أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2016
3135
التاريخ: 24-10-2016
1377
التاريخ: 14-1-2017
3465
التاريخ: 13-1-2017
1402
|
اعلنت بلاد آشور استقلالها بعد سقوط أور الثالثة على أيدي حكام وملوك حكموا على هيئة مجموعات في حقبٍ زمنية معينة، كما ورد ترتيبهم في قائمة الملوك الاشوريين(1)، ولعل اقدم مجموعة من اولئك الذين حكموا بعد سقوط سلالة اور الثالثة مباشرة يتصدرهم اسم ملك ورد بهيئة (سوليلي Sulili)، ثم يأتي بعده (كيكياّ Kikkia) الذي ورد عنه انه هو الذي شيد اسوار مدينة آشور(2), ويليه الملك (أكيا Akia) ثم ياتي (بوزور اشور الاول Puzur-Aššur I) (2004-1984 ق.م) الذي يرجح انه المؤسس الحقيقي لمملكة آشور، وقد ذكره الملك (شلمنصر الثالث Šalman-sar III) الذي حكم (858-824 ق.م) بانه من بين الملوك القدامى الذين قاموا بتشيد أسوار المدينة(3)، تبعه ابنه (شالم-آخوم Šalim-Ahum) (1983-1963 ق.م) في الحكم الذي ورد عنه انه بنى معبداً في مدينة آشور ومزاراً للإله "داگان" كما جاء في النص:
"شالم آخوم ابن بوزور آشور، الوصي على عرش آشور، بنى للإله آشور من اجل حياته وبقاء مدينته "آشور" معبداً ومزار داگان"(4).
اعقب الملك شالم آخوم ابنه (أيلوشوما Ilu-Šuma) الذي حكم (1962-1942 ق.م) الذي تقرأ عنه في احد النصوص المسمارية ما يلي:
"أيلوشوما الوصي على عرش الاله آشور، محبوب الاله آشور والالهة عشتار، ابن شالم آخوم، الوصي على عرش آشور، ابن بوزور آشور "الاول" الوصي على عرش آشور... "(5),قام أيلو-شوما بعدة اعمال عمرانية في مدينة آشور كما جاء عنه في احد النصوص التذكارية الخاصة به ذاكراً:
"أيلو-شوما الوصي على عرش آشور، بنى معبد الاله عشتار، سيدته، من اجل حياته، واعاد تقسيم مدينة آشور إلى بيوت وقطع اراضي وفتح فيها قناتين للمياه، الاولى تجري تحت بوابة "أوشوم" والثانية تحت بوابة "وارتم"(6). ويبدو ان أيلوشوما قاد سياسة ناجحة، اذ تطورت تجارة بلاد آشور بشكل ملحوظ مع بلاد الاناضول "أسيا الصغرى"، واصبحت في وضع اقتصادي قوي شجعه على البدء بنشاط عسكري باتجاه الجنوب فغزى بلاد بابل، فقد ورد في التواريخ البابلية ان "أيلوشوما ملك بلاد آشور، في زمن "سو-آبو"(7)، ولم يذكر الفعل في الفقرة ولذا يبقى تفسيرها مجرد تخمين، ويعني هذا، إذا كان التأويل صحيحاً، ان ظهور مملكة بابل كان في زمن ملك آشور أيلو-شوما(8).
ويعتقد بان هناك بعض نقاط الضعف التي تظهر على النص الذي تضمنته التواريخ البابلية، ربما مرجع ذلك خطأ كتابي لمؤلف التواريخ البابلية هذا من جهة، ومن جهة اخرى ربما يكون التعبير والكتابة صحيحة يهدف من وراها الكاتب البابلي إلى اعطاء ملك بابل سنوات اقدم في الحكم من باب التكريم والتعظيم، فربط مدة حكم ملك بابل، بسنوات حكم ملك آشور الذي سبقه في ذلك.
وعلى الرغم من ذلك فقد قاد الملك الآشوري "أيلو-شوما" حملة عسكرية كبيرة واتجه نحو الجنوب، حيث سيطر على مدينة الدير(9)، واجتاز الضفة الاخرى لنهر دجلة وتمكن من اخضاع مدن نفر والوركاء لنفوذه السياسي(10)، وكان "أيلو-شوما" يطمح للسيطرة على مدينة (أور-Ur) لتأمين طريق التجارة البحرية، لان مدينة أور تعد من الموانئ المهمة المؤدية إلى البحر السفلي (الخليج العربي)، وأهم مراكزه دلمون (البحرين) ومكان (عمان)، ليفتح منفذاً بحرياً مهماً يصل بلاد آشور بهذه المناطق عبر نهري دجلة والفرات(11)، وورد عن هذا الملك انه اعطى الحرية للأكديين وانه صفى النحاس لهم وثبت الحرية في المناطق الواقعة بين الاهوار وبلاد آشور مثل اور ونفر ودير(12)، واجبر حكام هذه المدن على تقديم كافة التسهيلات للتجار لغرض مزاولتهم النشاط التجاري مع بلاد آشور(13).
