أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
1695
التاريخ: 6-10-2016
3876
التاريخ: 6-10-2016
1649
التاريخ: 4-10-2016
1057
|
تعود علاقة مصر مع بلاد الشام إلى حقب زمنية بعيدة سبقت توحيد بلاد النيل بزمن ليس بالقصير على الأرجح ، حيث أن طبيعة الأراضي الصحراوية المفتوحة ، التي تحيط بمصر من الشمال الشرقي وببلاد الشام من الجنوب أسهمت في تدفق المهاجرين والتجار والغزاة أيضاً من كلا البلدين إلى البلد الأخر منذ القدم .
ففي العصر الذي سبق نشوء السلالات الحاكمة في مصر من المرجح أن القبائل الجزرية التي دخلت مصر آنذاك جاءت من شمالي بلاد الشام عبر فلسطين ، فسيناء ، وأدخلت معها إلى مصر مدنية متحضرة لم تعهدها البلاد من قبل ، كاستخدام المعادن ولا سيما النحاس وعبادة الأموات وما سوى ذلك من المعتقدات الدينية الأخرى، بالأضافة إلى كتابتها وفنونها ونظمها الاجتماعية والسياسية(1) .
وقد رافق الحركة السكانية هذه وربما سبقها نشاط تجاري متبادل في العلاقة بينهما، فبالنظر لحاجة المصريين القدماء للأخشاب ولندرتها في بلادهم، فقد عكفوا على استيرادها من بلاد الشام الذي أشتهر بإنتاجها قديما ،حيث أشير لاستيرادهم الأخشاب المخروطية من هناك إبان العصر الذي اصطلح على تسميته في مصر القديمة، بعصر حضارة العمرة الذي تقدر بدايته بحدود سنة (4500 ق.م) ،كما إن هنالك إشارة أخرى تفيد بجلب قدامى المصريين لمادة الإسفلت من منطقة البحر الميت جنوبي فلسطين أثناء ما يعرف بفترة حضارة المعادي (حوالي 4000 ق.م) ، في مصر القديمة(2)، ومنذ عصر ما قبل الأسرات كان أحد أهم أسباب الرخاء التي عاشته مدن الدلتا الشرقية آنذاك، التبادل التجاري بينها وبين مدن الساحل الشامي ولا سيما مع مدينة جبيل(3) .
ويبدو أن تلك العلاقات مهدت السبيل لحدوث تفاعل وتأثير حضاري متبادل بين كلا القطرين المتجاورين، إذ دخلت إلـى مصر فـي عصر حضارة جرزة (حوالي 4000 ق.م) أنماط من الحضارة التي كانت منتشرة في بلاد الشام وبلاد الرافدين ، تجلت في أشكال الأواني الفخارية وزخارفها الخارجية وفي سكين جبل العركي ، وكذلك في التماثيل الحيوانية والملاعق المصنوعة من الإردواز على أشكال حيوانية مختلفة(4)، وفضلاً عن ذلك فأن الأواني ذات المقابض المموجه ، التي ظهرت في حضارة نقاده الثانية في مصر ـ التي تقابل حضارة جرزة ـ أستوردت من فلسطين وكانت مستعمله لنقل بعض الزيوت الثمينة إلى مصر(5) .
وبالمقابل عثر في تليلات الغسول بفلسطين على مكاشط تشبه المكاشط التي وجدت في مصر أثناء عصر حضارة المعادي(6)، وفي أساس معبد مدينة جبيل عثر على بلط من الحجر المصقول وسكاكين من الظران ولوحات وخرز من الذهب والعقيق والمرمر ومن البلور الصخري، وهي تمثل طراز الصناعة الذي كان قائما في مصر قبيل توحيدها ، واستمر أستعماله فيما بعد التوحيد أيضا(7) .
وفي عهد الدولة المصرية القديمة (2780 – 2280 ق.م) تواصلت العلاقات بين القطرين وتعززت في أكثر من اتجاه، فعلى الصعيد التجاري كان أبرز ما يميز العلاقات فيما بينهما آنذاك الصلات القوية التي ارتبط بها ملوك السلالات المصرية القديمة مع مدينة جبيل لغرض الحصول منها على الأخشاب، لاسيما خشب الأرز، الذي اشتهرت به تلك المدينة، وكانت مصر بأمس الحاجة له لبناء مقومات حضارتها ، كتشييد المعابد والقصور والسفن، ولصنع التوابيت والأثاث الفاخر وغيرها(8)، علماَ بأن أول إشارة تشير لهذا النشاط الحيوي ظهرت على آثار الأسرة المصرية الأولى (3200-2980 ق.م)(9)، أي في العصر الذي أصطلح على تسميته بالعصر الثيني، أو بداية عصر السلالات الحاكمة (3200-2780ق.م) (10)، حيث وجدت في مقابر هذه الأسرة جسور من جذوع الأرز، بالإضافة إلى آنية خزفية وسلع كنعانية أخرى(11).
