المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



عقاب إيذاء الوالدين  
  
2113   12:51 مساءً   التاريخ: 27-3-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص283-284
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

عندما يكون جرم عقوق الوالدين يقع عند الله سبحانه وتعالى في الترتيب التالي بعد الشرك بالله فهذا يعني أن العقاب عليه سيكون قاسيا لا محالة , فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال : (يقال للعاق : اعمل ما شئت , فإني لا أغفر لك , ويقال للبار اعمل ما شئت فإني سأغفر لك)(1) .

فعقوق الوالدين بحسب الحديث الشريف يؤدي الى إحباط الأعمال كل الأعمال بحيث لن يقبل الله سبحانه وتعالى من هذا العاق أي عمل مهما كان جيدا ما دام عاقا لوالديه وما داما غير راضيين عنه. وقد يتساءل البعض أنه يصلي ويدعو الله مخلصا , ومع ذلك لا يقبل الله سبحانه وتعالى له دعاء فلماذا ؟ نحن نقول دائما لهؤلاء الأشخاص ابحثوا عن اعمال محرمة تقومون بها تؤدي الى منع قبول الدعاء , ومن هذه الأعمال عقوق الوالدين فكما في الحديث يقال له : افعل ما شئت لا أغفر لك ابدا .

ومن العواقب التي يمكن ان تنتج عن عقوق الوالدين ان الله سبحانه وتعالى يعاقب العاق إذا ما دعا عليه والده بان يجعله فقيرا , فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:(أيما رجل دعا على ولده أورثه الفقر)(2) .

بل إن أكثر من قول أف لو أنه نظر الى أبويه نظرة غاضبة فإنه سيعتبر عند الله سبحانه وتعالى عاقا , وسيؤدي ذلك الى معاقبته بعدم قبول صلاته من قبل الله سبحانه وتعالى فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة)(3) .

انظر الى عمق التقدير للآباء من الله عز وجل , فانه من غير المقبول حتى ولو كان الأبوان ظالمان لابنهم فانه لا يجوز له أن ينظر لهم نظرة ماقت .

وأكثر من ذلك إن العقوق هو من المعاصي التي لا يتركها الله سبحانه وتعالى في الدنيا , بل يعاقب عليها أيضا فيها كما يعاقب عليها في الآخرة , وعقاب الدنيا يكون من خلال ابتلاءات بالصحة والمال والأهل والولد وقد ورد في ذلك أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال:(اثنان يعجلها الله في الدنيا , البغي وعقوق الوالدين)(4) .

ومعنى أنه يعجلها أنه يعاقب عليها في الدنيا قبل الآخرة .

____________

1ـ بحار الأنوار ج 71، ص80.

2ـ بحار الأنوار ج 101، ص 99.

3ـ الكافي ج 2 ، ص 349.

4ـ كنز العمال ج 16 ، ص 464 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.