ورث العرش بعد أيلوشوما ابنه (أيريشم الاول Erešum I) الذي ربما يعني اسمه الحارث(14)، وحكم (1941-1906 ق.م) لقد حافظ هذا الملك على ازدهار التجارة الآشورية ، كما قام ببعض النشاطات العسكرية متوسعاً نحو الجهات الغربية والشمالية والجنوبية(15) وقام ببعض الاعمال العمرانية في مدينة آشور، كما جاء في احد النصوص التذكارية:
"أيريشم الوصي على عرش الاله آشور من اجل بقاء مدينتي، بنى معبد المنطقة إلى سيدهِ الاله آشور"(16).
جاء بعد "ايريشم" في حكم مملكة اشور ابنه الذي يدعى (ايكونوم Ikunum) وحكم في حدود (1901-1890 ق.م) وكان يعاصره (سومو-آبم Sumu-abum) (1894-1881 ق.م) ملك بابل خلال مدة حكمه تلك والتي قضى قسماً منها في اعادة بناء اسوار مدينة آشور كما انه قام ببناء معبد (نين-كي-كال Nin-Ki-gal)()(17)، ثم تبعه في الحكم ابنه الملك (سرجون الاول Šarru-gīn I) الآشوري والذي حكم بحدود (1889-1875 ق.م) وقد عاصره خلال مدة حكمه اثنان من ملوك بابل وهما "سومو-آبم" و (سومو-لئيل Sumu-Lael) (1880-1845 ق.م)(18) ولكن لا يوجد ما يشير إلى حدوث صلات سياسية بينهما ويبدو ان السبب وراء ذلك يكمن في هيمنة وسيطرة قوى اخرى على مسرح الاحداث السياسية والعسكرية متمثلة بـ (إيسن، ولارسا، والوركاء)، ولكن على الرغم من ذلك نجح هذا الملك في توسيع حدود مملكته بشكل ملحوظ(19)، كما قام ببعض الاعمال العمرانية والتي منها صيانة وتجديد سور مدينة آشور، بالأضافة إلى بنائه معبد الالهه عشتار فيها(20). ثم اعتلى عرش مملكة آشور بعد "سرجون الاول" ابنه (بوزور-آشور الثاني Puzur-Aššur II) والذي حكم في حدود (1874-1848 ق.م) وقد عاصره خلال مدة حكمه ملك بابل "سومو-لئيل"، وكذلك (أيلاكبكبو Ila-Kabkabu) (1854-1838 ق.م) والد الملك "شمشي-أدد الاول"، والذي كان حاكماً محلياً في مدينة (تيرقاTerqa)()(21) احدى توابع مملكة ماري(22)، وقد شهدت مملكة آشور خلال هذه المدة فترة اضمحلال بسبب تدهور العلاقات التجارية الآشورية مع بلاد الاناضول نتيجة لتغير الظروف السياسية في بلاد الاناضول بسبب تدفق الحثيون* اليها فحل الاضطراب السياسي بدلاً من الاستقرار(23)، ثم جاء إلى الحكم في مملكة آشور الملك (نرام-سين Naram-Sin) الآشوري وليس كما يظن انه ملك أشنونا الذي غزى مملكة آشور(24)، وحكم بحدود (1847-1816 ق.م) كما انه عاصر خلال مدة حكمه ثلاث ملوك من بابل وهم "سومو-لئيل" و (سابيئم Sabium) (1844-1831 ق.م) و (آبيل-سين Apil-Sin) (1830-1813 ق.م)(25) ثم اعقبه في حكم مملكة آشور ابنه (أيريشم الثاني Erešum II) (1815-1813 ق.م) والذي حكم مدة قصيرة لم تتجاوز السنتين، ثم ازاحه الملك "شمشي-أدد الاول" عن عرش مملكة آشور معلناً عن قيام سلالة امورية جديدة(26).
وعلى العموم فان قوائم الملوك الاشوريين تعطي تفاصيل مهمة عن احوال الملك "شمشي-أدد الاول" قبل استلامه الحكم فتقول: "شمشي أدد" ابن (أيلاكبكبو (Ila-Kabkabu قد ذهبت إلى كاردونياش (بلاد بابل) في عهد الملك (نرام-سين Naram-Sin) في زمن اللمو (أبني أدد Ibni-Adad)، وقد رجعت (شمشي أدد) من بلاد بابل، وقبضت (أستوليت) على منطقة (أيكالاتيEkallate)()(27)، وبقيت في ايكالاتي لمدة ثلاث سنوات في زمن اللمو أتامار-عشتار Atamar-Ištar، وان شمشي ادد جاء (صعد) إلى ايكالاتي وازال الملك ايريشم Erešum من العرش، واستوليت على العرش وحكمت كملك لمدة ثلاث وثلاثيين سنة"(28).
