أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
318
التاريخ: 16-10-2016
377
التاريخ: 16-10-2016
324
التاريخ: 16-10-2016
311
|
الفرس الاخمينيون( 1) هم من الأقوام الهندو أوربية التي استوطنت بلاد إيران في مطلع الألف الأول ق. م وسكنوا الجزء الجنوبي الغربي من بلاد إيران وهو ما يدعى بـ(إقليم فارس)( 2).
وعاش في حدود (الألف الأول ق.م) قبيلة إيرانية هي قبيلة الماذيين (Mathun) التي سكنت الأجزاء الشمالية الغربية من إيران وعند ضعف الدولة العيلامية التي حكمت منطقة الأحواز (Ahuz) أو (عربستان) (Arabstan) في الوقت نفسه (3 ) شرع الفرس بتكوين كيان سياسي ولكن كانت المزاحمة شديدة من جانب الماذيين ذوي السلطة والسيادة(4 ).
يعد كورش (Cyrus) الثاني (559-530 ق.م) المؤسس الحقيقي للسلالة الأخمينية الحاكمة الذي هيمن على جده الميدي (كي-خسرو)(5 ) (Kai–Khosru) وأسره ودمر العاصمة اكبتانا (Acbtana)(6 ).
كانت هذه الأحداث قد تزامنت مع حكم أحد ملوك الكلديين وهو نبونائيد( 7) (Nabu–Naied) (556-539 ق.م) ملك بابل(8 ),واستطاع كورش ان يسيطر على إيران ووضع الخطط لتوسيع إمبراطوريته المترامية الأطراف( 9)، واعلن الحرب على كروزوس(10) (Gruzas)
ملك ليديا( 11) الواقعة غربي بلاد الاناضول الى الشرق من بحر ايجة, ثم توجه الى مناطق أسيا الصغرى وحصل على تأييد منهم(12)، وتجمعت الجيوش البابلية قرب مدينة كوراشو (Curashu) وهي منطقة اليوسفية وتقع جنوبي بغداد في الوقت الحاضر ويقودها بيلشاصر (BEL–SHA–USSUR) ابن الملك نبونائيد نحو (547 ق.م) تحسبا من خطر الجيوش الاخمينية وبعدها هاجم كورش الأول بابل في تشرين الأول نحو (539 ق.م) واصطدموا بالجيش البابلي عند مدينة اوبيس (Opis) والواقعة على نهر دجلة (المدائن)( 13) (Mdien) في الوقت الحاضر وكان النصر فيها لكورش(14).
وبعد سقوط بابل على يد كورش نحو (530 ق.م) ومقتل آخر ملك بابلي نبونائيد وانهاء الحكم الوطني صارت الاراضي التي كانت ضمن سلطة بابل تحت السيطرة الاخمينية( 15).
وقد أسهم اليهود الموجدون في العراق الذين سبق اسرهم ما قبل نبوخذ نصر الثاني سنة (597ق.م) و (586ق.م) ضمن مرحلتي الاسر البابلي الاول والاسر البابلي الثاني إسهاماً فعالاً بصفتهم (رتل خامس)( 16) في سقوط بابل(17). ورأى اليهود الذين هم في بلاد بابل بشخص الملك الاخميني كورش (المسيح المنتظر) على الرغم من وثنيته(18).
ومن العوامل التي أدت الى سقوط بابل بسهولة هو ان كورش طبق سياسة الانفتاح على أهالي المناطق التي يحتلها واحترم المعتقدات الدينية البابلية وحررها من عبادة الإله سين التي فرضها نبونائيد على كهنة مردوخ مما جعل الكهنة يفرحون به لانه أعاد إليهم امتيازاتهم الأرستقراطية الدينية(19 ). وسمح لليهود بالرجوع الى أورشليم ( القدس) وكان هذا ثمن مساعدتهم( 20). الملوك الأخمينيين في بابل:
جاء قمبيز إلى سدة الحكم خلفاً لوالده كورش الثاني نحو (529 ق.م) وحاول اتباع سياسة والده إلا انه فشل في ذلك ومات سنة (522ق.م)( 21). بعد ذلك قام دارا (Darius) الأول باغتصاب العرش نحو (522 ق.م) وأعلن أهل بابل في السنة نفسها الثورة بقيادة زعيم لهم يسمى ( نديني- بيل)
(Nadine–Bel) الذي نصب نفسه ملكاً على بابل وأطلق على نفسه لقب نبوخذ نصر الثالث(22 ).
