أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-11-2016
1025
التاريخ: 2-11-2016
668
التاريخ: 2-11-2016
1171
التاريخ: 3-11-2016
1197
|
في اور ، ظهرت شخصية بارزة تمكنت من مد نفوذها الى عدد من المدن الاخرى ، وهو اورنامو Our-Nammou الذي استطاع ان يستقل بحكم اور مؤسسا بذلك اسرة اور الثالثة باهتمامهم بالعمران ، الى جانب نشاطهم العسكري. وقد اتخذوا من مدينة اور مركزا لنشاطهم ، مما اسكبها اهمية خاصة في ذلك العهد. ووقد تميز عهدهم بحسن التنظيم والادارة سواء في مدينتهم ، او في المدن التي أخضعوها . ولقد ترتب على السياسة التي اتبعوها ، امتزاج العناصر السومرية والأكدية في مختلف وظائف الدولة . وقد اتبع حكام اسرة اور الثالثة سياسة الحكم الاكدي التي كانت تعتمد على تدعيم السطلة المركزية . وهذا بالاضافة الى توحيد القضاء وتحويل الشرائع الى قوانين ، كما الغو نظام الوراثة فيما يتلعق بتعيين حكام الاقاليم . وقد استخدم ملوك هذه الاسرة لقب ملك سومر وأكد (1) . وربما كان في اضافة هذا اللقب الجديد الى ألقابهم ، محاولة للتوفيق بين السومريين والاكديين . ولقد نجح أورنامو في وقف التسللات الجوتية ، وتمكن من نشر النفوذ السومري على جنوب العراق القديم .
اما في المجال الحربي ، فقد امتد نفوذ السومريين الى الاقاليم المجاورة ، وخاصة ما جان وعيلام وشمال العراق ، كما اشارت نصوصه (2) (أنه سار في الطريق من أسفل البلاد الى أعلاها) . وهذا التعبير يفهم قيام حمله عسكرية في البلاد المتاخمة للبحر العلوي تمشيا مع سياسة أسلافهم الأكديين في فرض سيطرتهم على سورية . ومن اعمال أورنامو ، حفر القنوات (3) لتنظيم الري والنقل ، والاهتمام ببناء المعابد كما يتضح من انشودة (4) لاورنامو حيث بنى معبد ايكور في نيبور ، بناء على توجيهات الاله انليل له " .... انليل ، الجبل العظيم ، (اختاره من بين كل شعبه ... (ليعيد بناء) الهيكل الطوبى لـ ايكور (5) ... " .
ويعتبر تشريع اورنامو (6) من اهم التشريعات العراقية القديمة ، وقد دونت الشريعة على لوح (نفر) (7) موجود حاليا بين مجموعات متحف الشرق كل وجه. أما فيما يتعلق بمحتويات الشريعة ، فيستطيع الباحث ان يقرأ في مقدمتها " انه بعد خلق العالم ومعرفة ما ستؤول اليه سومر وأور تحت رعاية آنو وانليل ، فإن الاله نا – ان – نا اله القمر بعد ان عين ملكا على اور ، اختار اورنامو ليحكم سومر واور نيابة عنه . وقد قام اورنامو برعاية أور وسومر في مختلف الشؤون الحربية والادارية ، فهاجم لجش وقضى على حاكمها نمحانى Namhani ، واستطاع ان يستعيد حدود دولة أور السابقة بفضل رعاية الاله نا – ان نا (8). ثم بدأ يركز على شؤون البلاد الداخلية.
فقام بالعديد من الاصلاحات، وأقام النظم الخاصة بضبط الاوزان، ودافع عن اليتامى والارامل. وأعقب تلك المقدمة بنود شريعة أورنامو، التي يمكن القول باعتبارها ارساء القواعد العدالة الاجتماعية ، واعطاء كل ذي حق حقه .
اما فيما يختص ببنود الشريعة وموادها ، فقد دونت على ظهر اللوح المشار اليه ، وهي حوالي 22 مادة لا يظهر منها سوى خمس مواد ، منها المادة التي تتضمن اعادة العبد الهارب الى مخدومه ، وغيرها من المواد التي يمكن الاشارة اليها . ومنها بعض المواد المقتبسة باللغة السومرية (بالحروف اللاتينية) مع الترجمة العربية لها.
