أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
1821
التاريخ: 2023-09-19
916
التاريخ: 2023-04-13
872
التاريخ: 20-6-2018
2312
|
من سياسة الدولة العباسية
السيد جعفر مرتضى الحسيني العاملي
الحياة السياسية للإمام الرضا (عليه السلام) دراسة وتحليل، ص102- 122
______________
حسب القارئ أن يرجع إلى مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصفهاني أن نذكر فقرات من رسالة أبي بكر الخوارزمي، التي أرسلها إلى أهل نيشابور، يقول أبو بكر، بعد أن ذكر كثيراً من الطالبيين، الذين قتلهم الأمويون، والعباسيون ـ ومنهم الرضا الذي تسمم بيد المأمون ـ:
« فلما انتهكوا ذلك الحريم، واقترفوا ذلك الإثم العظيم، غضب الله عليهم، وانتزع الملك منهم، فبعث عليهم «أبا مجرم» لا أبا مسلم، فنظر لا نظر الله إليه إلى صلابة العلوية، وإلى لين العباسية، فترك تقاه، واتبع هواه، وباع آخرته بدنياه، بقتله عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وسلط طواغيت خراسان، وأكراد إصفهان. وخوارج سجستان على آل أبي طالب، يقتلهم تحت كل حجر ومدر، ويطلبهم في كل سهل وجبل، حتى سلط عليه أحب الناس إليه، فقتله كما قتل الناس في طاعته، وأخذه بما أخذ الناس في بيعته، ولم ينفعه: أن أسخط الله برضاه، وأن ركب ما لا يهواه، وخلت من الدوانيقي (1) الدنيا، فخبط فيها عسفا، وتقضى فيها جوراً وحيفاً. وقد امتلأت سجونه بأهل بيت الرسالة، ومعدن الطيب والطهارة، قد تتبع غائبهم، وتلقط حاضرهم، حتى قتل عبد الله بن محمد بن عبد الله الحسني بالسند، على يد عمر بن هشام الثعلبي، فما ظنك بمن قرب متناوله عليه، ولأن مسه على يديه.
وهذا قليل في جنب ما قتله هارون منهم، وفعله موسى قبله بهم، فقد عرفتم ما توجه على الحسن(2) بن علي بفخ من موسى، وما اتفق على علي بن الأفطس الحسيني من هارون، وما جرى على أحمد بن علي الزيدي، وعلى القاسم بن علي الحسيني من حبسه، وعلى غسان بن حاضر الخزاعي، حين أخذ من قبله، والجملة أن هارون مات وقد حصد شجرة النبوة، واقتلع غرس الإمامة. وأنتم أصلحكم الله، أعظم نصيباً في الدين من الأعمش، فقد شتموه، ومن شريك، فقد عزلوه، ومن هشام بن الحكم، فقد أخافوه، ومن علي بن يقطين، فقد اتهموه».
إلى أن يقول: بعد كلام له عن بني أمية: «.. وقل في بني العباس، فإنك ستجد بحمد الله مقالاً، وجل في عجائبهم، فإنك ترى ما شئت مجالاً.
يجبى فيؤهم، فيفرق على الديلمي، والتركي، ويحتمل إلى المغربي، والفرغاني. ويموت إمام من أئمة الهدى، وسيد من سادات بيت المصطفى، فلا تتبع جنازته، ولا تجصص مقبرته، ويموت [ضراط] لهم، أو لاعب أو مسخرة، أو ضارب، فتحضر جنازته العدول والقضاة، ويعمر مسجد التعزية عنه القواد والولاة..
ويسلم فيهم من يعرفونه دهريا، أو سوفسطائيا، ولا يتعرضون لمن يدرس كتاباً فلسفياً ومانوياً، ويقتلون من عرفوه شيعياً، ويسفكون دم من سمى ابنه علياً..
ولو لم يقتل من شيعة أهل البيت غير المعلى بن خنيس، قتيل داوود بن علي، ولو لم يحبس فيهم غير أبي تراب المروزي، لكان ذلك جرحاً لا يبرأ، وثائرة لا تطفأ، وصدعاً لا يلتئم، وجرحا لا يلتحم.