أن أقدم نموذج لخشب الأرز المستورد من لبنان أبان عهد الدولة المصرية القديمة ظهر في الهرم المدرج في سقاره، الذي بناه الفرعون زوسر (2780-2751 ق.م) مؤسس الأسرة المصرية الثالثة (12).
على أن النشاط التجاري بين البلدين بلغ الذروة في عهد الأسرة المصرية الرابعة (2680 – 2560 ق.م) حينما أرسل مؤسسها سنفرو الأول (2680-2656 ق.م) أربعين سفينة لمدينة جبيل عادت إليه محملة بأخشاب الأرز التي لازال الكثير منها باقيا حتى عصرنا هذا في هرمة بدهشور بحالة جيدة(13)، وقد سخر هذا الفرعون قسماً من هذه الأخشاب وأخشاب المر اللبنانية لتشييد أسطوله الكبير من السفن القادرة على الملاحة في البحار، والتي صور البعض منها على جدران معبد أثنين من ملوك الأسرة المصرية الخامسة (2560–2420 ق.م) وهما سحورع (2553-2539 ق.م) وأوناس (2448-2420 ق.م)(14)، وقد عثر حديثاً على سفينة الفرعون خوفو (2656-2633 ق.م) ، وهي مصنوعه من خشب الأرز ايضاً(15) .
لم تكن الأخشاب المادة الوحيدة التي استوردها المصريون من جبيل ، إذ ورد ما يدل على استيرادهم منها الزيوت اللازمة لأعمال التحنيط والخمور ذات الجودة العالية ، فيما أستوردت جبيل وباقي المدن الفينيقية من مصر الذهب والمصنوعات المعدنية ، بالإضافة إلى ورق البردي اللازم لأغراض الكتابة(16) .
وتزامن مع هذا النشاط التجاري المكثف استقرار جالية مصرية في ميناء جبيل منذ عهد الأسرة المصرية الرابعة ، كان هدفها الرئيسي تنسيق العلاقات التجارية بين مصر من جهة ومدن الساحل الشامي وخاصة جبيل من جهة أخرى ، وأساس عمل هذه الجالية ضمن هذا الإطار يقوم على تحضير البضائع المطلوبة ، التي كانت تجلب من منحدرات جبال لبنان التابعة لمدينة جبيل وتشحن بحرا إلى مصر، وأهم هـذه البضائع تتمثل في الأخشاب التي لا نظير لها في مصر، كخشب الأرز والصنوبر وخشب الوشج والبان والسرو وغيرها من الأخشاب الأخرى، ناهيك عن الصموغ التي كانت تبرز أهميتها الكبرى في تحنيط الأموات وفيما له صلة بالشعائر الدينية والقرابين الجنازيه(17) .
ويبدو أن أفراد الجالية المصرية قد تمتعوا بقدر وافر من الحرية على النحو الذي مكنهم من ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية الخاصة مع احتفاظهم بالولاء المطلق لملوكهم الفراعنة، إذ أن هؤلاء التجار أقاموا لهم معبدا في جبيل ، كتب على بعض أحجاره المكتشفة أسماء عدد من ملوك الدولة المصرية القديمة(18)، ومنهم الفرعون خوفو – أحد أشهر ملوك الأسرة الرابعة–
الذي يعتقد أنه من شيد هذا المعبد(19). ولم تقتصر صلات مصر مع مدينة جبيل على الجانب التجاري فحسب بل تعدتها إلى نشاطات أخرى، حيث كان المصريون القدماء يبجلون معبودة جبيل واعتبروها قرينة لمعبودتهم حاتحور(20)، وقد درج الفراعنة منذ الأسرة الثانية (2980-2780 ق.م) حتى السادسة (2420 –2280 ق.م) على ارسال الهدايا لمعبدها في جبيل(21)، حيث عثر هناك على بعض الأواني المصرية مكتوب عليها أسماء أولئك الملوك بالخط الهيروغليفي المصري ، نخص بالذكر منهم خع _ سخموي (آخر ملوك الأسرة الثانية) وخوفو ومنكاروع (الأسرة الرابعة) ، وأوناس (الأسرة الخامسة) ، بالإضـافة إلـى بيبي الأول (2402-2377 ق.م) وبيبي الثاني (2371-2277 ق.م)(22)، كما عثر في أنقاض المعبد ذاته علـى أختام أسطوانية مصرية تعود لعهد الأسرة الثالثة(23).
