أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-08-2015
6611
التاريخ: 9-08-2015
948
التاريخ: 14-2-2018
1032
التاريخ: 1-08-2015
896
|
وفيه ثلاث مسائل:
الأولى: وجوب بقائه عليه السلام الى آخر زمان التكليف.
أنّه لمّا دلّ الدليل على إمامة سيدنا المنتظر عليه الصلاة والسلام(1) ، وأنّ كلّ زمان لا بدّ فيه من إمام معصوم(2) ، وجب وجوده وبقاؤه من حين موت أبيه الحسن عليه السلام الى آخر زمان التكليف، وإلّا لزم إمّا القول بوجوب إمامة معصوم غيره، وهو باطل بالإجماع، أو خلوّ الزمان عن إمام، وهو باطل بما تقدّم، ولدلالة الأخبار المتواترة بوجوده وبقائه وغيبته وظهوره بعد ذلك(3) ، فيكون القول بوجوده حقّاً، وهو المطلوب. وقد تقدّم(4) وجه لطفيته حال غيبته، فلا وجه لإعادته.
الثانية: حسن سبب غيبته عليه السلام.
سبب غيبته عليه السلام لا يجوز أن يكون قبيحاً لما ثبت من عصمته فيكون حسناً، ولا يجب علينا معرفة وجه حسن كلّ فعل مفصّلًا، وإلّا لوجب معرفة وجه حسن خلق الحيّات والعقارب تفصيلًا، وهو باطل بالإجماع، وحينئذٍ جاز أن يكون السبب لمصلحة خفية استأثر اللَّه تعالى بعلمها، غير أنّا نذكر ما يمكن أن يكون سبباً وهو الخوف كما استتر النبي صلى الله عليه وآله تارةً في الغار وتارةً في الشِعْب خوفاً من المشركين، وتدلُّ بعض الأخبار(5) على أنّ غيبته عليه السلام كذلك، وتكون الغيبة حاصلة ما دام السبب باقياً ويكون الإثم في تعطيل الحدود والأحكام على من منه الخوف.
لا يقال: الخوف ليس مختصّاً بزمانه، بل كان في زمن آبائه عليهم السلام، ثم إنّهم ظهروا وأفتوا شيعتهم، ولزموا التقية مع الظلمة فهلّا كان حاله كذلك!
سلّمنا: لكن الخوف ليس من شيعته، فهلّا ظهر لهم خاصة وأفتاهم، وبيّن لهم ما اختلفوا فيه من الأحكام!
لأنّا نقول:
أمّا الأوّل: فقد أجاب السيد المرتضى رحمه الله عنه بما مضمونه؛ أنّه عليه السلام غير متعبد بالتقية، بل فرضه الجهاد ومنابذة الأعداء، وإقامة الدين(6) كما دلّت عليه الأخبار المتواترة من الإمامية(7) وغيرهم(8) ، بخلاف آبائه عليهم السلام فإنّ أكثرهم لم يكن مأموراً بالخروج والقيام والحرب، بل كان متعبداً بالتقيّة كما ورد عنهم عليهم السلام: «ما منّا إلّامن وجبت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلّا قائمنا فإنّه يخرج ولا بيعة لأحدٍ في عنقه»(9).
فظهر الفرق بينه وبين آبائه عليهم السلام أن عيسى عليه السلام لم يحارب ولم يكن فرضه الجهاد، ومحمد صلى الله عليه وآله حارب وكان فرضه الجهاد، والأحكام تتغير بحسب تغيّر المصالح.
وأمّا الثاني: فقد أجاب شيخنا المفيد: بأنّ شيعته غير معصومين فجاز أن تدعوهم دواعي الشيطان الى الاغراء به طمعاً في الدنيا، كما دعت امم الأنبياء الى الارتداد عن شرائعهم وكما عاند قوم موسى أخاه هارون وارتدّوا(10) وفي هذا نظر.
وأجاب غيره : ب أنّا نجوّز ذلك ولا نحيله لكن ليس كل جائز يجب وقوعه، بل اذا وجد سبب وجوده، وهو غير حاصل هنا، لأنّهم ينتفعون بلطفيته حال غيبته فلا ترجح لظهوره، وهذا أقوى عندي.
الثالثة: طول بقاءه عليه السلام.
