أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2019
2149
التاريخ: 18-5-2022
1465
التاريخ: 2024-07-23
524
التاريخ: 3-7-2018
2704
|
من معطيات العقيدة ، أنها تدفع الإنسان المسلم إلى معرفة نفسه، فلا يمكن السمو بالنفس دون معرفة طبيعتها، وهذه المعرفة هي خطوة أولية للسيطرة عليها وكبح جماحها، يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (.. لا معرفة كمعرفتك بنفسك ..)(1).
ثم إنَّ هناك علاقة ترابطية وثيقة بين معرفة اللّه ومعرفة النفس، فمن خلال معرفة الإنسان لنفسه وطبيعتها وقواها، يستطيع التعرف على خالقها ويُقدّر عظمته، ففي الحديث الشريف: (من عرف نفسه فقد عرف ربه وبالمقابل فإنّ نسيان اللّه تعالى يؤول إلى نسيان النفس: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}[الحشر:19].
ـ دور العقيدة في تعريف الإنسان بنفسه :
مما لا شكّ فيه أنّ العقيدة ـ عبر مصادرها المعرفية ورموزها ـ قامت بدور كبير في الكشف عن طبيعة النفس ، وشخّصت بدّقة متناهية أمراضها والآثار الناجمة عنها.
فالقرآن الكريم يقرُّ صراحة بأنّ النفس أمارة بالسوء : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}[يوسف:53].
كما يقرُّ القرآن أيضا ، بأنّ النفس شحيحة قال تعالى : {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}[النساء:128] ، وقال: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9] وهناك طائفة من الأحاديث تسلط الضوء على طبيعة النفس، وتقدّم الرؤية العلاجية لأمراضها، منها : ما كتبه الإمام علي (عليه السلام) إلى الاشتر النخعي لمّا ولاّه مصر ، وجاء فيه : (.. وأمرهُ أن يكسر نفسهُ من الشهوات، ويزعها عند الجمحات، فإنَّ النفس أمّارة بالسَّوءِ ، إلاّ ما رحم اللّه .. )(2).
ومن خطبة له (عليه السلام) ضمّنها مواعظ للناس ، جاء فيها : (.. نستعينه من هذه النّفوس البطاء عمَّا أُمرت به ، السِّراع إلى ما نُهيت عنه ..)(3).
ويقول (عليه السلام) أيضا: (النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبدُ مأمور بملازمة حسن الأدب، والنّفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة، والعبدُ يجهد بردّها عن سوء المطالبة، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها ، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه )(4).
على هذا الصعيد لا بدَّ من الاشارة إلى أنّ الأمراض النفسية إذا لم تُعالج، فإنّها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فعلى سبيل الاستشهاد نجد أنّ الفتنة الكبرى التي حصلت للمسلمين في السقيفة، عندما أُقصيت القيادة الشرعية عن مركز القرار، كانت جذورها نفسية، ويكفينا الاستدلال على ذلك بكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض أصحابه وقد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحقُّ به؟ فقال (عليه السلام): (...أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا، و الأشدّون برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) نوطا، فإنها كانت أثَرَة شحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، والحَكَم اللّه)(5).
__________________
1ـ تحف العقول : 208 من وصية الإمام الباقر (عليه السلام) لجابر الجعفي.
2ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 42(عليه السلام) كتاب 53.
3ـ نهج البلاغة : 169 / خطبة 114.
4ـ ميزان الحكمة 1 : 16 عن مشكاة الأنوار.
5ـ نهج البلاغة : 231.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|