المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أزواج النبي "ص" يشاركن في الصراع على الخلافة
2024-11-06
استكمال فتح اليمن بعد حنين
2024-11-06
غزوة حنين والطائف
2024-11-06
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06

حديث الغرانيق
19-6-2016
Orbitals and their Energies
7-6-2019
فراشة الشوندر السكري
17-11-2019
الموطن الأصلي والانتشار الجغرافي للكاكي
2023-11-28
أوصاف المجتبى (عليه السلام)
4-03-2015
استحباب الزكاة‌ في غلاّت الطفل ومواشيه.
5-1-2016


احوال بابل الاجتماعية بالعهد السلوقي  
  
877   11:56 صباحاً   التاريخ: 16-10-2016
المؤلف : خلود حبيب كريم ستار الحسناوي
الكتاب أو المصدر : بــابـــــــل في العصر الإغريقي
الجزء والصفحة : ص121-131
القسم : التاريخ / العهود الاجنبية القديمة في العراق / السلوقيون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-02 783
التاريخ: 16-10-2016 773
التاريخ: 16-10-2016 785
التاريخ: 16-10-2016 638

الجانب الديني:

  لقد اعترفت الحكومة السلوقية بالاستقلال الذاتي للمدن البابلية ، وان هذه المدن كانت تمنح عدداً من الامتيازات مثل اعفائها من الضرائب والواجبات وحق استعمال النظام الخاص بها والمستند الى القانون البابلي، ولقد ظهر مجتمع المدنية والمعبد تدريجياً ، اذ كانت الاهداف والوسائل في سياسة السلوقيين ان يمنحون امتيازات لغرض الحصول على مساندة لحكمهم (1)

وكان الملوك السلوقيين على استعداد واحترام لمشاعر رعاياهم الدينية بدليل ازدياد قوة الديانات القديمة وان كانت قد اتخذت شكلاً اغريقياً الى حد ما ، وذلك لا نشاء معابد الالهه المحلية مثل اعادة بناء معبد الايساكيلا في مدينة بابل واهتمام السلوقيين بالإله ( بعل مردوخ ) او ( رب بابل) (2) ، ونفذ انطيوخوس الاول (280-261 ق.م ) مشروع الاسكندر في بناء معبد بورسبا للألة مردوخ واخذ انطيوخوس يخاطب الاله مردوخ عند بناء المعبد ويناديه " ايها السيد العظيم والرب الكبير بين الالهه العظام الذي يقدر احداث السماوات والارض " (3) ، وهذا يدل على احترام الملوك السلوقيين للآلهة البابلية (4) ، واقام الملوك السلوقيين علاقة طيبة مع الكهنة ، كما حاولوا الالتصاق بهم في معابدهم للاستفادة منهم في مجالات الفلك والرياضيات (5) ، وقد اقام انطيوخوس الاول علاقة وثيقة مع برحوشا كاهن مردوخ الذي اهدى له مؤلف عن تاريخ بابل (6)، وقد ادخل الملوك السلوقيين عبادة الاله كاربوس " Karbuss " وشيد له معبد في مدينة الوركاء ، وقد يكون وجهاً هلينستياً للألة آنو آله السماء (7) .

ونجد السلوقيين قد اعادوا هيبة المعابد البابلية واتاحوا للكهنة البابليين استعادة جزء من حياتهم الفكرية والدينية ، كما انهم اعادوا جزءاً من الاراضي والثروات الزراعية المغتصبة من الملاكين الأخمينيين الى المعابد والى المدن نفسها (8) .