وكفاهم أن شعراء قريش قالوا في الجاهلية أشعاراً يهجون بها أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويعارضون فيها أشعار المسلمين، فحملت أشعارهم. ودونت أخبارهم، ورواها الرواة، مثل: الواقدي، ووهب بن منبه التميمي، ومثل الكلبي، والشرقي ابن القطامي، والهيثم بن عدي، ودأب بن الكناني، وأن بعض شعراء الشيعة يتكلم في ذكر مناقب الوصي، بل ذكر معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم، فيقطع لسانه، ويمزق ديوانه، كما فعل بعبد الله بن عمار البرقي، وكما أريد بالكميت بن زيد الأسدي، وكما نبش قبر منصور بن الزبرقان النمري، وكما دمر على دعبل بن علي الخزاعي. مع رفقتهم من مروان بن أبي حفصة اليمامي، ومن علي بن الجهم الشامي. ليس إلا لغلوهما في النصب، واستيجابهما مقت الرب، حتى إن هارون بن الخيزران، وجعفرا المتوكل على الشيطان، لا على الرحمان، كانا لا يعطيان مالاً. ولا يبذلان نوالاً، إلا لمن شتم آل أبي طالب، ونصر مذهب النواصب، مثل: عبد الله ابن مصعب الزبيري، ووهب بن وهب البختري، ومن الشعراء مثل: مروان بن أبي حفصة الأموي، ومن الأدباء مثل: عبد الملك بن قريب الأصمعي. فأما في أيام جعفر فمثل: بكار بن عبد الله الزبيري، وأبي السمط ابن أبي الجون الأموي، وابن أبي الشوارب العبشمي» وبعد كلام له عن بني أمية أيضاً قال:
«وما هذا بأعجب من صياح شعراء بني العباس على رؤوسهم بالحق، وإن كرهوه، وبتفضيل من نقصوه وقتلوه، قال المنصور بن الزبرقان على بساط هارون:
يتطامنـــون مخافة القتـل *** آل النبــي ومــن يحبهـــــــم
من أمة التوحيد في أزل *** أمن النصارى واليهود وهم
وقال دعبل، وهو صنيعة بني العباس وشاعرهم:
أروح، وأغدو دائم الحسرات *** ألــم تر أني مـــــذ ثمانين حجة
وأيديهـــم من فيئهــم صفرات *** أرى فيئهم في غيرهم متقسما
وقال علي بن العباس الرومي، وهو مولى المعتصم:
يشل على حر الجبين فيعفج ... تأليت أن لا يبرح المرء منكم
ويصبر للسيف الكمي المدجج(3)... كذاك بني العباس تصبر منكم
قتيل زكي بالدماء مضرج(4)... لكل أوان للنبي محمد
وقال إبراهيم بن العباس الصولي ـ وهو كاتب القوم وعاملهم ـ في الرضا لما قربه المأمون:
وتعطون من مئة واحدا *** يمن عليكم بأموالكم
وكيف لا يتنقصون قوماً يقتلون بني عمهم جوعاً وسغباً ويملؤون ديار الترك والديلم فضة وذهبا، يستنصرون المغربي والفرغاني، ويجفون المهاجري والأنصاري، ويولون أنباط السواد وزارتهم، وتلف العجم والطماطم قيادتهم، ويمنعون آل أبي طالب ميراث أمهم، وفيء جدهم. يشتهي العلوي الأكلة، فيحرمها، ويقترح على الأيام الشهوة فلا يطعمها، وخراج مصر والأهواز، وصدقات الحرمين والحجاز، تصرف إلى ابن أبي مريم المديني، وإلى إبراهيم الموصلي، وابن جامع السهمي، وإلى زلزل الضارب، وبرصوما الزامر، وأقطاع بختيشوع النصراني قوت أهل بلد، وجاري بغا التركي، والافشين الأشروسني كفاية أمة ذات عدد..
والمتوكل زعموا يتسرى باثني عشر ألف سرية، والسيد من سادات أهل البيت يتعفف بزنجية، أو سندية. وصفوة مال الخراج مقصورة على أرزاق الصفاعنة، وعلى موائد المخاتنة، وعلى طعمة الكلابين، ورسوم القرادين، وعلى مخارق وعلوية المغني، زرزر، وعمر بن بانة المهلبي، ويبخلون على الفاطمي بأكلة أو شربة، ويصارفونه على دانق وحبة، ويشترون العوادة بالبدر، ويجرون لها ما يفي برزق عسكر. والقوم الذين أحل لهم الخمس، وحرمت عليهم الصدقة، وفرضت لهم الكرامة والمحبة، يتكففون ضراً، ويهلكون فقراً، ويرهن أحدهم سيفه، ويبيع ثوبه، وينظر إلى فيئة بعين مريضة، ويتشدد على دهره بنفس ضعيفة، ليس له ذنب إلا أن جده النبي، وأبوه الوصي، وأمه فاطمة، وجدته خديجة، ومذهبه الإيمان، وإمامه القرآن. وحقوقه مصروفة إلى القهرمانة والمضرطة وإلى المغمزة، إلى المزررة، وخمسه مقسوم على نقار الديكة الدمية، والقردة، وعلى رؤوس اللعبة واللعبة، وعلى مرية الرحلة..
وماذا أقول في قوم حملوا الوحوش على النساء المسلمات، وأجروا لعبادة وذويه الجرايات، وحرثوا تربة الحسين (عليه السلام) بالفدان، ونفوا زواره إلى البلدان، وما أصف من قوم هم: نطف السكارى في أرحام القيان؟ وماذا يقال في أهل بيت منهم نبع البغا، وفيهم راح التخنيث وغداً، وبهم عرف اللواط؟!. كان إبراهيم بن المهدي مغنياً، وكان المتوكل مؤنثاً موضعاً، وكان المعتز مخنثاً، وكان ابن زبيدة معتوهاً مفركاً، وقتل المأمون أخاه، وقتل المنتصر أباه، وسم موسى بن المهدي أمه، وسم المعتضد عمه. ولقد كان في بني أمية مخازي تذكر، ومعائب تؤثر».
