تنتشر في اقليم حشائش الاستبس بشرقي القارة الى الجنوب مباشرة من نطاق الغابات النفضية والصنوبرية حيث تسود تربة البودزل وحتى نطاق القوقاز جنوبا، ومن سهول الحوض الادنى لنهر الدانوب الى الخط الوهمي الواصل بين مصب نهر اورال Ural عند الساحل الشمالي لبحر قزوين والطرف الجنوبي لمرتفعات الاورال. ونظرا لاتساع مساحة هذا النطاق الشرقي وتباين نطاقاته المختلفة فانه يمكن التمييز بين نطاقين فرعيين لهذه التربة هما على النحو التالي:

1- النطاق الشمالي او تربة التشرنوزم الشمالية:

ويمتد الى الجنوب مباشرة من اقليمي الغابات المخروطية والنفضية ليشكل نطاقا انتقاليا ضيقا بين الغابات شمالا وحشائش الاستبس جنوبا، اذ يتخلل حشائش هذا النطاق بعض التجمعات الغابية المتناثرة، وقد انعكس هذا الواقع النباتي على تربة التشرنوزم في هذا النطاق الشمالي حيث تزداد صلاحية خصائصها للزراعة بالاتجاه من الشمال صوب الجنوب اذ تتسم بكبر حجم ذراتها وبالتالي سرعة نفاذيتها للماء في الشمال، وتتضاءل الخاصيتين - حجم الذرات وسرعة النفاذية للماء - بالاتجاه صوب الجنوب. وهي بصورة عامة صالحة للزراعة وان كانت تحتاج الى عمليات الحرث الجيد العميق وخاصة انها تتصف بعمق قطاعها.

2- النطاق الجنوبي او تربة التشرنوزم الجنوبية:

 وينمو في هذا النطاق غطاء نباتي من حشائش الاستبس الغنية كنتيجة لغزارة الامطار الصيفية غالبا والتي تساعد على نمو غطاء غني من الحشائش التي تتحلل خلال فترة توقف الامطار مما يعمل على ارتفاع نسبة المادة العضوية في التربة، كما ان نظام سقوط الامطار هنا حفظ لتربة التشرنوزم العناصر المعدنية فيها لذا تتميز بغناها الكبير بهذه العناصر، الى جانب العناصر العضوية التي اكسبت التربة لونها الذي يتراوح بين البني الداكن والاسود، لذا عرفت باسم (التشرنوزم) chernozem وهي كلمة روسية تعني التربة السوداء، وهي تتميز بسمك طبقتها المفككة التي تتراوح بين المتر ونصف المتر (1،5 - 3 قدم)، كما انها متوسطة النسيج، وطبقاتها السفلية شديدة الخصوبة بطبيعتها. والتشرنوزم من اغنى انواع التربات في العالم واكثرها ملائمة لزراعة محاصيل الحبوب وخاصة القمح وان تباين مستوى استغلالها ومدى حجم انتاجيتها تبعا لكمية الامطار، وعموما يطلق عليها البعض تعبير تربة القمح المثلى، وتوجد اوسع نطاقاتها في اوربا بجمهورية اوكرانيا.