لقد خلف "شمشي-أدد الاول" والده "ايلاكبكبو"، واخوه (أمينوم Aminum) على العرش بحدود عام (1836 ق.م)، وبعد ثماني عشر سنة أي بحدود عام (1818 ق.م) هرب إلى مملكة بابل في زمن ملكها "أبيل-سين" (1830-1813 ق.م)(29) بسبب تقدم "نرام-سين" ملك آشور نحوه اثناء حملته على مناطق اعالي الخابور، ولكن بعد موت ملك آشور عاد "شمشي-أدد الاول" واستولى على "أيكالاتوم" وبقى فيها ثلاث سنوات وبحدود عام (1813ق.م) استولى على مدينة آشور بعد ان ازاح الملك "ايرشم الثاني" ابن الملك "نرام-سين" الاشوري، وحكم في مملكة آشور ثلاث وثلاثون سنة(30)، وقد تمكن الملك (شمشي-أدد الاول Šamši-Adad I) (1813-1781 ق.م) من تقوية مملكة آشور وتوسيع حدودها في مختلف الاتجاهات بحيث لم تعد مقتصرة على مدينتي "آشور، وأيكالاتوم" بل شملت مملكة ماري في الغرب بعد ان ضمها إلى حدود مملكته في عام (1799 ق.م) وعين ابنه (يسمح-أدد Yasmah-Adad) (1799-1777ق.م) حاكماً نائباً عنه في ادارتها(31)، اما ابنه الاكبر (أشمي-داگان Išme-Dagan) فقد عينه نائباً عنه في مدينة "أيكالاتوم" واسند اليه مهمة الحفاظ على الجناح الشرقي لمملكته وذلك لمواجهة المخاطر المحتملة من مملكة أشنونا، او من القبائل الجبلية الطامعة في ثروات السهول الشرقية والشمالية الشرقية من مملكة آشور(32)، أما في الجنوب فقد اصبحت مملكة بابل قوة لا يستهان بها خاصة بعد ان اعتلى العرش فيها الملك (سين-مبلّط Sin-Muballit) (1812-1793 ق.م)(33) والذي كان يعاصر الملك "شمشي-أدد الاول" وكانت العلاقات بينهما تتسم بالمهادنة اكثر منها علاقات صداقة(34).
ويبدو ان السبب وراء جمود العلاقات بين المملكتين "آشور وبابل" يرجع إلى احتلال الملك "شمشي-أدد الاول" لمملكة "ماري" والتي تعتبر ذات اهمية كبيرة بالنسبة لمملكة بابل، لانها تقع على الطرق التجارية الرئيسية التي تربط بلاد سوريا شمالاً مع بلاد بابل جنوباً، كما انها تمثل النقطة الرئيسية التي تربط البحر المتوسط بالخليج العربي(35)، وبالتالي فان سيطرة مملكة آشور على ماري يعني تحكمها بتلك الطرق الامر الذي ينعكس على الاقتصاد البابلي وهيمنة آشور على مملكة بابل، وهذا ما دفع الملك البابلي "سين-مبلط" إلى اتباع سياسة المهادنة والتخفيف من التوتر وهي سياسة ناجحة ومطلوبة لانها تنسجم مع المتغيرات الجديدة(36)، ثم اعتلى العرش في مملكة بابل بعد "سين-مبلط" ابنه الملك (حمورابي Hammurabi) (1792-1750ق.م) والذي عاصر كلاً من ملكي آشور وهم "شمشي-أدد الاول" وابنه "اشمي-داگان"، وقد تطورت العلاقات بين الطرفين حيث اتسمت بالصداقة والتقارب(37)، ويبدو ان تعاوناً وثيقاً كان يحكم العلاقة بين الملكين بحيث ان بعض من قوات حمورابي كانت تحت قيادة "يسمح-أدد" بالقرب من ماري، وقد اخبر "يسمح-أدد" ابيه بتسريح تلك القوة المكونة من (2000 الفي) جندي بابلي(38)، وربما أدى هذا التعاون إلى عقد اتفاقية او معاهدة بين "حمورابي" و "شمشي-أدد الاول" ملك آشور(39)، تم الاستدلال عليها من رسالة للملك الآشوري "شمشي-أدد" بعث بها إلى ولده "يسمح-أدد" نائب الملك في ماري، يطلب منه ان يقبض على هارب بابلي بناءً على طلب الملك البابلي، ويبدو ان طلب "حمورابي" لم ياتي اعتباطاً بل جاء استناداً إلى اتفاقية تسليم المجرمين الهاربين الموقعة بين المملكتين، ذلك ان الملك الآشوري يذكر في رسالة إلى ولده ما نصه:
"قل ليسمح-أدد: هكذا يقول شمشي-أدد
