أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2017
2442
التاريخ: 6-12-2020
1583
التاريخ: 27-12-2016
1770
التاريخ: 10-5-2021
2277
|
تؤثر البيئة التي يعيش فيها الانسان وما تحتويه من مصادر للثروة الطبيعية تأثيرا كبيرا في توجيه نشاطه الاقتصادي واستغلال هذه الموارد. ولما كانت البيئات الطبيعية تختلف من مكان لآخر على سطح الأرض فقد اختلفت تبعا لذلك الحرف التي يقوم بها الانسان، ولو ان الانسان يحاول استغلال ذكائه وقدراته لكي لا تكون البيئة هي العامل الوحيد المؤثر في اختيار حرفته، كما يبدو من اختلاف في بعض الحرف التي يمارسها السكان على الرغم من تشابه البيئات في ظروفها الطبيعية، مثل أقاليم الحشائش والاعشاب التي تعتبر مسرحا لملايين القطعان من الماشية او الخيول او الأغنام، في حين تحول بعضها الى مناطق زراعية استقر سكانها وانشأوا القرى والمدن، بينما ظل البعض ميدانا لممارسة حرفة الصيد والقنص.
وتنتشر حرفة الرعي في مساحات كبيرة متفرقة على سطح الأرض في مناطق الحشائش والاعشاب التي تعيش عليها قطعان الحيوان. وتمتد في أقاليم مناخية ونباتية متباينة، فمساحة المراعي تشغل نحو 3116 مليون هكتار أي ما يربو على ضعف مساحة الأراضي الزراعية البالغة نحو 1476 مليون هكتار في عام 1995م.
وقد مارس الانسان حرفة الرعي بعد ان عرف استئناس الحيوان بدلا من صيده، وبذلك لم يعد ينتظر ما يجده في البيئة الطبيعية من حيوان فيقوم بصيده وانما اصبح يبذل جهده لتنمية الإنتاج الذي يسد حاجاته الضرورية، وقد اهتدى الانسان الى استئناس الحيوان في الوقت الذي اهتدى فيه الى استئناس النبات ورعايته، لان هناك ارتباط كبير بين الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني، فعند الكلام عن الإنتاج الزراعي يمكن الإشارة الى انتاج اللحوم والالبان. وعند الكلام عن الإنتاج الزراعي في نطاق الذرة بالولايات المتحدة الامريكية لابد من الربط بين انتاج حبوب الذرة والإنتاج الحيواني، وهناك كثير من المناطق التي تقوم بالإنتاج الزراعي المختلط الذي يجمع بين الإنتاج الحيواني وإنتاج المحاصيل الزراعية التي تضم انتاج الاعلاف اللازمة للحيوان.
وصلة الإنتاج الحيواني بالإنتاج الزراعي لا تقف عند اعتبار الإنتاج الحيواني مكملا للإنتاج الزراعي، ولكن هذه الصلة تمتد الى حاجة الإنتاج الزراعي للحيوان باعتباره عنصرا من عناصر الإنتاج (حيوان العمل) حيث يعتمد عليه في كثير من جهات العالم. والى جانب أهمية الحيوان في العمل فانه يساعد على خصوبة التربة وتماسكها، اما بحياته فوقها وما يضيفه من مواد مخصبة، او نتيجة لاتباع دورة زراعية تدخل فيها محاصيل الغذاء الحيواني التي تساعد على خصوبة التربة مثل البرسيم.
وينقسم الرعي الى بدائي (المتنقل) ورعي تجاري (شكل 1) كما يربي الحيوان ضمن الزراعة المختلطة.