وفضلاً عما تقدم فقد كان لمصر آنذاك صلات تجارية مع مدن بلاد الشام الأخرى ، حيث ظهر على جدران معبد الملك ساحورع ما يشير لقيام أسطوله بجلب زيت الزيتون بجرار كنعانية من بلاد الشام ، إضافة إلى حيوان الدب الذي جيء به من جبال لبنان ليوضع في حديقة الملك ساحورع ، وأشار أحد نقوش الأسرة السادسة إلى كروم فلسطين(24).
وكانت جل المبادلات التجارية بين البلدين تتم عبر البحـر، لكن ذلـك لا ينفي القول أن طريق الصحراء كان هو الآخر يشهد حركة تجارية منتظمة بينهما ، فالقوافل التجارية كانت تسلك الطريق البري الواصل بين القنطرة وشرقي بحيرة المنزلة ،ومن ثم تجتاز شبه جزيرة سيناء لتصل إلى سهول فلسطين الواقعة بين البحر الميت وساحل يافا وعسقلان وغزة ، وقد كانت هذه القوافل تبيع المحاصيل المصرية لتشتري النبيذ وزيت الزيتون عوضاً عنها(25).
ومثلما أستمر مسار العلاقات المصرية الشامية في تقدم ونمو أثناء عهد الدولة المصرية القديمة فأن التفاعل الحضاري بينهما أستمر على هذا المنوال أيضاً ، إذ عثر آنذاك في مصر على أوانً فخاريه كبيره ذات عنق دقيق وفوهه مسطحه، يبدو أن مصدرها من شمال بلاد الشام، أذ ظهرت مصوره بين الأشياء التي أحضرت إلى مصر من هناك أبان عهد الملك ساحورع(26)، فيما ظهر الفخار المصري القديم في أجزاء عدة من بلاد الشام كفلسطين والساحل الفينيقي الذي تم الكشف فيه عن كسرتين فخاريتين ، إحداهما تحمل اسم الملك مينا ، والأخرى منقوش عليها اسم الفرعون تتي (2420-2402 ق.م) أول ملوك الأسرة السادسة ، كما عثر في جبيل على بعض الأدوات، وهي تحمل اسـم سادس ملوك الأسـرة الخامسة أسيبسى (2476-2448 ق.م)(27)، ويظهر بان كتبة جبيل كانوا ملمين بالكتابة الهيروغليفية المصرية(28)، حيث انهم كتبوا بحروف هيروغليفية تشبه الحروف المصرية في أقدم صورها(29) .
وعلى النقيض مما تقدم، فإن وتيرة الصراع المصري مع البدو المرابطين على طول حدود مصر الشمالية الشرقية مع بلاد الشام (الشاسو في النصوص المصرية القديمة) كانت في تصاعد مستمر، فأولئك البدو لم ينقطعوا عن مهاجمة قوافل التجارة المصرية المتجهة لبلادهم، بقصد الأستيلاء على ما فيها من بضائع وسلع ، وفي إحدى هذه الهجمات أشير لقتل المسؤول الأول (عنخت ـ نبتي) عن القافلة التي كان الفرعون بيبي الثاني قد أرسلها لإحضار الأخشاب من بلاد الشام(30)، كما كانوا يستغلون طبيعة الأراضي المفتوحة بين البلدين للانسياب إلى أراضي الدلتا الخصبة بدافع الاستقرار والتوطن فيها ، أو لشن الهجمات على مناجم النحاس في سيناء التـي كثيرا مـا كانت تؤدي لتعرضهم لبعثات الاستكشاف المصرية الساعية لاستخراج هـذا المعدن الثمين ، وبلغت الجرأة في بعضهم الهجوم على الدلتا نفسها(31) .