والدك: ان "أشتان-شري النوركاني"، الذي
نفي إلى بابل هو... في مدينة "ساكاراتم"*
والان تفحص في سوابق هذا الرجل والمكان الذي هو فيه، وزع الجند! وقم بتوقيفه وجلبه مخفوراً
إلي في (مدينة) شوبات-أنليل*
لقد طلبه مني الرجل البابلي (أي الملك حمورابي)..."(40)
كما طلب "شمشي-أدد" من الملك "حمورابي" حماية قافلة تجارية اشورية في طريق عودتها من دلمون إلى ماري(41). وكانت القدرات الادارية والسياسية والعسكرية التي تمتع بها الملك "شمشي-أدد الاول" وراء نجاحه في جعل آشور واحدة من ابرز الممالك في ذلك العصر، حيث امتدت حدودها من جبال زاكروس شرقاً إلى المدن السورية غرباً، كما انه اتخذ لقب (ملك العالمŠar-kiššati)()(42)، وهو اول ملك لقب نفسه بهذا اللقب(43)، ويذكر في احد نصوصه انه استلم الجزية من ملوك "التركم، وملوك البلاد العليا وقام بنصب مسلة تخلد ذكراه في لبنان على سواحل البحر العظيم" (البحر المتوسط)(44)، كما اتبع الملك "شمشي-أدد الاول" سياسة متوازنة وحازمة مع دول وممالك الجوار بالشكل الذي يضمن حماية كافة مقاطعات المملكة وتامين طرق التجارة، ولا شك ان جزءاً كبيراً من نجاحه يعزى إلى قوته العسكرية(45) ففي الجوانب التنظيمية كان يركز على عمل كشوفات خاصة وكاملة لقواته العسكرية، وذلك ليتسنى له وضع الخطط في حماية المدن او في المعارك وربما كان يحتاج تلك الكشوفات لتقدير ما تحتاجه قواته من المؤن والتجهيزات(46)، وفي الجانب القتالي فقد طبقت قواته عدة اساليب حربية ومنها اسلوب حرب الحصار لا سيما ضد المناطق المسورة والمحصنة فضلاً عن الاساليب القتالية التقليدية(47)، وقد استخدم الجيش الآشوري في المراسلة والتخاطب الاشارات الضوئية، وكانت تلك الاشارات لها دلالات فمنها ما كان للإغاثة ومنها ما كان ينذر بوقوع هجوم وشيك(48)، وتتم الاشارات بواسطة اطلاق السهام المشتعلة(49)، وكان الملك "شمشي-أدد الاول" يتعامل مع اسرى المدن التي يريد ان يسيطر عليها بالعفو عنهم واكسائهم واطعامهم واطلاق سراحهم ليكونوا وسيلة دعاية حسنة للملك مما يسهل عليه الدخول إلى تلك المدن بشكل سلمي، ودون المزيد من الخسائر وقد اطلق سراح احد امراء قبائل التروكو المدعو (زازايا Zazai) بعد ان اسره في احدى المعارك التي خاضها الجيش الآشوري ضد تلك القبائل في المنطقة الشمالية فاصبح حليفاً "لأشمي-داگان" ضد الملك "حمورابي" فيما بعد(50).
وعلى الرغم من كل تلك الاعمال والتنظيمات فانه بعد وفاة الملك "شمشي-أدد الاول" والتي صادفت نهاية السنة العاشرة من حكم "حمورابي"، ومجيء ابنه (أشمي-داگان Išme-Dagan) (1780-1741 ق.م) إلى الحكم، فقد قل نفوذ مملكة آشور على مملكة بابل، على الرغم من استمرار العلاقات السياسية بين المملكتين وخاصة في السنوات الاولى لحكم "اشمي-داگان" ملك آشور، مما يدل على تأرجح ميزان القوى بينهما(51). ففي احدى الرسائل التي بعث بها "يسمح-أدد" حاكم مدينة ماري نيابةً عن اخيه "أشمي-داگان" وهي موجهة إلى الملك البابلي حمورابي جاء فيها:
آخوك أشمي-داگان بخير
ومدينة أيكالاتوم بخير، وانا بخير
ومدينة ماري بخير".(52)