واجه دارا الاول في اعتلائه العرش عدة ثورات في ليديا وبابل وبعض الولايات الإيرانية وعزم على قمع الثورات واستعاد السيطرة على ولايات الإمبراطورية( 23) مات دارا الأول نحو (486 ق.م) وخلف وراءه دولة قوية ومنظمة تسلم ( أحشويرش) السلطة نحو (486 ق.م) واتبع سياسة جديدة جعل بلاد بابل خاضعة تماما للإمبراطورية الاخمينية(24 ).
في سنة (482 ق.م) ثارت بلاد بابل تحت لواء القائد البابلي (شيحاني) (Shehni) وقام الثوار بقتل الحاكم (المرزبان) الاخميني (زوييروس) (Zourus) ولكن انقسام الثوار أدى الى ضعفهم وفشل ثورتهم(25 ) ، أرسل الإمبراطور زوج أخته لقمع الثورة فتمكن من قمعها ودمر بابل تدميرا كاملا وخرب أسوارها وهدم معبد الإله مردوخ مع زقورته والمعابد الأخرى وأخذ تمثال الإله مردوخ(26 ) وهو مصنوع من الذهب الخالص وبعدها توقفت كافة الاحتفالات الدينية في بابل(27 ).
ثم خلفه ارتحششتا الأول (Artashshta- I) نحو (465 ق.م) الذي قام بتمليك الأراضي البابلية للاخمينيين، ومنحت الأراضي الخصبة الى العائلة الاخمينية المالكة والموظفين الكبار وقادة الجيش( 28). وتمليك الأراضي الزراعية الى محاربيهم شرط الخدمة في الجيش واتبعوا سياسة فرض الضرائب على البابليين وعند عدم استطاعتهم في دفع الضرائب قاموا برهن الأراضي الزراعية(29 )، وفي حالة عدم تسديد الرهن عن أراضيهم يبيعونها ليصبحوا بلا أراضي ولا عمل حتى اضطروا لبيع أولادهم كعبيد(30 ).
مات ارتحششتا الأول نحو (424 ق.م) وخلفه اخوة احشو يرش الثاني ولكنه قتل على يد أخيه (سوجد يانوس) (Sogdunos) وبعدها قتل سوجد يانوس على يد دارا الثاني (423-405 ق.م)الذي اعتلى العرش في العام نفسه ( 31) في تلك المدة انتشرت الفتنة بين أفراد البيت الاخميني وانشغلوا بالتنازع على العرش الأمر الذي ادى الى انهيار الإمبراطورية بسرعة كبيرة(32 ) عند وفاة دارا الثاني نحو (404 ق.م) تولى العرش ابنه ارتحششتا الثاني ونافسه أخوه الأصغر (كورش) الذي كان يحكم ولايات آسيا الصغرى فجهز كورش الأصغر حملة عسكرية من بلاد الإغريق بجيش مكون من عشرة آلاف إغريقي من المرتزقة واتجه بهم الى بابل لغرض إسقاطه( 33) إلا انه سرعان ما اندحر الجيش الإغريقي وقتل كورش وفشلت الحملة ورجع المرتزقة الناجين الى بلادهم عبر البحر الأسود، بقيادة المؤرخ اليوناني المعروف زينفون (Zinvun) الذي استطاع ان يؤرخ احداث هذا الهجوم(34 ).
