أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-28
172
التاريخ: 10-3-2016
6105
التاريخ: 6-05-2015
2497
التاريخ: 6-05-2015
25915
|
من المولعين بهذا النمط من التفسير الشيخ طنطاوي جوهري ( 1287 ـ 1358هـ ) في كتابه المعروف ( الجواهر في تفسير القرآن ) وهو يهتم بهذا النمط ، قائلاً بأنّ في القرآن من آيات العلوم ما يربو على 750 آية في حين أنّ علم الفقه لا تزيد آياته الصريحة على 150 آية .
ثمّ إنّه يهيب بالمسلمين أن يتأمّلوا في آيات القرآن التي ترشد إلى علوم الكون ويحثّهم على العمل بما فيها ، ويندّد بمَن يغفل عن هذه الآيات على كثرتها ، وينعى على مَن أغفلها من السابقين الأوّلين ووقف عند آيات الأحكام وغيرها ممّا يتعلق بأُمور العقيدة .
ثمّ إنّ الشيخ الذهبي قد ذكر نماذج من هذا النوع من التفسير استخرجها من دراسة هذا التفسير وقال : إنّا لنجد المؤلّف ـ رحمه الله ـ يفسّر آيات القرآن تفسيراً علمياً يقوم على نظريات حديثة وعلوم جديدة لم يكن للعرب عهد بها من قبل ثمّ قال : وإليك بعض ما جاء في هذا التفسير .
1 ـ يقول سبحانه : {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [النور : 24] وقوله سبحانه : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [يس : 65] والشيخ طنطاوي يفسّر الآيتين ونظائرهما بما أثبته العلم .
يقول : ( أو ليس الاستدلال بآثار الأقدام ، وآثار أصابع الأيدي في آياتنا الحاضرة ، هو نفس الذي صرّح به القرآن ، وإذا كان اللّه يعلم ما في البواطن بل هو القائل للإنسان : {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء : 14] والقائل : {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } [القيامة : 14] أفلا يكون ذكر الأيدي والأرجل والجلود وشهادتها يوم القيامة ليلفت عقولنا إلى أنّ من الدلائل ما ليس بالبيّنات المشهورة عند المسلمين ؟ وأنّ هناك ما هو أفضل منها ، وهي التي يحكم بها اللّه فاحكموا بها ، ويكون ذلك القول ؛ لينبّهنا ويفهّمنا أنّ الأيدي فيها أسرار ، وفي الأرجل أسرار ، وفي النفوس أسرار ، فالأيدي لا تشتبه ، والأرجل لا تشتبه ، فاحكموا على الجانين والسارقين بآثارهم أو ليس في الحق أن أقول : إنّ هذا من معجزات القرآن وغرائبه ؟ وإلاّ فلماذا هذه المسائل التي ظهرت في هذا العصر تظهر في القرآن بنصها وفصها (1) .
2 ـ يقول سبحانه : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء : 30].
فقد فسّر القدماء فتق السماء بنزول المطر وفتق الأرض بخروج النبات غير أنّ الشيخ طنطاوي يفسّره بما يوحي إليه العلم الحديث ، يقول : ها أنت قد اطّلعت
على ما أبرزه القرآن قبل مئات السنين ، من أنّ السماوات و الأرض أي الشمس والكواكب وما هي فيه من العوالم ، كانت ملتحمةً فصلها اللّه تعالى ، وقلنا : إنّ هذه معجزة ؛ لأنّ هذا العلم لم يعرفه الناس إلاّ في هذه العصور ، ـ إلى أن قال ـ كأنّه يقول : سيرى الذين كفروا أنّ السماوات والأرض كانت مرتوقةً ففصلنا بينهما ، فهو و إن ذكرها بلفظ الماضي فقد قصد منه المستقبل كقوله تعالى : أتى أمر اللّه وهذه معجزة تامة للقرآن ، وعجيبة من أعجب ما يسمعه الناس في هذه الحياة الدنيا (2) .
3 ـ يذكر في تفسير قوله سبحانه : {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} [الرحمن : 15] قوله : والمارج المختلط بعضه ببعض ، فيكون اللهب الأحمر والأصفر والأخضر مختلطات ، وكما أنّ الإنسان من عناصر مختلفات هكذا الجان من أنواع من اللهب مختلطات ، ولقد ظهر في الكشف الحديث أنّ الضوء مركب من ألوان سبعة غير ما لم يعلموه .
فلفظ المارج يشير إلى تركيب الأضواء من ألوانها السبعة ، وإلى أنّ اللهب مضطرب دائماً ، وإنّما خلق الجن من ذلك المارج المضطرب ؛ إشارة إلى أنّ نفوس الجان لا تزال في حاجة إلى التهذيب والتكميل ، تأمل في مقال علماء الأرواح الذين استحضروها إذ أفادتهم إنّ الروح الكاملة تكون عند استحضارها ساكنةً هادئةً ، أمّا الروح الناقصة فإنّها تكون قلقةً مضطربةً (3) .
هذه النماذج ونظائرها استخرجها الأُستاذ الذهبي من تفسير الشيخ طنطاوي ، وأعقبها بقوله :
والكتاب ـ كما ترى ـ موسوعة علمية ، ضربت في كلّ فن من فنون العلم بسهم وافر ، ممّا جعل هذا التفسير يُوصف بما يوصف به تفسير الفخر الرازي ، فقيل عنه ( فيه كلّ شيء إلاّ التفسير ) بل هو أحقّ من تفسير الفخر بهذا الوصف وأولى به ، وإذا دلّ الكتاب على شيء ، فهو إنّ المؤلّف كان كثيراً ما يسبح في ملكوت السماوات والأرض بفكره ، ويطوف في نواح شتى من العلم بعقله وقلبه ؛ ليجلي للناس آيات اللّه في الآفاق وفي أنفسهم ، ثمّ ليظهر لهم بعد هذا كلّه أنّ القرآن قد جاء متضمناً لكلّ ما جاء به الإنسان من علوم ونظريات ، ولكلّ ما اشتمل عليه الكون من دلائل وأحداث ، تحقيقاً لقول اللّه تعالى في كتابه : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) ولكن هذا خروج بالقرآن عن قصده ، وانحراف به عن هدفه (4) .
ويُلاحظ على ذيل ما ذكره الذهبي أنّ المراد من ( الكتاب ) في الآية هو الكتاب التكويني للّه سبحانه ، لا التدويني ، يظهر ذلك لمَن أمعن في الآية وسياقها .
_____________________
1ـ الجواهر : 3 / 9 .
2ـ الجواهر : 10 / 199 .
3 ـ الجواهر : 24 / 17 .
4 ـ التفسير والمفسرون : 2 / 517 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|