الجانب الاقتصادي :

  صارت بلاد الرافدين  من المراكز الرئيسة للاتصالات التجارية الخارجية  بعدما كانت تفتقر الى المواد الاولية كالمعادن والاخشاب والاحجار ،وقد كان يستوردها البابليون من الاناضول و الخليج العربي ، وهناك مجموعة شروط للعمل التجاري ومنها :-

  1. توفر طرق المواصلات الجيدة ووسائط النقل الرخيصة .
  2. انتشار الامن على الطرق التجارية .
  3. تعد بلاد الرافدين من الاقاليم الجغرافية المفتوحة التي لا يوجد فيها حدود طبيعية ، لذلك ازدهرت التجارة الخارجية فيها مع معظم الاقاليم المجاورة ، ويحتل الخليج العربي مكان الصدارة والقدم بالاتصالات التجارية مع بلاد بابل القديمة (9)  .

وبعد ضعف طريق تجارة بلاد بابل مع الخليج العربي في عصر نبونائيد اخر ملوك بابل( 556 -539 ق.م ) وذلك لقوة الأخمينيين واحتكارهم الطريق التجاري المهم ، مما ادى الى تغيير طرق التجارة من الخليج العربي الى مدن الشام وموانئها على البحر المتوسط ، وبعدها انهمكت التجارة البابلية في القرن السادس قبل الميلاد ، لا بسلع ومنتجات الجزيرة العربية فحسب ، بل في منتجات الهند ايضاً (10) ، وتعد محاولات الاسكندر المقدوني في استكشاف طرق الملاحة ومراكز المرافئ والتموين في الخليج العربي ، اخر المحاولات لبعث الحياة في هذا الطريق التجاري العالمي القديم (11) .

وقام الاسكندر الكبير نحو 324 ق.م ببناء مدينة عند ملتقى نهر الكارون بنهر دجلة العوراء (شط العرب). وهي مدينة ميسان ، والتي عرفت باسم كرخينيا واسماها بعد ذلك الاسكندرية  وقد بنيت على مرتفع اصطناعي وكان قصد الاسكندر من بنائها ان تكون الميناء التجاري الرئيسي والمخزن المهم في تجارة الشرق الاوسط ولاسيما انه لمس عظم هذه التجارة التي كانت تمر عبر الخليج العربي بين الشرق والغرب (12)، فضلا عن ذلك اهمية بعض المواد الاولية التي كانت تجلب من الهند وربما كانت الدوافع التي ادت الى تأسيسها هي دوافع عسكرية وبحرية وذلك لحماية عاصمته الشرقية بابل ، وكذلك زيادة في الامان اسكن فيها بعض من جنوده ، وكان الاسكندر يتعامل مع اغنى تجار العالم الذين يتاجرون مع الهند (13)، وقد سار سيلوقس الاول على نهج الاسكندر الذي اراد استكشاف الخليج العربي فاحتفظ بأسطول دائم وانشأوا فيها عدداً من المستوطنات على طول القسم الادنى من نهر دجلة وحول منطقة (مصبح) في الخليج العربي، فضلا عن ذلك ، اقام سيلوقس الاول علاقة طيبة مع الجرمانيين الذين كانوا يقيمون على الشاطئ الشرقي للخليج العربي والذي كان لهم نشاط ملحوظ مشهور في نقل التوابل وسلع الشرق الى دولة السلوقيين، واهتم السلوقيون بتنشيط طرق التجارة مع شرق اسيا ، فاكتشفوا بحر قزوين واهتموا بطرق القوافل ، لاسيما الطريق التجاري المهم الذي كان يسير باتجاه الهند و الخليج العربي (14)، ثم يسير بمحاذاة الوادي الاعلى لنهر دجلة حتى يصل الى سلوقية الواقعة على نهر دجلة ، وكانت المتاجر بعد ذلك تنقل غربا من سلوقية في طريق يسير بمحاذاة اعالي الفرات للوصول الى انطاكيا وبعدها يمر من شرق دجلة ثم يعبر بارض الجزيرة وبعدها ينحرف شمالا ماراً (بنصبيين) ثم (الرها) ، وعندها يتفرع الطريق الى فرعين ، فرع يذهب الى دمشق وصور واخر يذهب الى انطاكيا بعد عبور نهر الفرات ، ومن (انطاكية) الى (طرسوس) و(ابامية) في فريجية الواقعة في اسيا الصغرى حتى يصل الى افسوس على شاطئ بحر اسيا الصغرى (15) .