توفي ارتحششتا الثاني نحو (359 ق.م) وحدثت نزاعات داخلية أدت الى ضعف الدولة الاخمينية وبعدها تولى الحكم رجل ضعيف من السلالة الاخمينية وهو دارا الثالث (335-330 ق.م) الذي في عهده سقطت الإمبراطورية الاخمينية بعد ان حكمت اكثر من قرنيين على يد الاسكندر المقدوني نحو (331 ق.م)( 35).
___________________________
( 1) الاخمينيون (Achaemenes): سمو بهذا الاسم نسبة الى جدهم مؤسس السلالة اخامانيش (Akmunsh) ينظر: عامر سليمان، العراق في التاريخ القديم، ج1، ص26.
(2 ) داود سلمان العزاوي، تاريخ العلاقات العراقية- المصرية، من فجر الحضارة وحتى الحرب العالمية الأولى، (بغداد: جامعة بغداد، 1984م)، ص51.
(3 ) علي ظريف الاعظمي، تاريخ الدولة الفارسية في العراق، (بغداد: المكتبة العصرية، بلا ت)، ص3.
( 4) طه باقر، مقدمة، ج1، ص 574.
( 5) كي- خسرو Kai -Khosru (633-584 ق.م) : هو ليس الملك الميدي الاخير الذي قضى عليه كورش بل ابنه هو الأخير (استياكز) (Astuages) واسمه بالفهلوية القديمة (ارشتفاكا) (Arishtivaiga) ومعناه (رامي الرمح) وهو جد الملك كورش لامه (584-550 ق.م) ، ( طه باقر ، مقدمة ، ج1 ، ص 578).
( 6) اكبتانا ACptana هي العاصمة التي تقطنها قبيلة الماذيين (المادي) Mady وتقع في الاجزاء الشمالية الغربية من ايران وكانت لهم السيادة والسلطة واستطاع كورش الاكبر (558-530 ق.م9 ان يستولي على اكبتانا وبعدها تفرد الاخمينيون بحكم بلاد ايران ؛ ( طه باقر، مقدمة، ج1، ص575).
( 7) نبونائيد (Nabu – Naied) هو من كبار رجال الدولة في عصر نبوخذ نصر (Nabu–KthnasarII) (605-562 ق.م) ونصبه الثوار ملكاً على بلاد بابل بعد ان فشل (لباشي- مردوخ) (Labshi–Marduk) ابن نبوخذ نصر الاحتفاظ بالعرش اذ لاقى حتفه نحو (556 ق.م) في اثناء انقلاب داخلي وبعدها تولى نبونائيد العرش نحو (556ق.م) وكان ابوه المسمى نبو- بلاصوقي (Nabu – Bla- Suki) هو أحد النبلاء والوجهاء في مدينة حران وامه الكاهنة العليا في معبد الاله سين (اله القمر) وكان شديد الاهتمام بتلك المدينة حتى ان غيابه الطويل عن المملكة في شمال الجزيرة العربية وفي مقدمتها سكان المدن الكبرى مثل بابل (Babel) ونفر (Nippurr) وبورسبا (Borsippa) ادى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية والاحوال المعاشية وارتفاع الاسعار ارتفاعاً فاحشاً مما سهل سقوط بابل على يد كورش الثاني نحو (539 ق.م). ( طه باقر، مقدمة، ج1، ص554، 550).
( 8) عامر سليمان، تاريخ العراق القديم،ج1، ص 260.
(9 ) فريد سرد، التجربة التاريخية في تطور فكر الدولة، تقرير على شبكة الانترنيت، ص1.
( 10) كروزس (Gruzas) (560-540 ق.م) وهو ملك ليديا ويلقب بـ(قارون) وكون مع مصر وبابل حلفاً لصد أطماع كورش الاكبر، وهزم ووقع في الأسر واعتبره الإغريق رمزاً للغنى الطائل. ( الموسوعة الثقافية، ( القاهرة : مؤسسة فرانكلين للطباعة،1972 م ) ص801.
