أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-06
258
التاريخ: 2024-09-09
273
التاريخ: 2024-09-10
270
التاريخ: 2024-09-11
348
|
تتصدر اوربا قارات العالم من حيث اطوال الطرق وتعدد شبكاتها وترابطها وارتفاع كثافتها، ويرجع ذلك الى العديد من العوامل التي يمكن حصر أهمها فيما يأتي:
1- كثرة تعرجات سواحل القارة وتداخل عدة اذرع بحرية في يابس اوربا مكونة بحارا وخلجانا مما أدى الى ما يأتي:
أ- تعدد المرافئ الطبيعة وتشييد العديد من الموانئ البحرية المحمية في القارة.
ب- سهولة الربط والاتصال بين النطاقات الساحلية للقارة والاقاليم الداخلية وانخفاض تكلفة ذلك بتأثير قصر اطوال المسافات الفاصلة فيما بينها.
ت- يلعب النقل البحري – قليل التكاليف – دورا رئيسيا الى جانب شبكات النقل فوق اليابس في الربط بين أقاليم القارة المختلفة باستثناء شرقي اوربا، حيث تعدد خطوط النقل البحري التي ترتبط بين اليونان وإيطاليا، وبين الأخيرة واسبانيا، وبين فرنسا واسبانيا سواء عن طريق البحر المتوسط في الجنوب او عن طريق خليج بسكاي في الشمال، وبين فرنسا وهولندا، وبينهما وبين بريطانيا عبر القنال الإنجليزي ومضيق دوفر وبحر لشمال، وبين الأخيرة والدول الاسكندنافية، وبين الدنمارك وألمانيا، وبين دول الشمال عن طريق خليج بوثنيا والبحر البلطي.
2- كثرة الموانئ الاوربية وضخامة حجر حركة النقل البحري منها واليها : والتي ترجع بداياتها الحقيقية الى حركة الكشف الجغرافية التي بدأت في القرن الخامس عشر الميلادي والتي أدت الى اتساع وتعدد المستعمرات الاوربية في أعالي البحار. وهو ما اسهم في رواج الأوضاع الاقتصادية والتجارية في الموانئ الاوربية وانتقال مراكز الثقل الاقتصادي من مواني اوربا المطلة على البحر المتوسط في الجنوب الى مواني غربي القارة، وهو عامل أدى بدوره الى ارتباط هذه الموانئ بقارات العالم المختلفة عن طريق خطوط الملاحة البحرية، وأيضا ارتباطها بباقي أقاليم القارة الاوربية بشبكات متنوعة من الطرق فوق اليابس مما اسهم في النهاية في سهولة الاتصال بين أقاليم اوربا المختلفة بعضها بعض وبينها وبين باقي جهات العالم.
3- اسهم اتجاه فرع من تيار الخليج الدافئ gulf stream : الممتد بحذاء الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية – صوب الشرق والشمال الشرقي عبر المحيط الأطلسي بتأثير الرياح العكسية الجنوبية الغربية ليصل الى السواحل الغربية والشمالية الغربية لاوربا في استمرار استقبال مواني غربي وشمال غربي القارة للسفن المختلفة طول العام لعدم تجمد مياهها وخاصة خلال شهور الشتاء التي تشكل فصل انخفاض درجات الحرارة ..
4- أدى تعدد الدول الحبيسة التي لا سواحل لها في القارة مثل لوكسمبورج، سويسرا، النمسا، المجر، التشيك، سلوفاكيا، بيلاروسيا، البوسنة والهرسك، أرمينيا الى سعى مثل هذه الدول الى إيجاد منافذ بحرية لتجارتها الدولية مما أدى الى ظهور مواني المرور (الموانئ الحرة) في الدول المجاورة او القريبة منها، كما هي الحال بالنسبة لميناء مرسيليا الفرنسي الذي يخدم التجارة الدولية لسويسرا، وميناء هامبورج الألماني الذي يخدم التجارة الدولية لكل من التشيك وسلوفاكيا، وميناء تريستا الإيطالي الذي يخدم جزءا من تجارة الاتحاد اليوغسلافي الدولية، واسهم هذا الدور في كثافة حجم الحركة على الطرق المختلفة – المرصوفة والخطوط الحديدية والنهرية – التي تربط بين الدول الاوربية الحبيسة ومنافذها البحرية في الدول المتاخمة لها او القريبة منها.
5- اسهم تعدد المجاري النهرية الصالحة للملاحة بالقارة في استغلالها منذ القدم في الربط والاتصال بين أقاليم اوربا المختلفة وخاصة انها تتمتع بخاصية نقارب مجاريها من بعضها البعض مما ساعد على سهولة الربط فيما بين احواضها عن طريق شق القنوات المائية.
وهو ما أدى الى تمتع اوربا بميرة تعدد خطوط النقل النهري رخيصة التكاليف واستخدامها في الربط بين اقاليمها المختفة وخاصة في نقل السلع والمنتجات التي تشغل حيزا كبيرا وتحتاج الى مرفق للنقل قليل التكاليف الى حد ما مثل الفحم والاخشاب والحيوانات الحية ومحاصيل الحبوب والخامات المعدنية. وللتدليل على ضخامة حمولة وحدات النقل النهري في اوربا نشير الى ان القاطرة النهرية العاملة في نهر الراين تجر حمولة من السلع والمنتجات توازي اكثر من أربعة اضعاف الحمولة التي تجرها قاطرة تعمل على الخطوط الحديدية في القارة مما يظهر مبرر انخفاض تكلفة النقل النهري في اوربا على وجه الخصوص.
وجدير بالذكر ان الامتداد العرضي لمرتفعات الالب في جنوبي القارة لم يحول دون الاتصال والربط بين الجهات الجنوبية لاوربا واقاليمها الوسطى والشمالية حيث استغلت الممرات التي تخترق هذه المرتفعات .. (1) في شق العديد من الطرق المرصوفة والخطوط الحديدية لتتكامل المنظومة الفريدة والمتكاملة لشبكات الطرق المختلفة في اوربا والتي لا يوجد مثيل لها في أي قارة أخرى بالعالم، وقد ساعد على ذلك بطبيعة الحال العوامل السابق الإشارة اليها، بالإضافة الى عوامل صغر مساحة القارة (10،5 مليون كيلومتر مربع)، وتقدمها التكنولوجي والحضاري والاقتصادي، واختفاء عامل الحساسيات السياسية بين دولها لتغلب عامل المصالح المشتركة رغم تعدد الوحدات السياسية في القارة وتباين أنظمتها السياسية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بعض هذه الممرات طبيعية وبعضها الاخر عبارة عن انفاق تم شقها مثل ممر سمبلون في إيطاليا والبالغ طوله نحو 20 كيلومترا والذي يربط بين سويسرا وإيطاليا، ونفق فوسجي البالغ طوله حوالي 11،3 كيلومترا في فرنسا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|