المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Kinetic Energy
22-3-2021
المستويات والمنحنيات Levels & Curves
5-1-2022
فلسفة الحجّ وأسراره العميقة (الابعاد الاربعة)
12-10-2014
تهذيب الشعائر الحسينية
3-04-2015
Thorax Imaging
15-7-2021
تخطيط الحديث المنظم- ثانياً : مرحلة توجيه الحديث
23-1-2022


غزوة الابواء  
  
3965   03:37 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص81-82.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014 3620
التاريخ: 5-11-2015 3998
التاريخ: 17-5-2017 3087
التاريخ: 2024-11-04 450

تحوّلت القبلة في هذه السنة [السنة الثانية] من بيت المقدس الى الكعبة، و تزوّج أمير المؤمنين (عليه السّلام) بفاطمة (صلوات اللّه عليها) و نزلت سورة هل أتى في حق أهل البيت، و ذكرت فيها جميع أنواع النعم في الجنة الّا الحور العين و لعل ذلك اجلالا لفاطمة (عليها السّلام)، و فرض صيام شهر رمضان في هذه السنة في آخر شهر شعبان، و صدر فيها حكم القتال مع المشركين و بعد سبعين يوما مضت من السنة الثانية وقعت غزوة الابواء، و الابواء قرية كبيرة ما بين مكة و المدينة و فيها قبر آمنة (رضي اللّه عنها) أم الرسول (صلّى اللّه عليه وآله)، وفي جوارها قرية أخرى تسمى (ودّان)- بفتح الواو و تشديد الدال- و لذا سميّت هذه الغزوة أيضا بغزوة ودّان، و رجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) منها من غير قتال و انتهى الامر الى الصلح، و كانت الراية حينذاك بيد حمزة (رضى اللّه عنه).

وليعلم انّ الحروب التي شارك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) فيها تسمى غزوة، والتي لم يشارك فيها تسمى سرية أو بعثة، والسرية تحتوي على جمع من الجنود، أقلّها تسعة و اكثرها اربعة عشر، و قيل السريّة أقلّها مائة و أكثرها خمسمائة، و أكثر منها تسمى بالمنس، و اذا جاوزت الثمانمائة تسمى بالجيش و اذا جاوزت الاربعة آلاف تسمى جحفلا.

واختلفت الاقوال في عدد غزواته (صلّى اللّه عليه وآله) قيل تسعة عشر وقيل سبعة وعشرون، ولكن القتال وقع في تسع منها.

وفي شهر ربيع الآخر وقعت غزوة بواط، و ذلك انّ النبي (صلّى اللّه عليه وآله) خرج بمائتي رجل قاصدا قافلة قريش، لكنّه رجع من دون أن يصيبها، و بواط اسم جبل من جبال جهينة في ناحية رضوى، ورضوى (بفتح الراء و سكون الضاء على وزن سكرى) جبل بين مكة و المدينة قرب‏ ينبع، و هو الذي تعتقد الكيسانيّة بوجود محمد بن الحنفية فيه حيا حتى يحين وقت ظهوره.

ثم وقعت بعدها غزوة ذي العشيرة، و العشيرة (بضم العين و فتح الشين) موضع لقبيلة بني مدلج (بضم الميم) بين مكة و المدينة، وذلك ان النبي (صلّى اللّه عليه وآله) سمع بخروج ابي سفيان للتجارة الى الشام، فلحقه (صلّى اللّه عليه وآله) الى ارض ذي العشيرة فلم يدركه، فجاء إليه وفد من كبراء بني مدلج و انتهى الامر الى المصالحة و المهادنة.

وفي شهر جمادى الآخرة من هذه السنة وقعت غزوة بدر الاولى، و ذلك لأن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) سمع انّ كرز بن جابر الفهريّ خرج من مكّة مع رجال من قريش واغاروا على ضواحي المدينة، و نهبوا ابلا كانت لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) وبعض المواشي والدواب لآخرين و ساقوها الى مكة.

فخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) في طلبه حتى بلغ واديا يقال له سفوان (بفتح الاول و الثاني) من ناحية بدر، و كان حامل اللواء عليّ (عليه السّلام)، فمكث (صلّى اللّه عليه و آله) هناك قرب بئر ثلاثة أيّام و بحث عن المشركين فلم يجدهم، فرجع الى المدينة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.