أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016
18245
التاريخ: 18-11-2014
1920
التاريخ: 19-6-2016
40650
التاريخ: 11-10-2014
2056
|
أما ابن أبي هاشم ؛ فيرى : أن سبب الاختلاف في القراءات السبع ، وغيرها ، هو خلوّ المصاحف عن النقط والشكل ، قال : (فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار) (1).
ومعنى ذلك : أن الاختلاف ، لم ينشأ من تلقي القراء لقراءاتهم رواية عن رسول الله (صلى الله عليه واله)..
وعن ابن جرير الطبري قوله : (فلما صارت المصاحف في الآفاق ، غير مضبوطة ، ولا معجمة ، قرأها الناس ، فما أنفذوه منها نفذ ، وما احتمل وجهين طلبوا فيه السماع حتى وجدوه) (2).
ولكن الحقيقة هي : أن ما اجتهدوا فيه ، كان أكثر بكثير مما طلبوا فيه السماع ، وذلك هو أصل البلاء..
وعن ابن جرير أيضاً قوله : (لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام ، وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه. وكان أهل كل ناحية من النواحي التي وجهت إليها المصاحف ، قد كان لهم في مصرهم ذلك من الصحابة معلمون.. إلى أن قال : فانتقلوا عما بان لهم : أنهم أمروا بالانتقال عنه ، مما كان بأيديهم ، وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم ، مما يستدلون به على انتقالهم عنه) (3).
أما جولد تسيهر ؛ فقد اعتبر (أن نشأة القراءات كانت بسبب تجرد الخط العربي من علامات الحركات ، وخلوه من نقط الإعجام) (4).
وتابعة كارل بروكلمان على ذلك ؛ فقال : (حقاً فتحت الكتابة ، التي لم تكن قد وصلت إلى درجة الكمال مجالاً لبعض الاختلاف في القراءة ، لا سيما إذ كانت غير كاملة النقط ، ولا مشتملة على رسول الحركات ؛ فاشتغل القراء على
هذا الأساس بتصحيح القراءات واختلافها) (5).
ثم عاد بروكلمان ، فأكد على ذلك في موضع آخر من كتابه ، فليراجعه من أراد (6).
ملاحظة : ولا بد لنا هنا من تسجيل تحفظ على قول بروكلمان : إن القرآن لم يكن كامل النقط..
فإن الصحيح هو : أنه لم يكن له نقط أصلاً ، الأمر الذي تسبب في وقوع الكثيرين في الاشتباه والغلط. ونشأ عنه كثير من الخلاف ، والاختلاف..
أما القسطلاني : فيقول :
(.. ثم لما كثر الاختلاف فيما يحتمله الرسم ، وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحل لأحد تلاوته ، وفاقاً لبدعتهم... رأى المسلمون : أن يجمعوا على قراءات أئمة ثقات ، تجردوا للاعتناء بشأن القرآن الكريم..) (7).
وتابعه على هذا الدمياطي البنا (المتوفى سنة 1117 هـ. ق) وصرح بالأسباب ذاتها (8).
هذا.. وقد ألف يحيى بن يعمر ، المتوفى سنة 90هـ. كتاباً في القراءات ، جمع فيه ما روي من اختلاف الناس فيما وافق الخط (9).
أما منشأ هذه الاختلافات ، فيتضح فيما يلي من صفحات :
____________________________
(1) فتح الباري ج9 ص28 والتمهيد ج2 ص18 عن التبيان ص86.
(2) تاريخ القرآن للصغير ص109 عن المرشد الوجيز لأبي شامة ص150.
(3) تاريخ القرآن للصغير ص107 : 108 عن المرشد الوجيز ص149 عن الطبري.
(4) تاريخ القرآن للصغير ص99/100 عن : مذاهب التفسير الإسلامي ص8 فما بعدها..
(5) تاريخ القرآن للصغير ص100 عن بروكلمان : تاريخ الأدب العربي ج1 ص140.
(6) تاريخ القرآن للصغير ص 100 عن تاريخ الأدب العربي ج4 ص1.
(7) تاريخ القرآن للصغير ص102 عن : لطائف الإشارات للقسطلاني ج1 ص66.
(8) تاريخ القرآن للصغير ص102 والقراءات القرآنية تاريخ وتعريف ص34. عن : إتحاف فضلاء البشر للدمياطي ج1 ص70.
(9) القراءات القرآنية تاريخ ، وتعريف ص27/28 عن : مقدمتان في علوم القرآن ص275. وراجع أيضاً كتاب : تاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين ج1 ص147.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|