أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-02
1488
التاريخ: 21-3-2017
1149
التاريخ: 6/11/2022
1441
التاريخ: 2023-07-03
956
|
تعريف المراعي وأقسامها
المراعي Les prairies هي كل أرض معشوشبة سواء نبت عشبها من تلقاء نفسه، أو زرع بيد الإنسان وصار صالحاً لرعي الخيل والماشية، أو للحش والتيبيس، لأن كل أرض إذا تركت وشأنها من غير حرث وزرع تعشوشب – أي: تخرج عشبها - عفواً بدون دخل الإنسان، فمن هذه ما تعشوشب بعد أمطار الشتاء فتورق نباتاتها وتعلو، ثم تزهر في الربيع ثم تذبل وتجف حينما يشتد الحر ويقترب الصيف، ويكون ذلك في البعل من الأرض، وتكون هذه النباتات قصيرة لا تسمح بالحش، وحينئذ تطلق فيها حيوانات المزرعة وقطعانها لترعاها، وتدعى هذه (منتجعاً) وجمعه (منتجعات) من النجعة –أي ارتياد الكلأ- وبالفرنسية Paturage.
ومن الأرض ما تعشوشب ويكبر عشبها ويصير صالحاً للرعي والحش في كل فصول السنة وأكثرها، ويكون ذلك في الأرض التي يرشح الماء إليها، أو تسقى بسبب أو وسيلة ما، وتدعى هذه (معشبة) وجمعها (معاشيب) وبالفرنسية Herbage وفي اصطلاح فلاحي شمالي الشام (سعن) وجمعها (سعون) و(مرج) وجمعها (مروج).
والمراعي تقسم بحسب فقرها وغناها إلى قسمين: فهي إما (غثة) وإما (سمينة). فالغثة: هي الأراضي الفقيرة التي تنبت فيها الأعشاب قصيرة لا يستفيد منها إلا صغار المواشي وخاصة الغنم والماعز، وهي تنتسب في الغالب إلى الفصيلتين النجيلية والقرنية، ويكون معها من بقية الفصائل أيضاً وخاصة من الشفوية والصيوانية والركبة وغيرها.
هذه المراعي الغثة أكثر ما تكون في السهوب القفراء ذات الأمطار القليلة، كالتي عندنا [بلاد الشام] في شرقي المعمور من براري الشامية والجزيرة، وفيافي الحماد مما تنجع إليه العشائر البدوية في الخريف والشتاء والربيع فيها أباعرها وأغنامها، وترجع في آخر الربيع إلى مشارف مدن الشام مثقلة بالألبان والسمون الجيدة، على أن غثاثة هذه المراعي أو عدم غثاثتها هي بالنسبة إلى كمية الأمطار التي تهطل في الفصول الثلاثة المذكورة، فالأمطار كلما قلت عن مائتي مليمتر هناك صغرت الأعشاب، وضعف المنتجع ونقصت مياه الخيرات والغدران الكافية لشرب الإنسان والحيوان وأصاب البدو الجهد والضنك وضرب موسم الغنم، وكلما زادت الأمطار عن المليمترات المذكورة وزخر الماء ولم يقرس البرد صارت البادية أرضية بهيجة، واكتست بمختلف الأعشاب والأنجم الكليئة الصالحة للرعي فحسن حال الموسم المذكور وابتهج البدو، وطاب عيشهم.
والأعشاب الكليئة الموجودة في السهوب والفيافي المذكورة هي إما معمرة أو سنوية، وأجل المعمرة قدراً عند البدو التي يسمونها الروثة، والحمض والغضرف والفليفلة (هي غير الفليفلة المعروفة في المدن) ما زالت هذه خضراء، ويليها القصقاص، والشعران والشيح ، والقيصوم والعجرم، والغسلة والعبيرة والفتل.
وأجل السنوية قدراً هي القباع الذي يحبه الغنم كثيراً، والصمة والخافور والعادان والبخاتري والقريطة والشكارة والخمصان والديدحان والمحروث والشلوة والخميمة والحريق والقورب والريبان والنصي والجرجير وغيرها، وهذه الأعشاب تحتاج إلى دراسات علمية ونباتية:
أولاً: لكشف أسمائها وفصائلها النباتية، ومقارنتها بالأعشاب الكليئة المعروفة في عالم الزراعة.
ثانياً: لكشف إمكان استنباتها واستثمارها زراعياً واقتصادياً في مراعي ضيعة تحدث لها، لعل في كلها أو بعضها مزايا وفوائد غذائية جديرة بالاهتمام، وإلى أن يوجد في الدوائر الزراعية السورية أخصائيون في علم النبات ومن يستطيعون القيام بهذه الدراسات نكتفي بذكر الأسماء العربية المحلية كما تلقفناها من أصحابها.
والمراعي الغثة كما تكون في السهول تكون أيضاً في الجبال كالتي في اعالي اللكام، ولبنان، وقلمون، وحرمون، وعجلون، والبلقاء، يصعد إليها في فصل الصيف، وعادة أهل القرى (الطراشة) أي: الذين يربون طروش (قطعان) الغنم والماعز، يقصدها هؤلاء عقب ذوبان الثلوج منها وبدء أعشابها بالظهور، وذلك في شهر أيار وحزيران ويبقون إلى أيلول وتشرين الأول، فإذا حل الشتاء وقرس البرد يهبطون رويداً رويداً إلى الأودية أو السهول الدافئة نسبياً، فهم هكذا دائماً بين رحلتي الشتاء والصيف صاعدين هابطين.
