أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
667
التاريخ: 13-11-2016
941
التاريخ: 2023-04-12
1065
التاريخ: 13-11-2016
702
|
سكان وقبائل حضرموت:
في حضرموت كما في كل الأماكن الأخرى من جزيرة العرب قبائل و عشائر وأسر ذوات حكم وسلطان وجاه في مواطنها، وقد ورد أسماء عدد منها في الكتابات، ومن قبائل حضرموت وعشائرها وأسرها: "شكمم" ، أي "شكم" "شكيم"، وعشير "يشبم" "يشبوم".
ويرجع نسب عشيرة "رشم" إلى قبيلة "مقنعم" "مقنع" أو "يقنعم" كما جاء في بعض الكتابات، وهو اسم قبيلة لا نعرف من أمرها شيئاً في الزمن الحاضر، وكان يحكمها "أقيال" منهم: "هو فعثت" و "لحى عثت"، وهما من موضع "عليم"، أي "علب". وقد جاء في نص انهما قدّما وثناً "صلمن" إلى الآلهة "عثتر" و "هبس" "هوبس" و "المقه" و "ذت حمم" "ذات حميم". وقد يفهم من ذلك إن هذه القبيلة كانت قبيلة سبئية، نزحت إلى حضرموت، واستقرت فيها، أو إنها كانت من القبائل السبئية التي خضعت لحضرموت.
و "يهبأر" "يهبر" "يهبار" من القبائل المعروفة في العربية الجنوبية، ولا يستبعد إن تكون قبيلة Iobaritai التي ذكر اسمها "بطلميوس" ? وكانت منازلها على ما يظهر من جغرافيته على مقربة من الموضع الذي سماه Sachalitai أي "الساحل" أو "السواحل"، فهي من القبائل العربية الجنوبية التي لا تبعد منازلها عن الساحل كثيراً، وقد كان "يدع ايل بين بن رب شمس" من أبنائها الأحرار.
و قبيلة "أسد" من القبائل العربية الشمالية المعروفة بعد الميلاد. أما في نصوص المسند، فليست فيها معروفة. ويظهر إن قسماً منها كان قد نزح من نبد إلى الجنوب حتى بلغ أرض حضرموت، فساعد "يدع ايل بين". ولعل نزوحها إلى الجنوب كان بسبب خلاف وقع بين عشائرها أو مع قبائل أخرى، فاضطر قسم منها إلى الهجرة إلى العربية الجنوبية.
و "يام" من القبائل المعروفة حتى اليوم، وتسكن عشائر منها حول نجران.
وأما "كلب" أو "كليب"، فإنها من القبائل التي يرجع النسابون نسبها إلى عدنان، أي إلى العرب الشماليين.
حروب ونهاية حضرموت:
لقد جعل بعض علماء العربيات الجنوبية سقوط مملكة "حضرموت" واندماجها نهائياً في مملكة "سبأ وفي ري دان" في أيام "شمر يهرعش"، وبعد السنة "300 ب. م.". و اود إن آبيين هنا إننا لم نظفر بكتابة عربي جنوبية، فيها شيء عن كيفية سقوط مملكة حضرموت، وعن كيفية استيلاء "شمر يهرعش" أو غيره من الملوك عليها، فنحن لهذا في وضع لا يسمح لنا بوصف نهاية تلك المملكة وذكر الأحداث التي أدت إلى سقوطها واندماجها في مملكة سبأ وذي ريدان.
وقد ذهب بع ض الباحثين إلى إن سقوط حضرموت كان في القرن الرابع بعد الميلاد، وقبل احتلال الجيش للعربية الجنوبية بقليل. وقد وقع هذا الاحتلال على رأيهم فيما بين السنة "335 ب. م." والسنة "370 ب. م.".
