المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التطور التاريخي لوكالات الإعلان
13-7-2022
Carbodiimides and Related Reagents
28-7-2018
المعالجة المحاسبية للديون المشكوك في تحصيلها
8-4-2022
دور الاعلام في العراق الجديد
2024-04-14
Serophin
23-1-2020
حمزة بن حمزة بن محمد
8-8-2016


سر من اسرار التواصل بين الاباء والابناء  
  
2438   12:59 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص28-29
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

وهنا اطلعكم على سر عظيم من اسرار التواصل بين البشر ـ خاصة التواصل بين الاباء والابناء ـ والا وهو : ان التواصل بين البشر ينقسم الى تواصل لفظي(بالكلمات)وتواصل غير لفظي (بالسلوكيات والافعال والايماءات والاشارات ولغة الجسد) وان التواصل غير اللفظي يؤثر بنسبة (93./.) مقسمين كالاتي(55./.)تواصل بصري، و(38./.)تواصل سمعي، وان التواصل اللفظي يكون بنسبة (7./.)فقط واذا اردنا تطبيق هذه القاعدة على مثال التدخين نجد ان الابن يتأثر بسلوكيات الاب في التدخين(التواصل غير اللفظي) بنسبة(93./.)ويتأثر بكلام الاب وتحذيراته (التواصل اللفظي)بنسبة(7./.فقط)فأي النسبتين أكبر؟!! اترك لحضراتكم الجواب ولذا قلت ان ابناء المدخنين مدخنون الا من رحم ربي ولذا كان لزاما ان أوكد على تربية الاباء قبل تربية الابناء.

كما نلاحظ من خلال المشاهدات الاكلينيكية في العيادات النفسية ان الاب العصبي او الام العصبية يميل ابناؤهم الى العصبية.

كذلك نجد ان الاب العدواني يتسم أبناؤه اما بالسلبية المفرطة نتيجة الخوف والرعب او بالعدوانية الزائدة نتيجة تعلم هذا السلوك العدواني او كرد فعل على عدوانية الاب ونطلق عليه (العدوان المضاد).

فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.

ونجد ان الام القلقة تنقل قلقها الى ابنائها وكانه انتقال العدوى... كذلك الام المكتئبة نلاحظ ان ابناءها منطوون ويميلون الى العزلة.

ولذلك قلت لك عزيزي المربي في البداية(قل لي من انت ....اقل لك من سيكون ابنك).

فأبناؤنا انعكاس لنا، ولذا يجب ان نلاحظ سلوكنا ابتداءً قبل القاء اللوم على ابنائنا كما يجب ان نعدل سلوكنا قبل تعديل سلوك ابنائنا.

ويعبر الشاعر عن ذلك افضل تعبير حيث يقول:

مشي الطاووس يوما باختيال   *****   فقلد شكل مشيته بنوه

فقال علام تختالون قالوا        *****   سبقت به ونحن مقلدوه

وينشأ ناشئ الفتيان فينا         *****  على ما كان عوده أبوه




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.