أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
360
التاريخ: 22-04-2015
1969
التاريخ: 9-10-2014
2085
التاريخ: 22-04-2015
1961
|
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 58].
العدالة لغة : الاستواء والاستقامة ، ويطلق على ضد الظلم وعدم الاخلال بالواجب وترك فعل القبيح.
ومنه ما ورد : وبالعدل قامت السموات والارض. لان المراد بعدله تعالى انه لا يفعل القبيح الذي هو الاخلال بالواجب.
وقيل : العدل التقسيط على سواء ، فتارة يراد به السواء باعتبار المقدار ، ومنه {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ} [النساء : 129] اي : في مقدار المحبة ، اشارة الى ما عليه جبلة الانسان من ان الانسان لا يقدر ان يسوي بينهن في المحبة ، وتارة باعتبار الحكمة والانتظام.
ومنه ما روي : بالعدل قامت السموات والارض. تنبيهاً على انه لو كان شيء مما قامتا به زائدا عما هو عليه ، او ناقصا عنه على غير ما اقتضته الحكمة ، لم يكن العالم منتظما ، وانتظامه بتقدير ذلك على ما يليق بقوامه وقيامه ، ومتى وصف الله سبحانه بالعدل ، فإنما يراد ان افعاله واقعة على نهاية الحكمة البالغة والانتظام انتهى.
وقد يطلق على الفريضة ، ومنه ما ورد : من اكل حراما لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. الصرف النافلة ، والعدل الفريضة. فدل على ان آكل الحرام لا نافلة له ولا فريضة ، الا ان يفرق بين القبول والاجزاء.
وقال صاحب الكشاف في قوله تعالى : {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} [البقرة : 48] اي فدية لأنها معادلة للمفدي ، ثم قال : ومنه الحديث لا يقبل منه صرف ولا عدل. اي : توبة ولا فدية (1). وعلى هذا فالأمر اشكل.
وفي القاموس : العدل ضد الجور ، وما قام في النفوس انه مستقيم كالعدالة والعدولة ، وعدل الحكم تعديلاً اقامه ، وفلاناً زكاه ، والميزان سواه ، والفريضة ، والنافلة ، والسوية ، والاستقامة (1).
وفي كتاب عدة الداعي لابن فهد في شرح اسماء الله الحسنى : العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ، والعدل من الناس المرضي قوله وفعله وحكمه (2).
ونحوه في نهاية ابن الاثير ، الا انه زاد فقال : وهو في الاصل مصدر اسمي فوضع موضع العادل ، وهو ابلغ منه لانه جعل المسمى نفسه عدلاً (3).
ومنه ما ورد في الخبر : احب الناس الى الله واقربهم منه السلطان العادل ، وابغضهم اليه وابعدهم منه السلطان الجائر (4).
دلت المقابلة على ان العدل ضد الجور ، كما تقدم فيما نقلناه عن القاموس.
وقال الواسطي : العدل ان لا تحرك جميع الاعضاء الا لله تعالى.
وقال الحكماء : اصول الفضائل الخلقية ثلاثة : الشجاعة ، والعفة والحكمة ، ومجموعها العدل.
واعلم ان العدل اصل كل خير ، وعليه مدار كل امر ، وبه قامت السموات والارض ، وهو ميزان الله القسط في الدنيا والاخرة.
وهو : اما بالقوة فهيئة نفسانية يطلب بها المتوسط بين الافراط والتفريط ، واما بالفعل فالأمر المتوسط بين طرفي الافراط والتفريط.
فالاعتبار الاول قيل : هو اصل الفضائل كلها ، من حيث ان صاحبه يكسب به جميع الفضائل.
وبالاعتبار الثاني قيل : هو الفضائل كلها من حيث انه لا يخرج شيء من الفضائل عنه.
وبيانه : ان الفضائل كلها ملكات متوسطة بين طرفي افراط وتفريط ، فالمتوسط منها هو العدل ، كالحكمة النظرية المتوسطة بين الجربزة والغباوة ، والعفة المتوسطة بين خمود الشهورة والفجور ، والشجاعة المتوسطة بين الجبن والتهور ، والسخاء بين التبذير والبخل ، والتواضع بين الكبر والذل ، والاقتصاد بين الاسراف والتقتير ، والانصاف بين الظلم والانظلام ، وقس على ذلك سائر الاخلاق الفاضلة.
فالاوساط بين هذه الاطراف المتضادة هي الفضائل ، ولكل منها طرفا تفريط وافراط هما مذمومان ، والخروج الى احدهما هو الجور الذي هو ضد العدل ، والاطراف المتضادة هي الرذائل ، ومن هنا قيل : خير الامور اوسطها.
ثم هذا الحكم في العدل جار في باب العقائد ايضا ، كالتوحيد المتوسط بين التعطيل والشرك ، والتعويل على الامر بين الجبر والتفويض ، وفي باب الاعمال كأداء الواجبات والسنن المتوسط بين البطالة والترهب ، وفي باب الاقوال كالبلاغة المتوسطة بين العي والهذر.
والذين يجب على الانسان استعمال العدل معهم خمسة :
الاول : رب العزة تعالى وتقدس ، وذلك بمعرفة توحيده واحكامه والقيام بها.
الثاني : قوى النفس ، وذلك بأن يجعل هواه مستسلماً لعقله ، فقد قيل : اعدل الناس من انصف عقله من هواه.
الثالث : اسلافه الماضون في انفاذ قضاياهم والدعاء لهم.
الرابع : معاملوه واحباؤه في اداء الحقوق ، والانصاف في المعاملات من المبايعات والمقارضات والكرامات.
الخامس : عامة الناس على سبيل الحكم ، وذلك اذا تؤتى الحكم بينهم.
وأما اذا كان الحكم بينه وبين غيره وكان الحق له ، فالفضل اشرف من العدل.
وقد نص الله تعالى الامرين ، فقال في من له الحق {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة : 237] وقال في الحكم بين الناس { ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل }.
أسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا ويسددنا لإجراء الامور على وفق العدل والانصاف.
____________
(1) الكشاف : 1 / 279.
(2) القاموس : 3 / 13.
(3) عدة الداعي : 306.
(4) نهاية ابن الاثير : 3 / 190.
(5) كنز العمال : 6 / 9.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|