وقد أدت فتوحات "شمر يهرعش" لحضرموت، ولأرضين أخرى تعد من المناطق الخصبة الكثيفة بسكانها في جزيرة العرب، إلى هجرة الناس عنها إلى مناطق بعيدة نائية، وإلى نزول الخراب في كثر من القرى والمدن، إذ تهدمت بيوتها ومعابدها، و قتل كثير من أهلها، وأتت النار على بعضها حرقاً ،فتحولت منازل الناس إلى خرائب، وجفت مزارعهم فاضت بوادي، فهجرها أهلوها ولم يعودوا إليها بعد هذا الخراب. فزادت مساحة الصحاري، ولم تعمر منذ ذلك الحين. وقد زاد في نكبة العربية الجنوبية هذه إن حروب "شمر يهرعش" المذكورة استمرت زمناً طويلاً، وشملت أكثر اليمن حتى بلغت البحر، مما أطمع الجيش في العربية الجنوبية، فزادت قواتها في الأرضين التي احتلتها، وتوغلت في مناطق وَاسعة، ولا سيما بعد موت "شمر يهرعش".
هذا، وقد انتهت إلينا كتابات عدة تعرضت لأنباء الحروب التي نشبت بين حضرموت وسبأ، وبين حضرموت وحكومات أخرى، منها كتابات لم تذكر فيها أسماء الملوك الذين وقعت في أيامهم تلك الحروب، كالكتابة المرقومة ب "4336" المنشورة في كتاب REP. EPIG. وقد قدم صاحبها إلى إلهه الشكر والحمد، وتمثالين من الذهب إلى معبده في "نعلم" لأنه نجَّى سيده "بشمم" "بشم" ومَنَّ عليه بالشفاء من الجرح الذي أصابه في المعركة التي نشبت في مدينة "ثبير" في أرض "يحر". وهي معركة من معارك نشبت بين "شمر ذي ريدان" و "أب أنس" من قبيلة "معهرم" "معهر" "معاهر" وأمراء "خولان" وملك سبأ وملك حضرموت. ولما كانت هذه الِكتابة قد كتبت لإعلان شكر صاحبها لإلهه وإعلانه بوفائه لنشره، وهي في موضوع شخصي لم تكن متبسطة في أخبار تلك الحرب المزعجة، لذلك اكتفيت بذكرها أجمالاً دون تفصيل. أما نحن العطاش إلى معرفة خبر تلك الحرب، وما كان من أمرها، فقد خرجنا بعد قراءتنا لهذا النص ونحن آسفون على بخل صاحبها علينا وتغيره في تفصيل خبر هذا الحادث المهم، وشاكرون الله مع ذلك على سلامة رجل وقاه الله شر تلك الحرب.
هذا ما وصل إلى اسماعنا من أسماء ملوك حضرموت و "مكربيها". ولست أرى بأساً في التنبيه مرة أخرى على إن هذه الأسماء لم ترتب إلى الآن ترتيباً زمنياً مضبوطاً، وإنما رتبت على حسب اجتهاد الباحثين. ولذلك نجدهم يختلفون في هذا الترتيب وغيره، في أسماء الملوك. وسجلنا الآن إن نحاول جهد الإمكان حصر هذه الأسماء حتى يأتي اليوم الذي نستطيع فيه الترتيب والتصنيف.
والظاهر إن حكم الحمريين لحضرموت، لم يتحقق بصورة فعلية، بل كان في اواخر أيامهم، ولا سيما في أواخر القرن الخامس وابتداء القرن السادس للميلاد، حكماً شكلياً، لأننا نجد أرض حضرموت وقد استقل فيها حكام المدن وسادات القبائل وأشراف الأودية، وقد لقب أكثرهم أنفسهم بلقب "ملك". وقد ذكر "ياقوت الحموي" إن بني "معد يكرب بن وليعة" وهم: مخوص، ومشرح، وجمد، و أبضعة، كانوا يسمون ملوكاً، لأنه كان لكل واحد وادٍ يملكه. والواقع إن كثيراً من سادات القبائل قبل الميلاد وبعده، كانوا يلقبون أنفسهم بلقب ملك، ولكنهم لم يكونوا غير سادات قبائل وأصحاب أرض.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|