حيث تشير لفظة "آخوك" إلى تكافؤ حمورابي مع "أشمي-داگان"، وهذا يدل إلى استقلال مملكة بابل سياسياً عن مملكة آشور، بالأضافة إلى ذلك كان هناك نوعاً من اجواء التعاون المشترك يكتنف العلاقة بين المملكتين حيث قام حمورابي بأرسال قوات بابلية إلى "أشمي-داگان" بالأضافة إلى إرساله المبعوثين(53)، ولكن هذه العلاقة سرعان ما تغيرت وخاصةً عندما طلب "حمورابي" من "أشمي-داگان" ان يمده بجيش لمساعدته في حروبه ولكن ملك آشور رفض تقديم تلك المساعدة، الامر الذي انعكس على توتر العلاقات بينهما وتذمر حمورابي الشديد منه(54). ويبدو ان تلك الحادثة كانت بمثابة النقطة الفاصلة في تحول العلاقات بين المملكتين من حالة الصداقة والتعاون المشترك إلى حالة الجمود والعداء بين الطرفين، وكانت اولى الخطوات التي تصب في هذا السياق هو ما قام به الملك "حمورابي" عندما غير موقفه تجاه مملكة آشور، ووقف إلى جانب مملكتي يمخد وأشنونا اللتان كانتا تعملان من اجل انهاء الوجود الآشوري في ماري، وبالفعل فقد تكللت الجهود المشتركة للممالك الثلاث "بابل، يمخد، أشنونا"(55) في طرد الحاكم الآشوري "يسمح-أدد" من ماري وعودة (زمري-ليم Zimri-Lim) (1775-1759 ق.م) الحاكم الشرعي لها، وذلك في عام (1775 ق.م) والذي يصادف السنة السابعة عشر من حكم "حمورابي" ، وبذلك استقلت ماري عن مملكة آشور(56). وربما كانت العلاقات بين بابل وآشور المتأرجحة، ومن خضوع بابل لآشور في بعض الاوقات من الاسباب الاخرى التي دفعت بحمورابي إلى تأييد محاولة "زمري-ليم" لكبح جماح النفوذ الاشوري(57)، مع علمه بكبر الفائدة التي سيجنيها جراء تعامله السلمي مع ماري وبخاصة في مجال تجارة الفرات مع بلاد سوريا والبحر المتوسط(58).
ثم سادت مدة من الهدوء السياسي بين المملكتين استمرت سبعة عشر عاماً، قام فيهما الملك "حمورابي" بتقوية مملكته من الداخل، حيث قام بإنجاز مجموعة من الاعمال العمرانية الخاصة ببناء اسوار بعض المدن وتشييد وصيانة المعابد والمرافق الدينية وكري عدد من الانهار والقنوات لتطوير الزراعة والاستفادة من هذه القنوات لأغراض النقل والمواصلات(59)، أما "أشمي-داگان" ملك آشور فقد كان مشغولاً في القضاء على التمرد الذي نشب داخل مملكته(60) كما ان علاقاته مع جارته مملكة أشنونا كانت متباينة بين حالة الحرب والصراع من جهة والصداقة والتحالف من جهةً اخرى(61). ولكن مدة الهدوء السياسي والسلام بين المملكتين (آشور وبابل) كانت قد انتهت عندما تحالف "أشمي-داگان" ملك آشور مع (صلّي-سين Silli-Sin) (1767-1761 ق.م) ملك أشنونا ضد حمورابي ملك بابل والذي وجه ضربة قوية لهذا الحلف تمكن فيها من دحر اعدائه(62) وأرخ بذلك الحدث سنة حكمه الثلاثين(63).
قام بعد ذلك الملك "أشمي-داگان" بمحاولة اضعاف السيطرة البابلية على مملكة أشنونا من خلال دعم الثائرين والمتمردين ضد السلطة البابلية واقامة تحالف يضمهم إلى جانب مملكة آشور والكوتيين، ولكن سرعان ما وصلت اخبار ذلك الحلف إلى الملك "حمورابي" والذي قرر توجيه ضربة قوية ومفاجئة لهم تمكن خلالها من تحقيق النصر على القوات المتحالفة وأرخ بذلك الانتصار سنة حكمه الثانية والثلاثين حيث جاء فيها:
"السنة التي دحر فيها حمورابي... جيش سوبارتو والكوتيين.. صعوداً إلى جبال سوبارتو" (64).
ويبدو ان الملك "حمورابي" لم يتمكن في حملته السابقة تلك من بسط سيطرته الكاملة على مملكة آشور، الامر الذي دفعه إلى تجهيز حملة جديدة نجح فيها من ضم ما تبقى من المدن والقرى الآشورية إلى سلطته، وأرخ بذلك سنة حكمه الثالثة والثلاثين حيث جاء فيها:
"السنة التي جعل فيها حمورابي ... ومدن كثيرة اخرى في سوبارتو تحت سيطرته (بمعاهدة) صداقة" (65).