وبطبيعة الحال فأن هذه التجاوزات كانت تتطلب من ملوك مصر الأقدمين إجراءات حازمة ورادعة للحد منها والحيلولة دون وقوعها، لذلك أولى هؤلاء الملوك اهتماماً كبيراً لفتح طرق المواصلات إلى بلاد الشام وضمان أمنها وسلامتها(32)، وأولوا عناية خاصة في محاولة السيطرة على الحدود المصرية عبر سيناء وفرض الرقابة الدائمية عليها ، وذلك من خلال أقامه الحصون والقلاع على طول هذه الحدود وإرسال الحملات العسكرية لضرب أماكن وتجمعات البدو المتحصنين فيها(33) .
وقد بلغت الإجراءات المصرية ذروتها بتجهيز الحملات العسكرية إلى داخل بلاد الشام للقضاء على أصل الأخطار ومصدرها كلما تجمعت سحب غيومها على حدود مصر ، فأحد النقوش المصرية القديمة تحدث عن قيام الفرعون (بيبي الأول) بإرسال خمس حملات متتابعة إلى جنوبي فلسطين ، وأشار نقش أخر لحملة سادسه على المنطقة ذاتها في عهد الفرعون (بيبي الثاني)(34).
تعد هذه الحملات أقدم ذكر للعمليات العسكرية التي خاضتها مصر في بلاد الشام(35)، وإذا تتبعنا سير هذه الحملات والمراحل التي مرت بها والنتائج التي تمخضت عنها ، وربطنا هذا كله بما أل إليه وضع البلاد المصرية من فوضى ودمار بعد انهيار الأسرة السادسة حتى قيام المملكة الوسطى ، لأدركنا تمام الإدراك مدى جدية الأخطار التي كانت تشكلها بعض الشرائح الأجتماعية في بلاد الشام على مصر ومصالحها التجارية، ولأدركنا أيضاً أن الحملات الأخيرة جاءت للتعامل مع هذه المشكلة والحد من أخطارها تلك .
وعلى أية حال فبعد وفاة الفرعون (بيبي الثاني) شهدت البلاد ثورة اجتماعية رافقها تفتت السلطة المركزية، حيث برز إلى العيان مرة أخرى طغيان نفوذ حكام الأقاليم ، فتراخت سيطرة ملوك منف على البلاد التي عمتها الفوضى والانحلال، مما مهد السبيل للبدو المرابطين على طول الحدود المصرية مع بلاد الشام لأن يندفعوا إلى داخل الدلتا ، ويبدؤوا بمد نفوذهم التدريجي على ربوعها(36)، وهكذا ما أن جاء عصر سيادة مدينة هيراكليوبوليس (أهناسيه حالياً) في مصر، أي عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة (2242-2052 ق.م) حتى أصبحت أجزاء مهمة من الدلتا خاضعة لنفوذ أولئك البدو خضوعاً تاماً(37).
انعكست تلك الظروف السيئة بنتائجها السلبية على التجارة المصرية مع مدن بلاد الشام، وبالأخص مع مدينة جبيل الساحلية(38)، التي لم تستأنف العلاقة مع مصر ألا بعد أن استقرت الأمور بعض الشيء في عهد الأسرة المصرية التاسعة (2242-2133 ق.م) ، حيث أبحرت أنذاك بعض السفن المصريه إلى ميناء بيلبوس(39)، وعثر على مسلة تؤرخ بحوالي القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد سجل عليها نص يشير إلى أن هذه المسلة تعود لحاكم جبيل الأموري (أبي سمو) محبوب الإله المصري حريشف (الأله المحلي لمدينة أهناسيه)(40).
ولكن يبدو أن الطابع العام الذي ميز علاقة مصر مع بلاد الشام في الحقبة التي أعقبت سقوط الدولة المصرية القديمة وحتى قيام الدولة الوسطى (2280-2052 ق.م) تمثل بمحاولة المصريين طرد قبائل البدو التي تدفقت إلى أراضيهم من بلاد الشام ، وعلى الأرجح فأن الملك خيتي الرابع (مؤسس الأسرة العاشرة) نجح في إنجاز القدر الأكبر من هذه المهمة ، أذ أنه حجم الى حد كبير من نفوذهم في الدلتا ، ولمجابهة أخطارهم المستقبلية فقد قام هذا الفرعون بتحصين حدود مصر الشرقية وأسكان مجاميع كبيره من الرجال شرقي الدلتا، لفلاحة الأرض ولحمايتها ايضا من الأخطار الخارجية (41) .
