المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Discovering an Invisible Universe
24-2-2016
Generalized Diameter
21-7-2021
كلام الذئب والذراع
11-12-2014
تَمادٍ نووي excursion , nuclear
28-2-2019
نماذج من الظواهر الاجتماعية - الهجرة - الأسباب الاجتماعية للهجرة - الأسباب الجغرافية
3-6-2022
الباحثين وغفلتهم عن كثرة الأسباب‏
24-04-2015


عدم مشروعية البناء على قبور الأنبياء واتّخاذها محلّا للعبادة  
  
420   08:18 صباحاً   التاريخ: 20-11-2016
المؤلف : السيد مرتضى العسكري
الكتاب أو المصدر : معالم المدرستين
الجزء والصفحة : ج1 - ص 67- 75
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / التبرك و الزيارة و البناء على القبور /

استدلّ قسم من المسلمين على تحريم البناء على القبور بروايات أهمّها ما يأتي :

أ- عن عليّ قال :

كان رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في جنازة، فقال:  كم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها و حدثنا إلّا كسره، و لا قبرا إلّا سوّاه، و لا صورة إلّا لطخها؟ فقال (رجل) :

أنا يا رسول اللّه، فانطلق فهاب أهل المدينة، فرجع. فقال عليّ:

أنا أنطلق يا رسول اللّه. قال:

فانطلق. فانطلق، ثمّ رجع، فقال:

يا رسول اللّه، لم أدع بها وثنا إلّا كسرته و لا قبرا إلّا سوّيته، و لا صورة إلّا لطختها.

و قد تكرّر ورود هذا الحديث في كتب الحديث و اكتفينا بإيراد أتمّ لفظ منه‏ (1) .

علّة الحديث :

أوّلا- سنذكر في ما يأتي أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) زار قبر أمّه، و بكى و أبكى من حوله. و كانت أمّه قد توفّيت في السنة السادسة من عمره الشريف بالمدينة المنوّرة، و على هذا فقد زار الرسول قبر أمّه بعد نيف و أربعين سنة، حين هاجر إلى المدينة المنوّرة، و أن أثر قبر أمّه عند ذاك كان ماثلا للعيان، و إلّا لما عرف قبرها.

وإذا كان الحكم الإسلامي، هو تسوية القبور فلم لم يأمر النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) بهدم قبر أمّه عند ذاك؟

ثانيا - إنّ أهل المدينة بعد أن أسلم بعضهم أرسل لهم الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) بادئ ذي بدء مصعب بن عمير، يعلّم من أسلم منهم ما ورد من الإسلام يوم ذاك. و لمّا و فدوا إلى الحجّ، حضر المسلمون منهم العقبة و بايعوا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) سرّا، و لم ينتشر الإسلام بينهم، إلى أن هاجر الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) إليهم، و تبعه الإمام عليّ عليه السلام بعد ثلاث أو أكثر و قصّة وروده المدينة بعد ذلك مشهورة.

وتدرّج الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) في بسط حكمه على المدينة بعد أن عاهد يهود قريظة و بني النضير و بني قينقاع، ودخل أهل المدينة كلّهم في الإسلام متدرّجا. فمتى كان إرسال النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) الإمام عليّا عليه السلام من تشييع جنازة إلى المدينة ليهدم الأصنام و يسوّي القبور ويلطخ الصّور، كالحاكم الّذي لا رادّ لأمره؟ أضف إليه أنّ محتوى الخبر أنّ المرسل الأول ذهب، وهم في تشييع الجنازة، ورجع خائبا، ثمّ أرسل النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) الإمام عليّا عليه السلام بعده وهم لا يزالون في تشييع الجنازة. فكيف يتمّ ذلك!؟

ثالثا- و في بقية الحديث أنّ الإمام عليّا عليه السلام قال لأبي الهياج الأسدي:

أبعثك فيما بعثني رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أمرني أن أسوّي كلّ قبر و أطمس كلّ‏ صنم‏ (2) .

