أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
443
التاريخ: 27-5-2017
2482
التاريخ: 16-12-2018
755
التاريخ: 20-11-2016
467
|
استخلف هشام بن عبد الملك، وهو ابن أربع وثلاثين سنة.
فعزل أسد بن عبد الله عن خراسان، وولاها الجنيد بن عبد الرحمن، وكان رجلا من اليمانية، ذا فضل وسخاء.
وهو الذي يقول فيه الشاعر:
ذهب الجود والجنيد جميعا فعلى الجود والجنيد السلام
ولما قتل أبو عكرمة وحيان وجه الإمام محمد بن علي[عليهما السلام] إلى خراسان خمسة نفر من شيعته: سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم، وموسى بن كعب، وخالد بن الهيثم، وطلحة بن زريق، وأمرهم بكتمان أمرهم، وألا يفشوه إلى أحد إلا بعد أن يأخذوا عليه العهود المؤكدة بالكتمان.
فساروا حتى أتوا خراسان، فكانوا يأتون كورة بعد كورة، فيدعون الناس سرا إلى أهل بيت نبيهم، ويبغضون إليهم بني أمية، لما يظهر من جورهم واعتدائهم، وركوبهم القبائح، حتى استجاب لهم بشر كثير في جميع كور خراسان.
وبلغ الجنيد أمرهم، فأمر بطلبهم، وأخذوا، وأتي بهم الجنيد.
فقال: يا فسقة، قد قدمتم هذه البلاد، فأفسدتم قلوب الناس على بني أمية، ودعوتم إلى بني العباس.
فتكلم سليمان بن كثير، وقال: أيها الأمير، أتأذن لي في الكلام ؟ قال: تكلم قال: أنا وإياك كما قال الشاعر:
لو بغير الماء حلقي شرق لاستغثت اليوم بالماء القراح
نعلمك أيها الأمير، إنا أناس من قومك اليمانية، وإن هؤلاء المضرية تعصبوا علينا، فرقوا إليك فينا الزور والبهتان، لأنا كنا أشد الناس على قتيبة، فهم الآن يطلبون بثأره بكل علة.
فقال الجنيد لمن كان حوله من أصحابه: (ما ترون) ؟.
فتكلم عبد الرحمن بن نعيم رئيس ربيعة، وكان من خاصته:
- نرى أن تمن بهم على قومك، فلعل الأمر كما يقولون.
فأمر بإطلاقهم.
فخرجوا، وكتبوا بقصتهم إلى الإمام.
فكتب إليهم: (أن هذا أقل ما لكم، فاكتموا أمركم، وترفقوا في دعوتكم).
فساروا من مدينة مرو إلى بخارى، ومن بخارى إلى سمرقند، ومن سمرقند إلى كش ونسف، ثم عطفوا على الصغانيان، وجازوا منها إلى ختلان (1)، وانصرفوا إلى مرو الروذ (2)، والطالقان (3)، وعطفوا إلى هراة (4)، وبوشنج، (5)، وجازوا إلى سجستان.
فغرسوا في هذه البلدان غرسا كثيرا، وفشا أمرهم في جميع أقطار خراسان.
وبلغ ذلك الجنيد، فأسف على تركهم، ووجه في طلبهم، فلم يقدر عليهم.
فكتب إلى خالد بن عبد الله القسري، وكان على العراق، يعلمه انتشار خراسان وما حدث فيها من الدعاة إلى محمد بن على[عليهما السلام].
فكتب خالد بن عبد الله إلى هشام يعلمه بذلك.
فكتب إليه هشام، يأمره بالكتاب إلى الجنيد، ألا يرغب في الدماء، وأن يكف عمن كف عنه، ويسكن الناس بجهده، وأن يطلب النفر الذين يدعون الناس حتى يجدهم، فينفيهم.
فلما انتهى ذلك إلى الجنيد بعث رسله في أقطار خراسان.
وكتب إلى عماله في الكور يطلب القوم، فطلبوا، فلم يدرك لهم أثر.
__________
(1) في نسخة اخرى (جيلان) والصواب ما ذكر، وهي بلاد مجتمعة وراء النهر قرب سمر قند.
(2) في الاصل: مرووذ، وهي مدينة من مدن خراسان.
(3) قال الاصطخري في كتابه: ان طالقان اكبر مدن خراسان.
(4) مدينة من امهات المدن في خراسان، وقد خربها التتار.
(5) بليدة حصينة من نواحي هراة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|