الله تعالى هو احد اقانيم ثلاثة الاب والابن وروح القدس (اعتقاد النصارى) |
348
01:40 مساءاً
التاريخ: 18-11-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2016
325
التاريخ: 18-11-2016
411
التاريخ: 18-11-2016
261
التاريخ: 18-11-2016
321
|
[نص الشبهة]
قال (النصارى): إنّ اللّه تعالى جوهر وأحد ثلاثة أقانيم، اقنوم الأب وهو ذات الباري، وأقنوم الابن وهو علمه، وأقنوم روح القدس وهو حياته يعنون بالأقنوم: الشيء المنفرد بالعدد، ويذهبون إلى أنّ اقنوم الابن وحده الذي هو علمه تعالى اتّحد بعيسى فصار إلها بعد أن كان إنسانا، وأن عيسى هو خالق الخلق وأنّه سيحيي الموتى على اختلاف بينهم في كيفية الاتّحاد:
فقالت اليعقوبيّة منهم: إن اقنوم الابن مازج ناسوت عيسى وخالطه فحصل منه شيء ثالث هو المسيح. ولذلك قالت: إنّ المسيح جوهر من جوهرين اقنوم من اقنومين.
وقالت النسطورية: لم يكن بينهما ممازجة، وإنّما الكلمة جعلت ناسوت المسيح هيكلا وادّرعته ادّراعا ولذلك قالت: إنّ المسيح جوهران اقنومان.
وقالت الملكائيّة: إنّ الاتّحاد كان بالإنسان الكليّ دون المسيح، وأنّه لذلك كان جوهرين اقنوما واحدا.
ويحكى عن بعضهم: انّ الاتّحاد كان بأن أثرت الكلمة فيه كما تؤثّر الصورة في المرآة من غير أن تنقلب إليه.
وعن بعضهم: أنّ معنى الاتّحاد هو أنّ الكلمة دبّرت على يد عيسى.
وقالوا في تسبيحة إيمانهم ما ترجمته هذا: «نؤمن باللّه الواحد الأب، مالك كلّ شيء، وبالرّبّ الواحد اليشوع المسيح ابن اللّه الذي ولد من اللّه قبل العوالم كلّها، وليس بمصنوع، إله حقّ من إله حقّ، من جوهر أبيه».
فابصر هذه الخرافات التي هذى بها أصحاب هذه المقالات. أترى أنّ العاقل لو خلّي وعقله وفكره يذهب إلى شيء من هذه المقالات. فما أصدق ما قاله صلوات اللّه عليه: «كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه».
[جواب الشبهة]
فنقول لهم: فأخبرونا عن اقنوم الابن والروح، أهما ذات اللّه تعالى أو غيرها أو بعضها؟
فإن قالوا: هما ذات اللّه تعالى بطل قولهم إنّه تعالى أقانيم ثلاثة.
وإن قالوا: بعضها، لزمهم أن يكون تعالى متجزّيا مركّبا من أجزاء، فيكون وجوده معللا بأجزائه ويكون محدثا على مذهب الفلاسفة الذين هم الأصول في مذاهب هؤلاء النصارى.
وكذلك إن قالوا: هما غيرهما، كان الإلزام بأن يكون مركّبا من ثلاثة أشياء آكد.
وقد اختلفوا في الأقانيم، فقال بعضهم: إنّها أشخاص، أي أعيان وذوات، وقال بعضهم: إنّها خواص على معنى أنها أعراض لازمة لذاته. وقال بعضهم: هي صفات.
فيلزم من قال إنّها خواص أو صفات أن تكون ذاته تعالى ثلاث خواصّ، أو ثلاث صفات، ومعلوم أنّ الصفة أو الخاصّة لا قوام لها بنفسها، فيلزم أن يكون ذاته تعالى أربعة أشياء. فأمّا من قال بأنّ الأقانيم أشخاص، فإلزامه ما سبق، وهو أن يكون مركّبا من ثلاث ذوات.
