المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

الانبعاجات الكسوفية
2023-08-29
من روى عنه الباقر (عليه السلام)
15-10-2015
المصدر
18-1-2023
انواع عالمية Cosmopolitan Species
14-12-2017
فلسفة المعدة
9-10-2014
تقييم علم العقاب
9-7-2022


معرفة النفس  
  
4484   12:23 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : الاستاذ عباس ذهيبات
الكتاب أو المصدر : دور العقيدة في بناء الانسان
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2019 2149
التاريخ: 18-5-2022 1465
التاريخ: 2024-07-23 524
التاريخ: 3-7-2018 2704

من معطيات العقيدة ، أنها تدفع الإنسان المسلم إلى معرفة نفسه، فلا يمكن السمو بالنفس دون معرفة طبيعتها، وهذه المعرفة هي خطوة أولية للسيطرة عليها وكبح جماحها، يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (.. لا معرفة كمعرفتك بنفسك ..)(1).

ثم إنَّ هناك علاقة ترابطية وثيقة بين معرفة اللّه ومعرفة النفس، فمن خلال معرفة الإنسان لنفسه وطبيعتها وقواها، يستطيع التعرف على خالقها ويُقدّر عظمته، ففي الحديث الشريف: (من عرف نفسه فقد عرف ربه وبالمقابل فإنّ نسيان اللّه تعالى يؤول إلى نسيان النفس: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ}[الحشر:19].

ـ دور العقيدة في تعريف الإنسان بنفسه :

مما لا شكّ فيه أنّ العقيدة ـ عبر مصادرها المعرفية ورموزها ـ قامت بدور كبير في الكشف عن طبيعة النفس ، وشخّصت بدّقة متناهية أمراضها والآثار الناجمة عنها.

فالقرآن الكريم يقرُّ صراحة بأنّ النفس أمارة بالسوء : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}[يوسف:53].

كما يقرُّ القرآن أيضا ، بأنّ النفس شحيحة قال تعالى : {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}[النساء:128] ، وقال: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر:9] وهناك طائفة من الأحاديث تسلط الضوء على طبيعة النفس، وتقدّم الرؤية العلاجية لأمراضها، منها : ما كتبه الإمام علي (عليه السلام) إلى الاشتر النخعي لمّا ولاّه مصر ، وجاء فيه : (.. وأمرهُ أن يكسر نفسهُ من الشهوات، ويزعها عند الجمحات، فإنَّ النفس أمّارة بالسَّوءِ ، إلاّ ما رحم اللّه .. )(2).

ومن خطبة له (عليه السلام) ضمّنها مواعظ للناس ، جاء فيها : (.. نستعينه من هذه النّفوس البطاء عمَّا أُمرت به ، السِّراع إلى ما نُهيت عنه ..)(3).

ويقول (عليه السلام) أيضا: (النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبدُ مأمور بملازمة حسن الأدب، والنّفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة، والعبدُ يجهد بردّها عن سوء المطالبة، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها ، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه )(4).

على هذا الصعيد لا بدَّ من الاشارة إلى أنّ الأمراض النفسية إذا لم تُعالج، فإنّها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، فعلى سبيل الاستشهاد نجد أنّ الفتنة الكبرى التي حصلت للمسلمين في السقيفة، عندما أُقصيت القيادة الشرعية عن مركز القرار، كانت جذورها نفسية، ويكفينا الاستدلال على ذلك بكلام أمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض أصحابه وقد سأله : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحقُّ به؟ فقال (عليه السلام): (...أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا، و الأشدّون برسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) نوطا، فإنها كانت أثَرَة شحّت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين، والحَكَم اللّه)(5).

__________________

1ـ تحف العقول : 208 من وصية الإمام الباقر (عليه السلام) لجابر الجعفي.

2ـ نهج البلاغة ، صبحي الصالح : 42(عليه السلام) كتاب 53.

3ـ نهج البلاغة : 169 / خطبة 114.

4ـ ميزان الحكمة 1 : 16 عن مشكاة الأنوار.

5ـ نهج البلاغة : 231.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.