اما في عصر انطيوخوس الثالث (223-187 ق.م ) اعاد سيطرته على طرق التجارة العالمية وبعدها زاد نشاط الاسطول السلوقي في الخليج العربي ، وذلك للمحافظة على الطرق البحرية المؤدية الى الهند ، وباعتلاء انطيوخوس الرابع (175-164 ق.م) فقد صمم على تحسين حالة اقتصاد مملكته المتردية، فامر بإعادة مدينة الاسكندرية لتحل محل مدينة (الجهراء)( 16) ، فاطلق عليها اسم انطاكية (17) ، انتعشت المدينة بهذا الاهتمام المتزايد من الملوك السلوقيين الذي انتهى بوفاة انطيوخوس الرابع حين دب الضعف في جسم الدولة نتيجة الصراع بين المتنافسين على السلطة مما ادى الى انفصالها ومن ثم اضمحلت التجارة العالمية في بلاد بابل والخليج العربي ( 18) .

الجانب الحضاري للعصر الاغريقي في بابل:

العمارة:

ادت مواد البناء وتوفرها دورا اساسيا ومهما في بلورة الاساليب المعمارية التي سادت في العصر السلوقي فالأحجار الطبيعية كانت مادة البناء الرئيسة التي استعملها البناء الاغريقي في بلاده ، اما في بلاد بابل  فمن الصعب الحصول عليها وذلك لندرتها محليا ولصعوبة نقلها بالطرق البرية، فلذلك اعتمد على مواد البناء المتوفرة محلياً فبدلا من الحجارة شيدت الابنية من الطابوق او اللبن بينما عملت بعض العناصر المعمارية والزخارف من الجص (19 )، ومن امثلة البناء في العصر الاغريقي :

