أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2016
2935
التاريخ: 2023-12-18
1088
التاريخ: 9-11-2016
3526
التاريخ: ص449-450
2722
|
وذو قار هو موضع ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة.
اما سبب وقوع الموقعة التي جرت بالقرب منه فيرجعه الاخباريون الى مطالبة كسرى ابرويز بتسليمة تركة النعمان بن المنذر بعد وفاته وارسل بذلك الى عامله على الحيرة اياس بن قبيصة فأخبره بأنها وديعة عند بكر بن وائل فأمره كسرى باستردادها منهم وارسالها اليه، فأرسل اياس بن قبيصة الى هانيء بن مسعود الشيباني مطالبا برد ودائع النعمان التي لديه من اموال ودروع وغيرها وقبل ان عدتها كانت اربعمائة او ثمانمائة درع او اكثر فأمتنع هانيء ان يسلمه شيئا منها .
ولما بلغ كسرى استشاط غضبا وهدد بقطع دابر بكر بن وائل وارسل يفاوضها في احدى الامور الثلاثة التالية:
1- الاستسلام لكسرى يفعل (1) بهم ما يشاء.
2- او الرحيل عن الديار.
3- او الحرب.
وقد رفض بنو بكر الاستسلام لكسرى او مغادرة ديارهم واختاروا الحرب واشار عليهم بالقتال (حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي).
وعلى اثر ذلك اخذ كسرى يستعد لقتالهم فنصحه (النعمان بن زرعة التغلبي) الذي كان يكره بكر بن وائل ويسعى لهلاكهم بان يمهلهم حتى قدوم فصل الصيف عندما تخور قواهم وقال له ( امهلهم حتى تقيظ فانهم لو قاظوا تساقطوا على ماء لهم ذو قار تساقط الفراش في النار فأخذتهم كيف شئت وانا اكفيكهم).
ولما حصل فصل الصيف ارسل اليهم كسرى جيشا من الفرس على راسه الهامرز النستري المزربان الاكبر لكسرى وكان يقود الف فارس وجيشا اخر من الف فارس بقيادة (جلا بزين) وارسل مع الجيشين مجموعة من الفيلة وقد جعل كسرى قيادة الجيش العليا لإياس بن قبيصة الذي خرج في كتيبتين شهباوين، وكتيبة روسر وكان برفقته قيس بن مسعود بن خالد بن ذي الجدين عامل كسرى على (سفوان) وخالد بن يزيد البهراني والنعمان بن زرعة التغلبي والنمر بن قاسط وهم زعماء العرب الموالين للفرس.
ولما اقترب الفرس من العرب (انسل قيس بن مسعود ليلا فأتى هانئا فقال له: اعط قومك سلاح النعمان فيقووا به فان هلكوا كان تبعا لأنفسهم وكنت قد اخذت بالحزم وان ظفروا ردوه اليك ففعل، فقسم الدروع والسلاح في ذوي القوى والجلد من قومه).
وكان هانيء بن مسعود يخشى عاقبة هذه الحرب ويكره مقابله الفرس فلما دنا الجمع من قومه قال لهم (يا معشر بكر انه لا طاقة لكم بجنود كسرى ومن معهم من العرب فاركبوا الفلاة) فنهض حنضلة بن ثعلبة وقال له( انما اردت نجاتنا فلم تزد على ان القيتنا في الهلكة ) فرد الناس وقطع (وضن الهوادج)، وهي اربطة الرحال لئلا تستطيع بكر ان تسوق نسائهم ان هربوا .
وقد اشتبك العرب والفرس في قتال عنيف وخاصة الى جانب بكر بنو عجل وبنو اياد وبنو شيبان وغيرهم من قبائل العرب الذين يشعروا ان هذه المعركة ستقرر مصير العرب في المنطقة فخاضوها ببسالة نادرة .
ولقد استمرت المعركة عدة ايام وفي اليوم الاول كان النصر حليف الفر س وفي اليوم الثاني جزع الفرس من العطش وتراجعوا الى الجبابات فتبعهم بنو بكر وبنو عجل وباقي العرب.
ولما اشتد العطش بجنود الفرس مالوا الى بطحاء ذي قار حيث حمى القتال وفي هذا اليوم اظهر بنو عجل بطولات رائعة وكانت نسائهم تحثهم على القتال قائلة:
ان يضفروا فينا الغزل ... ايها فداء لكم بنو عجل
واثناء ذلك ارسل بنو اياد الى بني بكر سرا يعرضون عليهن ان يتعاونوا معهم عندما يلتقون بالفرس واعوانهم واتفقوا على ان يتراخوا في القتال حتى ينهزموا وحدث ذلك عندما التقى الفريقان في مكان من ذي قار يسمى (الجب) فانهزمت اياد حسب الاتفاق السابق كما انهزم الفرس.
وفي هذه المعركة استبسل بنو شيبان في القتال ومنى الفرس بهزيمة نكراء وقتل منهم عدد كبير ومن بينهم (الهامرز) و(جلابزين).
ويطلق الاخباريون على موقعة ذي قار عدة اسماء منها يوم قراقر ويوم الحنو اي حنو ذي قار ويوم الجبايات ويوم الفذوان ويوم بطحاء ذي قار ويوم ذي العجرم وقد اطلقت هذه الاسماء على المعارك التي وقعت حول موضع ذي قار كما اختلف المؤرخون والاخباريون في تاريخ وقوع هذه المعركة وحددها بعضهم بين عام 604م وعام 610م ومنهم (روتشتاين) و(نولدكه) ويتفاوت هذا التاريخ بين الاخباريين العرب فبعضهم جعلها يوم ولادة الرسول(صلى الله عليه وآله) او يوم بعثة الرسول او بعد هجرته الى يثرب او عقب غزوة بدر. وتعتبر معركة ذي قار اول معركة ينتصر بها العرب على جيوش الفرش وقد اعطاهم هذا النصر ثقة كبيرة بانفسهم.
وهي بمثابة حركة استطلاعية ومقدمة للفتوح الاسلامية التي لم تلبث ان اكتسحت امبراطورية الفرس الساسانيين مع بداية ظهور الاسلام وحول انتصار العرب على الفرس في معركة (ذي قار) قال الرسول(صلى الله عليه وآله) (هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم ونصرت عليهم بي).
عزل اياس بن قبيصة عقب معركة ذي قار وتعيين حاكم فارسي على الحيرة:
وبعد معركة ذي قار اقصى الفرس اياس بن قبيصة عن حكم الحيرة وأخضعوها لحكمهم المباشر وعينوا عليها حاكما فارسيا يدعى (ازاد بن ما هيبان بن مهرا بنداد الهمذاني)،او(ازاد بن ماهان بن مهر بنداد الهمذاني) واطلق عليه ايضا (زادويه الفارسي).
وكانت مدة حكمه سبع عشر سنة من عام 614 الى عام 631م ومن هذه المدة اربع عشر سنة من زمن كسرى ابرويز وثمانية اشهر من زمن (شيرويه بن ابرويز) وسنة وسبعة اشهر في زمن (اردشير بن شيرويه) وشهرا واحدا في زمن (بوران بنت ابرويز).
ولم يذكر الاخباريون شيئا عن احواله طوال مدة حكمه.
_______
(1) د. نبيه عاقل: تاريخ العرب القديم وعصر الرسول, ص198.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|