المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

خِرقة بن نُباتة
24-06-2015
الـحـق فـي سـرية المـراسلات بوصـفـة حـق ملكـية
22-10-2015
خدمة اللوبيا بعد الزراعة
17-5-2018
فاكهة الباربري Berberis vulgaris
12-11-2017
زيد بن تبيع
8-9-2017
تحويل الفحم إلى صيغ غازية وسائلة
2023-12-24


الإعلام والتعليم  
  
2031   05:30 مساءً   التاريخ: 18-7-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص116ـ118
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

هناك إجماع يكاد ينعقد بين التربويين على أن كلمة (التربية) اوسع مدى من كلمة (التعليم) وأكثر دلالة على ما يتصل بالسلوك وتقويمه، في حين تنحصر كلمة (التعليم) على علاقة محدودة بين طرفين بهدف إيصال قدر معين من المعلومات او المهارات.

وعلى هذا يمكن القول بأن التعليم نمط مؤسسي من أنماط التربية يتم داخل مؤسسات رسمية، تتخذ من هذه العملية رسالة أساسية لها، ويتخذ منها المجتمع وسائل ذات رسائل تكفل له إعداد  النشء وفق ما يريد، بينما تتم التربية داخل تلك المؤسسات وخارجها؛ فالأسرة، والأندية، ووسائل الإعلام ، والمساجد.. وغيرها مؤسسات اجتماعية لها وظائفها الخاصة، ومنها يكتسب الفرد كثيرا من مكونات شخصيته وثقافته بوعي ام بدون وعي.

وإذا قرر بعض الإعلاميين أن الإعلام التعليمي ينحصر في الصحف والمجلات التي تصدر الى المعلمين والطلاب وغيرهم من عناصر العملية التعليمية مضافا الى ذلك البرامج التعليمية المسموعة والمرئية فإن الرأي أن الإعلام مضافا الى ذلك البرامج التعليمية المسموعة والمرئية فإن الرأي أن الإعلام التربوي هو الإعلام الشامل للتربية بمفهومها الواسع الحديث ومن بينها الإعلام التعليمي .

إن الهدف الأول للتعليم هو : نقل تراث الأمة الاجتماعية من جيل الى جيل، وتنمية الجوانب المعرفية.

ويتفق الإعلام والتعليم في أن كلا منهما يهدف الى تغير سلوك الفرد، فبينما يهدف التعليم الى تغيير سلوك التلاميذ الى الأفضل نجد الإعلام يهدف الى تغيير سلوك الجماهير؛ فالتلميذ الذي ينطق كلمة جديدة لم يتعود عليها من قبل قد تعلم شيئا فسلك انواعا من السلوك اللغوي غير سلوكه الأول الذي اعتاد عليه.

كما ان التعليم والإعلام أصلا عملية تفاهم، وعملية التفاهم هي العملية الاجتماعية الواسعة التي تبنى عليها المجتمعات، إذ لا يمكن ان يعيش فرد معزولا دون ان يتفاهم مع من معه  بشأن هذا العمل ويتعاطف معه فيه.

والإعلام بأشكاله المتنوعة في إدارات الإعلام عملية تفاهم تقود على تنظيم التفاعل بين الناس من خلال الحوار الهادف.

ويتميز جمهور التعليم عن جمهور الإعلام بالتجانس، فالتلاميذ في مختلف مراحل التعليم متجانسون من حيث التحصيل والخبرات السابقة والسن والزمن، أما جمهور الإعلام فهم المواطنون كلهم في المجتمع او جزء منه.

كما يتميز جمهور عملية التعليم عن جمهور عملية الإعلام في أن الأول مقيد في حين ان الثاني طليق، فليس التلاميذ في أي مرحلة أحرارا في اختيار المادة التي يدرسونها، اما جمهور الإعلام فحر طليق.

ويتميز التعليم عن الإعلام بصفة المحاسبة على النتائج ، فالطالب مسؤول عن نجاحه، ام في حالة الإعلام فليس منها إلا نادرا من هول مسؤول عن متابعة برنامج او قراءة مجلة.

ويتميز التعليم عن الإعلام أيضا من حيث الدافعية؛ إذ إن الدافع الى التعليم واضح للمتعلم

وضوحا منطقيا في كثير من الأحيان وهو النجاح، بينما نجد الدافع الى الإعلام غير واضح الوضوح الفكري المنطقي الملازم للتعليم.

كذلك يتميز التعليم عن الإعلام في وجود صلة مباشرة متبادلة بين المتعلم والمعلم وهو المتفاعل المباشر، بينما لا توجد في الإعلام باستثناء بعض الحالات كما في الاتصال المباشر.

من هذا المنطلق الفكري يتضح: أن الإعلام يقدم خدمة إخبارية هدفها التبصير والتنوير والإقناع، لتحقيق التكيف والتفاهم المشترك بين الأفراد، أما التعليم فإنه يهدف الى استمرار التراث العلمي والاجتماعي والأدبي والحضاري للأجيال المتعاقبة، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية والبدنية.

من هنا يتضح ان الإعلام والتربية دعامتان يجب ان نجند لهما كل الوسائل التي تخطط لها الدولة، ومن أجل توجيه الأجيال الناشئة والمتعاقبة التوجيه العلمي السليم للسلوك الاجتماعي الذي نرتضيه لأبنائنا ومجتمعاتنا مستفيدين في ذلك من الروابط الوثيقة التي تجمع الإعلام بالتعليم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.