ويظهر بان الملك "حمورابي" عندما تمكن من فرض سيطرته الكاملة على مملكة آشور قام بربطها بمعاهدة صداقة مع مملكة بابل، ولكن الملك الآشوري "أشمي-داگان" لم يلتزم بتلك المعاهدة واخذ يعمل على عقد الاحلاف مع المدن المجاورة ضد السلطة البابلية مما اضطر الملك "حمورابي" إلى مهاجمته والحاق الهزيمة به في السنة السابعة والثلاثين من حكمه (1755ق.م)(66)، ثم قام الملك "حمورابي" بإبقاء بعض القوات العسكرية في بلاد آشور(67)، وعين "أشمي-داگان" نائباً عنه في آشور(68) وعلى الرغم من ذلك فقد استمرت الاضطرابات ومحاولات انفصال المدن الآشورية عن السلطة البابلية مما حدى "بحمورابي" إلى تجهيز حملة عسكرية اخرى عام (1753ق.م) انتهت بالقضاء على حالة الاضطراب، واسترجاع فرض سيطرته على مدن نينوى وآشور، حيث يذكر في مقدمة قانونه بانه أقام عدداً من المشاريع العمرانية فيها(69) وقد أرخ بذلك سنة حكمه التاسعة والثلاثين(70) وهكذا ومع إطلالة عام (1752ق.م) كانت جميع مناطق واقسام بلاد الرافدين تدين بالولاء للملك "حمورابي" الذي أنهى عهد الاضطرابات السياسية والاحتراب بين الزعماء السياسيين المتفرقين، وأصبحت بابل عاصمة الدولة ومركز الحكم الموحد(71).
ومن المرجح ان "أشمي-داگان" استمر في الحكم ولكن كملك تابع لحمورابي، طالما انه بقي في الحكم بعد وفاة "حمورابي" (1750 ق.م) بحوالي عشر سنوات (1741 ق.م)(72) أي انه عاصر الملك البابلي (سمسو-أيلونا Samsu-Iluna) (1749-1712 ق.م)(73)، ثم سادت بعد ذلك فترة اتسمت بغموض الحالة السياسية في بلاد آشور امتدت خلال المدة (1740-1512ق.م) وهي أطول فترة غموض في التاريخ الآشوري وتقتصر المعلومات عن هذه الفترة على اسماء الملوك الذين حكموا فيها، كما وردت في قوائم الملوك الآشورية(74)، واشارات موجزه عن بعضهم في اخبار بعض الملوك الاشوريين المتأخرين(75) حيث اصبح (موت-أشكور Mut-Iškur) (1740 ق.م) حاكماً على آشور بعد وفاة ابيه "اشمي-داگان" وبقيت آشور في عهده تابعة لـ "بابل"، ولكن مدة حكمه لم تتجاوز السنة الواحدة، اذ سرعان ما انتزع العرش من قبل شخص كان يدعى (ريموكس Remuks) (1739 ق.م) والذي لم يتمكن هو الاخر من الاحتفاظ بالعرش، حيث نجح احد الاشخاص والذي يدعى (بور-سين Bur-Sin) (1738-1836 ق.م) من الاستيلاء عليه وبقي يحكم في آشور لمدة سنتين(76) ثم استولى على العرش بعد ذلك (آشور-دوكل Aššur-Dugl) (1736-1731ق.م) وحكم لمدة ست سنوات ووصف بانه "ليس ابناً لاحد" وهي العبارة المألوفة لمغتصبي الحكم، وجاء بعده خمسة ملوك وصفوا بنفس العبارة مما يشير إلى اضطراب الوضع السياسي في بلاد آشور(77)، ثم جاء (أداسي Idase) إلى عرش آشور والراجح انه حكم في نهاية القرن الثامن عشر ق.م (1701 ق.م) وانه كان مؤسس سلالة حاكمة جديدة، والجدير بالذكر ان الملك (أسر-حدون) (680-669 ق.م) ذكر في احدى كتاباته انه كان "من البذرة الملكية الخالدة ل" بيل-باني", ابن "أداسي" الذي ثبت ملوكية بلاد آشور"(78).
وربما كان ذلك أشارة إلى تمكُن "أداسي" او "ابنه" من السيطرة على الوضع المتدهور في البلاد ووضع حد لمحاولات اغتصاب العرش, كما كان "أداسي" وابنه (بيلو-بانيBelu-Bane) (1700-1691ق.م) يعاصران الملك البابلي (أبي-ايشوخAbi-Ešuh) (1711-1684ق.م) والذي حكم مدة ثمانية وعشرين عاماً قضى القسم الاكبر منها في صد الاعتداءات الخارجية التي راحت تتعرض لها مملكة بابل(79).
_____________________________
(1) Oppenheim, A.L., Mesopotamia (Chicago, 1964), P. 344.
(2) Johns, C.H.W., Op. Cit.., P.36.
(3) Ibid., P. 35.
(4) Grayson, A.K., Assyrian Royal Inscription., Vol.1 (Wiesbaden, 1972), P.6, (=ARI).
(5) Ibid, P. 8 no. 40.
(6) Grayson, A.K., ARI., P.8 no.41.
(7) King, L.W., Chronicles concerning Early Babylonian kings.Vol.2 (London, 1907), P. 14.
(8) Luckenbill, D.D., Ancient Records of Assyyria and Babylonian, Vol.1, (Chicago, 1926), P.12, (ARAB).
(9) Edzard. D.O., ZZB, PP. 30-40...