( 11) ليديا (Lydya) أقليم قديم غرب آسيا الصغرى، عاصمته سارديس (Sardees) ازدهرت نحو (687-540 ق.م) وغدت المملكة الصغيرة إمبراطورية عقب سقوط الحثيين كانت ثروتها مضرب الأمثال وحضارتها راقية، وأول دولة استخدمت النقود وارتبطت ليديا بعلاقات وثيقة بالمدن الاغريقية وظلت تلك المدن مدة طويلة تحت سيطرة الإمبراطورية الاخمينية عندما انتصر الفرس على ليديا نحو (540 ق.م) وادمجوها في إمبراطوريتهم. (محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، القاهرة : مؤسسة فرانكلين للطباعة ، 1959 م ) ،ص1594).
(12 ) L. W. King, A History of Babylon,( London, 1919), P. 282.
( 13) المدائن (Mdien) هي عاصمة اسسها الفرثيون (Parthians) نحو (0126ق.م) واختارها اردشير (Ardshier) عاصمة للدولة الساسانية (Sassanid) وقام شابور الاول (241-275م) ببناء قصر عظيم هناك ويعد الاخير واحداً من الانجازات البارزة لعمارة الاجر وله ايوان وقاعة استقبال مفتوحة من ناحية واحدة ويبلغ ارتفاعه نحو (100قدم) يعادل (30)متر وطوله (140قدم) يعادل (43) متر. ( كلين دانيال، موسوعة علم الاثار، ج2، ص515).
( 14) سامي سعيد الاحمد، الصراع خلال الألف الأول ق.م (933- 331 ق.م)، في كتاب الصراع العراقي الفارسي، (بغداد: دار الحرية للطباعة، 1983)، ص 79- 80.
( 15) جواد مطر الموسوي، القدس في العصر الاخميني، المجلة القطرية للتاريخ والآثار، العدد (3)، (بغداد، 2004م)، ص276.
( 16) (الرتل الخامس): هم اليهود الموجدون داخل الحصن البابلي المنيع كونوا ما يسمى بالرتل الخامس ويعني تقديم المساعدات السرية للاخمينيين مما ادى الى سرعة اختراق الغزاة تحصينات المدينة.( حسن عبيد عيسى، التآمر اليهودي على بلاد الرافدين حتى سقوط بابل عام 539ق.م (بغداد، بيت الحكمة،2000م)، ص209).
( 17) جواد مطر الموسوي، القدس في العصر الاخميني، ص276.
(18 ) العهد القديم، سفر اشعيا،44، اصحاح ، 45.
( 19) مؤيد سعيد، العراق خلال عصر الاحتلال الاخميني- السلوقي- الفرثي- الساساني ، من كتاب العراق في التاريخ، (بغداد: دار الحرية، 1983)، ص 227.
( 20) فاضل الانصاري، الديانة اليهودية والمرأة، مقال عن شبكة الانترنيت نقلا من مجلة الفكر السياسي، (خريف- 2001م)، ص 5.
(21 ) إبراهيم رزقانة وآخرون، مصر والشرق الأدنى،( القاهرة : مطبعة لا نجلو المصرية ، بلا ت ) ، ص 420.
( 22) سامي سعيد الاحمد، الصراع منذ الألف الأول ق.م، ص 83.
(23 ) جيمس هنري برستد، انتصار الحضارة، ، ص 273.
(24) عامر سليمان، العراق في التاريخ، ج1، ص 262.
( 25) المصدر نفسه، ص 262.
( 26) جورج رو، العراق القديم، ص 548.
(27 ) سامي سعيد الاحمد، الصراع خلال الألف الأول ق.م، ص 86.
(28 ) المصدر نفسه، ص87.
( 29) دندماييف ، بلاد بابل في العهد الاخميني ، من علماء اثار السوفيت، العراق القديم دراسة تحليلية لأحواله الاقتصادية والاجتماعية، ترجمة، سليم طه التكريتي، (بغداد: وزارة الأعلام، 1976م)، ص 460.
(30 ) سامي سعيد الاحمد، الصراع خلال الألف الأول ق.م، ص 88- 89.
(31 ) إبراهيم رزقانة وآخرون، حضارة مصر والشرق، ص 423.
( 32) المصدر نفسه، ص423.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|