1-المعابد: اما من اهم معابد بلاد بابل معبد الايساكيلا (20) في مدينة بابل ، فقد اهتموا به الملوك الكلديين وعملوا على صيانته وترميمه الا ان هذا الاهتمام لم يدم طويلا ، اذ ما لبث ان تعرض الى تدمير شامل على يد الملك الاخميني (احشو يرش) نحو 479 ق.م ، مما دعى الاسكندر المقدوني الى ان يعقد النية على اعادة بناء المعبد من جديد وذلك لرغبته الشديدة في ان يترك اثراً خاصاً يبين فيه فضله على سكان بابل ،ويشير سترابو الذي عاش نحو (64ق.م – 19م ) الى ان العمل قد استغرق شهرين وبطاقة عمالية مقدارها عشرة الاف عامل(21) ، ويذكر اريان الذي عاش في بداية (القرن الاول الميلادي) ، انه عندما مرض الاسكندر المقدوني جاء قواده الى معبد الاله مردوخ وهم يتوسلون ويقدمون القرابين للألة ، وقد اتبع الملوك السلوقيون من بعده السياسة نفسها بتامين معابد مدينة بابل ولكسب السكان والكهنة  وتقديم القرابين للألة مردوخ وترميم معبد الايساكيلا (22) ، يتألف مبنى المعبد من ثلاثة اجزاء ، من ضمنها ساحة وسطية تتصل بأجزاء المعبد فيما بينها عن طريق بوابات داخلية ، اما الدخول اليه  فيتم عن طريق اربعة مداخل موزعة بشكل مدخل في وسط كل جانب من جوانبه ، ويرجح ان تكون البوابة الشرقية، هي البوابة الرئيسة للمعبد لا نها تفتح على الفناء الداخلي (23) ، والى الشمال من معبد مردوخ ايساكيلا ، ترتفع زقورة برج بابل العظيمة(24)المعروفة عند البابليين في كل العصور باسم(  أي – تمن – ان – كي) (E-Temen- An – Ki ) ، بمعنى اسس السماء والارض ، وتقع الزقورة في نطاق تخوم المعبد المقدس (25) ، ويبدو ان الملوك الكلديين قد ابدوا اهتماما كبيراً لهذا الصرح العظيم لإرضاء الاله مردوخ ، بدليل اعادة بنائه من جديد وتزيينه وجلب العمال الماهرين ، الا ان هذا البناء الشامخ ، لم يدم طويلا ، اذ تعرض الى تدمير على يد الملوك الأخمينيين ، وعند دخول الاسكندر الى مدينة بابل وجد زقورتها مدمرة ، فامر برفع الانقاض القديمة واعادة بناء الزقورة من جديد . الا انه مات قبل ان يباشر ببنائها (26) ،ويبدو ان زقورة بابل قد بقيت على حالها مدمرة ولم يشملها اعمال التجديد في العصر السلوقي الا ان انطيوخوس الاول (281-261 ق.م) قد اتبع سياسة الاسكندر نفسها لتوطيد حكمه فاراد كسب كهنة بابل وضمهم  الى جانبه وامر بإعادة بناء الزقورة(27)، اما في مدينة الوركاء فقد شيد السلوقيون معبد ( انو- انتم ) فوق انقاض بنايات قديمة الى الشمال الشرقي من معبد انو القديم وقد شيدوا مصطبة كبيرة ويتألف هذا المعبد الضخم من عدة ساحات مكشوفة واسعة تحيط بها الحجرات من جوانبها المتعددة واحتوى على مصليات متعددة ، اما المعابد الموجودة في سلوقية فأنها تحتوي على مسارح لتمكن اكبر عدد من المشاهدين من مراقبة المراسيم الدينية ، وفي منطقة (دورا) في سلوقية احتوى على معبد اتر عتا ( اتركاتس) ويحتوي هذا المعبد على مسرحين صغيرين ولعل هذه الميزة الغريبة تشير الى تقليد معماري محلي التي اقيمت في بعض المعابد حسب المخطط البابلي الذي يشتمل على غرفة واحدة مستعرضة يدخل اليها من احد الجوانب الطويلة وعلى جانبيها غرف اضافية وخلوة تقع في الجدار الخلفي المقابل للمدخل ويفتح المعبد على ساحة وسطية قد تضم معابد او مزارات اخرى وابرز مثال على معابد حسب التخطيط البابلي هو معبد انو- انتم في الوركاء . (28)

2- القصور: ومن اهم هذه القصور القصر الجنوبي الي يقع شمال مدينة بابل عند النهاية الشمالية الشرقية لسور المدينة الخارجي (29) ، ويعرفه اهالي المدينة ( بتل بابل ) لارتفاعه واطلق عليه المنقبون الالمان القصر الصيفي (30) ، وقد شيده الملك نبوخذ نصر الثاني (604-562ق.م) ليكون قلعة او حصناً دفاعيا لحماية المدينة ، والقصر مربع الشكل يبلغ طول ظلعه 250م وهو مشيد على مصطبة عالية تعلو على الارض المجاورة والشارع (31 ) لقد استخدم هذا القصر من بعد سقوط الدولة الكلدية من قبل الملوك الأخمينيين الا انهم لم يحدثوا أي تغيير لمخططه العام ، وعند مجيء الاسكندر اتخذه سكناً له ، حتى انه توفي فيه ، وعندما تسلم السلوقيون السلطة في بابل ، ابدى بعض ملوكهم اهتماما للقصر الجنوبي الصيفي فعملوا على تزيين جدرانه بالقراميد المزججة والرسوم التي تشير اشكالها الى العصر الاغريقي اذ وجد العديد من كسرها بين انقاض القصر وعدا هذه القراميد لم يحدث أي تغيير في مخطط القصر( 32). وخلال التنقيبات الاثرية في مواقع متعددة اكتشفت ابنية واسعة بعضها معقد في تخطيطه وعناصرها المعمارية ، قد تدل على انها كانت قصوراً لسكن الحكام المحليين . فمثلا القصر الذي اكتشف في نفر يعود تاريخه الى الفترة الهلينستية ونجد من خلال دراسة مخطط القصر انه احتوى على بعض المميزات المعمارية الهلينستية ولكن مواد البناء كانت محلية ، فقد استعمل اللبن في تشييد الجدران ثم غطيت بطبقة من الملاط ، وقد احتوى القصر على ساحة وسطية مكشوفة محاطة بأعمدة وساحة اخرى مكشوفة ايضا وحولهما قاعات وغرف القصر (33).

