أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12
365
التاريخ: 2024-08-11
373
التاريخ: 8-10-2014
1658
التاريخ: 2024-11-02
171
|
قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } [الصف: 6] .
ممّا لا شكّ فيه أنّ (التوراة والإنجيل) اللذين بأيدي اليهود والنصارى ليسا من الكتب السماوية التي نزلت على الرّسولين الإلهيين العظيمين (موسى وعيسى)(عليهما السلام). إذ أنّها (كتب) ألّفها وجمعها بعض أصحابهم أو من أتى بعدهم.
إنّ مطالعة إجمالية لها تكشف هذه الحقيقة بوضوح، كما أنّ اليهود والمسيحيين لا ينكرون ذلك، وممّا لا شكّ فيه أنّ قسماً من تعاليم (موسى وعيسى) (عليهما السلام) قد ثبتت في هذه الكتب من خلال أقوال أتباعهم وحوارييهم، ولذا فلا يمكن إعتبار كلّ ما ورد في العهد القديم (التوراة والكتب الاُخرى المتعلّقة به)، وكذلك العهد الجديد (الإنجيل وما يرتبط به) مقبولا وصحيحاً، كما لا يمكن رفض وإنكار جميع ما ورد فيها أيضاً.
والموقف المناسب ممّا ورد فيهما هو إعتبار ما جاء فيها من التعاليم خليطاً من تعاليم النبيين (موسى وعيسى) (عليهما السلام) وأفكار أتباعهما الآخرين. وعلى كلّ حال فإنّنا نلاحظ تعبيرات عديدة فيها حول البشارة بظهور رجل عظيم لا تنطبق أوصافه وعلاماته إلاّ على نبيّ الإسلام الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم).
وجدير بالذكر بالإضافة إلى ما تقدّم من وجود النبؤات التي وردت في هذه الكتب والتي تنطبق على شخص الرّسول الأعظم، فقد وردت في إنجيل (يوحنا) كلمة (فارقليط) (1). ثلاث مرّات، وحينما ترجمت كانت بمعنى (المُعَزي) لنقرأ النصّ في إنجيل يوحنا : «وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد» (2).
وجاء في الباب الذي بعده : «ومتى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحقّ الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي» (3).
وجاء في الباب الذي يليه ما نصّه : «لكنّي أقول لكم الحقّ أنّه خير لكم أن أنطلق لأنّه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم» (4).
والجدير بالذكر أنّ في المتن السرياني للأناجيل المأخوذة من الأصل اليوناني جاء بدل (المسلّي) (پارقليطا). أمّا في المتن اليوناني فلقد جاء (پيركلتوس) وهو بمعنى الشخص (الممتدح) من منظور الثقافة اليونانية وتعادل (محمّد، أحمد).
لقد شعر أسياد المعابد والكنيسة أنّ إنتشار هذه اللفظة يوجّه ضربة قاصمة وشديدة إلى كيانهم ومؤسساتهم، لذا فقد كتبوا (پاراكلتوس) بدل (پيركلتوس) والتي هي بمعنى (المسلّي). ومع هذا التحريف الواضح الذي غيّروا فيه هذا النصّ الحيّ إلاّ أنّهم لم يستطيعوا إلغاء البشارة الصريحة بظهور نبي عظيم في المستقبل (5).
ئوقد ذكرنا في تفسيرنا هذا شهادة حيّة لأحد القساوسة المعروفين، والذي أسلم بعد مدّة، وقد أكّد بأنّ هذه البشائر كانت حول شخص باسم (أحمد) و (محمّد) (6).
ويجدر الإنتباه إلى نصّ ما ورد في هذا الصدد في دائرة المعارف الفرنسية المترجمة حيث يقول :
( محمّد مؤسّس دين الإسلام ورسول الله وخاتم الأنبياء، إنّ معنى كلمة (محمّد) تعني المحمود كثيراً وهي مشتقّة من (الحمد) والتي هي بمعنى التجليل والتمجيد، وتشاء الصدفة العجيبة أن يذكر له إسم آخر من نفس الأصل (الحمد) ترادف لفظ (محمّد) يعني (أحمد) ويحتمل إحتمالا قويّاً أنّ مسيحي الحجاز كانوا يطلقون لفظ (أحمد) بدلا عن (فارقليطا).
و (أحمد) يعني : الممدوح والمجلّل كثيراً وهو ترجمة لفظ: (پيركلتوس) والذي وضع بديلا عنه لفظ (پاراكلتوس) إشتباهاً، ولهذا فإنّ الكتاب المسلمين الملتزمين قد أشاروا مراراً إلى أنّ المراد من هذا اللفظ هو البشارة بظهور نبي الإسلام، وقد أشار القرآن الكريم ـ أيضاً ـ بوضوح إلى هذا الموضوع في سورة الصفّ (الآية، 2) (7).
وخلاصة الحديث أنّ المقصود بـ (فارقليطا) ليس روح القدس أو المسلّي، بل هو معادل لمفهوم (أحمد)، لذا يرجى الإنتباه إلى ذلك
_________________________
1. جاء هذا التعبير في انجيل عربي طبع في لندن في طبعة ويليام وطس سنة 1857م.
2. انجيل يوحنا , باب 14,جملة 16.
3. انجيل يوحنا ,باب 15,جملة 26.
4. انجيل يوحنا , باب 16,جملة 7.
5. الفرقان في تفسير القران , ج27,28, ص306, ذيل الاية مورد البحث , وجاء في هذا الكتاب المتن السرياني للجمل أعلاه بصورة دقيقة .
6. راجع الى تفسيرنا هذا , ذيل الاية 41, من سورة البقرة .
7. دائرة المعارف الكبيرة الفرنسية , ج23,ص4176.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|