Tukum-bi Lu-Lu-ra-Gish- ta...) - a- Ni gir in kud 10-gin-ku-babbar i-la-e
اذا رجل ضد رجل ... بآلة .... قطع القدم فعلية أن يؤدي (10) " شواقل " من الفضة .
Tukum-bi Lu Lu ra. Giéh‘Pu ta ka ….
In ktid 2/3 – me - Na - ku babbar i -1a-e.
اذا قطع رجل انف رجل بآلة " جيشبو " فسوف يؤدي 3/2 المينا من الفضة (9) .
وهكذا يمكن ملاحظة ان تلك الشريعة أخذت في الاعتبار بحق التعويض المادي ، الا أنها عالجت بعض الحالات الاخرى بالعقاب البدني ، مثل حالة الخادمة التي تتطاول على سيدتها (10) .
وبعد ان حكم أورنامو 18عاما، خلفه ابنه الملك شولجي Shulgi الذي سار على سياسة ابيه وخاصة في مجال التعمير. وقد أتم بناء زقورة أور التي كان قد شيدها أورنامو. وساد عهده الرخاء والتقدم. وتشير النصوص الى اهتمامه بمدينة اريدو التي على شاطئ البحر (11) ، ربما بغرض التقرب الى الالهة السومرية، وخاصة الاله انكى اله الارض واحد الالهة العظام، والذي كان مقر عبادته في تلك المدينة . ولقد عثر على بعض اللوحات في أطلال مدينة لجش ، تشير الى النظام الاداري في عصر هذا الملك ، بالاضافة الى كافة الجوانب السياسية والدينية المميزة لحياة المجتمع السومري في تلك المرحلة. وبعد حوالي عشرين سنة من حكمه، تبدأ الاضطرابات في الاقاليم مما يدفعه الى توجيه حملاته ضد اقليم جانخار وسيمورروم Simurrum (*) وخارشى Kharshi (**) . وفي العالم الرابع والثلاثين . وجه حملاته أنشان وهي اهم الولايات العيلامية . ثم تتابعت حملاته بعد ذلك ضد ششروم Shashrum ومرة أخرى ضد سيمورروم ولوللوبوم Lullubum واوربيلوم Urbilum وكيماش Kimash ، ثم حملة جديدة ضد خارشى مستهدفا بذلك الحفاظ على الوحدة تحت سلطانه . وقد استمر في الحكم 48 عاما .
وقد خلف شولجى ابنه امرسن Amar-Sin (بورسن Boursin) الذي استأنف القتال ضد الشعوب المجاورة وخاصة ضد زاجروس . فنراه يوجه حملاته ضد اوربيلوم ، حيث يعرف العام الثاني من حكمه (عام انتقام الملك امرسن م اوربيلوم) كما تعرف السنة السادسة والسابعة من عهده ، باسم الحملات التي سيرها ضد ششروم ، ومدن اخرى ، منها خوخنور Khukhnur وبيتوم رابيوم Bitum-rabium وبشرو ابروم (12) Beshru-laprum ، كما بقيت عيلام تدين له بالولاء . وقد اعاد ترميم معبد الاله انليل في اريدو . ومن عهده وردت اشارة عن ظهور اشور لأول مرة في تاريخ العراق القديم ، حيث أن حاكم اشور اظهر الولاء لامرسن .
وتولى الحكم بعد ذلك جيميل سن Gimilsin (شوسن) الذي ورد في قائمة الملوك عى انه ابنه ، ولو انه توجد من الادلة ما يشير الى انه اخوه . وكان عليه ان يتابع الحرب في شمال شرق البلاد في سيما نوم Simanum في العام الثالث من حكمه، ثم في زايشالى(13) Zabshali في العام السابع . كما اقام تحصينات بين نهري دجلة والفرات بالقرب من سيبار . وذلك لتفادي خطر الاموريين (بنى الاستحكامات ضد بلاد أمورو) . ثم تضيف لتفادى خطر الاموريين (بنى الاستحكامات ضد بلاد أمورو) . ثم تضيف النصوص (وطارد جيش الاموريين المسلح من بلاده) (14) ، وولد نفوذه في عيلام بأن عين بعض قواده كحكام على المدن العيلامية . كما اختار ارنانا Ir-Nanna حاكم لجش ليتولى مسؤولية القيادة الشرقية (15) .
