أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
692
التاريخ: 16-10-2016
1222
التاريخ: 16-10-2016
984
التاريخ: 16-10-2016
814
|
لم تنقطع مصادرنا المسمارية عن تأريخ العراق في العهد السلوقي، فقد وصلت إلينا مجموعات من الوثائق التجارية والاقتصادية من المدن المشهورة مثل الوركاء ونفر وغيرهما، كما جاءت نسخ من بعض النصوص الأدبية القديمة ونصوص خاصة بتنبؤات الفأل (Cmens) وبعض النصوص الثنائية اللغة أو المزدوجة اللغة ( أي سومرية وبابلية)، وجملة كتابات تأريخية من بينها جدولان أو ثبتان بأسماء الملوك، ونصوص رياضية وفلكية مهمة. وبالنسبة إلى العلوم الرياضية والنصوص الرياضية يعد العصر السلوقي العهد الثاني من بعد العصر البابلي "الألف الثاني ق.م) في ازدهار هذا العلوم، كما تقدمت الدراسات الفلكية واستخدمت فيها الحسابات الرياضية، والمرجح كثيراً أن استعمال علامة أو رمز للصفر قد ظهر في هذا العهد أو قبله بقليل.
ووصل إلينا من زمن الملك "أنطيوخس" الملقب "سوطير" نص تأريخي مهم يدون طائفة من الأحداث المهمة المعاصرة في بعض المدن مثل بابل و "كوثى" و "بورسبا". وألف في مطلع العهد السلوقي الكاهن البابلي "بيروسس"، كاهن الإله مردوخ في بابل، كتاباً باليونانية عن تأريخ العراق وكرسه إلى الملك "أنطيوخس" الأول. وقد فقد هذا الكتاب ولكن مقتبسات كثيرة منه وردت في المؤلفات الكلاسيكية(1)،
وتميز العهد السلوقي في العراق وفي أقطار الشرق الادنى الاخرى في نشوء المدن الجديدة يقابل ذلك تضاؤل شأن الكثير من المدن القديمة وموت البعض الآخر منها، باستثناء تلك المدن القديمة التي ظلت محافظة على كيانها لأسباب خاصة مثل وقوعها على الطرق التجارية المهمة كما كان الحال في مدينة "كالح" الآشورية "نمرود) إذ حصل فيها بعض الازدهار لوقوعها على طريق دجلة(2)، ولكن مدناً قديمة اخرى مثل "اور" دب فيها الاضمحلال من جراء تبدل مجرى الفرات ومزاحمة المدينة الجديدة لها المسماة "الاسكندرية ــ الكوخ" (Alexandria – Charax) أما مدينة بابل فقد حلت بها الضربة القاضية من بعد تأسيس العاصمة الجديدة سلوقية، وانتقال الدوائر الحكومية والمصالح التجارية إليها، ولا سيما في عه "أنطيوخس" الأول الذي فرض على الكثير من سكانها الانتقال إلى العاصمة الجديدة، بيد أن بعض ملوك السلالة السلوقية حاول إعادة الحياة إليها، فنجد حتى أنطيوخس الأول السالف الذكر يلقب نفسه، مثل ملوك بابل في عهدها الاخير: "حامي أو مزين أي ــ ساكلاً" و "اي ــ زيدا" (Zanin Esagila u Ezida) وأنه جلب بيديه الآجرات الاولى من بلاد الحثين لهذين المعبدين (3) أي معبد الإله مردوخ في بابل ومعبد الإله "نابو" في مدينة "بورسبا". ويؤخذ مما ورد في لوح من عهد الملك "سلوقس الثالث" (220 – 226 ق.م) أن القرابين كان تقدم إلى عدد من الآلهة البابلية في معابدها الخاصة، كما عثر على بقايا من البناء من العهد الهلنستي فوق التل المسمى "تل بابل" (وهو موضع قصر نبوخذ نصر الصيفي). وفي زمن الملك أنطيوخس الرابع الملقب "أبيفانس" (164 – 175 ق.م)، الذي اشتهر بحماسه في نشر الثقافة الهلنستية، شيد في بابل ملهى وملعب على الطراز اليوناني، وقد جدد ووسع في العصر الفرثي التالي(4). أما المدن البابلية الأخرى فلا يعرف عن أحوالها أشياء مهمة يستثنى من ذلك مدينة الوركاء التي سماها الإغريق "أورخوي" (Orchoi) فإنها نالت شيئاً من الانتعاش والازدهار كما يستدل على ذلك من المباني التي شيدت فيها في هذا العصر. ومن ذلك بقايا مصطبة ضخمة أقيمت حول منطقة الزقورة في منطقة المعابد "أي ــ أنا"، وشيد معبدان كبيران، هما المعبد المسمى "ايريكال" (Irigal) أو "ايش ــ كال" (Esh – gal) إلى الإلهة عشتار، والمعبد المسمى "بيت ــ ريش" (Bit – Resh) للإله "أنليل"، وقد شيد هذان المعبدان على الطراز البابلي المأثور. ووجدت على الآجر المزجج في حجرة العبادة المقدسة (Cella) الخاصة بمعبد "ايريكال" كتابة بالخط الآرامي واللغة الآرامية. وتشير الوثائق التجارية والعاملات (Bullae) الطينية، التي كانت تربط بالوثائق لتعيين مضامينها وعلى بعضها كتابات إغريقية وآرامية إلى أن جماعات من الإغريق كانت تعيش في مدينة الوركاء التي يبدو أنها كانت تتمتع بشيء كبير من الاستقلال الإداري والاقتصادي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سمي "بيورسس" كتابه (Babulonica) انظر:
Schnabel, Beroses and Babylonisch – Hellenistische Lierratur, (1923).
(2) حول نمرود في العصر الهلنستي انظر:
D. Oates in IRAQ, (1958), 114 ff.
(3) عن بقايا المعبد اليوناني في "إرسلان طاش" انظر:
Thureau – Dangin, Arsalan Tash, (1931).
(4) Koldewey, Babylon,1914)).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|