أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2016
915
التاريخ: 13-11-2016
672
التاريخ: 13-11-2016
1705
التاريخ: 13-11-2016
912
|
فريق من الساميين أسسوا لهم دولة كانت تمتد من الجزء الجنوبي الشرقي في فلسطين إلى رأس خليج العقبة، وهو ما يسمى اليوم بشرق الأردن، وقد أطلق مؤرخو اليونان على بلادهم "أديبيا بترا" أي بلاد العرب الصخرية.
يقول حامد عبد القادر:
والمرجح أن الأنباط يرجعون إلى أصلين:
الأول: أرامي، وهو الفريق المحتل أو الدخيل.
الثاني: عربي، وهم سكان البلاد الأصليون الذين اختلط بهم الآراميون الفاتحون.
وعلى مر الزمن أخذ العرب الأصليون يتغلبون على الآراميين حتى قضوا عليهم، ولكن العنصر الآرامي في اللغة النبطية ظل متغلبًا على العنصر العربي، وقد انتشرت اللغة النبطية في تلك البلاد إلى أن طغت عليها الآرامية بعد أن أصبحت اللغة الرسمية في العالم الشرقي كله.
وقد اندمج هؤلاء السكان فيما بعد بالاتحاد النبطي ومعهم قبائل ثمود ولحيان في شمال الحجاز، وكان النباط لا يزالون رحَّلًا في القرن الرابع ق. م. يعيشون في خيام، ويتكلمون العربية، ويكرهون الخمر، ولا يهتمون بالزراعة؛ وفي القرن التالي تركوا حياة الرعي، واتبعوا حياة الاستقرار، وعملوا في الزراعة والتجارة.
وفي أواخر القرن الثاني كانا قد تحولوا إلى مجتمع منظم جدًّا متقدم في الحضارة، ومتصف بالتطور والترقي(1).
إن كلمة "بتراء" وهي: اللفظ اليوناني لكلمة "صخر"، وفي العربية الفصحى:
"الرقيم"(2) هي ترجمة كلمة "سلع" العبرية ووادي موسى هو: الاسم الحديث للموقع بكامله؛ وكانت "البتراء" المدينة الوحيدة بين الأردن والحجاز التي توجد فيها مياه غزيرة ونقية، وزيادة على ذلك كانت المدينة حصينة من جهاتها الثلاث: من الشرق والغرب والجنوب "وأصبحت البتراء" منذ أواخر القرن الرابع المدينة الرئيسية على طريق القوافل تربط بين جنوب الجزيرة العربية الذي ينتج التوابل واللبان، وبين مراكز الاستهلاك والبيع في الشمال، وكانت تسيطر على الطرق المؤدية إلى "مرفأ غزة" في الغرب؛ وإلى "بصرى ودمشق" في الشمال، وإلى "غيلة" على البحر الأحمر، وإلى "الخليج الفارسي عبر الصحراء"، وكانت تستبدل فيها جمال القوافل بجمال أخرى نشطة، وكانت تلك العاصمة محفورة في قلب "صخر رملي" يظهر جميع ألوان "قوس قزح"؛ ولذلك كانت تشكل مزيجا فريدا من الفن والطبيعية(3)، وإن موقعها كحلقة اتصال بين فلسطين وبلاد العرب وبين اليمن والآراميين مكنها من نشر الأبجدية الآرامية في بلاد اليمن وهي الأبجدية التي نشأ منها "الخط المسند" وهو الخط الذي أخذ منه "الخط العربي" بعد تعديله، وإضافة ستة أحرف، التي تسمى الأحرف الروادف التي يجمعها قولنا: "ثخذ ضظغ" وفي القرن الثالث اعتنقت "البتراء" المسيحية.
ملوك الأنباط:
كان الحارث "حوالي 169 ق. م" على رأس قائمة هؤلاء الملوك، ويدعى "آرتياس Aretas" وقد تسمى بهذا الاسم كثير من ملوك الأنباط كما تسمى به ملوك الغساسنة، وكان الحارث معاصرًا لمؤسس الأسرة "المكابية" ويعتبر الحارث الثالث المؤسس الحقيقي حوالي 57-62 لسلطة الأنباط، وهو الذي فتح الباب على مصراعيه للتأثيرات اليونانية والرومانية، وأدخل مملكته ضمن المحور التام للحضارة "الهيلينية"، وكسب ثوب مجد "الهلينية" وكان أول من سك نقودا نبطية، اقتبس لها النموذج المعروف عند "البطالمة"، وعلى يد الحارث الثالث بدأت "البتراء" تتخذ مظاهر "مدينة، هلينستية نموذجية"، فكان فيها شارع رئيس جميل وعدة أبنية دينية وعامة؛ ومن هذا العهد أخذت دولة الأنباط تقوم بدور موالٍ حليف لرومة؛ وبلغت المملكة ذروتها في عهد الحارث الرابع "9 قبل الميلاد- 40م" الذي كان حكمه طويلا مزدهرا، وقد تابع عملية نشر الحضارة الرومانية، وكان من ولاته ذاك الذي حاول القبض على بولس في دمشق(4).
وقد تزوج الحاكم "هيرودس" بن "هيرودس الكبير" ابنة الحارث هذا وطلقها؛ ليتزوج راقصة كانت السبب الرئيسي في مقتل "يوحنا المعمدان"(5)، وكانت المملكة تضم في أقصى اتساعها جنوب فلسطين، وشرق الأردن، وسورية الجنوبية وشمال الجزيرة العربية.
ويمكن أن يرجع تاريخ الأماكن المرتفعة التي لا تزال قائمة في "البتراء" والقبور الجميلة التي تمثلها "قبور الحجر-مدائن صالح" في الحجاز إلى زمن حكمه وكانت "الحجر" مركزًا لقبيلة ثمود(6).
ومن الحقائق المستخرجة من الكتابات الأثرية المحلية والنقود ومنذ حكم "عبيدة الثالث حوالي 28-9 ق. م" أخذت تظهر صورة الملكة مع الملك، واستمرت التماثيل النصفية المزدوجة للزوجين الملكيين حتى نهاية الملكية، وهناك كتابات أثرية على تمثال "لعبيدة الثالث تدعوه الإلهي"، ذلك مما يدل على أن الأنباط كانوا يؤلهون ملوكهم بعد الموت، وبموت "مالكو" ينتهي عصر الأنباط الذهبي الذي بدأ في عام "50 ق. م." ثم أصبحت بلاد الأنباط جزءًا من الولاية العربية الرومانية التي كانت "بصرى" فيها المدينة الرئيسية وكانت ملتقى هامًّا لطرق القوافل الذاهبة إلى دمشق والبحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج الفارسي، وبذلك أصبحت "البتراء" في ذمة التاريخ من حيث أتت وظهرت تدمر".
__________
(1) الأمم السامية ص108، تاريخ سورية جـ1 ص115.
(2) القرآن 18: 8، ياقوت الحموي جـ1 ص91، 728.
(3) تاريخ سورية جـ1 ص418.
(4) رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنشوس 11: 32.
(5) إنجيل متى 14: 16-11.
(6) القرآن سورة 10 آية: 8.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|