والمراعي الغثة أيضاً قد تكون في البطاح والأكام وفي الحقول التي حصدت وتركت بوراً للسنة القادمة أو التي بعدها (حسب الدورة الزراعية) حول القرى والضياع ترعى فيها ما شيتها كما هو الحال في أريافنا كلها، لكن هذه إن أغنت من جوع لا تسمن ولا تنتج حيوانات صحيحة قوية كالتي في البلاد الراقية.
أما المراعي السمينة فهي التي تكون أحسن حالا من الغثة أي: أكثر طولا وعرضاً واكتظاظاً، وأصلح لتسمين كبار المواشي، وذلك لسبب عمق التربة أو خصبها في الجملة، أو إمكان ريها، أو وفرة أمطار الزمان والمكان، فتجود أكثر بالكلأ والمرتع كما تراه في بعض السنين الخصبة في البطاح المنخفضة من البراري الآنفة الذكر، وخاصة في براري الجزيرة (في قضائي القامشلي وديريك) أو في القعرة التي شرقي وادي المياه داخل الحدود العراقية وأمثالها تنجع إليه العشائر البدوية أيضاً. والمراعي الجبلية أيضاً تقسم بحسب ارتفاعها وانخفاضها إلى ثلاثة:
1- مراعي الجرود: وهي التي تكونها الطبيعة، أو يزرعها الفلاح في الجرود العالية، وعمر هذه المراعي قصير، لا يتجاوز الأربعة أشهر (من حزيران إلى أيلول) وأعشابها أيضاً قصيرة بحكم البرد و الثلج، لكنها قوية التغذية وافرة النفع، ويكون حشيشها اليابس رفيعاً ناعماً ذكي الرائحة، ويكون حليبها غنياً بمادة الكازئين مما يدعو إلى أن يكون جبنها دسماً لذيذاً، وصناعة الجبن، أكثر ما تزدهر في مثل هذه الجرود شأن قريتي إفرة وهريرة في أعالي القلمون، وقريتي عرفة وقلعة جندل في أعالي حرمون، ومراعي الوسوط، هي التي توجد في الآكام والهضاب المتوسطة في علوها، فهذه تكون وافرة المحصول فيما إذا رويت من العيون السارحة فيستطاع حينئذ حشها مرة أو مرتين، على أن أعشابها المروية وإن استطالت وزاد محصولها لا تكون من حيث الجودة وذكاء الرائحة بقدر التي لا تروى.
ومراعي المواطئ هي التي توجد في البطاح والأودية المنخفضة في علوها، فهذه وإن كانت أكثر طولاً وأغزر محصولاً مما سبق ذكره، لكن أعشابها في الغالب تكون أضخم وأقسى وبالتالي أدنى مرتبة مما تنتجه الوسوط والجرود. وتقسم المراعي أيضاً بحسب تكونها إلى طبيعية، وصنعية.
فالطبيعية: هي التي تكونها الطبيعة عادة، وتدوم سنيناً عديدة لا حد لها، وقد يكونها الفلاح أيضاً إذا أراد ذلك كما سنبينه، وتكون هذه الأراضي مستورة بنباتات مختلفة الأجناس والأنواع ينتسب أكثرها إلى الفصيلتين النجيلية والقرنية، وتكون هذه النباتات كثيفة عادة كما تراه في مروج الغوطة الشرقية، وسهول العمق والروج والغاب، وأوعار حمص وحماة، وغور الأردن (ولا سيما حول بيسان) وفي مرجي القريم والخصيمية والسعون المشابهة لهما في قضائي سلمية وحماة، وهذه المراعي الطبيعية إما أن تكون (دائمة) إلى سنين عديدة لا حد لها كالتي عندنا، أو (موقتة) تلبث مدة محدودة لا تزيد عن (5-6) سنوات غالباً، يحدثها الفلاح الراقي -وخاصة في أوربا وأمريكا - في أرضه ويزرعها من مختلف نباتات الكلأ المنتسبة إلى الفصيلتين المذكورتين، ثم هي إما أن تكون (مستحصدة) أي: إن أعشابها تحمى من العبث وتربى ثم تحصد (تحش) بالمناجل، أو بمكنات حصاد الكلأ ثم تنقل للتيبيس والخزن، وإما (غير مستحصدة) تطلق الماشية في أرضها لترعاها بحكم قصر أعشابها وقلة إنتاجها.
والمراعي الصنعية: هي التي يحدثها الفلاح في أرضه لمدة مؤقتة ويزرعها نباتا علفياً واحداً أو نباتين من المنتسبين إلى الفصيلتين المذكورتين أو غيرهما، وعمر هذه المراعي في الأرض محدود فالبيقية والبرسيم يدومان سنة وبعص النفل سنتين والفصفصة (8-10) سنوات وهذه المراعي تدخل إذن في الدورة الزراعية باستثناء الفصفصة الطويلة العمر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|