المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

دور العناصر الغذائية في النبات
3-4-2016
يوحنا الثاني (1118–1143)
2023-11-05
فرص الاستثمار ومصادر عرض الموارد الرأسمالية
21-11-2021
أسباب الميراث
21-5-2017
مستوى البلورة habit plane
12-11-2019
Oxides, oxoacids, oxoanions and hydroxides
29-1-2018


أنت الخاسر الوحيد من وراء فقدانك لأعصابك  
  
2223   09:55 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص113-115
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن اطفالنا يكتسبون سلوكياتهم عن طريق مشاهدة سلوكياتنا. اذا كنا نستخدم كلمات مثل (من فضلك) و (اشكرك) فسوف يتعلمون ان يفعلوا ذلك بدورهم (في الوقت المناسب). اذا عاملنا الاخرين بأدب فسيفعلون مثلنا، واذا كنا نستنشق مخدر الكوكايين قبل الافطار فسيظنون ان هذا هو الشيء الطبيعي. واذا ما فقدنا اعصابنا لان الاخرين لا ينفذون ما نريد، فسيظن اطفالنا ان هذا هو السلوك الصائب.

من السهل علينا ان نتصرف في معظم الاوقات بالصورة التي نرغب ان يتصرف اطفالنا بها، لكن عندما يبدأ ضغط دمك في الارتفاع، فهذا هو الوقت الحرج الذي ترسي فيه المثال امام اطفالك – وهو اصعب وقت لنفعل ذلك. كيف اذن تتعامل مع طفلك حين يجادلك – على ان تحتفظ بهدوئك، ولا ترفع صوتك، وتستمع لما يريد ان يقول. الامر ليس سهلا بحق، لكن تلك هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها ان نحصل على استجابة مماثلة منهم.

من بين معظم الازواج، من المعتاد أن يكون احد الطرفين هو من يفقد اعصابه كثيرا مع الاطفال عن الطرف الاخر. اذا كان هذا الطرف هو انت فلا تشعر بالفشل – فسلوكك هذا طبيعي تماما. لكنك بحاجة الى ان تعرف انه في كل مرة تفقد فيها اعصابك مع اطفالك فانت بهذا ترسم بداخلهم مثل تلك الاستجابات الغاضبة، وهذا يجعلك انت الطرف الخاسر، كما ان هذا سيضر بعلاقاتهم المستقبلية؛ حيث سيكبرون وهم مؤمنون بان الصراخ هو الذي يجعلهم يحصلون على ما يريدون، وان هذا هو الاسلوب المتبع في التعامل مع أي خلاف.

وبالمناسبة، ينطبق نفس الكلام على الضرب؛ فمهما كان رأيك بخصوص معاقبة الاطفال بالضرب، فانه في الحقيقة لا يفلح مطلقا، وهو يرسل للطفل رسالة مفادها انه، في بعض الاوقات على الاقل ،يصبح ضرب الاخرين هو الوسيلة للحصول على ما تريد. واذا ما فعلت هذا الامر في ذروة الموقف المشتعل فسوف يدرك طفلك انك فقدت قدرتك على التحكم في نفسك. وهذا شيء مرعب للأطفال، كما انه يوضح لهم انه لا خير فيما اذا فقد المرء سيطرته على نفسه وتصرف مع الاخرين بعدوانية. اما اذا ضربت طفلك متعمدا دون فقدان لأعصابك فهذا يوضح انك فكرت في الامر وخلصت الى ان التصرف بعدوانية هو حل المشكلة.

اذا كنت تكثر من ضرب اطفالك، فاعلم انك بهذا تدمر اطفالك من الناحية العاطفية وتخاطر بتحويل طفلك الى طفل متنمر عدواني. اما اذا كنت لا تضرب اطفالك الا فيما ندر، فلماذا تفعل هذا من الاساس؟ انني اعتقد، على الاقل حيال اطفال بعينهم، انك اذا بدأت في ضربهم فلن تعرف متى تتوقف. اذا بدا ان طفلك بحاجة الى عقاب بدني مرة تلو الاخرى؛ فهو بالتأكيد من نوعية الاطفال الذي لا ينبغي ضربهم من الاساس. ان الاباء المتميزين يعلمون انهم ليسوا بحاجة لعقاب ابنائهم بالضرب مطلقاً.

اذن ماذا يجب ان تفعل اذا شعرت بالموقف يتصاعد وانك موشك على الانفجار؟ تعلم ان تلاحظ علامات هذا الامر مبكرا قدر الامكان حيث سيتيح لك هذا الوقت لاختيار استجابة مختلفة. اما اذا فشلت في هذا فعليك بالابتعاد عن الموقف المثير للغضب فورا، وبأسرع ما يمكنك ابتعد عن الموقف الى ان تشعر بانك استعدت قدرتك على السيطرة – يمكنك اطلاق اسم (وقت مستقطع) للآباء، واذا كان لديك اطفال صغار فاحرص على سلامتهم (اذا ما لزم الامر يمكنك رفعهم من على الارض وحملهم الى مكان اخر امن، ثم ابتعد الى مكان امن – بعيدا عن اطفالك بحيث لا تسمعهم – الى ان تهدا وتستعيد ثقتك بنفسك وتصبح قادرا على العودة الى موقف الخلاف مجددا) وبحلول هذا الوقت سيكون اطفالك قد هدأوا بدورهم واجتازوا لحظة التمرد الطارئة التي مرت بهم كذلك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.