 اما القصر الكبير في سلوقية فقد احتوى على عدة وحدات بنائية متشابهة تآلفت الواحدة منها من غرف تحيط بساحة مكشوفة وقاعات (Megaron) مفتوحة من الجانب الجنوبي يصل اليها من خلال سقيفة تحتوي على عمودين في مدخلها ونجد مخططات القصرين في نفر وسلوقية تعكس اندماج او توحيد فكرتين معماريتين ، بابلية وهيلينستية(34).

3-المسرح الاغريقي(35) : ومن المعالم البنائية التي تعود الى العهود التي تلت العصر البابلي الحديث مبنى المسرح الاغريقي . الذي يقع بعد(560 م) من الجزء الجنوبي الشرقي للسور الداخلي ، اذ انه يقع في التل الجنوبي من التلول الثلاثة التي تعرف بتل الحميرة وهذه التسمية اتية من كون تربتها تميل الى الاحمرار وتاريخ هذا المبنى يرجع الى عهد الاسكندر ، وذلك استنادا كتابات يونانية عثر عليها المنقبون الالمان .ذكر فيها بناء مسرح وملهى في عهد الاسكندر الكبير واعيد تعميره في العهد السلوقي ، ومما يجدر الاشارة اليه هنا ان التصاميم البنائية الخاصة بالمسارح والملاعب التي برع فيها الاغريق كانت تتطلب اراضي متموجة ولما كانت المعلومات التاريخية قد هدتنا الى ان الاسكندر الكبير قام برفع الانقاض المتراكمة من المعابد الرئيسة وخصوصا معبد الاله مردوخ وزقورته بهدف اعادة بنائه وتعميره فيرجح انه قام بنقل تلك الانقاض الى المنطقة التي تقوم  فيها بناية المسرح وتلول الحميرة (36) ، وقد تكونت من جراء عمليات نقل الانقاض ثلاثة مرتفعات ترابية فاستفاد مشيد هذا البناء من هذا المرتفع لإقامة منشآت المسرح الاغريقي (37) .

يتألف مخطط المسرح من جمع بين ملهى وملعب تقام فيه المصارعة والالعاب الرياضية ومسرح نصف دائري لإقامه الاحتفالات وفيه مدرجات اعدت لجلوس المتفرجين ، وشكل هذه المدرجات نصف دائري ايضاً تخترقها سلالم للصعود والنزول . وتألفت هذه المدرجات من ثلاث مراحل للجلوس المرحلة الاولى تشمل ست مدرجات والثانية تتألف من تسع مدرجات اما الثالثة تحتوي على اثنا عشر  مدرج وبين مرحلة واخرى ممشى بعرض(1.9م) وقد زينت الواجهة الداخلية للمسرح بزخارف من النحت البارز التي صنعت من الجص(38) .

4- تخطيط المدن: كانت الحضارة الاغريقية تقوم في الاساس على حضارة المدينة  ، لذلك خطط الاغريق مدنهم في هذه المدة حسب تخطيط منظم اما سلوقية التي انشأها الاغريق كانت منتظمة في مخططها وتتضمن شوارع مستقيمة تتقاطع بزاوية قائمة (39)، حسب المخطط المعروف باسم رقعة الشطرنج(40) وكان السلوقيون يستخدمون حبوب القمح لتحديد مسار شوارعهم(41)، واصبحت سلوقية كبقية المدن الاغريقية في الشرق القديم مقرا للجالية الاجنبية ، فلذلك احيطت بأسوار قوية فضلا عن ذلك ، تحصينات عسكرية اخرى تتمثل بابراج مربعة الشكل لاتزال اطلالها واضحة وتشكل تلالاً عالية(42) .

