أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
1573
التاريخ: 17-10-2016
2725
التاريخ: 17-10-2016
2673
التاريخ: 27-5-2018
3517
|
أهم ما تميزت به الدولة الساسانية من إحياء وبعث للتراث الفارسي القديم من مآثر الفرس الأخمينيين في حقل اللغة والديانة حيث انتعشت الديانة الزرادشتية ودونت في زمنها الافستا (الاستاق المشهورة)، وظهرت حركات دينية جديدة نخص بالذكر منها "المانوية" التي ظهرت في عهد شابور الأول (منتصف القرن الثاني الميلادي) لمؤسسها "ماني" الذي يرجح أن أصله من جنوبي العراق (من دويلة ميسان)، وهي ديانة خليطة من العبادات البابلية القديمة ومن الزرادشتية والمسيحية وحتى البوذية، وتقوم على مبدأ "الثنوية" والصراع ما بين مبدأين، النور والظلام، والخير والشر، وظهرت أيضاً الحركة المزدكية في عهد قباذ الأول (531 – 488)، وتعزى إلى مؤسسها "مزدك"، وقد تبعها جماهير الناس وأيدي الملك حيالها تساهلاً في مبدأ الامر بل ساندها ولكنه اضطهدها من بعد ذلك وقضى على مؤسسها وكانت في جوهرها مشاعية وفيها بعض الجوانب من الشيوعية.
واستمرت الحروب الكثيرة ما بين الرومان والساسانيين، وكان شمالي ما بين النهرين وبلاد بابل مسرحاً لها، وقاست الاجزاء الشمالية من العراق التدمير من جراء تلك الحروب المتواصلة، فبالإضافة إلى تدمير مدينة الحضر من جانب سابور الأول كما ذكرنا دمرت مدينة آشور أيضاً في عام 256م, وازدهرت في العهد الساساني مدينة طيسفون التي بدأ تأسيسها في العهد الفرثي السابق، وصارت مقر الأكاسرة، كما عثر على بقايا قصر ملكي في مدينة كيش(1)، وعثر في الوركاء في عام 1957 – 1956 بالقرب من أسوار المدينة على تاج من أوراق الذهب لعله يعود إلى أحد الحكام من العصر الساساني(2).
ومما يجدر ذكره في ختام هذه الملاحظات الموجزة عن العراق في العصر الساساني أن التلمود البابلي دون في بلاد بابل في هذا العصر وفيه معلومات مهمة عن أحوال العراق، وأخبار الجاليات اليهودية مثل بابل ونفر، كما توجد في كتب المؤرخين والبلدانيين العرب معلومات مهمة ومفيدة عن أحوال الدولة الساسانية بوجه عام وأحوال العراق في العصر الساساني بوجه خاص، وكيف تدهورت الاحوال في أواخر وأهملت شؤون الري والسدود فانبثقت الأنهار وتكوين ما يسمى بالطائح (عام 628 و 629م أي عام 6 و 7 للهجرة).
وقامت في بداية القرن الثالث الميلادي في البادية المحاددة للفرات في منطقة الكوفة دويلة عربية مهمة هي مملكة الحيرة، وأصل أهلها وملوكها من عرب اليمن، عرفوا بالمناذرة واللخميين، وتقع الحيرة، عاصمتها على بعد نحو 3 أميال جنوب الكوفة، وكان أهلها نصارى على المذهب النسطوري، وكان ملوكها موالين أو محالفين لملوك الدولة الساسانية، ومن ملوكها الاوائل أمرؤ القيس الأول (القرن الرابع الميلادي) والنعمان الاول ابن امرؤ القيس والمنذر الأول (462 – 418) ابن النعمان، وقد عظم في زمنه شأن الحيرة، والمنذر الثاني (554 – 505) وهو الذي سماه العرب "ابن ماء السماء"، وأعقبه ابنه المسمى عمرو بن هند (569 – 554م) الذي خلده شعراء العرب من الجاهلية مثل طرفة بن العبد والحارث بن حلزة وعمرو بن كلثوم. وانتهى حكم السلالة في حكم النعمان الثالث الذي يكنى "أبو قابوس" (602 – 580)، صاحب النابغة الذبياني، حيث صار الملوك الساسانيون يتدخلون في شؤونها، وأخيراً انحاز عرب الحيرة إلى خالد بن الوليد في فتحه العراق (عام 633م).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر:
Langdon, " Excavvtions at Kish", IRAQ, I, (1934) m 113 ff.
(2) انظر:
Lenzen, in SUMER, XIII, (1957), 205 ff
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|