أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
299
التاريخ: 16-10-2016
275
التاريخ: 16-10-2016
285
التاريخ: 16-10-2016
231
|
الأخمينيون "الفرس":
ظل قمبيز خاضعًا للنفوذ الميدي على الرغم من أنه كان يحكم مملكة موحدة فلم يكن مستقلًّا كل الاستقلال؛ ولكن في عهد خلفه "كورش الثاني" اصطدمت القوتان الفارسية والميدية، واستطاع كورش أن يقضي على هذه المملكة الأخيرة واتخذ عاصمتها "أكباتاما" "همدان" عاصمة إيران الموحدة, وبذلك بدأ عهد جديد لإيران حيث احتلت بعد ذلك مركز السيادة في الشرق القديم. وقد تمكن كورش من توسيع مملكته فبسط سلطانه حتى حدود البحر المتوسط غربًا والهند شرقًا؛ بل وتمكن كذلك من احتلال بعض المدن والجزر اليونانية واحتل بابل, وبذلك قضى على أكبر منافس في الشرق القديم، ومنذ ذلك الحين انتهت مدينة بلاد النهرين, واستمر كورش الثاني في عملياته الحربية في الشرق والغرب موطدًا أركان إمبراطوريته، وكان سياسيًّا ماهرًا فلم يكن قاسيًا في معاملته للأعداء ولم يدمر بابل بعد إسقاطها, أما الأسرى الإسرائيليون الذين كانوا قد جلبوا إلى أشور وميديا فقد أعادهم إلى وطنهم الأول فلسطين.
ولما اعتلى ولده "قمبيز الثاني" عرش الإمبراطورية تمكن من غزو مصر؛ فأصبح الفرس يحكمونها من الأسرة السابعة والعشرين إلى الأسرة الحادية والثلاثين باستثناء فترات قصيرة ثار فيها المصريون على الحكم الفارسي، وبعد موت قمبيز انقسمت الإمبراطورية إلى عدة من الولايات التي كانت تحاول الاستقلال ولكن خليفته "دارا الأول" تمكن من إنقاذ الإمبراطورية، وأعاد الاستقرار إلى أجزائها المختلفة بعد أن خاض نحوا من 19 معركة حربية.
ويعد "دارا الأول" من أهم الملوك الذين حكموا الإمبراطورية الفارسية التي كانت تتكون من عشرين ولاية؛ حيث استطاع هذا الإمبراطور بفضل جهوده أن ينعش الحركة التجارية في أجزائها المختلفة وتوسع في إنشاء الطرق وأمر بحفر القناة التي تصل بين النيل والبحر الأحمر؛ ولذلك يرى بعض المؤرخين بأن هذا الإمبراطور يعد "يهودي عصره" نظرًا لما لقيه من نجاح في ميدان التجارة، كذلك نشط هذا الملك في تشييد المباني وتجميل العاصمة واستخدم في ذلك أرز لبنان والنحاس وخشب الأبانوس الوارد عن طريق مصر واستعان بالعمال الميديين والمصريين والبابليين أيضًا كما استخدم نظام نقد ثابت استعملت فيه العملة بدل المقايضة، وفي نهاية عهده ساءت العلاقات اليونانية الفارسية؛ مما أدى إلى قيام الحرب بينهما، وقد انهزم الجيش الفارسي في الموقعة المشهورة باسم ماراثون سنة 490 ق. م.، وبعد ذلك بقليل أي في عهد "اجزر كسيس الأول" الذي تولى بعد دارا هزم الأسطول الفارسي في موقعة سلاميس سنة 480 ق. م.، وقد تلا هذا الملك ملوك ضعاف كان عهدهم مليئًا بالحروب والثورات إلى أن انتهى الأمر بانتصار الاسكندر الأكبر؛ فأصبحت إيران ضمن أملاك السلوقيين، ولم تتمكن من العودة إلى النهوض إلا في عهد الساسانيين(1) الذي استمر إلى أن دخل العرب إيران سنة 651م.
ولا شك أن الإمبراطورية الإيرانية كان لها أكبر الأثر في تاريخ وحضارة الشرق الأدنى القديم؛ فقد استعملت اللغة الآرامية كلغة رسمية وهذه انتشر استعمالها كلغة دولية في الألف الأول قبل الميلاد، كما أن العقيدة الزرادشتية نمت وترعرعت في ظل الإمبراطورية الاخمينية وكانت معاصرة للديانة البوذية, وما زالت هاتان العقيدتان منتشرتين في كل من إيران والهند، ولم يحل تمسك الإيرانيين بعقيدتهم دون تسامحهم الديني في غالب الأحيان واتجهوا في سياستهم وحكمهم للشعوب اتجاهًا إنسانيًّا؛ فلم يدمروا مثلما دمر الأشوريون، ولم يشتتوا سكان بعض المناطق كما فعل غيرهم, بل على العكس من ذلك نجد أنهم في بعض العصور كانوا يميلون إلى اتباع سياسة تهدف إلى إنعاش التجارة وتعميم الرخاء في الولايات المختلفة.
__________
(1) بدأ حوالي سنة 266 ق. م.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|