(10) Gadd,C.J., CAH, vol.1, part.2 (1971), P.708
(11) العاني، عماد طارق توفيق، المستجدات السكانية والسياسية والحضارية لعصر ما بعد أور الثالثة، اطروحة دكتوراه غير منشورة (بغداد، 1997)، ص73.
(12) Grayson, A.K., Op. Cit., P.8 no. 42.
(13) الاحمد، سامي سعيد، "المستعمرات الآشورية في اسيا الصغرى"، مجلة سومر، م33، ج1،
(بغداد، 1977)، ص75.
(14) باقر، طه، مقدمة ... ، ج1، ص418.
(15) الفيتان، احمد مالك، نظام الحكم في العصر الآشوري الحديث، اطروحة دكتوراه غير منشوره
(بغداد، 1991)، ص122.
(16) Grayson, A.K., ARI. Vol.1, P.6.
(17) Johns, C.H.W., Op. Cit., P. 55. كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص123.
(18) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق ، ص42.
(19) باقر، طه، المصدر السابق ، ج1، ص481.
(20) George, A.R., Op. Cit., P.121.
(21) تيرقا: (تل العشارة او الاشارة) وتقع شمال سوريا على مقربة من نقطة التقاء نهر الخابور بنهر الفرات، للمزيد ينظر: الهاشمي، تغريد جعفر، وعكلا، حسن حسين، الانسان تجليات الازمنة (تاريخ وحضارة ... بلاد الرافدين، الجزيرة السورية) ط1، (سوريا،2001)، ص227.
(22) ساكز، هاري، عظمة بابل.... ، ص87.
* الحثيون، هم من الاقوام الهندو اوربية التي نزحت في مطلع الالف الثاني قبل الميلاد، واستقروا في جنوب بلاد الاناضول، اما اسم الحثيين فقد جاء من الصيغة الاقدم للموقع "حاتى Hatti" الذي اتخذوه وطناً لهم، ينظر: جرك، أوسام بحر، "تأثير فنون بلاد وادي الرافدين على الفنيون الحثيية"، اطروحة دكتوراه غير منشورة (بغداد، 2004)، ص6.
(23) ساكز، هاري، المصدر السابق، ص86-87.
(24) ورد اسم "نرام-سين" في قائمة الملوك الاشوريين بانه ابن الملك "بوزور-آشور الثاني"، ويلقب نفسه بانه
"ملك-آشور". ينظر: Grayson, A.K., ARI, P. 18.
هذا وقد نشرت حديثاً طبعة ختم تعود إلى الملك "نرام-سين" تؤكد انه ابن الملك "بوزور-آشور الثاني" للمزيد ينظر: Yuhong, Wu., Op. Cit., P.73.
(25) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق ، ص44.
(26) Lewy, H., CAH, Vol.1, Part.2 (1971), P.310.
(27) ايكالاتي: وهي من المدن الآشورية المهمة، وتعرف بقاياها اليوم (بتل الهيكل) وتقع على الضفة اليسرى من نهر دجلة على بعد 25كم تقريباً عن قلعة الشرقاط (مدينة آشور) ينظر:
Hallo, W.W., "Road to Emar" JCS, Vol. 18 (1964), P.76.
(28) Gelb, J., "Two Assyrian King Lists" JNES, Vol.13, Part.4, (1954), P. 332.
(29) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص44، كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص123.
(30) هذا هو احدث الاراء واكثرها قبولاً للتحقيق في قضية هروب الملك "شمشي-أدد الاول" إلى بلاد بابل وبشأنه ينظر:
Villard, B., "Shamshi-Adad and sons, the Rise and fall of an Upper Mesopotaimi Empire". Sasson, J.M., Civilization of the Ancient near East. Vol.2, Part.5 (New-York, 1995), P.873.
وهناك اراء اخرى بشان قضية هروب شمشي-أدد إلى مملكة بابل منها:
أ. ان "شمشي-أدد" قد هرب إلى مملكة بابل بسبب استيلاء ملك ماري "يجد-ليم" على مدينة تيرقا والتي كان يحكم فيها والده "أيلاكبكبو" للمزيد ينظر: Laessoe, J., people of Ancient Assyria, (London, 1963), P. 41.
ب. ان "شمشي-أدد" قد هرب من الملك الآشنوني "نرام-سين" وحوله ينظر: Gadd, C.J., CAH, Vol.1, Part.2 (1971), P.238.
ج. انه كان ضابطاً تابعاً للملك الآشوري "نرام-سين" وقد ارسله على راس حملة عسكرية لطرد ملك أشنونا "أبق-أدد الثاني" من رابيقوم، ينظر: Lewy, H., CAH, Vol.1, Part.2 (1971), P. 310.
د. ان "شمشي-أدد" كان خارجاً على القانون في بلاد آشور، ثم لجأ إلى مملكة بابل هرباً من الملك الآشوري "نرام-سين" ينظر: Gadd, C.J., Op. Cit., P. 639.