5- النحت: ابدع الفنان البابلي الحديث (الكلدي) في صنع التماثيل والالواح الفخارية وبأحجام مختلفة ولمواضيع شتى منذ اقدم العصور ، واستعمل البرونز في صناعة التماثيل الصغيرة واستخدم الزجاج في عمل الفسيفساء(43). وتميز اسلوب النحت الهلينستي ببعض السمات التي جعلته يختلف عن اسلوب النحت البابلي ، فقد تميز بالوضعية الرشيقة للأشخاص وبالانطباعية في ملء الفراغات ملأً فنياً وفي تقليد الطبيعة سواء في نحت الاشخاص او الحيوانات وكان هذا الاسلوب في النحت اثر كبير على الفنان البابلي في العصر الفرثي.

_____________________________

(1) سركسيان ، ارض المدينة في بلاد بابل في العهد السلوقي ، ص 480 .

(2) عبد اللطيف احمد علي ، محاضرات ، ص 224 . ؛ سركسيان ، ارض المدينة في بلاد بابل في العهد السلوقي ،ص 481 .

(3) سامي سعيد الاحمد ، المعتقدات الدينية في العراق القديم ، ( بغداد : دراسة الشؤون الثقافية ، 1981 م) ، ص 19.

(4) المصدر نفسه ، ص 19.

(5) مؤيد سعيد ، العراق خلال عصور الاحتلال ، العراق في التاريخ ،ص 253 .

(6) عبد اللطيف احمد ، محاضرات ، ص 224 .

(7) سامي سعيد ، المعتقدات  ،ص 19 .

(8) مؤيد سعيد ، العراق خلال عصور الاحتلال ، العراق في التاريخ ،ص 252 .

(9) رضا جواد الهاشمي ، التجارة ، حضارة العراق ، (بغداد: دار الحرية للطباعة ، 1985م) ، ج2 ،ص 201 . 

(10) رضا جواد الهاشمي ، التجارة ، ص 202 . 

(11) المصدر نفسه ، ص 202 .

(12) منذر البكر ، دولة ميسان العربية ، مجلة المورد ، عدد (3) ، ( بغداد : وزارة الثقافة والاعلام ، 1986م) ، ص 19.

(13) المصدر نفسه ، ص 19 .

(14) عبد اللطيف احمد علي ، محاضرات ، ص 232 .

(15) المصدر نفسه ، ص 233 .

(16)الجهراء: منطقة تقع في الجهات الشمالية الشرقية من شبه الجزيرة العربية في الوقت الحاضر ، ويعتقد انها منطقة هاجر القريبة من البحرين ، وكانت محطة تجارية مهمة تربط جنوب بلاد الرافدين مع شبه الجزيرة العربية( منذر البكر ، دراسات في تاريخ العرب قبل الاسلام ، البصرة : جامعة البصرة ، 1993 م ) 

(17) واثق اسماعيل الصالحي ، نشوء وتطور مملكة ميسان، المورد ،ع (4)،(بغداد :

    وزارة الثقافة والاعلام ، 1986 م ) ، ص 7 .

(18) واثق اسماعيل الصالحي ، نشوء وتطور مملكة ميسان، ص 7

(19) واثق اسماعيل الصالحي ، العمارة في العصر السلوقي والفرثي ، حضارة

    العراق ، ج 3  ( بغداد : دار الحرية للطباعة ، 1985 )،ج3 ،ص 190، ص 191 .

(20)شكل رقم (4)

(21)حسين احمد سلمان ،بابل في العصر الهلنستي،ص59؛ فواد جميل، اريان يدون ايام

   الاسكندر،ص85

(22)شيماء نبيل داود سلمان ، اثار العصر الهلنستي في المدن السومرية والبابلية ( الوركاء ، نفر ، بابل ) رسالة ماجستير غير منشورة ، (جامعة بغداد : كلية الآداب ، 1423 هـ- 2003 م ) ، ص 97 . 