وبعد أن عدد بعض مخازي بني أمية، ومعائبهم قال:
«.. وهذه المثالب مع عظمها وكثرتها، ومع قبحها وشنعتها، صغيرة وقليلة في جنب مثالب بني العباس، الذين بنوا مدينة الجبارين، وفرقوا في الملاهي والمعاصي أموال المسلمين.. إلى آخر ما قال..»(5).
هذا جانب من رسالة الخوارزمي، وقد كنت أود أن أثبتها بتمامها، لكنني رأيت أن المجال لا يتسع لذلك. وعلى كل فإن:
ذلك كله غيض من فيض. ولعل فيما ذكرناه كفاية..
سياسة العباسيين مع الرعية
نظرة عامة:
لا نريد في هذا الفصل أن نعرض لأنواع القبائح، التي كان العباسيون يمارسونها، فإن ذلك مما لا يمكن الالمام به واستقصاؤه في هذه العجالة.
وإنما نريد فقط أن نعطي لمحة سريعة عن سيرتهم السيئة في الناس، ومدى اضطهادهم وظلمهم لهم، وجورهم عليهم، الأمر الذي أسهم إسهاما كبيراً في كشف حقيقتهم، وبيان واقعهم أمام الملأ.. حتى لقد قال الشعراء في وصف الحالة العامة في زمن خلفائهم الشيء الكثير، فمن ذلك قول سليم العدوي في الثورة على الوضع القائم:
ولا نــرى لولاة الحق أعوانا *** حتى متى لا نرى عدلاً نسر به
إذا تلـــون أهـل الجور ألوانا *** مستمسكين بحــق قائمين بـــه
وقائد ذي عمي يقتاد عميانا(6)... يا للـــــرجال لداء لا دواء له
وقال سديف:
بعد التباعد والشحناء والإحن *** إنا لنأمــل أن ترتــــد ألفتنا
فينا كأحكــام قوم عابدي وثن *** وتنقضي دولة أحكام قادتها
فكتب المنصور إلى عبد الصمد بن علي بأن: يدفنه حيا، ففعل(7).
وقد ذكر أبو الفرج أبياتاً كثيرة بالإضافة إلى هذين البيتين، ونسبها يحيى بن عبد الله بن الحسن، بحضرة الرشيد، إلى عبد الله بن مصعب الزبيري، ومن جملتها قوله:
بري الصناع قداح النبع بالسفن(8) *** فطالما قد بروا في الجور أعظمنا
وقال آخر، وهو أحمد بن أبي نعيم، الذي نفاه المأمون بسبب هذا البيت إلى السند:
الناس أمير من آل عباس(9)... ما أحسب الجور ينقضي وعلى
وقد تقدم قول أبي عطاء السندي، المتوفى سنة 180 ه:
وليت عدل بني العباس في النار *** يا ليت جور بني مروان دام لنا
وقال الدكتور أحمد محمود صبحي: «.. لكن ذلك المثل الأعلى للعدالة، والمساواة الذي انتظره الناس من العباسيين، قد أصبح وهما من الأوهام، فشراسة المنصور والرشيد، وجشعهم، وجور أولاد علي بن عيسى وعبثهم بأموال المسلمين، يذكرنا بالحجاج، وهشام، ويوسف ابن عمرو الثقفي، وعم الاستياء أفراد الشعب، بعد أن استفتح أبو عبد الله، المعروف ب «السفاح» وكذلك المنصور بالإسراف في سفك الدماء، على نحو لم يعرف من قبل»(10). ويقول صاحب إمبراطورية العرب: «.. إنه بالرغم من أن جيش خراسان هو الذي أوصل العباسيين إلى الملك، فإن الفتن في خراسان ظلت قائمة في عهد العباسيين، كما كانت في عهد الأمويين. وكان الشعار الذي رفعه الخراسانيون الآن: أنهم هم الذين أوصلوا «آل البيت» إلى الحكم، لإقامة عهد من الرحمة والعدل، لا لإقامة عهد آخر من الطغيان، المتعطش إلى سفك الدماء.. إلى أن يقول:
لكن الشيء الذي لا ريب فيه: هو أن الأحلام بإقامة عهد السلام والعدل، التي كانت السبب في الثورة العامة ضد الأمويين قد تبخرت الآن، ولو لم يكن العباسيون أسوأ حالاً من الأمويين، فإنهم لم يكونوا ـ على أي حال ـ خيراً منهم» (11). وقريب منه كلام غيره (12).
ولعل قصيدة أبي العتاهية، التي مطلعها:
نصائحاً متوالية *** من مبلغ عني الإمام
تعبر تعبيراً صادقاً عن الحالة العامة، التي كانت سائدة آنذاك، وهي معروفة ومشهورة ومذكورة في ديوانه ص 304. وهي بحق من الوثائق الهامة. المعبرة عن واقع الحياة في تلك الفترة من الزمن.