وقد ألزمهم العلماء- على قولهم في تسبيحة إيمانهم في وصف المسيح بأنّه من جوهر اللّه- أن يكون عيسى مشاركا لاقنوم الأب في أمر ذاتي طبيعيّ، لأنّه لا يقال في الشّيء من جوهر غيره إلّا بعد اشتراكهما في أمر ذاتيّ. قالوا: وإذا كان عيسى الذي هو متّحد بالابن مشاركا للأب في أمر ذاتيّ كان من جنسه، فهل ينفصل عنه فصل ويمتاز عنه بمميّز؟ إن قالوا لم ينفصل عنه بفصل. قالوا لهم: فلم كان الأب بأن يكون أبا أولى من الابن، ولم كان الابن بأن يكون ابنا أولى من الأب؟ وإن قالوا ينفصل عنه بفصل كما مرّ، قد قالوا بأنّ اللّه تعالى مركّب من جنس وفصل فلا يكون ذاته بسيطا على ما يقوله الفلاسفة الذين هم أصول مقالاتهم.
ويمكن أن يراد هذا الإلزام من دون أن يتعرّض لاتحاد الابن بالمسيح بأن يقال: هل انفصل اقنوم الأب من اقنوم الابن بفصل أم لا ينفصل ويتمّم الإلزام.
ويقال لليعقوبيّة على قولهم: «بالممازجة وإن حصل شيء ثالث من الممازجة»: ليس يخلو اللاهوت والناسوت بعد الممازجة، إمّا أن يكونا على حالهما كما كانا قبل الممازجة، فيكون ذلك قول النسطوريّة؛ وإمّا أن يكون كلّ واحد منهما أبطل الآخر وأخرجه عمّا كان عليه، فيلزمهم أن يكون المسيح لا قديما ولا محدثا ولا إلها ولا غير إله، إذ حصل شيء ثالث عندهم ليس بإنسان ولا إله، وأيضا فكيف يجوز أن يبطل الابن، ولو جاز ذلك لجاز أن يبطل الأب. وبعد، فناسوت المسيح كان كنا سوت غيره في الجسميّة واللحميّة فكيف يقال أبطل أحدهما الآخر! فإن كان الناسوت أبطل اللاهوت لم يصحّ، لأنّ المحدث لا يبطل القديم: ولو جاز ذلك جاز أن يبطل المحدث أقنوم الأب.
وإن كان اللاهوت أبطل الناسوت لم يصحّ، لأنّ ناسوت المسيح كان على ما كان عليه من قبل.
ويقال للنسطوريّة على قولهم «إنّ المسيح جوهران اقنومان بعد الاتحاد»:
ليس يخلو الجوهران من أن يكونا قديمين أو محدثين، أو أحدهما قديم والآخر محدث، فإن كانا قديمين كانوا قد أثبتوا ناسوت المسيح قديما، وفيه إثبات قديم رابع. وإن كانا محدثين كانوا قد عبدوا المحدث وأثبتوا الابن الأزلي محدثا وإن كان أحدهما قديما والآخر محدثا كانوا قد عبدوا المحدث مع القديم
ويلزم من فسّر الاتحاد منهم بأنّ الابن أثّر في المسيح، ودبّر على يديه من حيث ظهر عليه الأفعال الإلهيّة أن يقولوا إنّه اتحد أيضا بسائر الأنبياء قبل عيسى عليه السلام، لأنّ الأفعال الإلهيّة التي هي المعجزات ظهرت على أيديهم كما ظهرت على يدي عيسى عليه السلام.
ويلزم الملكائيّة- إذا قالوا: إنّ المسيح جوهران اقنوم واحد من حيث أن الاتحاد لم يكن به بل بالإنسان الكليّ- أن يقال لهم: قولوا: إنّ المسيح جوهر واحد، كما أنّه اقنوم واحد.
ثم يقال لهم: ما تعنون بقولكم: «إنّ الاتحاد كان بالإنسان الكليّ»؟
أتريدون به أنّ الاتحاد كان بالإنسان المتصوّر بالعقل؟ أو تريدون به أنه وقع بكلّ إنسان شخصيّ؟ إن اردتم الأوّل لزم أن لا يكون عيسى ابن اللّه ولا إلها، لأنّه كان ناسوتا شخصيّا. وإن أردتم الثاني، لزمكم أن يكون كلّ واحد من الناس ابن اللّه، لأنّ الاتحاد حصل به.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|