أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2021
2549
التاريخ: 3-2-2018
2202
التاريخ: 14-11-2016
2227
التاريخ: 23-9-2018
1670
|
من اهم الامور التي يحتاج اليها الطفل ـ بسبب نقص خبرته بالحياة الاجتماعية - التوجيه القائم على الإخلاص حتى يتم التقبل المتبادل بينه وبين المجتمع ومثل هذا التوجيه لا يوفره الا ابوان تلقيا هذا الطفل وهما راغبان فيه.
والطفل يشعر بحاجة الى من يوجهه ويبصره بالأمر ويرد على تساؤلاته العديدة التي تسبب له الحيرة بعدم الحصول على اجابات عنها وكذا في تحيزه الى انواع معينة من السلوك يثاب عليها وترهيبه من انواع اخرى من السلوك يعاقب منها ويكتشف بعد ذلك اضرارها فيعرف طريقه ويزول الغموض الذي يغلف مواقف حياته وينمي ذلك الضمير وهو السلطة الذاتية العقوبية التي يخشاها الفرد وتكون في الوقت نفسه محببة للنفس لانها نابعة من ذاته وليست دخيلة مفروضة ويظهر ذلك في مرحلة الشباب حيث تحتضن السلطة الوالدين ويبقى له في ضميره من يوجهه بموجب ما اكتسبه من قيم وعادات وافكار توجهه الى الطريق الصحيح او يقوى ضميره على ممارسة السلطة على سلوكه فينحرف سواء السبيل.
والرعاية الوالدية والتوجيه - خاصة من جانب الام - للطفل هي التي تكفل تحقيق النمو تحقيقا سليما يضمن الوصول به الى افضل مستوى من مستويات النمو الجسمي والنفسي، ويحتاج اشباع هذه الحاجة الى ان يحيط الوالدان طفلهم بحبهما ورعايتهما في حين ان غياب الام بسبب الموت او الانفصال او ظروف العمل وخاصة في حالة عمل الام وانشغالها عن الطفل يؤثر تأثيرا سيئا في حياة الطفل.
وفي الريف قلما يناقش الاباء ابنائهم في مشكلاتهم وصعوباتهم الشخصية بالاضافة الى ان الأسرة الريفية تلجأ غالبا الى العقاب البدني كلما اخطأ الطفل وهذا الاسلوب منتشر في الريف في حين ان تأنيب المخطئ وتبصيره بما صدر منه من خطأ اسلوب منتشر في المدينة.
وقد ادت التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في الريف المصري في الآونة الاخيرة الى زيادة الوعي لدى كثير من الاباء والامهات تجاه اطفالهم وحرصهم على متابعتهم وتوجيههم وبصفة خاصة المتعلمين منهم .
والمتابعة الوالدية للطفل تعد احد جوانب التربية، وعن طريق التربية يكتسب الطفل القيم الاساسية والدعامات الاولى لبناء ذاته وشخصيته في محيط الاسرة فمن ناحية تمثل الاسرة ثقافة المجتمع بصورة عامة كما تمثل من ناحية اخرى الثقافة الفرعية التي تنتمي اليها بصفة خاصة(1) فالأسرة كانت ولا تزال اقوى سلاح يستخدمه المجتمع في عملية التطبيع الاجتماعي ونقل التراث من جيل الى جيل فمنها يتعلم الفرد الامتثال والطاعة والاندماج في ثقافة المجتمع واتباع تقاليده وبها تكون المتابعة للطفل والاهتمام به وانارة الطريق امامه بالتوجيه والارشاد تارة وبالعقاب تارة اخرى.
هذا وقد تؤدي بعض المشاكل الاسرية الى إهمال الوالدين للطفل وعدم متابعته مثل أمية الوالدين او احدهما او بعض الازمات الناشئة عن غياب احد الزوجين او الاضطرابات التي تنشا عن المرض الطويل للعائل لدرجة تقعده عن العمل والكسب مما يؤدي الى انهيار الاسرة وتفككها وبالتالي تقف كل هذه العوامل وغيرها في طريق التنشئة الاجتماعية السوية للطفل.
كذلك يؤثر المستوى التعليمي للوالدين على متابعتهما لأطفالهما فالوالدان المثقفان او احدهما يكونان اكثر اهتماما بمتابعة اطفالهما والحرص على التقديم لهم في دور الحضانة والكتاتيب ودفع المصروفات لهم والسؤال عن احوالهم الدراسية وتوجيههم بعكس ما اذا كان الوالدان اُميان يجهلان امور تنشئة الطفل ومتابعته.
فالأسرة لابد ان توفر لأبنائها أسباب التربية والنماء والرعاية والاسرة هي البيئة الوحيدة التي يمكن فيها تنشئة الاطفال مسلمين صالحين ولا تستطيع منظمة اجتماعية اخرى ان تقوم بدور الاسرة في تشكيلها لشخصية الطفل ومتابعتها له في سني حياته الاولى على الاقل.
_____________
1ـ محمد سعيد فرح : دراسات في المجتمع المصري ، الاسكندرية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1996،ص169.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|