته.

7ـ قطع العلاقة :

يمكن استخدام اسلوب مقاطعة الطفل لتوجيهه نحو الطريق المستقيم او نهيه عن اعمال غير مناسبة حسب قواعد النظام التربوي في الاسلام؛ فاذا كان استخدام اسلوب المقاطعة غير نافع, يمكن عند ذلك الاستفادة منه , لكن ذلك مشروط:

اولا: بأن لا تكون فترة الانقطاع طويلة فلا تتعدى عدة ساعات للطفل الذي لا يتجاوز عمره سبع سنين.

ثانيا: بان يوضح للصبي سبب ذلك حتى لا يعود اليه مرة اخرى.

ثالثا: بان لا يكون هذا التدبير شاملا لجميع افراد الاسرة فلا يقطعون صلتهم به دفعة واحدة , فعندما يكون هناك انقطاع في الكلام بين الاب والابن يجب ان تكون الام في حالة اعتيادية مع الطفل .

رابعا: يقوم الاب او المربي بالتمهيد للتصالح واذا كان ثمة امكان في وضع شرط للتصالح فذلك امر جيد.

خامسا: في حالة استعداد الطفل للتوبة وموافقته على شرط التصالح فعلينا الترحيب بذلك فورا.

سادسا واخيرا: ينبغي ان لا يكون الاساس هو الانسجام معه على حال وان يكون الهدف هو الهداية والبناء لا التدمير.

8ـ التنبيه :

عندما لا تؤثر الاساليب الانفة الذكر, يأتي دور التنبيه الذي يشمل صورا متنوعة, فالضرب شكل من اشكال التربية ولكن ضمن شروط ومعايير؛ فالتنبيه لا يكون دائما على شكل صفع وانما يتخذ احيانا شكل حرمان الطفل من شيء يحبه, او سلب حريته او تحذيره شفويا او تحريريا او حبسه في غرفة او عدم السماح له بالرياضة او السفر او امثال ذلك؛ وفائدة هذا هو التأثير الفوري في السلوك او دفعه الى سلوك بعض الطرق والاساليب الصحيحة.

وتترتب على التنبيه بعض الاضرار منها تحطيم شخصية الصبي وقدرته على المقاومة , وتعريض مكانته الشخصية الى الخطر، وجعله يهرب من البيت والمدرسة, وكثير من التنبيهات تؤدي الى اخزاء الصبي وتسبب مذلته وخجله امام الاخرين, وقد يتحول الى انسان فاسد او منعزل او سيء السلوك.

فالتنبيه جيد ولكن بشروط :

1ـ ان يكون نتيجة طبيعية لعمل الطفل.

2ـ ان لا يحقر امام جماعة.

3ـ ان لا يكون استبداديا.

4ـ ان يعطيه تجربة بناءة.

5ـ ان لا ينقص من مكانته.

6ـ ان لا يؤدي الى تعريض بدنه الى الايذاء.

واذا كان العقاب حبسا او تخويفا يكون على نحو لا يترك اثارا نفسية سلبية.

وهناك اساليب اخرى للتربية كحرمان الصبي مثلا ليعود الى جادة الصواب, ويمكن حرمانه من سفرة او نزهة ترفيهية او عدم السماح له بمزاولة اللعبة التي يحبها او الحضور في ضيافة معينة. وحين تصدر عن الطفل تصرفات مؤذية فمن الممكن اخراجه من الجمع والطلب من الاخرين عدم مجالسته واللعب معه الى ان يصلح نفسه او يعطي وعدا بذلك. وهذه الطرق والاساليب تستخدم عند مراعاة معايير معينة وفي حالات خاصة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.