أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2017
2270
التاريخ: 14-1-2017
1455
التاريخ: 20-7-2018
4955
التاريخ: 26-10-2016
2145
|
آشور
أ- المراحل الأولى:
امتدت منطقة آشور في عصورها الأولى فيما بين نهري الزاب الأكبر والزاب الأصغر، وأطلت على نهر دجلة بضفتيه، وتكونت في مجملها من تلال وهضاب جيرية، ولكنها لم تعدم أمطارًا مناسبة، وانتفعت بسهولة خصبة متفرقة حول أربيل وكركوك وعلى ضفتي دجلة. واشترك في اسم آشور كل من أرضها وعاصمتها ومعبودها الأكبر وسكانها الأوائل، مع تحويره في التشكيل والنطق بين كل حالة وأخرى، مثل. آشور وآشور، وذكرت الألواح المسمارية أرضها باسم "مات آشور" وهذه قد تكون ذات صلة بالتسمية السومرية A. Usar، وذكرت أهلها باسم آشوريو. وانتشرت عبادة ربها آشور عن طريق الجاليات التجارية حتى أعالي دجلة وآسيا الصغرى بحيث تداخل اسمه في أسماء بعض الأفراد في منطقة كبادوكيا. ووردت تسمية آشور في بعض النصوص الأرامية بلفظ آثور. وذكرتها النصوص المصرية باسم "إسر" و"إسور".
في العصر العتيق:
عاصرت العاصمة آشور التي قامت فوق ربوة صخرية تحف بها مياه دجلة والتي قامت على أنقاضها قلعة الشرقاط الحالية، أواخر عصر بداية الأسرات السومري، وتعاملت مع أهله ومن تلاهم من الأكديين وانتفعت بحضارة هؤلاء وهؤلاء، لا سيما قواعد الكتابة المسمارية، وخلطت بين فنونهم وبين فنونها المحلية البسيطة. واعترفت بنفوذهم في عهود قوتهم، ولعلهم سلكوها حينذاك فيمن سموهم السوباريين "وأهل سبارتو، والسوبارتو". ثم اتضحت أسماء ملوك آشور منذ القرن الحادي والعشرين ق. م أو منذ ما قبله بقليل، وفيما يعاصر دولة أور الثالثة(1)، وامتاز منهم حينذاك بوزور آشور "الأول"، وشروكين "سرجون" الأول، وهو اسم سامي الصبغة. ويسمى عصر أولئك الملوك اصطلاحًا باسم العصر الآشوري العتيق، وقد امتدت فيه اتصالات آشور وتجارتها شيئًا فشيئًا حتى بلغت آسيا الصغرى.
في العصر الآشوري القديم:
بدأ الآشوريون وجهًا آخر من تاريخهم بعد أن احتكوا بالهجرات الحورية في أواخر القرن التاسع عشر ق. م وأوائل القرن الثامن عشر ق. م، وبدأت بينهم أسرة حكم جديدة يسمى عصرها اصطلاحًا باسم العصر الآشوري القديم، وهي أسرة غلبت الصبغة السامية على بعض أسماء ملوكها أكثر مما كانت عليه في العصر العتيق مثل: إيلوشوما، وشمشي أداد، ويشمع أداد ... ، وعاصرت في بدايتها عهود إسين - لارسا ونشأة دولة بابل. واحتفظت أرضها ببضعة نماذج لفن النحت في عصرها اتصفت في مجملها بالخشونة وظهر أصحابها بالنقبة القصيرة دون العباءات الطويلة المعروفة للخاصة في بقية بلاد العراق(2).
وعندما بدأت أحوال العراق تهتز لمولد الدولة البابلية حاول الآشوريون أن يكون لهم شأن في أحداث عصرهم فاشتبكت جيوش ملكهم إيلوشوما مع جيوش مؤسس الأسرة البابلية "سوم أبوم"(3)، ولكن بغير نتيجة حاسمة. ثم مضت كل من الدولتين في طريقها، حتى حاول الملك الآشوري شمشي أداد "1726 - 1694"(4) أن يحقق لدولته كيانًا ينافس به دولة البابليين. واتخذ نينوى عاصمة لأول مرة، واتسع غربًا ناحية دويلة ماري ووجدت له عدة رسائل في أرضها، وروت نصوصه أنه تلقى في عاصمته جزى ملوك توكريش وملوك القطر الأعلى، وأنه أقام نصبًا باسمه العظيم في منطقة لبنان "لا - آب - آ - آن" على شاطئ البحر الكبير، وإذا صحت روايته الأخيرة هذه كان توسعه هو أقدم توسع آشوري معروف في بلاد الشام(5). وربما عادت إلى هذه الفترة بضعة نصوص وجدت في كبادوكيا بآسيا الصغرى وكتبت باللهجة الآشورية القديمة(6).