- الرعي البدائي او البدوي (المتنقل) Premitive grazing:
تنتشر مناطق الرعي البدائي في جهات فقيرة في اعشابها، وتصعب ممارسة الزراعة فيها، اما لقلة المطر وعدم كفايته لحاجة الزراعة، او لقصر فصل النمو نظرا لشدة البرودة، او لوعورة السطح وشدة الانحدار، او لكثرة رطوبة التربة وتشبعها بالمياه، او لضعف خصوبتها بحيث لا تلائم زراعة المحاصيل، ولذلك فان هذه المناطق تتميز بقلة السكان وعدم استقرارهم فهم في تنقل، وبان المنتجات من اللبن واللحوم والصوف والشعر والجلود انما هي للوفاء بحاجتهم محليا، أي ان هذا النشاط بقصد الاكتفاء الذاتي، ولكنهم أحيانا يتبادلون فائض منتجاتهم من صوف وجلود ومصنوعات مع جيرانهم من الزراع وسكان المدن في مقابل السكر والشاي والحبوب.
ولا يتقيد البدو في تنقلاتهم بالحدود السياسية التي قد تخترق مناطق الرعي، كما هو الحال في مناطق الرعي بين المملكة العربية السعودية والعراق، وبين مصر وليبيا، وبين الصومال وكينيا وأثيوبيا، وبين مصر والسودان، او بين الجماعات الرعوية الإيرانية والافغانية. وكثيرا ما تنشب المشكلات السياسية بين الدول المتجاورة نتيجة لذلك. ولذلك تلجا بعض الدول أحيانا لعقد اتفاقيات فيما بينها لتسهيل عملية انتقال البدو بقطعانهم وقت الجفاف.
ويرتبط نوع الحيوان وكميته بنوع وكمية الأعشاب، فالأعشاب الفقيرة تناسب الماعز والابل والاغنام، اما الماشية فتحتاج الى المراعي الغنية والى مياه للشرب، ولذلك فهي تقتصر على المناطق الرطبة على هوامش الصحراء، بينما الأغنام والماعز والابل ترضي بالقليل في المناطق الحارة الجافة.
وبعض البدو يفضلون نوعا واحدا من الحيوان كما هو الحال في الصحراء الشرقية الممتدة بين البحر الأحمر ونهر النيل في مصر والسودان، حيث البدو الذين يطلق عليه الابالة لارتباطهم بالابل، ومثل المساي بشرق افريقية الذين تخصصوا في تربية البقر، ومثل رعاة البقرة في السودان ممن يطلق عليهم البقارة في المناطق الغنية بالحشائش، ومثل رعاة الرنة في التندرا.
واحيانا يتبع الرعاة في تحركاتهم حركات راسية وافقية، وتحدث الحركات الافقية كما هو الحال في هجرات البدو في شمال افريقيا على سواحل البحر المتوسط التي تحيطها الجبال، وفي شبه الجزيرة العربية. وهم يتنقلون تبعا لفصل سقوط الامطار الى مناطق العشب الجديدة، ويمكثون في مراكز الاستقرار والواحات في أوقات الجفاف، اما الحركات الراسية فتحدث نتيجة لضيق الأرض الزراعية وعدم توافر المراعي، وتقتصر على المناطق الجبلية في الشتاء حيث تهبط الحيوانات الى الاودية عندما تكون الجبال مغطاة بالثلوج، وفي الصيف تصعد الحيوانات الى سفوح الجبال واعلاها بعد ذوبان الثلوج لرعي الحشائش المزدهرة في المناطق العلوية، كما يحدث في اسبانيا عند انتقال قطعان الماعز والاغنام من هضبة المزيتا الى اقدام جبال كنتبريان والبرانس.
وتتميز حياة الرعي البدائي او المتنقل بالقسوة لتعرضها لموجات من الجفاف او الصقيع تقضي على قطعانهم. ولذا فهي حرفة تدعو الى التعاون، وكانت تدفع الى الاغارة على الجيران من الزراع المستقرين. وقد يؤدي ضغط الأحوال الاقتصادية وتشجيع الحكومات الى تغيير الرعاة لحرفتهم فيستقرون كزراع في الواحات والاقاليم الزراعية كما حدث في مصر وفي شبه جزيرة العرب وفي شرق السودان.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|