من اعمال جيميل سن في المجال الداخلي ، ترميمه للمعابد ، وتركيسه معبدا لعبادته في اشنونا (16) .
وآخر ملوك أسرة اور الثالثة هو ايبى سن Tbisin الذي استمر في الحكم 34 عاما . وقد حاول في بداية الامر ان يتحالف مع مناوئيه في شرق العراق عن طريق المصاهرة ، فأرسل في سنته السادسة ابنته توكين خاتا ميجريشا Tukin-khatta-migrisha الى انسى زابشالى لتتزوج منه . وقد اضطر ايبى سن بعد ذلك ضرب سوسة ، وادام دون Adamdun واراضي اوان Awan في يوم واحد . كما قام بأسر سلطته ، وجه ايبى سن حملة عسكرية اخرى الى عيلام ، فهاجم خوخنور حيث يؤرخ العام الرابع عشر من حكمه (العام الذي سار بجيشه الضخم ضد خوخنور والتي كانت تعتبر مفتاح أراضي أنشان ، واستطاع ان يخضعها) (17) . ولكن العناصر الامورية وتطلعات اشبي ايرا Ishbi-Erra حاكم مارى ، بالاضافة الى التحالف الذي قام في تلك الاونة بين ملك سيماشكى Simashki وامير زابشالى مع شعوب سو Su الوافدة من زاجروس ، تمكنت تلك العناصر من تقويض حكم أسرة أور الثالثة حيث استطاعوا محاصرة ايبى سن في العاصمة أور ، مما اضطر ايبى سن " لمغادرة قصره ... والهروب الى اراضي عيلام ، من جبل سابون Sabun ... " . وبذلك يكون " قد فر من أور كالطير الذي يهرب من قفصه ، وكالغريب الذي (لن يعود) الى وطنه الاصلي " (18) .
وهكذا تمكن العيلاميون وشعب سو من تحويل اور الى اكوام من الحطام . وللأسف فإن المصادر لم تكشف عن اسم ملك سيماشكى ، الذي استطاع أن يقوض دعائم مملكة أور (19) . ولو ان هنز Hinz يعتبر خوتران تمتى Khutran-temti أنه هو الذي هزم ايبى سن . ومهما كان الحال ، فإن عيلام تحت حكم ملوك سيما شكى لم تستطع التمتع باستقلالها الكامل ، حيث تطلع كل من اشبى ايرا من أسرة ايسين ونابلانوم Naplanum من اسرة لارسة ، الى الاستيلاء على عيلام . فلم يمض سوى ثلاثة عشر عاما بعد سقوط أور ، حيث تمكن أشبى أيرا من هزيمة العيلاميين . وكان اشبى ايرا قبل استيلائه على عيلام يتطلع الى املاك ايبى سن . فقد انتهز اشبي ايرا خطر العناصر التي سبقت الاشارة اليها ، فاستقل بالحكم ، واستطاع أن يؤسس اسرة جديدة هي اسرة ايسين ، واصبح يتطلع الى املاك ايبى سن . وتشير بعض الرسائل (20) المتبادلة بين الملك ايبى سن وتابعه بوزور نوموشدا Puzur-Numushda حاكم كازاللو Kazallu على محاولة بسط نفوذ اشبى ايرا على املاك ايبى سن " ... الى بوزور نوموشدا ، حاكم كازاللو ... منذ ان اخترت لك ... قوات ... فلماذا أرسلت لي ان اشبى ايرا يلاحظك .. لماذا لم تتقدم مع كيربوبو Qirbubu ، حاكم جيركال Girkal ، امام القوات التي وضعها تحت امرتك (21) .... " . وبعد مقاومة ايبى سن الطويلة لكافة العناصر المناوئة له ، استطاع العيلاميون الاستيلاء على العاصمة أور ، واخذ ايبى سن اسير الى عيلام ، وأرجع هزيمته لغضب الالهة على اور .
وفي نص يعالج نهاية اور ، يوجد وصفا يبين كيف ان نا – ان – نا (سن) اله المدينة ، اتحد مع القرار الذي اعلنته الالهة بصفة نهائية . وعندما تحطمت المدينة فإنه أسف لهذا الفعل بمرارة ، ولكن القانون كان لا يمكن الغاؤه .