(23) المصدر نفسه،ص98

(24) شكل رقم(5)

(25)طه باقر، زقورة بابل ومشاكل امكان اعادة بنائها  ، مجلة سومر ، ( بغداد : مؤسسة

    الاثار والتراث ، 1979 م ) ، مج(35) ، ص 251 .

(26)شيماء نبيل داود سلمان ، اثار العصر الهلنستي في المدن السومرية والبابلية ( الوركاء ،

   نفر ، بابل ) ، ص 92 . 

(27) شيماء نبيل داود سلمان ، اثار العصر الهلنستي في المدن السومرية والبابلية، ص 92 .

(28) واثق اسماعيل الصالحي ، العمارة في العصر السلوقي والفرثي ،حضارة العراق ، ج3 ،  ص 190 .

(29) السور الخارجي : احيطت بابل بسورين كبيرين لحمايتها وهما شلكو( Salku) أي الخارجي ودورو (Duru) الداخلي ، كما اطلق البابليون تسمية خاصة لكل منهما ،فالسور الخارجي يعرف نميتي انليل (Nimiti Enlil  ) أي بمعنى عرش او اساس الاله انليل ، اما السور الداخلي فاسمه امكور-انليل ( Imgur-Enlil ) أي انليل ارتفع او على يبلغ محيط السور الخارجي نحو 18-20 كم ويتكون من ثلاثة اجزاء اما السور الداخلي فيبلغ طوله 8 كم ويتألف من جدارين ( فرينز كريشن ، عجائب الدنيا في عمارة بابل ، ترجمة : صبحي انور رشيد ، ( بغداد : مؤسسة الاثار والتراث ، 1976م ) ، ص 51-54 ).

(30) روبرت كولدفاي  وفريد ريش فيستل ، القلاع الملكية في بابل ، ترجمة : علي يحيى منصور ، ( بغداد : مؤسسة الاثار والتراث ، 1981 م ) ، ص 69. 

(31) حياة ابراهيم ،نبوخذ نصر الثاني ،( بغداد :مؤسسة الاثار والتراث ، 1983م)،ص 102 .

(32)شيماء نبيل داود سلمان ، اثار العصر الهلنستي في المدن السومرية والبابلية ، ص 103 . 

(33) واثق اسماعيل الصالحي ، العمارة ، ج 3  ، ص 191 .

(34) حسن الباشا ، تاريخ الفن في العراق القديم ، ( القاهرة : مكتبة النهضة المصرية ، 1956 م ) ، ص 5 .

(35) شكل رقم (6)

(36) محمد سعيد محمد علي ، مجلة سومر ، مجلد (35 ) ،( بغداد : وزارة الثقافة والاعلام ، 1979م) ، ص 54 .

(37) المصدر نفسه ، 54 .

(38)  R. Koldewey , Te Excavation at Babylon , ( London , 1914 ) . P. 307

(39) واثق اسماعيل الصالحي ، العمارة ، حضارة العراق، ( بغداد : دار الحرية للطباعة،

1985 م) ، ج 3  ، ص 191 .

(40) سليم عادل عبد الحق ،الفن الاغريقي،( دمشق : مطبعة الشرقي ،1950 م ) ، ص 178.

(41) جلا نقيل داوني ، انطاكية القديمة ، ترجمة :ابراهيم نصحي،( القاهرة : دار النهضة ، 1967م) ، ص 48 .

(42) واثق اسماعيل الصالحي ، العمارة ، حضارة العراق، ج 3   ، ص 191 .

(43) واثق اسماعيل الصالحي ، النحت في العصرين السلوقي والفرثي ،حضارة العراق،(بغداد: دار الحرية  للطباعة والنشر ، 1985 م ) ، ج4، ص 175 .

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).