وعمل ملوك الأسرة الحادية عشره (2052-1991 ق.م) على تطهير أرض الدلتا بشكلٍ تام من بقايا نفوذ أولئك البدو الذين كانوا يعلنون العصيان بين الحين والآخر ويعترضون سبيل قوافل التجارة المصريه المتوجهة لبلاد الشام ويغيرون على ربوع الدلتا الخصبة ويكثرون فيها الخراب والدمار(42) .
وشهد عهد الآسرة المصرية الثانية عشره (1991-1778 ق.م) تطوراً ملحوظاً في الروابط السياسية والتجارية والثقافية بين مصر وبلاد الشام ، ولاسيما مع مدن الشاطئ الفينيقي، إذ يبدو أن مدينة جبيل صاحبة العلاقات المتميزة مع مصر خضعت أسمياً لسلطة فراعنة الأسرة المصرية الثانية عشرة الأقوياء ، حيث بدأ حكامها باتخاذ شعار لإمارتهم ذي طابع مصري وكتبوا أسماءهم بالخط الهيروغليفي المصري ، والأكثر من ذلك تلقب أولئك الحكام بلقب الأمير الوراثي المصري (حاتي عا)(43)، ويعني (النبيل الأمير)، ونقش أحدهم ( أبشم وابي ) أسم الفرعون المصري أمنمحات الثالث (1841-1792 ق.م) على سلاحه وقلائد (44)، وعثر في قبر أمير أخر من أمراء جبيل على أدوات ومواد تحمل أسم الفرعون أمنمحات الرابع (1792-1782 ق.م)(45) .
وعقدت مدينة أوغاريت حلفاً مع المصريين دلت علية الآثار المكتشفة، وفي مقدمتها مسلة مقدمة إلى ملك أوغاريت ، يرجح أن من يقوم بتسليمها أليه المندوب المصري في بلاده(46)، ويبدو هذا التحالف قد أبرم في عهد الفرعون أمنمحات الثالث الذي أدعى السيادة على المنطقة الممتدة بين فلسطين في الجنوب حتى جلعاد في الشرق ، وفينيقية حتى وادي نهر الكبير فـي الشمال وحوران دمشق ومعظم البقاع ، وقد عثر له على نصب يمثله في صورة أبي الهول عند مدخل هيكل بعل في أوغاريت(47).
وفضلاً عما تقدم فقد عثر في أنحاء متفرقة من بلاد الشام ، وخاصة في مجدو وجبيل وأوغاريت وبيروت وقطنه(48)، على (( تماثيل وأوان وجعارين وأختام نقشت بأسماء أفراد مصريين ترددوا على البلاد وتعاملوا مع أهلها، وكان منهم رسل من البلاط الفرعوني وحكام الأقاليم وأفراد عاديون لعلهم من التجار عمل بعضهم لحسابه الخاص وعمل بعضهم الأخر لحساب ملكه ))(49).
وكان رسل الفرعون سنوسرت الأول ( 1971-1928 ق.م) ومبعوثوه يجوبون المنطقة الممتدة من جنوب فلسطين حتى مدينة جازر(50)، فانتشرت معهم لغتهم وصار أسم الفرعون المصري هناك مقروناً بالخوف والوجل(51)، وعمل الملك أمنمحات الثاني(1930-1895ق.م) على تعزيز علاقاته بجيرانه ، ومنهم أمراء بلاد الشام الذين تبادل معهم الهدايا(52)، حيث عثر في قطنه على تمثال يحمل أسم هذا الفرعون(53)، وآخر لأبنته ( أتا ) على هيئه أبي الهول، وهو أقدم تمثال لامرأة مصرية بهذه الهيئة(54)، واكتشف في مدينة مجدو تمثال الكاهن الأعلى لمدينة هيراكليوبوليس (تحوتي حتب) وهو يعود لعهد الفرعون سنوسرت الثالث (1879-1841 ق.م) كما تم العثور في بيروت على تمثال صغير لأبي الهول يمثل أمنمحات الثالث، وقلادة للفرعون أمنمحات الرابع(55) .
