أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
29915
التاريخ: 16-1-2022
2116
التاريخ: 10/9/2022
1580
التاريخ: 18-11-2015
2566
|
قال تعالى : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة : 6 ، 7]
هذا الصّراط كما يبدو من تفحص آيات الذكر الحكيم هو دين التوحيد والإِلتزام بأوامر الله. ولكنه ورد في القرآن بتعابير مختلفة.
فهو الدين القيم ونهج إبراهيم(عليه السلام) ونفي كل أشكال الشّرك كما جاء في قوله تعالى : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام : 161] ، فهذه الآية الشريفة عرّفت الصراط المستقيم من جنبة ايديولوجية.
وهو أيضاً رفض عبادة الشيطان والإِتجاه إلى عبادة الله وحده ، كما في قوله : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [يس : 60 ، 61] ، وفيها إشارة إلى الجنبة العملية للدين.
أمّا الطريق إلى الصراط المستقيم فيتمّ من خلال الإعتصام بالله : {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران : 101]
يلزمنا أن نذكر أنّ الطريق المستقيم هو طريق واحد لا أكثر ، لأنه لا يوجد بين نقطتين أكثر من خطّ مستقيم واحد ، يشكل أقصر طريق بينهما. من هنا كان الصراط المستقيم في المفهوم القرآني ، هو الدين الإِلهي في الجوانب العقائدية والعملية ، ذلك لأن هذا الدين أقرب طريق للإِرتباط بالله تعالى. ومن هنا أيضاً فإن الدين الحقيقي واحد لا أكثر { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران : 19]
وسنرى فيما بعد ـ إن شاء الله ـ أن للإِسلام معنى واسعاً يشمل كل دين توحيدي في عصره ، أي قبل أن ينسخ بدين جديد.
من هذا يتضح أن التفاسير المختلفة للصراط المستقيم ، تعود كلها إلى معنى واحد.
فقد قالوا : إنه الإِسلام.
وقالوا : إنه القرآن. وقالوا : إنه الأنبياء والأئمة.
وقالوا : إنه دين الله ، الذي لا يقبل سواه.
وكل هذا المعاني تعود إلى نفس الدين الإِلهي في جوانبه الإِعتقادية والعملية.
والروايات الموجودة في المصادر الإِسلامية في هذا الحقل ، تشير إلى جوانب متعددة من هذه الحقيقة الواحدة ، وتعود جميعاً إلى أصل واحد منها :
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الأَنْبِيَاءِ ، وَهُمُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ» (1).
وعن جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) في تفسير الآية : (إهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، قال : «الطَّرِيقُ هُوَ مَعْرِفَةُ الإِمَامِ» (2) .
وعنه أيضاً : «واللهِ نَحْنُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقيمُ» (3).
وعنه ايضاً : «الصِّرَاطُ الْمُسْتَقيمُ أَميرُ الْمُؤْمِنينَ (عليه السلام)» (4).
ومن الواضح أن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّاً (عليه السلام) ، وأئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، دعوا جميعاً إلى دين التوحيد الإِلهي ، والإِلتزام به عقائدياً وعملياً.
واللافت للنظر ، أنّ «الراغب» يقول في مفرداته في معنى الصراط : إنّه الطريق المستقيم ، فكلمة الصراط تتضمّن معنى الاستقامة. ووصفه بالمستقيم كذلك تأكيد على هذه الصفة.
_______________________
1. تفسير نور الثقلين ، ج1 ، ص20 ، ح86.
2. المصدر السابق ، ص21 ، ح88 ، وتفسير علي بن ابراهيم القمي ، ج1 ، ص28 ، وتفسيركنز الدقايق ، ح1 ، ص60.
3. تفسير نور الثقلين ، ج1 ، ص21 ، ح89 ، وبحار الانوار ، ج24 ، ص12.
4. تفسير نور الثقلين ، ج1 ، ص21 ، ح90 ، وبحار الانوار ، ج24 ، ص11 ، ح4.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|