أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2016
7710
التاريخ: 2023-12-20
946
التاريخ: 2024-08-15
417
التاريخ: 2023-12-10
1118
|
كان العرف العربي يعترف للرجل بحق تسريح زوجته، وكانت اشهر صيغ الطلاق، ((حبلك على غاربك))، أي خليت سبيلك فاذهبي حيث شئت، او يقول الرجل ((فارقتك او سرحتك)) او ((عودي الى اهلك او ارجعي الى ابيك)) او ان يقول لها ((الحقي بابيك)) فمن ذلك ان الفاكه بن المغيرة المخزومي، احد فتيان قريش، كان قد تزوج هند بنت عتبة، وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا اذن، فقال (نام) يوما في البيت وهند معه ثم خرج عنها وتركها نائمة. فجاء بعض من كان يغشى البيت، فلما وجد المراة ولى عنها. فاستقبله الفاكه بن المغيرة فدخل على هند وانبها. وقال من هذا الخارج من عندك؟ قالت والله ما انتبهت حتى انبهتني، وما رايت أحدا قط، قال الحقي بابيك(1). وكان الطلاق يصبح بائنا اذا تكرر ثلاث مرات في فترة زمنية معلومة. وكثيرا ما كان الزوج يسرح امراته مرة او مرتين ثم يستردها فيضطرها بذلك الى البقاء مرتبطة به الى اجل غير محدود. وذكر المؤرخون ان العرب اوجدوا ما يعرف بالمحلل، وهو الرجل الغريب يعقد له على المطلقة ثم يطلقها بعد العقد مباشرة لإعادتها الى زوجها الأول. وكان هذا التحايل مذموما عندهم، فاطلقوا على المحلل اسم التيس المستعار(2)، وقد اقر الإسلام الطلاق ثلاث مرات ولا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره قال تعالى {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 229، 230] (3).
طلاق الظهار:
يعد الظهار من اشهر أنواع الطلاق الذي انتشر بين العرب قبل الإسلام، وذلك ان يشبه الرجل زوجته بمحرم عليه تأييدا، كان يقول لها انت على كظهر امي او كبطنها او كظهر اختي او عمتي، فيقع بذلك الظهار وقد نهى الإسلام عن الظهار واوجب الكفارة على من ظاهر امراته، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا } [المجادلة: 3، 4] (4).
طلاق الايلاء :
اما طلاق الايلاء فكان يعني تحديد فترة زمنية للفراق بين المرء وزوجه لا يقترب منها خلالها، وكان إيلاء العرب قبل الإسلام السنة والسنتين فجعله الإسلام أربعة اشهر. قال عز وجل: { لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 226، 227] (5).
طلاق الخلع:
وكان هناك طلاق الخلع وذلك بان تفتدي الزوجة نفسها على مال تدفعه الى الرجل مقابل تخلية سبيلها وجرت عادتها ان يكون هذا التعويض مساويا لقيمة المهر الذي سبق ان قدمه الزوج.
الطلاق العضل:
ومن ناحية أخرى كانت الزوجة تتعرض في بعض الأحيان الى اهمال الرجل فلا يراجعها ولا يطلقها، ويظل مفارقا لها حتى ترضيه بدفع شيء له، وهو ما يعرف بالطلاق العضل، وكان الرجل ينكح المراة الشريفة الثرية، ثم يفارقها حتى توافقه على شيء يطلبه والا عضلها(6). وق نهى الإسلام عن ذلك كما جاء في قوله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [البقرة: 231] (7).
على الرغم من ان الطلاق كان من حق الرجل الا ان بعض النسوة كان لهن هذا الحق ومن بينهن سلمى بنت عمر بن زيد بن لبيد الخزرجية، وعاتكة بنت مرة، وفاطمة بنت الخرشب الانمارية(8) وكانت المراة تتخذ وسيلة رمزية لتعبر بها عن فصم عري الزواج، فتقوم بتحويل فتحة الخيمة المؤدية الى خدرها الى الناحية المضادة، حتى اذا جاء الزوج ووجد الباب موصدا فهم المراد، وكانت المراة المطلقة تترك دار سكناها وتعود الى عشيرتها والحي الذي تنتمي اليه. ذلك ان المراة كانت تظل مرتبطة بعائلتها الاصلية طيلة فترة زواجها بأواصر قوية. وهو ما يعبر عنه المثل العربي: ((الزوج يوجد، والولد يولد، ولا عوض عن الأخ)). ومن الجدير بالذكر ان المراة المطلقة لم يكن لها عدة قبل الإسلام فانزل الله تبارك وتعالى الامر بها للمحافظة على نقاء الدماء والانساب من الاختلاط قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } [الطلاق: 1] (9).
____________
(1) الاصفهاني: كتاب الأغاني، جـ16، ص77.
(2) البيهقي: السنن الكبرى، جـ7، ص207.
(3) سورة البقرة: 28 – 30.
(4) سورة المجادلة: الآيات (2 – 4).
(5) سورة البقرة: اللايتان (226 – 227).
(6) البيهقي: السنن الكبرى، جـ2، ص230.
(7) سورة البقرة: اية (230).
(8) الاصفهاني: كتاب الأغاني، جـ16، ص102.
(9) سورة الطلاق: اية(1).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|