مع موقف الخلفاء بالتفصيل:
وبعد هذا. وإذا ما أردنا أن نقف عند بعض جنايات وجرائم كل واحد منهم فإننا نقول:
أما السفاح:
الذي أظهر نفسه في صورة مهدي (13).
فهو الذي يقول عنه المؤرخون: إنه: «كان سريعاً إلى سفك الدماء، فاتبعه عماله في ذلك، في المشرق والمغرب، واستنوا بسيرته، مثل: محمد بن الأشعث بالمغرب، وصالح بن علي بمصر، وخازم بن خزيمة، وحميد بن قحطبة، وغيرهم» (14). حتى لقد خرج عليه شريك بن شيخ المهري، الذي كان ـ على ما يظهر ـ من دعاة العباسيين ـ خرج عليه ـ ببخارا، في أكثر من ثلاثين ألفاً، فقال: «ما على هذا بايعنا آل محمد، تسفك الدماء، ويعمل بغير الحق..»(15) فوجه إليه السفاح أبا مسلم، فقتله، ومن معه.. وقضية عامل السفاح ـ وهو أخوه، وقيل: ابن أخيه، يحيى ـ مع أهل الموصل، حيث ذبح الآلاف الكثيرة منهم في المسجد. هذه القضية معروفة ومشهورة.
وينص المؤرخون، على أنه: لم يبق من أهل الموصل على كثرتهم إلا أربع مئة إنسان، صدموا الجند، فأفرجوا لهم. كما أنه أمر جنده، فبقوا ثلاثة أيام يقتلون النساء، لأنه سمع أنهن يبكين رجالهن. وينص المؤرخون أيضاً: على أن نفوس أهل الموصل قد ذلت بعد تلك المذبحة، ولم يسمع لهم بعدها صوت، ولا قامت لهم قائمة (16).
وعندما سألت السفاح زوجته أم سلمة، بنت يعقوب بن سلمة: «لأي شيء استعرض ابن أخيك أهل الموصل بالسيف؟!. قال لها: وحياتك ما أدري..» (17)!!.
وقد تقدمت عبارة الدكتور أحمد محمود صبحي عن السفاح والمنصور معاً عن قريب.
وأما المنصور:
الذي أظهر نفسه في صورة مهدي كما يظهر من قول أبي دلامة مخاطباً أبا مسلم الذي قتله المنصور:
على عبده حتى يغيرها العبد *** أبا مجرم ما غير الله نعمة
ألا إن أهل الغدر آباءك الكرد(18) *** أفي دولة المهدي حاولت غدرة
والذي قتل خلقاً كثيراً حتى استقام له الأمر (19).
فأمره في الظلم والجور وانتهاك الحرمات أشهر من أن يذكر، حتى لقد أنكر عليه ذلك: «.. رجل من أعظم الدعاة قدراً، وأعظمهم غناء، وهو أبو الجهم بن عطية، مولى باهلة. وهو الذي أخرج أبا العباس السفاح من موضعه الذي أخفاه فيه أبو سلمة، حفص بن سليمان الخلال، وحرسه، وقام بأمره حتى بويع بالخلافة، فكان أبو العباس يعرف له ذلك. وكان أبو مسلم يثق به، ويكاتبه.
فلما استخلف أبو جعفر المنصور، وجار في أحكامه، قال أبو الجهم: ما على هذا بايعناهم، إنما بايعناهم على العدل، فأسرها أبو جعفر في نفسه، ودعاه ذات يوم. فتغدى عنده، ثم سقاه شربة من سويق اللوز، فلما وقعت في جوفه هاج به وجع، فتوهم: أنه قد سم، فوثب، فقال له المنصور: إلى أين يا أبا الجهم؟! فقال: إلى حيث أرسلتني، ومات بعد يوم أو يومين فقال:
فإن سويق اللوز أردى أبا الجهم (20). ... إحذر سويق اللوز لا تشربنه
وأنكر عليه ذلك أيضاً ـ بالإضافة إلى عمه كما تقدم ـ جماعة من قواده، فقاموا عليه، ودعوا الناس إلى موالاة أهل البيت، فحاربهم عبد الرحمان الأزدي سنة 140 ه. فقتل طائفة منهم، وحبس آخرين (21).
وقال الطبري في حوادث سنة 140 ه. أيضاً: «.. وفيها ولي أبو جعفر عبد الجبار بن عبد الرحمن خراسان، فقدمها، فأخذ بها ناساً من القواد، وذكر أنه اتهمهم بالدعاء إلى ولد علي بن أبي طالب، منهم: مجاشع بن حريث الأنصاري، وأبو المغيرة، مولى لبني تميم، واسمه خالد ابن كثير، وهو صاحب قوهستان، والحريش بن محمد الذهلي، ابن عم داوود، فقتلهم وحبس الجنيد بن خالد بن هريم التغلبي، ومعبد بن الخليل المزني، بعد ما ضربهما ضرباً مبرحاً، وحبس عدة من وجوه قواد أهل خراسان..» (22).
