المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Rise-fall Λyes Λno
2024-11-05
Fall-rise vyes vno
2024-11-05
Rise/yes/no
2024-11-05
ماشية اللحم كالميك في القوقاز Kalmyk breed
2024-11-05
Fallyes o
2024-11-05
تركيب وبناء جسم الحيوان (الماشية)
2024-11-05



الله لايفعل القبيح وﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻐﺮﺽ  
  
961   09:58 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

 [اولا]:

 (ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻥ ﻟﻪ ﺻﺎﺭﻓﺎ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻘﺒﺢ، ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺎ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻨﺘﻒ ﻫﻨﺎ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻋﻨﻪ ﻻﻣﺘﻨﻊ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻫﻮ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﺣﺴﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻗﺒﻴﺤﺎ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻋﻨﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﻭﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻌﺪﻭﻡ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻣﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺒﺢ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻓﻸﻧﻪ ﺇﻣﺎ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺤﺎﻝ ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺘﺎﺝ، ﻭﺃﻣﺎ ﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﺣﻜﻤﺔ ﻓﻴﻪ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻﻣﺘﻨﻊ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻮﺍﺕ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻘﺒﺢ ﻣﻨﻪ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ. ﻗﺎﻝ: ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺒﻴﺤﺔ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﻳﺪ ﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺣﺴﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﻗﺒﻴﺤﺔ، ﺷﺮﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﺧﻴﺮﺍ، ﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻛﻔﺮﺍ، ﻷﻧﻪ ﻣﻮﺟﺪ ﻟﻠﻜﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﻳﺪ ﻟﻪ (1). ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ، ﻷﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺒﻴﺤﺔ، ﻷﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻣﻮﻥ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻓﻜﺬﺍ ﻣﺮﻳﺪﻩ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﻪ. ﻓﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﺤﻴﻨﺌﺬ ﺃﺗﻰ ﺑﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻱ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ (1).

[ثابيا]:

(ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻐﺮﺽ ﻟﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻻﺳﺘﻠﺰﺍﻡ ﻧﻔﻴﻪ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ).

 ﺃﻗﻮﻝ:[ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻐﺮﺽ (*)] ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻣﺴﺘﻜﻤﻼ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻐﺮﺽ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺇﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻠﻠﺔ ﺑﺎﻷﻏﺮﺍﺽ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺎﺑﺜﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ: ﻧﻘﻠﻲ، ﻭﻋﻘﻠﻲ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻘﻠﻲ: ﻓﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون: 115]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [ص: 27].

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ: ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺑﺜﺎ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺃﻣﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ ﻓﻈﺎﻫﺮ، ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﻗﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻃﺎﻩ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻬﻢ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻐﺮﺽ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺴﺘﻜﻤﻼ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻭ ﻻﻗﺘﻀﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﺳﺘﻜﻤﺎﻝ. ﻗﺎﻝ: (ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻻﺿﺮﺍﺭ ﻟﻘﺒﺤﻪ ﺑﻞ ﺍﻟﻨﻔﻊ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﻐﺮﺽ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻠﻴﺲ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﻴﺢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻛﻤﻦ ﻗﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻣﺴﻤﻮﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﻪ ﻗﺘﻠﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺗﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ. ﻗﺎﻝ:(ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ (2) ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﻳﺠﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻹﻋﻼﻡ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻭﻻ ﻧﻔﻊ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻷﻥ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ ﺇﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺿﺮﺭ ﺃﻭ ﺟﻠﺐ ﻧﻔﻊ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻓﻼ ﻳﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻏﺮﺿﺎ ﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺛﻢ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻳﻘﺒﺢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ. ﻓﺎﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.

________________

(1) ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺷﻴﺔ: ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ. ﺇﻥ ﻗﻠﺖ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻗﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ) ﻳﺪﻝ ﺑﻈﺎﻫﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ؟ ﻗﻠﺖ: ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﺎﺭﺓ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ (ﻣﻼﺋﻢ) ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﻠﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﻛﺎﺕ ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻟﻪ ﻛﺎﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺫﻳﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺧﻠﻖ [ﺍﻟﻠﻪ] ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ [ﺍﻟﺒﺘﺔ] ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﺩﻑ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﺩﻑ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ، ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺸﺮ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭﻝ ﻻ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺃﻭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺧﻠﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻻ ﺧﻠﻖ ﺗﻜﻮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺗﺎﺭﺓ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﺎﺏ ﻛﺎﻟﺨﺼﺐ ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻛﺎﻟﺠﺪﺏ ﻭﺿﻴﻖ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﻩ، ﻭﺇﻥ ﺗﺼﺒﻬﻢ ﺳﻴﺌﺔ ﻳﻄﻴﺮﻭﺍ ﺑﻤﻮﺳﻰ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ) ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻛﺎﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ (ﺱ ﻁ).

(*) ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ.

(2) ﻗﻮﻟﻪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻟﻴﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﻣﻦ ﺣﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﻟﻴﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺎﺅﺍ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻭ ﻳﺠﺰﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﺤﺴﻦ (ﺱ ﻁ).

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.