أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
829
التاريخ: 13-11-2016
670
التاريخ: 13-11-2016
794
التاريخ: 13-11-2016
793
|
من الممالك المهمة التي كانت قائمة في جنوب الجزيرة أثناء قيام دول معين وسبأ وقتبان، المملكة الحضرموتية. وقد عثر الأثريون والنقابون على كتابات ونقوش ونقود وأدوات خزفية وفخارية ومعدنية كثيرة يستدل منها على أشياء كثيرة في شؤون هذه المملكة وملوكها وأعمالها وقوانينها كما يستفاد أن هذه البلاد كانت خاضعة لملوك (معين) في القرن الحادي عشر قبل الميلاد ثم انفصلت عنهم وكان على رأسها ملك مستقل وشقيق لملك معين ويستفاد ـ كذلك ـ أن الشقيقين تنافسا على الملك أو اتفقا على قسمة المملكة بينهما واستقلال كل منهما في قسم منها .. ثم عاد القسمان فاتحدا في تاريخ غير معروف وظلا متحدين إلى القرن السابع قبل الميلاد. ثم انفصلا ثانية.
وليس في الآثار ما يدل على ما إذا كان ملوك القسمين في هذه المرة من أسرة واحدة والإنفصال من نوع الأول أم أن أسرة جديدة ظهرت وملكت بعدهما وبسطت سلطانها على حضرموت. وسواء كان الملك لأسرة واحدة أو لأسرة غريبة جديدة فقد استمر هذا الكيان الجديد إلى أواخر القرن السادس قبل الميلاد ثم خضع لمملكة سبأ غير أنه قام في القرن الثاني قبل الميلاد زعيم من قبيلة (يهبر) اسمه: (رب شمس) بحركة أدت إلى ظهور حضرموت مرة أخرى كمملة مستقلة لا سلطان لأحد عليها وقد أصلح هذا الملك الجديد مدينة (شبوه) واتخذها عاصمة له وقد ذكر التاريخ القديم أنه كان في هذه المدينة خمسون هيكلاً معبوداً الأمر الذي يدل على ضخامة عمرانها.
وقد استمرت هذه الدولة إلى أواخر القرن الثالث بعد الميلاد ثم خضعت أو اندمجت نهائياً في الدولة الحميرية السبئية ..
وهكذا يكون قد وجد في القسم الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية في ظرف واحد، ممالك: معين وسبأ وقتبان وحضرموت تمارس استقلالها كاملاً أو مع الخضوع لدولة من هذه الدول بالإضافة إلى عشرات بل مئات الإمارات والمشيخات الثانوية التي كانت تتمتع باستقلال ذاتي واسع أو ضيق ويتلقب رؤسائها بلقب ملك أو قيل أو ذو أو كبير الخ.
مكارب وملوك حضرموت:
كما كان شأن ملوك سبأ وقتبن كان شأن ملوك حضرموت من حيث أنهم كانوا يتلقبون في بدء الأمر بلقب مكر (أبي زعيم) ثم صاروا يتلقبون بلقب الملك ..
وفي (فيلبى) الأثري: أن حضرموت انضمت إلى معين وظلت إلى حوالي سنة 650 قبل الميلاد ثم انتقلت وتولى عرشها الملوك التالون: ـ
المسع ذبيان بن ملكي كرب ـ بدع أل بين بن سمه يفع 590 ـ 650 قبل الميلاد ثم أصبحت حضرموت على رأي فيليبي جزءاً من مملكة قتبن حيناً ومن مملكة سبأ حيناً آخر إلى سنة 180 قبل الميلاد حيث ظهرت مستقلة مرة أخرى وتولى عرشها حوالي خمسة عشراً ملكاً. وقد حكم هؤلاء الملوك من 180 قبل الميلاد إلى 125 بعد الميلاد. ويقول فيليبي: إن وضع الدولة غدا غامضاً مجهولاً من سنة 125 بعد الميلاد حتى سنة 290 بعد الميلاد ..
وكان من تقاليد هذه الدولة الحضرموتية: أنه كان كلما ولي عرش المملكة ملك جديد ذهب وكبراء دولته إلى حصن اسمه: (أنود) فأقام عنده حفلة تتويجه وتلقب بلقب الملك فيه وقدم بهذه المناسبة القرابين للآلهة وكان ملوك وأمراء الدولة وشيوخ العشائر المجاورة أو الخاضعة يرسلون نواباً عنهم لمشاهدة الحفلة وتهنئة الملك الجديد.
وإن هذه العادة بقيت مستمرة من عهد أسرة إلى عهود أسر أخرى وإن الملك: (رب شمس) ذبح لمثل هذه المناسبة 35 ثوراً و82 خروفاً و25 غزالاً وثمانية فهود قرباناً.
وإن ملك حضرموت كلف أحد المهندسين ليشرف على حصون وإقامة استحكامات لصد الحميريين الذين كانوا يحاولون إخضاع حضرموت لسيادتهم وأن الملك وضع تحت إمرته عشرين رجلاً للإشراف على العمل وأمره بإنجازه خلال ثلاثة أشهر فتم العمل كما أراد الملك .. كما أنه أنشأ استحكامات ساحلية لحماية البر من الهجوم الذي كان يقوم ب العدو من جهة البحر وأنه أقام حصوناً على لسانين بارزين في البحر. وبنى للعاصمة سوراً قوياً وبرجين وأماكن يلتجئ إليها الجنود، المر الذي يدل على نزاع قوي بين الدولتين حضرموت وسبأ في عهد الحميريين الذين برزوا في أواخر القرن الأول قبل الميلاد وعلى أن حضرموت كانت قائمة كدولة مستقلة في ذلك الظرف.
وقال المؤرخون: إن مدينة (غان أو قان) هي ميناء حضرموت ووصفوها بأنها الميناء الرئيسي لملك أرض اللبان .. وقالوا: إن عاصمة هذا الملك هي (شبوه) وأن هذا الميناء يقع إلى شرق (عدن) وأن سلطانها كان يشمل معظم القسم الجنوبي الساحلي على البحر الهندي إلى عدن على البحر الأحمر.
وأن قصور الحضارمة كانت قائمة على العواميد المطلية بالذهب وأنهم كانوا يعلقون على أبواب منازلهم صحائف الذهب المرصعة بالجواهر ويحيطون منازلهم بحدائق غناء وإن عندهم الموائد والأسرة من الفضة ورياشهم كان من أفخر الأنسجة، الشيء الذي يدل على ن هذه المملكة كانت تنعم بثروة ورفاه وسعادة قل نظيرها.
ومن المفيد أن نشير ي هذا المقام إلى ما ورد ي القرآن الكريم من فصول عديدة عن عاد قوم هود في الأحقاف التي تقع في شمال منطقة حضرموت اليوم وننقل الفصل الثاني على سبيل المثال:
{إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 124 - 135].
وهذا الفصل وأمثاله لم ترد في القرآن الكريم للقصة والتاريخ وإنما وردت للموعظة والتذكير.
والآيات هنا بمعنى العلامات أو القلاع والريع بمعنى أعالي الهضاب والجبال والمصانع بمعنى صهاريج المياه أو خزاناتها أو سدودها.
وهذا الوصف يطابق ما عرف من مآثر ونشاط القسم الجنوبي من جزيرة العرب وعمرانه وجنانه ومياهه وخزاناته.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|