ولعل من الأمور الجديرة بالملاحظة هنا: أن المنصور كان يعاشر الراوندية القائلين بألوهيته، ولا ينهاهم ولا يردعهم عن مقالتهم تلك، وعندما سأله أحد المسلمين عن ذلك قال له ـ على ما في تاريخ الطبري ـ: «لأن يكونوا في معصية الله وطاعتنا، أحب إلي من أن يكونوا في طاعة الله ومعصيتنا..».
ولكنه عندما ثاروا عليه في الهاشمية، وضع فيهم السيف وقتلهم، ولكن لا لأجل مقالتهم الشنيعة تلك، وإنما لأجل عدم طاعتهم له!.
هذا.. وعندما قال لعبد الرحمان الإفريقي، رفيق صباه: «كيف رأيت سلطاني من سلطان بني أمية؟».
أجابه عبد الرحمان: «ما رأيت في سلطانهم شيئاً من الجور إلا رأيته في سلطانك..»(23).
وعندما قدم عليه عبد الرحمان هذا من إفريقيا، ودخل عليه، بعد أن بقي ببابه شهراً، لا يستطيع الوصول إليه، قال له عبد الرحمان: «ظهر الجور ببلادنا، فجئت لأعلمك، فإذا الجور يخرج من دارك. ورأيت أعمالاً سيئة، وظلماً فاشياً، ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كان الأمر أعظم». فغضب المنصور. وأمر بإخراجه (24).
وقال لابن أبي ذؤيب: «أي الرجال أنا؟».
فأجابه: «أنت والله عندي شر الرجال، استأثرت بمال الله، ورسوله، وسهم ذوي القربى، واليتامى. والمساكين، وأهلكت الضعيف، وأتعبت القوي، وأمسكت أموالهم(25). وحج أبو جعفر فدعا ابن أبي ذئب، فقال: نشدتك الله، ألست أعمل بالحق؟ أليس تراني أعدل؟ فقال ابن أبي ذئب: أما إذ نشدتني بالله فأقول: اللهم لا، ما أراك تعدل، وإنك لجائر، وإنك لتستعمل الظلمة، وتترك أهل الخير(26).
وعندما كان يطوف بالبيت سمع أعرابيا يقول: «اللهم إني أشكو إليك ظهور الفساد، وما يحول بين الحق وأهله، من الطمع»، فطلبه المنصور، فأتي به، فاستمع المنصور منه إلى شرح واف عن الظلم، والجور، والفساد، الذي كان فاشيا آنذاك، وهي قصة طويلة لا مجال لذكرها، وعلى مريدها المراجعة إلى مظانها(27).
ولا بأس بمراجعة ما قاله له عمرو بن عبيد، في موعظته الطويلة له، ومن جملتها: «.. إن وراء بابك نيرانا تتأجج من الجور، والله، ما يحكم وراء بابك بكتاب الله، ولا بسنة نبيه إلخ..» (28).
وقد لقي أعرابياً بالشام، فقال له المنصور: «احمد الله يا أعرابي، الذي دفع عنكم الطاعون بولايتنا أهل البيت».
فأجابه الأعرابي: «إن الله أعدل من أن يجمعكم علينا والطاعون». فسكت، ولم يزل يطلب له العلل حتى قتله (29).
وقد كتب له ، الذي كان من المتحمسين للدولة العباسية:
فاكفف يديك أظلها «مهديها»(30)... أسرفت في قتل الرعية ظالماً
ويريد ب «مهديها» محمد بن عبد الله بن الحسن على ما يظهر. وقضية الرجل الهمداني، الذي أراد عامل المنصور أن يسلبه ضيعته، فأبي عليه ذلك، فكبله بالحديد، وسيره إلى المنصور، فأودعه السجن أربعة أعوام، لا يسأل عنه أحد، هذه القضية معروفة، ومشهورة (31).
وعندما بنى مدينة: «المصيصية» قد أخذ أموال الناس، حتى ما ترك عند أحد فضلاً (32) وعندما أراد أن يبني مدينة أخرى ثار الناس عليه ووقع القتال، لأنهم علموا أنه سوف لا يبقى عندهم فضلاً أيضاً.
وأما ما فعله عبد الوهاب ابن أخي المنصور في أهل فلسطين، فذلك يفوق كل وصف ويتجاوز كل بيان (33).
بعض ما يقال عن المنصور:
وأخيراً.. فقد قال عنه البيهقي إنه: «كان يعلق الناس من أرجلهم، حتى يؤدوا ما عليهم»(34).
هذا.. وقد وصف اليافعي والذهبي المنصور بأنه كان: «فيه جبروت وظلم» (35).
ووصفه السيد أمير علي بأنه: «كان غادراً خداعاً، لا يتردد البتة في سفك الدماء.. إلى أن قال: وعلى الجملة: كان أبو جعفر سادراً في بطشه، مستهتراً في فتكه. وتعتبر معاملته لأولاد علي من أسوأ صفحات التاريخ العباسي» (36).
ولا بأس بمراجعة ما قاله الريان، مولى المنصور لجعفر بن أبي جعفر، حيث ينص على أنه قتل أهل الدنيا، ممن لا يعد ولا يحصى، وإن فرعون لا يقاس به (37).