ولم يقتصر التطور في العلاقة بين البلدين عند هذا الحد ، فثمة ما يشير لوجود جاليات مصرية مقيمة فـي بلاد كنعان منذ عهد الدولة المصرية الوسطى ، ففي مدينة جازر الكنعانية عثر على قبور بنيت لمواطنين مصريين تعود لعهد هذه الدولة(56) .وبالمقابل نجد أن مصر كانت ترحب بالمهاجرين الذين كانوا يفدون أليها من بلاد الشام ، فعلى جدران مقبرة أحد أمراء بني حسن (خنوم حتب) نقشت مناظر تصور جماعة من الكنعانيين رجالاً ونساءً وأطفالاً قد قدموا إلى دلتا مصر في السنة السادسة من حكم الفرعون سنوسرت الثاني(1928-1879ق.م) ، وهم يحملون معهم كمية من الكحل أهدوها إلى الأمير (ختوم حتب) لكي يسمح لهم على ما يبدو بالإقامة في بلادة ، ويبلغ عدد أولئك الأشخاص سبعة وثلاثين شخصاً يتزعمهم شخص يدعى ( أبشا ) الذي نعته‘ النقش بلقب (حقاو-خاسوت) أي حاكم البلاد الأجنبية(57) .
ومن المرجح أن يكون أولئك الأشخاص تجاراً قدموا بعوائلهم للاستقرار بمصر ، وخاصة أن النشاط التجاري بين البلدين أزدهر في تلك الحقبة(58) .
وفضلاً عما ورد في الأثار فأن أحدى روائع الأدب المصري القديم (قصة سنوهي)(59) تعطينا معلومات مفيدة عن طبيعة العلاقة التي كانت سائدة بين مصر وبلاد الشام في عهد الفرعون (سنوسرت الأول) ، فمن سياق القصة يتضح أن هذا الفرعون لم يكن له سلطه على بلاد الشام وبالأخص مناطق البادية التي كانت ملجأ للفارين من الحكم المصري ومنهم (سنوهي) الذي كان متهماً بالتآمر على حياة الفرعون شخصياً(60)، ألا أن ذلك لا يلغي - كما يظهر من القصة أيضاً - أن الكثير من سكان الباديه وشيوخها، وبالأخص الذين لجأ عندهم سنوهي ، كانوا يكنون كل مشاعر الإعجاب والوقار لفراعنة مصر(61)، وأن الأخيرين كانوا دائمي الحرص للحفاظ على علاقات إيجابية معهم ، وذلك بإرسال الهدايا القيمة لهم لضمان أمن وسلامة قوافل التجارة المصرية التي تمر عبر ديارهم(62)، كما يفهم من القصة وجود الكثير من المصريين في حاشية بعض أمراء بلاد الشام، وأن رسل ملوك مصر إلى بلاد الشام كانت تصل بصفة مستمرة ، مما يدل على أن التجارة بين البلدين كانت مستمرة ودروبها أمنه(63) .
ويبدو التطور الذي شهدته العلاقات المصرية الشامية في عهد الآسرة الثانية عشرة كان نتاج لرغبة مشتركة بين البلدين لتعزيز العلاقة بينهما تحقيقاً لمصالح مشتركة ، فمصر كانت تريد من وراء هذه العلاقة فتح أسواق لها في بلاد الشام لتصريف مصنوعاتها واستيراد ما تحتاجه منها من مواد وسلع ضرورية كالأخشاب والزيوت وغيرها فضلاً عن استيراد ما يتجمع في الموانيء الشامية من منتجات الحوض الشرقي للبحر المتوسط كالفضة والزيوت والمعادن والأحجار الكريمة ، وكذلك استيراد ما كان يتجمع في أسواقها الداخلية من منتجات بلاد النهرين وفارس والأناضول وشبه الجزيرة العربية، أما الممالك الشامية فوجدت في مصر مصدراً رئيسياً للتبادل التجاري ، أو الحضاري بصورة أشمل ، وكان يعنيها المحافظة على علاقات طيبة مع مصر القوية الغنية(64).
هذا إلى أن ظهور الحوريين(65) في بلاد الشام منذ مطلع الألف الثاني قبل الميلاد وسعيهم الحثيث للاستيلاء علـى أجزاءه الشمالية شكل تهديداً خطيراً للمصالح المصرية هناك مـن جانب ، وللدويلات الأمورية من جانب أخر ، مما اسهم في توطيد العلاقات السياسية بينهما(66) .