ولا يكون إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي في أمر إلّا في عصر خلافته، و عليه يتّجه هذا السؤال: متى كان إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي؟ أفي عصر خلافته وبعد الفتوحات الإسلامية و بعد زمن الخلفاء الثلاثة أم قبله؟

وإلى أي بلد بعث الإمام عليّ أبا الهياج لتهديم القبور وطمس الأصنام ؟

وأخيرا في كلا الخبرين أمر من الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) والإمام عليّ عليه السلام - إن صحّ الخبران- بتهديم قبور المشركين في بلد الشّرك، فكيف يدلّ ذلك على انتشار هذا الحكم إلى قبور المسلمين و وجوب تهديمها ؟

ب- رووا عن النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) أنّه قال:

اللهمّ لا تجعل قبري وثنا، لعن اللّه قوما اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد (3) .

وفي الرواية الثانية شخّص الّذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد و قال:

قاتل اللّه اليهود، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد (4) .

علّة الحديث:

إنّ بني إسرائيل بعد أن ساروا من مصر و عبروا البحر و جازوا التّيه و بلغوا فلسطين، أصبح لهم بيت عبادة و هو (بيت المقدس) و لم يكن لهم بيت عبادة غيره. و في عصر سليمان أصبح لسليمان الملك النبيّ بلاط يسمّى هيكل سليمان. فأين كانت قبور أنبيائهم الّتي اتّخذوها مساجد؟ و كان بيت المقدس و بلده تحت أنظار المسلمين و العرب قبل عصر رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) .

وأمّا ما بقي من قبور أنبيائهم مثل قبر الخليل و موسى بن عمران، فإنّا لم نر و لم نسمع و لم‏ يكتب أحد أنّ اليهود اتّخذوهما و حدثنا. و على فرض أن قبرا اتّخذ و حدثنا، فإنه لا يصدق على احترام القبر و زيارة القبر، فإنّ اتّخاذه و حدثنا يعني أن يستقبل القبر كما تستقبل الكعبة في الصّلوات. فأين هذا من ذاك؟

ليس مورد الشك في كلّ ما ذكرناه، و ما سنذكره بعد هذا، أحاديث رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) - معاذ اللّه- و إنّما البحث يجري حول رواة الأحاديث الّذين لم يعصمهم اللّه من الخطأ و السهو و النسيان.

كان ما ذكرناه أمثلة من أدلّة من رأى البناء على القبور مخالفا للشّريعة الإسلاميّة.

وفي ما يأتي أدلّة من رأى ذلك موافقا لها.

أدلّة من رأى جواز اتّخاذ مقابر الأنبياء محلّا للعبادة :

يستدلّ من يرى صحّة اتّخاذ مقابر الأنبياء محلّا للعبادة بأنّ الطائفين حول الكعبة يطوفون حول حجر إسماعيل عليه السلام و يتمسّحون بجداره، و فيه قبر إسماعيل عليه السلام و أمّه هاجر، كما أجمع عليه علماء الأمّة الإسلامية:

فقد ورد في سيرة ابن هشام (ت: 218 ه) و تاريخ الطبري (ت: 310 ه) و ابن الأثير (ت: 630 ه) و ابن كثير (ت: 774 ه) واللفظ لابن هشام: و دفن- إسماعيل- في الحجر مع أمّه هاجر. و في لفظ ابن الأثير: و أوصى إسماعيل أن يدفن عند قبر أمّه في الحجر (5) .

وروى ابن سعد في طبقاته وقال: إنّ إسماعيل لمّا بلغ عشرين سنة توفّيت أمّه هاجر و هي ابنة تسعين سنة، فدفنها إسماعيل في الحجر. و إنّ إسماعيل توفّي بعد أبيه، فدفن في الحجر ممّا يلي الكعبة مع أمّه هاجر.

وفي رواية بعدها: قبر إسماعيل تحت الميزاب بين الركن و البيت‏ (6) .

