المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الإهمال من الاساليب الخاطئة في تربية الابناء  
  
4625   10:00 صباحاً   التاريخ: 25-1-2017
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص91-92
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-06 1085
التاريخ: 6-2-2022 2524
التاريخ: 7-6-2018 2038
التاريخ: 13-1-2016 1987

 وهو من الاساليب التربوية الخاطئة...

والمقصود بالإهمال ان يهمل الاباء تلبية رغبات وحاجات الطفل، وعدم تشجيعه واثابته على سلوك جيد، وكذلك عدم معاقبته على سلوك سيء وعدم الاهتمام بإنجازاته.

ونجد من المبررات في اهمال الابناء ان الاب منشغل بعمله طوال اليوم وليس لديه الوقت لسماع مشكلات الابناء، وكذلك الام منشغلة بالعمل والخروج وزيارة الصديقات والتحدث بالتلفون ومشاهدة التلفزيون، وكذلك سفر الاباء بحثاً عن المال وإهمال الابناء.

ونأخذ مثالاً للإهمال: حينما يأتي الابن بشهادة درجات اعمال السنة ودرجاته بها سيئة فلا يهتم الوالدان وان كانت الدرجات جيدة أيضا لا يعبران عن اهتماميهما وفرحتهما بالطفل.

ـ أثر الاهمال على الابناء :

ومن نتائج هذا الاسلوب التربوي الخاطئ ما يلي :

1ـ العناد : ويكون العناد هنا للفت الانتباه وجذب الانظار، وكأن لسان حال الطفل يقول (أنا إنسان ولست كماً مهملاً، لي مشاعر يجب أن تهتموا بها ولي أفكار يجب أن تستمعوا إليها ولي رغبات ينبغي أن تلبي حاجات يجب أن تقضى... اشعروا بي ...) ومن ثم يكون العناد رسالة بل صرخة للوالدين طلبا للاهتمام.

2ـ السرقة : وهنا المعنى الرمزي للسرقة أيضاً سرقة الحب والاهتمام المفقود.

3ـ الشجار مع الاخوة: كي يقتل ملل الاهمال، وكي ينقل العدوان من الاب والام المهملين له الى أقرب شخص بجواره وهم إخوته.

4ـ التبلد الانفعالي: ان تجاهل الابناء من أقسى أنواع العدوان الصامت ومع تكرار التجاهل والاهمال يصاب الابناء بالتبلد الانفعالي وتندثر المشاعر رويدا رويدا، وتموت الاحاسيس التي لم تجد من تؤجج نارها ويشعل حماسها.

5ـ الهروب من البيئة الطاردة الى بيئة جاذبة : يهرب كثيراً من الابناء حيث لا يجدون من يثيب لسلوك جيد او من يعاقب على سلوك سيء ومن ثم يهرب الابناء الى (شلة) في الشارع ـ أيا كانت طبيعة الشلة ـ تسمعه وتعطيه الاهتمام، فيشعر بذاته.

6ـ  فقدان الانتماء للأسرة ومن ثم المجتمع: الاسرة التي لا تعطي اهتمامها لأبنائها كيف تطلب منه مبادلة الاهتمام والانتماء، ربما ينتمي لجدران تؤويه ولكن لا ينتمي لإنسان يهمله، يفقد الرابطة الوجدانية التي يضعفها عدم الاهتمام، وينقل الابن فقدان الاهتمام من الاسرة الصغيرة الى الاسرة الكبيرة أسرة العمل بل والمجتمع بأسره.

7ـ التدخين والادمان: للإحساس بالذات والشعور بالأهمية، فهو يجد السلوى وضياع الملل في ذلك بالإضافة الى اهتمام (الشلة) التي تحيطه برعايتها واهتمامها، وهي بالطبع (شلة المتعاطين) حيث ذكر لي أحد المدمنين ممن يعانون من إهمال الاب والام المنشغلون بعملهم عنه، ان المخدرات (الحشيش او البانجو) يكون معه ولا يستعمله حتى يجد من يشاركه في ذلك ـ حتى لو دفع ثمنه كل مرة ـ المهم يجد من يشعر به ويعطيه الاهتمام، ويأنس به، ويشعر بوجوده من خلاله.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.