أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2016
840
التاريخ: 23-11-2016
737
التاريخ: 22-11-2016
618
التاريخ: 23-11-2016
902
|
هو أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبى، بعثه حنظلة بن صفوان والى إفريقية، إجابة لجماعة من زعماء الأندلس، خشوا من عواقب الفتنة، وما قد تؤدى إليه من استظهار نصارى الشمال، وإغارتهم على الأراضي الإسلامية (1)، وقيل إن الذى اختار أبا الخطار لولاية الأندلس، هو هشام بن عبد الملك (2)، اختاره قبيل وفاته بقليل، إذ توفى في ربيع الثاني سنة 125.
وقدم أبو الخطار إلى الأندلس فى رجب، ولم يكن مضى على ولاية ثعلبة سوى عشرة أشهر، فقبض في الحال على زمام السلطة.
وأفرج عن جموع الأسرى والسبايا، التي اعتزم أن يزهقها وينكل بها ثعلبة، واهتم برد السكينة والنظام، وإخماد شوكة الزعماء الخارجين، ففرق الشاميين في مختلف الكور تمزيقا لعصبتهم، وأنزل جند الشام بإلبيرة (غرناطة)، وجند حمص بإشبيليقولَبْلة، وجند فلسطين بشذونة والجزيرة، وجند الأردن برَيُّه، وجند قنسرين بجيان، وجند مصر بعضهم في أكشُونبة وباجة والبعض في تدمير.
ونذكر أن ولاية تدمير (مرسية) كانت قد تركت عند الفتح لصاحبها تيودمير، وفقا للمعاهدة التي عقدت بينه وبين عبد العزيز بن موسى (3)، ولكن تيودمير كان قد توفى، وخلفه في حكم الولاية ولده أتاناجلد، واعتبر أبو الخطار، أن نص المعاهدة، كان قصرا على تيودمير، وأنه لا يسرى على خلفائه، وطالب أتاناجلد بتأدية الجزية لحكومة قرطبة، وأنزل جند مصر قسرا بقواعد تدمير، وأقطعهم أراضيها، وبذلك فقد القوط آخر معاقلهم الحرة في الجنوب، وضمت تدمير إلى باقى ولايات الأندلس، تحت سلطان الحكومة المركزية (4).
وتتبع أبو الخطار الزعماء الخارجين، فقبض على ثعلبة ونفاه إلى إفريقية مع نفر من زملائه، وأعلن أمية وقطن ابنا عبد الملك الطاعة، وتفاهما مع أبي الخطار، فولاهما حكم بعض الولايات الشمالية.
أما عبد الرحمن بن حبيب فاستطاع أن يتقى المطاردة وفر إلى تونس، وهناك أقام حينا يرقب الحوادث، حتى سنحت له فرصة الوثوب وانتزاع إمارة إفريقية من حنظلة ابن صفوان.
وأما عبد الرحمن اللخمى فلبث مستقلا برباط الثغر في أربونة وما جاورها.
وسلك أبو الخطار في البداية سبيل الحزم والاعتدال، وسوى بين جميع القبائل في المعاملة، فرضى الجميع واجتمعت الكلمة على تأييده وطاعته، وسكنت الفتنة واستقر النظام حينا.
ولكن نزعة العصبية ما لبثت أن حملته كما حملت أسلافه من قبل، فمال إلى قومه اليمانية، وتنكر لخصومهم من المضرية، واضطرمت الأحقاد والمنافسات القديمة.
وحدث أن اعتدى أبو الخطار على زعيم من زعماء المضرية بالإهانة والضرب لأنه تدخل لحماية رجل من بني قومه.
وهذا الزعيم هو الصُّمَيل ابن حاتم بن شمر الكلابي، وجده شمر بن ذي الجوشن ، وكان قد اشترك في قتل الحسين بن على[عليهما السلام] في كربلاء، ثم نزح بأسرته إلى الشام خيفة الانتقام، فلما ولى كلثوم بن عياض القشيري حكم إفريقية، كان الصميل بين أشراف الشام
الذين انتظموا في جيش بلج القشيري، ثم جازوا معه إلى الأندلس (5).
وكان الصميل فارساً شجاعاً وزعيماً ذا نجدة، يلتف حوله المضرية وبعض اليمنية، من خصوم أبي الخطار ومنافسيه مثل جذام ولخم.
فلما اعتدى أبو الخطار عليه بعث إلى قومه في مختلف الأنحاء، وأيدته المضرية وحلفاؤهم في الخروج، وتفاهم مع باقى الزعماء الناقمين على أبي الخطار، ومنهم ثوابة بن سلامة الجذامي زعيم جذام، وكان يمنيا ولكنه كان يحقد على أبي الخطار لأنه عزله عن ولاية إشبيلية.
وتكفل ثوابة بمحاربة أبي الخطار، وقدّمته المضرية، وزحف بجموعه على قرطبة، فلقيه أبو الخطار بقواته في شذونة على ضفاف وادي لكه في رجب سنة 127ـ ونشبت بين الفريقين معارك شديدة انتهت بهزيمة أبي الخطار وأسره، ودخل ثوابة قرطبة وارتضته المضرية أميراً للأندلس مكان أبي الخطار، ووافق عبد الرحمن بن حبيب الفهرى أمير إفريقية على هذا الاختيار.
وكان قد استطاع فى تلك الفترة أن ينتزع ولاية إفريقية من حنظلة بن صفران.
ولكن أبا الخطار استطاع أن يفر من سجنه بمعونة نفر من أصدقائه.
فذهب إلى باجة وحشد جموعه وقصد إلى قرطبة، فلقيه الصميل في المضرية وثوابة في أنصاره من اليمنية، ووقعت بينهما معركة غير حاسمة، وعندئذ دعا بعض اليمنية من فريق ثوابة إلى وقف القتال، ونعى على أنصار أبي الخطار أنهم بقاتلون ثوابة مع أنه يمنى منهم، وقد عفا عن أبي الخطار وعف عن دمه حين كان في قبضته؛ فأحدثت هذه الدعوة أثرها، وانفض عن أبي الخطار جنده.
واضطر أن يعود إلى باجة وهنالك لبث ينتظر مجرى الحوادث (6).
ولم يمض سوى قليل حتى توفى ثوابة في أوائل سنة تسع وعشرين ومائة.
__________
(1) ابن عبد الحكم ص 221؛ وأخبار مجموعة ص 45؛ وابن الأبار في الحلة السيراء ص 46؛ وكذلك Dozy: Hist , V.
I p168.
(2) ابن الأثير ج 5 ص 100؛ وابن الأبار ص 48.
(3) أوردنا نص هذه المعاهدة في ص 55 و56 من هذا الكتاب. وراجع في توزيع القبائل على
الكور، ابن الأبار في الحلة السيراء ص 46.
وكذلك: Conde: ibid, V.
I.
p.
112
(4) Conde: ibid, quot isodorus,V.
I.
p.
112 (note) وكذلك Aschbach: ibid.
V.
I.
p.
92
(5) ابن الأبار في الحلة السيراء ص 49؛ والمقري عن ابن حيان في نفح الطيب ج 2 ص 62.
(6) المقرى ج 2 ص 60 و61، وابن الأثير ج 5 ص 126، والبيان المغرب ج 2
ص 35 و36.
عد أن حكم الأندلس زهاء عام ونصف.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|