وأما المهدي:
الذي اتخذ الزندقة ذريعة للفتك بالأبرياء.. فقد كفانا الجهشياري مؤونة الحديث عنه، حيث قال: إنه في زمن المهدي هذا:
«كان أهل الخراج يعذبون بصنوف من العذاب، من السباع، والزنابير والسنانير» (38). وقد خرج عليه يوسف البرم بخراسان، منكرا عليه أحواله، وسيرته، وما يتعاطاه (39).
وأما الهادي:
فقد كان: «يتناول المسكر، ويحب اللهو والطرب، وكان ذا ظلم وجبروت» (40).
وكان: «سيّء الأخلاق، قاسي القلب، جباراً، يتناول المسكر، ويلعب» (41).
وقد قال عنه الجاحظ: «كان الهادي شكس الأخلاق، صعب المرام، سيء الظن. قل من توقاه، وعرف أخلاقه إلا أغناه، وما كان شيء أبغض إليه من ابتدائه بسؤال. وكان يأمر للمغني بالمال الخطير الجزيل» (42).
وقال الجهشياري: «كان فظاً قاسياً، غير مأمون على وفاء بوعد» (43).
نعم.. لقد كان يأمر للمغني بالمال الجزيل الخطير ـ من بيت مال المسلمين ـ كما يقول الجاحظ.. وقد بلغ من إسرافه في إجازة الخلعاء والمغنين، أن دفع إسحاق الموصلي لأن يقول: «لو عاش لنا الهادي لبنينا حيطان دورنا بالذهب والفضة» (44) وأخيراً.. فقد قال عنه الذهبي: «قد كان جباراً ظالم النفس» (45) إلى آخر ما هنالك مما لا مجال لنا هنا لتتبعه.
وأما الرشيد:
فسيرته تكفي عن كل بيان.. ويكفيه أنه ـ كما ينص المؤرخون ـ يشبه المنصور في كل شيء إلا في بذل المال (46)، حيث يقولون إن المنصور كان بخيلاً.
وقد تسلط ـ كالمنصور ـ بعد مدة من خلافته على الأمور، فأفسد الصنايع، وأحب جمع الأموال (47).
«وكان جباراً سفاكاً للدماء، على نمط من ملوك الشرق المستبدين» (48). وقد عسف عامله أهل خراسان، وقتل ملوكها، ووجوه أهلها وأشرافها وصناديدها، وأخذ أموالهم. فأرسلها إلى الرشيد، الأمر الذي كان سبباً في انتقاضها عليه (49).
وكان يعذب الناس في الخراج، حيث: «أخذ العمال، والتناء، والدهاقين، وأصحاب الصنايع، والمبتاعين للغلات، والمقبلين. وكان عليهم أموال مجتمعة، فولى مطالبتهم عبد الله بن الهيثم بن سام. فطالبهم بصنوف من العذاب. إلى أن دخل عليه ابن عياض، فرأى الناس يعذبون في الخراج، فقال: ارفعوا عنهم، إني سمعت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عذب الناس في الدنيا عذبه الله يوم القيامة، فأمر بأن يرفع العذاب عن الناس، فرفع..» (50).
وكان قد ولى رجلاً يضرب الناس، ويحبسهم، ليؤدوا ما عليهم من الخراج (51).
وقال أبو يوسف، في عرض وصيته للرشيد بشأن عمال الخراج: «بلغني أنه: قد يكون في حاشية العامل، أو الوالي جماعة، منهم من له حرمة، ومنهم من له إليه وسيلة، ليسوا بأبرار ولا صالحين، يستعين بهم. ويوجههم في أعماله، يقتضي بذلك الذمامات. فليس يحفظون ما يوكلون بحفظه، ولا ينصفون من يعاملونه، إنما مذهبهم أخذ شيء، من الخراج كان، أو من أموال الرعية. ثم إنهم يأخذون ذلك كله ـ فيما بلغني ـ بالعسف، والظلم، والتعدي (52)..
وقال: وبلغني أنهم يقيمون أهل الخراج في الشمس، ويضربونهم الضرب الشديد، ويعلقون عليهم الجرار، ويقيدونهم بما يمنعهم من الصلاة، وهذا عظيم عند الله، شنيع في الإسلام» (53).
وبعد.. فقد كان في قصره أربعة آلاف امرأة: من الجواري والحظايا (54) وكان على حد تعبير بعضهم: «حريصاً على اللذات المحرمة، وسفك الدماء، وغصب حقوق الناس، وكان ظالماً لأهل البيت (عليهم السلام) وكانت جوائزه خاصة لأهل اللهو، واللعب، والمغنين، والراقصات».
وأما الأمين.
«.. الذي رفض النساء، واشتغل بالخصيان، ووجه إلى البلدان في طلب الملهين، واستخف حتى بوزرائه، وأهل بيته» (55).
فقد كان: «قبيح السيرة، ضعيف الرأي، سفاكا للدماء، يركب هواه، ويهمل أمره، ويتكل في جليلات الأمور على غيره الخ..» (56).