(31) Renger, J., Babylon, (Berlin, 1999), P.112. كذلك ينظر خارطة رقم (4).
(32) فرحان، وليد محمد صالح، العلاقات السياسية للدولة الآشورية، رسالة ماجستير غير منشورة،
(بغداد،1976)، ص30.
(33) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص45.
(34) محان، محمد سياب، المعاهدات السياسية في تاريخ العراق القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، (القادسية،2001)، ص58.
(35) بوتيرو، جين وآخرون، تاريخ الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص197.
(36) Kupper, J.R., RA, Vol.42 (1948), PP. 8-14.
(37) يعتقد بعض الباحثين ان الملك "حمورابي" كان في العقد الاول من حكمه خاضعاً للملك "شمشي-أدد الاول" او تحت نفوذه وذلك استناداً إلى عقد اقتصادي كتب في بابل مؤرخ بالسنة العاشرة لحكم حمورابي ويذكر به اسم الملك "شمشي-أدد" إلى جانب اسم "حمورابي" في القسم الخاص بالعقود، ينظر:
Gadd, C.J., CAH, Vol.2, Part.1 (1973), P.177.
ويرى البعض الاخر من الباحثين ان هذا الدليل غير كافٍ للاعتقاد بتبعية حمورابي إلى "شمشي-أدد" لاسيما ان العقد كان من مدينة "سبار" فاما ان يكون المتعاقدين من رعايا ملكين مختلفين، او ان مدينة "سبار" كانت جزءاً من مملكة "حمورابي" واصبحت تحت سيادة "شمشي-أدد الاول" ينظر: بوتيرو، جين وآخرون، تاريخ الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص195.
(38) ARM, 4:15.
(39) كلينغل، هورست، المصدر السابق، ص41.
* ساكاراتم: وهي احدى المدن التابعة لماري، ولم يحدد موقعها بالضبط، ينظر:
Laessoe, J., Op. Cit., P. 57.
* شوبات-أنليل، وهي مقر الملك الآشوري "شمشي-أدد الاول، وربما تكون هي نفسها جغار-باراز" في اعالي الخابور، ينظر: الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق ،ص38.
(40) ARM, 4:16.
(41) ARM, 10:50.
(42) Villard, B., Op. Cit., P. 874. كذلك ينظر خارطة رقم (4).
(43) بوتيرو، جين وآخرون، تاريخ الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص194.
(44) الراوي، هالة عبد الكريم، المسلات الملكية في العراق القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، (الموصل، 2003)، ص130.
(45) الراوي، فاروق ناصر، "التعبئة واساليب القتال في الجيش الاشوري"، الجيش والسلاح، ج2، (بغداد، 1987)، ص11.
(46) ARM, 1:20.
(47) ساكز، هاري، قوة آشور، ص66.
(48) ARM, 4:31.
(49) Oppenheim, A.L.,"the Archives of the places of Mari II", JNES, 13/3(1954), P.143.
(50) Yuhong, Wu., Op. Cit., P. 22g.
(51) Gadd,C.J., CAH, Vol.2, part.1 (1973), P.178. كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص124
(52) ARM, 5: 41.
(53) Van Soldt, W., "Anote on old Babylonian Lu ittum" ZA, 82/1(1992), P.31.
(54) Gadd,C.J., Op. Cit., P.179.
(55) Dally, S., Mariand Karana…... P. 57.
(56) Munn-Rankin, J.M., Iraq, Vol.18/1 (1956), P. 92.
(57) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص35.
(58) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص75.
(59) المصدر نفسه، ص63.
(60) كلينغل، هورست، المصدر السابق، ص42.
(61) Beitzel, B.J., Iraq, Vol.46 (1984), P. 38.
(62) كلينغل، هورست، المصدر السابق، ص42.
(63) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names…, P. 36.
(64) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names..., P. 46.
(65) Ibid, P. 47.
(66) Ibid, P. 48.
(67) King, L.W., the letters and Inscription of Hammurabi, Vol.3 (London, 1900), PP.4-8.
(68) Pritchard, J.B., ANET, P. 270.
(69) رشيد، فوزي، الشرائع العراقية القديمة، ص116.
(70) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names…, P. 48.
(71) كلينغل، هورست، المصدر السابق، ص47، كذلك ينظر خارطة رقم (5).
(72) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص37.
(73) باقر، طه، مقدمة ... ، ج1، ص442.
(74) أوبنهايم، ليو، المصدر السابق، ص458.
(75) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص37.
(76) Lands berger, D., "Assyrische Königs liste und Dunkles Zeitalter" JCS, Vol.8 (1954), P.31FF.
(77) باقر، طه، مقدمة ... ، ج1، ص487.
(78) Luckenbill, D.D., ARAB, vol.2. (1927), P.579.
(79) الأحمد, سامي سعيد, العراق القديم, ج2, ص216. كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص124.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|