وفي الاكتفاء للكلاعي ما موجزه: دفن هاجر و إسماعيل و ابنه نابت في الحجر (7) .

وقد وصف ابن جبير قبري إسماعيل و أمّه هاجر في رحلته و قال:

وتحت الميزاب في صحن الحجر، بمقربة من جدار البيت الكريم، قبر إسماعيل عليه السلام و علامته رخامة خضراء مستطيلة قليلا شكل محراب تتّصل بها رخامة خضراء مستديرة، و كلتاهما غريبة المنظر، فيهما نكت تنفتح عن لونها إلى الصفرة قليلا كأنّها تجزيع، و هي أشبه الأشياء بالنكت الّتي تبقى في البيدق من حلّ الذهب فيه. و إلى جانبه ممّا يلي الركن العراقي قبر أمّه هاجر رضي اللّه عنها، و علامته رخامة خضراء سعتها مقدار شبر و نصف. يتبرّك الناس بالصلاة في هذين الموضعين من الحجر، و حقّ لهم ذلك لأنّهما من البيت العتيق، و قد انطبقا على جسدين مقدّسين مكرّمين، نوّرهما اللّه، و نفع ببركتهما كلّ من صلّى عليهما. وبين القبرين المقدّسين سبعة أشبار (8) .

كان هذا ما ورد في كتب مدرسة الخلفاء، و ورد في كتب حديث مدرسة هل البيت كالآتي:

ورد في الكافي للكليني (ت: 329 هـ ) و كتاب من لا يحضره الفقيه و علل الشرائع للصدوق (ت: 381 هـ) و الوافي للفيض (ت: 1089 هـ) و البحار للمجلسي (ت: 1111 هـ) واللفظ للأول: و فيه- أي في الحجر- قبر هاجر و قبر إسماعيل عليه السلام (9) .

وفيها أيضا: و فيه- أي في الحجر- قبور أنبياء (10) .

وورد أيضا في الكافي و الوافي و البحار: و دفن في الحجر، ممّا يلي الركن‏ الثالث، عذارى بنات إسماعيل عليه السلام (11).

وروى أبو بكر الفقيه عن النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) أنّه قال:

ما من نبيّ هرب من قومه إلّا هرب إلى الكعبة يعبد اللّه فيها حتّى يموت و أنّ قبر هود و شعيب وصالح في ما بين زمزم و المقام، و أنّ في الكعبة قبر ثلاثمائة نبيّ، و ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود قبر سبعين نبيّا (12) .

ويستدلّون على صحّة البناء على القبر، إضافة إلى ما سبق، بأنّ قبور رسول اللّه ( صلى الله عليه [ واله ] ) و الخليفتين أبي بكر وعمر في بناء مسقّف منذ أن توفّوا إلى يومنا الحاضر.

ويستدلّون أيضا بقوله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } [البقرة: 125].

وقوله تعالى في ما أخبر عن قصّة أصحاب الكهف: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] .

إنّ الوهابيّين يسمّون المسلمين الّذين يزورون قبور الأنبياء و الصّحابة و الأئمة بالقبوريّين. و من الأحرى، مع ما ذكرنا، أن يسمّوا خاتم الأنبياء( صلى الله عليه [ واله ] ) و أصحابه و الأنبياء من قبلهم الّذين طافوا حول حجر إسماعيل عليه السلام بالقبوريّين ، لما في حجر إسماعيل من قبر هاجر و إسماعيل عليه السلام و ولده و كذلك أنبياء من قبلهم!!

هكذا كان اختلاف الأحاديث في بناء القبور، أو بالأحرى اختلاف فهم الأحاديث، منشأ هذا الخلاف.

__________________

(1) مسند أحمد 1/ 87 و 89 و 96 و 110، 111، 128، 138، 139، 145، 150.

و مسند الطيالسي، ح 96، 155.

(2) مسند أحمد 1/ 89 و 96.

(3) مسند أحمد 2/ 246.

(4) مسند أحمد 2/ 285.