ويضيف هنا القلقشندي قوله: «منهمكا في اللذات واللهو..» (57).
ويكفيه أن كلاً من العبري، وابن الأثير الجزري يقول عنه: إنه: «لم يجد للأمين شيئاً من سيرته يستحسنه، فيذكره..» (58).
ولقد كانت أيامه على الناس، أيام حروب، وويلات، وسلب ونهب، وما إلى ذلك، مما لا تقره شريعة، ولا يرضى به خلق كريم.
____________
(1) في مجمع الفوائد: «وخلت إلى الدوانيقي» ولعله هو الصواب.
(2) الظاهر أن الصحيح هو: «الحسين» كما في مجمع الفوائد.
(3) في مقاتل الطالبيين: «لذاك بني العباس يصبر مثلكم ويصبر للموت».
(4) في مقاتل الطالبيين: «أكل أوان».
(5) راجع: رسائل الخوارزمي طبع القسطنطينية سنة 1297 من ص 130، إلى ص 140، ونقل شطراً كبيراً منها: سعد محمد حسن في كتابه: المهدية في الإسلام ابتداء من ص 58 وذكر شطراً منها أيضاً الدكتور أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام ج 3 ص 297 فما بعدها، فراجع. وهي موجودة بتمامها في مجموعة خطية من تأليف سيدي الوالد أيده الله، سماها: «مجمع الفوائد، ومجمل العوائد» ابتداء من ص 45..
(6) المستطرف ج 1 ص 97، وطبيعة الدعوة العباسية ص 272، وضحى الإسلام ج 2 ص 37.
(7) راجع: العمدة لابن رشيق ج 1 ص 75، 76، والعقد الفريد، طبع دار الكتاب العربي ج 5 ص 87، وهامش طبقات الشعراء ص 41.
(8) مقاتل الطالبيين ص 476، 477.
(9) راجع: وفيات الأعيان: ترجمة يحيى بن أكثم، ومروج الذهب ج 3 ص 435، وضحى الإسلام ج 2 ص 38، ونهاية الإرب ج 8 ص 175، وطبيعة الدعوة العباسية ص 273، وطبقات الشعراء ص 378، لكنه نسبه لابن أبي خالد، لكن في العقد الفريد ج 6 ص 418، قد نسب يحيى بن أكثم هذا البيت إلى دعبل.
(10) نظرية الإمامة ص 381، لكن كنية السفاح هي: «أبو العباس» لا أبو عبد الله و عبد الله هو: اسمه، واسم المنصور أيضاً، الذي كان أكبر من السفاح.
(11) إمبراطورية العرب ص 452.
(12) راجع: حياة الإمام موسى بن جعفر 2 ص 162 عن كتاب: «النكبات» للريحاني، وضحى الإسلام ج 1 ص 127 حتى 131.
(13) البداية والنهاية ج 1 ص 69 والتنبيه والإشراف ص 292.
(14) مروج الذهب للمسعودي ج 3 ص 222، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 259. ومشاكلة الناس لزمانهم لليعقوبي ص 22، وليراجع إمبراطورية العرب ص 435.
(15) الكامل لابن الأثير ج 4 ص 342، والإمامة والسياسة ج 2 ص 139، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 354 طبع صادر، والبداية والنهاية ج 10 ص 56، وتاريخ التمدن الإسلامي ج 2 ص 402، وغيرهم.. وفي كتاب طبيعة الدعوة العباسية ص 230 قال: إنه «لذلك نقل ولاءه للعلويين، وثار ببخارا، وانضم إليه أنصار العلويين في خراسان، وكذلك ولاة العباسيين على بخارا، وبرزم، وكانت حركته شعبية. وجابه أبو مسلم صعوبات كبيرة في القضاء عليها..» انتهى.
(16) راجع تفاصيل هذه القضية في: النزاع والتخاصم للمقريزي ص 48، 49، والكامل لابن الأثير ج 5 ص 212، حوادث سنة 132، وتاريخ ابن خلدون ج 3 ص 177، وغاية المرام للموصلي ص 115، وتاريخ اليعقوبي، طبع صادر ج 2 ص 357، وشرح ميمية أبي فراس ص 216.
(17) النزاع والتخاصم للمقريزي ص 49، وغير ذلك.
(18) عيون الأخبار لابن قتيبة ج 1 ص 26 والكنى والألقاب ج 1 ص 158. ويحتمل أن يقصد بالمهدي هنا: السفاح.
(19) فوات الوفيات ج 1 ص 232، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 259، وتاريخ الخميس ج 2
(20) النزاع والتخاصم للمقريزي ص 52، وليراجع: الوزراء والكتاب ص 136 ـ 137 وفيه: أن أبا الجهم كان وزيرا للسفاح.
(21) البداية والنهاية ج 10 ص 75.
(22) الطبري، طبع ليدن ج 10 ص 128.
(23) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 268، وغيره.
(24) تاريخ بغداد ج 10 ص 215، والإمام الصادق، والمذاهب الأربعة المجلد الأول جزء 2 ص 479.