ولكن هذا الفاتح الآشوري ما لبث حتى اعترف مضطرًا بنفوذ معاصره الكبير حمورابي البابلي وأرخ رجاله وثائقهم باسمه إلى جانب اسمه(7) ... ، وأخذت آشور حينذاك بالفن البابلي في أساليب النحت ونقوش الأختام(8). واستعار كهنة دينها بعض صفات مردوك رب بابل وخلعوها على معبودهم آشور، وأضافوا أن مردوك خصص من أجله منذ الأزل آلهة الأقاليم الأربعة حتى يمجدوه ولا يتهرب من عبادته أحد(9). واعتبروا إشتار "عشاتر" زوجة له ولقبوها بلقب بعليت بمعنى السيدة أو الربة أو الملكة، وخلعوا عليها طابع الحرب وصوروها بقوس وسيف (10).
واستردت آشور كيانها المتفرد بعد سقوط أسرة بابل الأولى، ولكن ظل دورها ثانويًّا في أحداث عصرها وفيما يوازي أغلب العصر الكاسي. وذكرتها النصوص المصرية لأول مرة في القرن الخامس عشر ق. م باسم "آشور" خلال عهد الفرعون تحوتمس الثالث وذكرت أن أميرها أهدى إليه كمية من اللازورد الحر وأحجارًا كريمة أخرى(11). ولم يكن الآشوريون أسعد حظًّا مع الميتانيين الذين توسعوا في أرضهم حتى كركوك خلال القرن الخامس عشر. ولهذا اكتفوا حينذاك بنظام دويلات المدن.
واحتفظت مدينة نوزي "إلى الشرق من كركوك" بعدد من لوحات التبني والوصايا والبيوع الآشورية، كتبت باللغة الأكدية وتحتمل نسبتها إلى أواسط الألف الثاني ق. م، ويتعهد المتنبي فيها عادة بضمان نصيب ربيبه في تركته، بحيث يصبح وريثه الشرعي والمسؤول عن تماثيل معبودات أسرته، إن لم ينجب ولدًا من صلبه، فإن أنجب ولدًا حقت الأولوية للابن الشرعي وحق له أن يتولى رعاية تماثيل معبودات أسرته، وهنا قد يجعل الموصي لولده الشرعي سهمين من التركة ولربيبه سهمًا واحدًا، أو يجعل لكل منهما سهمًا بشرط أن يختار الابن الشرعي نصيبه بنفسه، وقد يتبنى الرجل زوج ابنته الوحيدة ويحفظ لها ممتلكاته العقارية عن طريقه، وهنا يحذره في وثيقة التبني بحرمانه من الإرث والتبني إذا طلقها، فضلًا عن تغريمه بغرامة كبيرة "تبلغ عادة مينه من الذهب ومينه من الفضة". وقد يكون التبني صوريًّا كذلك يتحايل به صاحب الأرض على بيع أرضه لشخص آخر من غير أسرته، فيتبناه ويهبه أرضه، ولكنه يحفظ حقه عنده بأن يشترط عليه من جهة أخرى أن يتولى إصلاحها لحسابه، ويفرض عليه شرطًا جزائيًّا إن أخل بتعهداته نحوه، وغالبًا ما يكون أجر الإصلاح والشرط الجزائي هما ثمن الأرض(12). والطريف أن المجتمع الإغريقي قد لجأ إلى ما يشبه هذه الإجراءات بعد قرون طويلة من بدأ الآشوريين بها ليتحايل على تقاليد عدم توريث العقار للابنة وعدم بيعه لفرد من خارج العائلة.
__________
(1) See, Revue D'assyriologie, Viii, 142; E. Ebeling, In Altorientalische Texte Zum Alten Testament, 2n. Ed., Edited By H. Grossman, 1926, 333 F.; E.F. Weinder, "Die Grossc Konigs-Liste Aus Assur", Archiv Fur Orientforschung, Iii, "1926" 66 F
(2) W. Anderae. Das Wiedererstehende Assur, 1938, 88, Taf. 44.
(3) See, Anet, 267.
(4) A. Poepel, Jnes, "1943", 85 F.
(5) B. Meissner, "Die Inschriften Der Altassyrischen Koenige", Altorientalische Bibliothek, I, 1926, 24 F.; Anet, 274.
(6) Jnes, Xiv, 17; Bin, Iv, 26…
(7) L. Delaporte, Catalogue Des Cylindres, 1910, P. Xxxvi, N.1.
(8) Ibid.; Frankfort, the Art and Architecture…, 65.
(9) Sidney Smith, Early History Of Assyria, 1928, 122 F.
(10) ديلابورت: المرجع السابق - ص381 - 382.
(11) Urk. IV, 668, 6; 671, 8.
(12) See, Anet, 219-220, And Refrences.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|