(5) راجع ذكر خبر إسماعيل( عليه السلام ) و ولده في كلّ من سيرة ابن هشام ط. مصر، سنة 1355 ه 1/ 6 و تاريخ الطبري ط. أوربا 1/ 352. و تاريخ ابن الأثير ط. أوربا 1/ 89. و تاريخ ابن كثير 1/ 193. و مادة:( حجر) من معجم البلدان.

(6) لخّصنا روايات ابن سعد الثلاث من طبقاته 1/ 25، ط. أوربا.

(7) الاكتفاء في مغازي المصطفى و الثلاثة الخلفاء ص: 119، تصحيح هنري ماسة، مطبعة جول كريونل، الجزائر، 1931م.

والكلاعي هو أبو الربيع، سليمان بن موسى بن سالم الحميري الكلاعي، ولد سنة 565 هـ ، وتوفّي سنة 634 هـ . اعتمدنا ترجمته من مقدّمة الكتاب.

(8) ابن جبير هو محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي، البلنسي الأصل، الغرناطي الاستيطان. ولد ليلة السبت عاشر ربيع الأول سنة 540 أو سنة 539 ه، و توفي بالإسكندرية ليلة الأربعاء، التاسع أو السابع و العشرين لشعبان سنة 616 ه. و كان أديبا بارعا، شاعرا مجيدا، سريّ النفس، كريم الأخلاق، من علماء الأندلس بالفقه و الحديث.

ورحلة ابن جبير: كتاب وصف فيه ابن جبير رحلة قام بها للحجّ، استغرقت عامين و ثلاثة أشهر و نصفا، من يوم الاثنين التاسع عشر لشهر شوال 578 ه، إلى يوم الخميس الثاني و العشرين لمحرم 581 ه، و زار فيها مصر و بلاد العرب و العراق و الشام و صقلية و غيرها.

ووصف هذا الرحالة المدن الّتي مرّ بها، و المنازل الّتي حلّ فيها من هذه الأقطار جميعا.

وقد نقلنا ما أوردناه هنا من ط. دار مصر للطباعة، عام 1374 ه، تحقيق الدكتور حسين نصار، ص 63، و رجعنا إلى مقدمة الكتاب في ترجمة ابن جبير.

(9) فروع الكافي، كتاب الحجّ، باب حجّ إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام و بنائهما البيت ...

ح 14، ط. دار الكتب الإسلامية، طهران. 1391 ه، 4/ 210. و فقيه من لا يحضره الفقيه، كتاب الحجّ، باب علل الحجّ، ح 3، ط. دار الكتب الإسلامية، طهران 1390 ه، 2/ 125- 126، و باب نكت في حجّ الأنبياء و المرسلين، ح 8، 2/ 149. و الوافي، كتاب الحجّ، باب حجّ إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام ... ط. الأولى، 8/ 28. و البحار، كتاب النبوة، باب أحوال أولاد إبراهيم(عليه السلام) و أزواجه و بناء البيت، ح 41، 5/ 143، و ح 54، 5/ 144.

(10) فروع الكافي، كتاب الحجّ، باب حجّ ابراهيم( عليه السلام ) ... ح 15، 4/ 210. و البحار عن الصدوق، كتاب النبوة، باب أحوال أولاد إبراهيم(عليه السلام)، ح 40، 5/ 142، ط. الأولى كمباني و باب أخبار أولاد إبراهيم ... ح: 55، 5/ 144. والوافي، كتاب الحجّ، باب حجّ إبراهيم ... 8/ 28.

(11) فروع الكافي، كتاب الحجّ، باب حجّ إبراهيم ... ح 16، 4/ 210. و الوافي، كتاب الحجّ، باب حجّ إبراهيم ... 8/ 28. و البحار، ح 56، 5/ 144.

(12) مختصر كتاب البلدان، تأليف أبى بكر أحمد بن الفقيه الهمداني( ت: 340 هـ ) ط.

بريل بليدن سنة 1302 هـ ص 17.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.