(25) الإمامة والسياسة ج 2 ص 145.
(26) صفة الصفوة ج 2 ص 175.
(27) المحاسن والمساوي من ص 339، إلى ص 341 والعقد الفريد للملك السعيد ص 116، 117، 118، وحياة الحيوان للدميري ج 2 ص 190، 191، طبع سنة 1319، وعيون الأخبار، لابن قتيبة ج 2 من ص 333، إلى ص 336، والعقد الفريد ج 2 ص 104، 105، طبع سنة 1346، وضحى الإسلام ج 2 ص 40، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 2 ص 480، نقلاً عن: تاريخ ابن الساعي ص 19، والفتوحات الإسلامية لدحلان ج 2 ص 445، حتى 448 مطبعة مصطفى محمد. والموفقيات ص 392، 393 .
(28) مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 336، 337، والمحاسن والمساوي، طبع صادر ص 338، 339، وعيون الأخبار، لابن قتيبة باختصار ج 2 ص 337، ونور القبس ص 44.
(29) روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار ص 86 وأساس الاقتباس، والبداية والنهاية ج 10 ص 123، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 265، وفي كتاب طبيعة الدعوة العباسية ص 273، نقلاً عن تاريخ دمشق لابن عساكر III ص 391: أن الذي قال للمنصور ذلك هو منصور بن جعونة الكلابي: وأن قوله له هو: «إن الله أعدل من أن يسلط علينا الطاعون والعباسيين معاً».
(30) العقد الفريد، طبع دار الكتاب العربي ج 5 / 88. ويقال: إن هذا هو سبب قتل سديف.
(31) شرح قصيدة ابن عبدون لابن بدرون ص 281، 282، ومروج الذهب ج 3 ص 288.
(32) تاريخ اليعقوبي ج 3 / 121.
(33) الوزراء والكتاب ص 137،
(34) المحاسن والمساوي ص 339.
(35) العبر للذهبي ج 1 / 230، ومرآة الجنان لليافعي ج 1 / 334.
(36) مختصر تاريخ العرب والتمدن الإسلامي ص 184، وليراجع تاريخ التمدن الإسلامي ج 4 / 399. والتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ج 3 / 61.
(37) الوزراء والكتاب ص 130.
(38) الوزراء والكتاب ص 142.
(39) البداية والنهاية ج 10 / 131.
(40) تاريخ الخميس ج 2 / 331.
(41) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 279، وغيره.
(42) التاج للجاحظ ص 81.
(43) الوزراء والكتاب ص 174.
(44) الأغاني، طبع دار الكتب بالقاهرة ج 5 / 163.
(45) العبر للذهبي ج 1 / 258. ولا بأس بمراجعة: مشاكلة الناس لزمانهم ص 24.
(46) ولكن لا في سبيل الله، وإنما على ملذاته وشهواته، وعلى المغنين والمضرطين كما في رسالة الخوارزمي المتقدمة، وكما ينص عليه أي كتاب تاريخي يتحدث عن سيرته وأفعاله.
(47) التنبيه والإشراف ص 299.
(48) هذا قول الأمير شكيب أرسلان، في تعليقته على: حاضر العالم الإسلامي، نقلها عنه: محمد بن عقيل هامش ص 20 من كتابه: العتب الجميل.. وهو من منشورات هيئة البحوث الإسلامية في إندونيسيا.
(49) الوزراء والكتاب ص 228.
(50) تاريخ اليعقوبي ج 3 / 146.
(51) البداية والنهاية ج 10 / 184.
(52) الخراج لأبي يوسف ص 116 ط سنة 1392 ه.
(53) المصدر نفسه ص 118.
(54) البداية والنهاية ج 10 / 220، نقلاً عن الطبري. وفي نفس الجزء من البداية والنهاية ص 222 قال: «قال بعضهم: إنه كان في داره أربعة آلاف جارية سراري حسان».
وجاء في ضحى الإسلام ج 1 / 9. أنه: «كان للرشيد زهاء ألفي جارية: من المغنيات، والخدمة في الشراب في أحسن زي، من كل نوع من أنواع الثياب والجوهر»، وإذن فكيف بالسراري الذين هم أربعة آلاف، وبقية الجواري، اللواتي يحتاج إليهن في كثير من الشؤون. فالرقم الحقيقي أكثر من أربعة آلاف بكثير، بل لعله يزيد عما كان عند المتوكل، الذي كان يتسرى باثني عشر ألف سرية، كما نص عليه الخوارزمي فيما تقدم، وجبور عبد النور في كتاب الجواري 36 من سلسلة اقرأ.
(55) مآثر الإنافة ج 1 / 205، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 201، ومختصر تاريخ الدول ص 134، والكامل لابن الأثير، طبع دار الكتاب العربي ج 5 / 170، والطبري، وغير ذلك.
(56) التنبيه والإشراف ص 302.
(57) مآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي ج 1 / 204.
(58) مختصر أخبار الدول ص 134، والفخري في الآداب السلطانية ص 212.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|