أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2022
1146
التاريخ: 30-5-2021
2184
التاريخ: 2024-07-24
429
التاريخ: 1-10-2018
1691
|
المطاط من المحاصيل المدارية الهامة. وقد عرفه الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية منذ اقدم العصور، حيث استخدموه كمادة تمنع البلل عن ملابسهم، وكأحذية. وفي بداية القرن الثامن عشر تمكن الانجليز من استخدامه في محو آثار الرصاص في الكتابة ولذلك اطلق عليه rubber. واستخدام المطاط كان محدودا الى ان تمكن ماكنتوش في عام 1823 من استخدامه في صناعة قماش لا تنفذ منه المياه بسهولة، ولكنه بقي قليل الاستعمال لتشققه في الأجواء الباردة، وليونته ولزوجته في الأجواء الحارة, وقد تمكن جود يير في عام 1942م من اختراع كبرته المطاط (1) التي امكن بعدها تلافي العيوب السابقة والتوسع في استخدام المطاط في أغراض متعددة.
وقد اصبح المطاط من اهم السلع الاستراتيجية، وعليه تتوقف حركة النقل التي لابد لها من استخدام الإطارات المصنوعة من المطاط، وذلك الى جانب استخداماته في الكثير من الأغراض الأخرى التي تتزايد يوما بعد يوم، والتي أدت الى عجز المطاط الطبيعي عن مواجهتها، مما أدى الى التوسع في استخدام المطاط الصناعي.
والمطاط الطبيعي يستخرج من أنواع من الأشجار المدارية الرطبة البرية والتي من أهمها شجرة hevea braisiliensis التي موطنها الأصلي حوض الأمازون الذي يضم مساحات كبيرة من البرازيل واكوادور وكولومبيا، ومن شجرة الفونتوميا، ومن شجرة اللاندولفيا التي تنمو في الأقاليم المدارية بغرب افريقيا، ومن الشجيرات البرية المعروفة باسم guayule skrubs التي تنمو في المكسيك وجنوب الولايات المتحدة، كما يستخرج من شجرة koksagyz التي تنمو على سفوح جبال تيان شان، ومن شجرة التاوساجيز التي تنمو في روسيا.
ورغم تعدد أنواع أشجار المطاط الا ان معظم انتاج المطاط يأتي من شجرة في حوض الأمازون، حيث كان سكان البرازيل يصدرونه عن طريق نهر الأمازون الى الساحل عند مصب الأمازون حيث تتجمع منتجات المطاط من غابات حوض الأمازون.
وقد ظل حوض الأمازون محافظا على مركزه من حيث انتاج المطاط لمدة طويلة حيث كان الطلب محدودا لعدم ادراك العالم لأهمية المطاط, وقد تمكنت بريطانيا في عام 1876م من الحصول على بذور وشتلات شجرة المطاط حيث زرعت في بيوت زجاجية في لندن، ومنها انتقلت الى الهند وسري لانكا والملايو وجزر الهند الشرقية، وبدات هذه الدول في الإنتاج وأصبحت منافسا خطيرا للبرازيل المنتج الأساسي للمطاط الطبيعي.
ويرجع نجاح زراعة المطاط في جنوب شرق آسيا الى ابعد منطقة الأمازون عن مناطق الاستهلاك الرئيسية، وقلة الايدي العاملة بحوض الأمازون نظرا لان زراعة المطاط واستخلاص العصارة تحتاج الى كثرة الايدي العاملة، كما كان افتقار العمال في حوض الأمازون الى الخبرة والمهارة في تشريط الأشجار للحصول على العصارة – ثم رغبتهم في جمع اكبر كمية ممكنة لمواجهة الطلب المتزايد – سببا في قتل كثير من الأشجار المنتجة للمطاط، وبذلك تباعدت الأشجار المنتجة الامر الذي أدى الى التوغل في الغابات للحصول على المطاط من الأشجار المتباعدة وهذا من شانه زيادة تكاليف الإنتاج، واذا اضفنا الى ذلك كثرة الضرائب التي فرضتها الحكومات المحلية فيصبح سعر المطاط مرتفعا في الأسواق.
ولما كانت المناطق المناسبة لزراعة المطاط في جنوب شرق آسيا تحت سيطرة الدول الاستعمارية وهي المستهلك الأساسي للمطاط، كما يمكنها تسويقه والاستفادة منه كمورد من مواردها، لذلك كان من السهل نجاح انتاجه في هذه المناطق, وشجرة المطاط تنتج بعد نحو ست سنوات من زراعتها وتعطي اكبر انتاج عندما يكون عمرها نحو 14 سنة، وتظل منتجة حتى عمر الثلاثين عاما. ويتم الحصول على المطاط بقطع (حز) نصف محيط جذع الشجرة حيث يقطع اللحاء الخارجي ومن خلال ثقوب صغيرة تنبثق عصارة المطاط اللزج من الشجرة، وتختلف كمية العصارة من شجرة الى أخرى فبعض الأشجار تعطي 450 كغم من عصارة المطاط في الفدان في حيث يعطي البعض الاخر مقدارا اقل قد يصل الى 150 كغم عندما يكون غير مكتمل النمو. وتحوي عصارة المطاط نحو 30 % من مادة المطاط نفسها الى جانب بعض الاملاح المعدنية والدهون والبروتين والسكر(2).
ـــــــــــــــــــــــ
(1) د. محمد فاتح عقيل – مصدر سابق ص185.
(2) Lawence A. Hoffman, economic geagrapy, new York, 1965. P279.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
أكثر 5 ماركات سيارات تعاني من مشاكل في المحرك في 2024
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|