" .... وأجاب انليل على ابنه سن
ان المدينة المهجورة ... تنتحب بمرارة
ونيجها يستمر طوال اليوم فيها
ولكن نا – ان – نا تقبلت الواقع او المصير
وتبعا لشهادة وكلمة مجلس الالهة
وتبعا لأمر آنو وانليل
....
ومنذ الازمنة الغابرة عندما وجدت البلاد
كانت ألقاب الملكية تتغير باستمرار
كما كانت بالنسبة لملكية أور التي تغيرت صيغتها الان الى صيغة أخرى مختلفة (22) .
ويوجد نص آخر يصف كيفية نهاية عصر أسرة أور الثالثة:
" .... تبعا لأوامر الاله آنو وانليل ، لم يعد للقانون والنظام أية وجود ولم يعد الشعب يقطن في مساكنه لانها أصبحت أرض الاعداء
واحضر ايبى سن الى ارض عيلام ...
لقد منحت الملكية لاور ،
ولم تمنح حكما ابديا
ومنذ ان اسست الارض
من الذي شاهد عصرا للملكية له صفة الدوام (23).
________
(1). Moscati, S., Op. Cit., P. 24.
(2). Bottero, J., Op. Cit, P. 560.
(3). تشير احد النقوش من عهد اورنامو التي عثر عليها في لجش ، الى قناة نانا جوجال Nanna-gugal والتي جعله (تخزن الماء مثل البحر) . وقد حددت هذه القناة الحد الفاصل بين مقاطعتي لجش وأور .
Gadd, CJ., Babylonia C. 2120-1800 B. C., (in) C.A.H., 3rd ed., Vol. 1, Part 2B, Early History of the Middle East, Cambridge 1971, P. 599.
(4). نشر النص أدوارد شيرا – انظر
Chiera. E., Sumerian Religious Texts, Upland, Pa., 1924, No. 11.
(5). Kramer, S.N., Sumerian Hymns, «Ur-Nammu Hymn: Building of the Ekur and Blessing by Enlil», (in) A.N~.E.T., P. 583.
(6). Finkelstein, J.J. Collections of Laws from Mesopotamia and Asia Minor, «The Laws of Ur. Nammu», (in) A.N.E.T., PP. 523-525.
(7). انظر صمويل كريمر ، المرجع السابق ، ص 420 ، 421 ، أشكال 24 ، 25 ، 26 .
(8). صمويل كريمر ، نفس المرجع ، ص 119 .
(9). صمويل كريمر ، نفس المرجع ، ص 120 ، 121 .
(10). Gadd, C.J., Op. Cit. P. 598.
(11). Leo Oppenheim, A., Texts from the Beginnings to the First Dynasty of Babylon, «The Sargon Chronicle», (in) A.N.E.T., P. 266.
(*) على الزاب الاسفل.
(**) شرق دجلة.
(12). Gadd, C.J. Op. Cit, P. 607.
(13). Gadd, C.J. Ibid., P. 608.
(14). Gadd, C.J., Ibid. P. 608.
(15). Bottéro, J., Op. Cit, P. 562.
(16). Gadd, C.J. Op. Cit, P. 609.
(17). Gadd, C.J., Ibid. P. 609.
(18). Hinz, W., Persia. C. 2400-1800 B.C., (in) C.A.H., 3rd ed., Vol.
1, Part ZB, Early History of the Middle East, Cambridge
1971, P. 658.
(19). Hinz, W., Ibid. P. 658.
(20). هذا النص مأخوذ من وثيقة دونت على ثلاثة ألواح عثر عليها في نيبور ، ويمكن ارجاعها زمنيا الى النصف الاول من القرن الثاني ق . م . واللوحات الثلاث موجودة حاليا ي متحف الجامعة .
وقد نشر احداها بارتون
Barton, G.A., Micellaneous Babylonian Inscriptions, 1918, No. 9.
أما اللوحتان التاليتان ، فقد نشرهما ليون لجران .
Legrain, L., (in) U.M., Vols., XIII, Philadelphia, 1922, Nos. 3 and 6.
(21). Kramer, SN. A Sumerian Letter, «Letter of King Rabi-Sin» (in) A.N.E.T., PP. 480-481.
(22). Frankfort, H., Op. Cit, PP. 242-243.
(23). Kramer, S.N., Lamentation Over the Destruction of Sumer and Ur», (in) A.N.E.T., PP. 612-617.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|