في طول بقائه عليه السلام؛ ولا شكّ في إمكانه، لكون الفاعل قادراً مختاراً كما تقدّم(11) ، وقد وقع تعمير أقوام مثل عمره عليه السلام وأزيد وأنقص، فإنّ الخضر عليه السلام موجود اتّفاقاً، وكان قبل موسى عليه السلام على عهد (افريدون) وكذلك السامري والدجّال من الأشقياء، وقد نصّ القرآن(12) على أنّ نوحاً عليه السلام لبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، وجاء في الاخبار أنّه عاش ألفي سنة وزائداً(13) ، وكذلك لقمان عاش سبعة آلاف سنة، وهو صاحب النسور(14) ، وأخبار المعمّرين(15) شايعة بذلك من وقف عليها عرف صحة ما قلناه.
لا يقال: قال النبي صلى الله عليه وآله: «أعمار امّتي ما بين الستين الى السبعين»(16) وقال أصحاب الأحكام النجومية: إنّ العمر لا يزيد على مائة وعشرين سنة(17).
لأنّا نقول:
أمّا الأوّل: فإنّه بناءً على الأغلب، لأنّ خلافه معلوم ضرورة، وأيضاً خرق العادة جائز للإعجاز، فلم لا يجوز أن يكون طول عمره معجزة له عليه السلام؟
وأمّا الثاني: فباطل، لما بيّنا من بطلان استناد الحوادث الى الكواكب، بل الى الفاعل المختار، وقولهم بناءً على نفيه، ثم على تقدير القول بالإيجاب يجوز أن يحدث شكل غريب فلكيٌ يوجب طول عمره عليه السلام، والحكماء لا ينكرون ذلك، هذا.
مع أنّ أصحاب النجوم لا يمنعون ذلك أيضاً، وإنّما قالوا: أكثر ما يعطي كوكب واحد من العمر من حيث هو، مائة وعشرون سنة، وجاز أن ينضم اليه عندهم أسباب اخر فتتضاعف العطية، قالوا: مثل أن يتفق طالع كثرة الهيلاجات فيه والكدخدائيات كلّها في أوتاد الطالع ناظرة الى ثبوتها ونظر السعود اليها من الأوتاد بالتثليث أو التسديس وتكون النحوس ساقطة، وحينئذٍ يحكمون لصاحب الطالع بطول العمر كما لسيّدنا المهدي عليه السلام ، وعجّل اللَّه فرجه وأرانا أيامه بحق الحق وأهله.
_____________
(1) مسند أحمد بن حنبل 3: 28 و 36 و 37. وبحار الانوار 51: 65- 109.
(2) أُصول الكافي 1: 178 و 179.
(3) بحار الأنوار 51: 108، الحديث 42 و 109، الحديث 1 و 117، الحديث 18.
(4) في الصحفة: 325.
(5) راجع كتاب الغيبة: 332، الحديث 274 و 275 و 333، الحديث 278 و 279.
(6) رسائل السيد المرتضى( المجموعة الثانية): 296.
(7) بحار الأنوار 51: 66- 107.
(8) مجمع الزوائد 7: 314- 318.
(9) بحار الأنوار 14: 349، الحديث 12 مع اختلاف يسير.
(10) لم نعثر في كتبه الموجودة ما بايدينا لكن انظر آخر الجلد السابع من مصنّفاته الرسالة الثالثة في الغيبة: 4.
(11) في الصحفة: 171- 172.
(12) العنكبوت: 14.
(13) كمال الدين: 523، الحديث 1 و 3.
(14) هو لقمان بن عاد الكبير وهو غير لقمان الحكيم الذي عاصر النبي داود عليه السلام. قال ابو حاتم السجستاني في كتابه« المعمّرون»: وكان أطول الناس عمراً بعد الخضر لقمان بن عاد، الكبير عاش خمسمئة سنة وستين سنة، عاش عمر سبعة أنسر، عاش كلّ نسر منها ثمانين عاماً وكان من بقية عاد الأُولى ... وكان من وفد عاد الذين بعثهم قومهم إلى الحرم ليستسقوا لهم وكان أعطى من العمر عمر سبعة أنسر، فجعل يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل الذي هو في أصله فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات أخذ آخر فربّاه حتى كان آخرها لُبَد وكان أطولها عمراً ...( راجع المعمّرون والوصايا: 4).
(15) راجع البحار 51: 225.
(16) بحار الانوار 51: 119، الحديث 2. وكنز العمال 15: 678، الحديث 42700.
(17) راجع كنز الفوائد 2: 116.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|