وكان لهذه الصلات القوية أعمق الأثر في زيادة التفاعل الحضاري بين مصر وبلاد الشام، فقد ظهرت حينذاك صناعة البرونز المصرية لأول مرة وكان المصريون يجلبون القصدير اللازم لها عن طريق مواني فينيقيا ، وشاع في أسماء النساء المصريات أسم (حتحور) معبودة جبيل ، فيما عثر بالمقابل على تماثيل صغيرة لمعبودات مصريات في شمال بلاد الشام ، وكذلك على حلى مذهبة وأسلحة جمعت بين طراز الصناعة في مصر ونظيره في بلاد الشام ، كما قلد الصناع الشاميون ما كان يصلهم من أدوات الترف المصرية(67).
ولكن على صعيد أخر متصل بالعلاقة بين الطرفين استمر البدو المرابطين في صحراء فلسطين الجنوبية بتهديد مدن الدلتا الخصبة، ولابد أنهم أغاروا عليها عدة مرات(68)، وعليه فقد قام مؤسس الأسرة الثانية عشرة المصرية امنمحات الأول(1991-1961 ق.م) بتجهيز حملة أو عدة حملات على معاقل هؤلاء البدو ومراكز تجمعاتهم الرئيسية(69)، ولمواجهة إخطارهم قام ببناء عدة حصون على حدود الدلتا الشرقية والغربية وأطلق عليها (حائط الأمير)(70) .
وهذا يذكرنا بالسور الذي بناه أحد ملوك سلالة آور الثالثة (2123- 2006 ق.م) والمسمى شو – سين (2048- 2040 ق.م) لمواجهة الخطر الأموري المتزايد على حدود بلاد الرافدين الغربية(71)، مما يدل على الأرجح أن العدو المشترك لكلا البلدين (بلاد الرافدين ومصر) كان واحدا في تلك الحقبة (البدو الرحل) ، وإن الأسلوب الأمثل لكبح جماحه سلميا وفق تصورهما يتمثل ببناء الأسوار والحصون وما شابه ذلك من مستلزمات الدفاع الأخرى .
والظاهر إن إجراءات أمنمحات الأول تلك حققت نتائج طيبة في الحد من اعتداءات البدو ، إذ لم يرد بعد هذا ما يشير لأي حرب خاضتها مصر في بلاد الشام حتى نهاية حكم سنوسرت الثالث(72)، إذ قام أولئك البدو حينها بالإغارة على الدلتا غارة مباغتة ، فتصدى سنوسرت الثالث لهذه الغارة وأرسل جيشاً بقيادة أحد رجالات حربه (خوسياك) لملاحقة المغيرين داخل الحدود الفلسطينية ، فنجح الجيش المصري من إيقاع الهزيمة بهم واستولى على موضعاً يدعى (سكميم)(73)، ثم عاد إلى بلاده وبصحبته الأسرى والغنائم(74) . وثمة ما يشير إلى أن سنوسرت الثالث قد أرسل لاحقاً حملتين إلى جنوب فلسطين قرب الحدود المصرية بهدف تأمين الطرق التجارية وضمان العمل على ديمومتها واستمرارها(75).
وباستثناء هذه الأحداث فليس هناك ما يدل على وقوع مشاكل على الحدود أو أي شيء أخر يسيء إلى العلاقة بين البلدين طوال المدة المتبقية من عهد الأسرة الثانية عشرة المصرية .
وحافظ ملوك الأسرة الثالثة عشرة الأوائل عـلى قدر وافر من علاقاتهم المتميزة مـع بلاد الشام ، إذ وجدت آثارهم في أنحاء عده من لبنان(76)، فقد عثر في جبيل على نحت بارز للفرعون (نيفر حوتب الأول) ، وفي بلدة تل حزين قرب بعلبك عثر على تمثال للفرعون (سيبك حوتب الرابع)(77) كما اعترف أمير جبيل ( يوناتان) بسيادة الفرعون (سيخيتيبيرع الثاني)(78)، واكتشف حديثا في مدينة أريحا نحتان صغيران يمثلان جعلا عليهما اسم الفرعون حوتب أيرا (1775 -1765 ق.م )(79) .
ألا أن تولي قوى معادية لمصر زمام السلطة في أنحاء متفرقة من بلاد الشام ، أدى الـى تأزم العلاقة بين البلدين ، وهذا ما يستشف من نصوص اللعن المصرية(80)، التي ظهرت على نطاق واسع في عهد الأسرة المصرية الثالثة عشرة ، حيث اعتبرت هذه النصوص الكثير من أمراء بلاد الشام بمثابة أعداء يجلبون الضر ، وأمكن التعرف من بين البلاد التي ذكرت في هذه النصوص على أسماء جبيل وعسقلان ويافا وأورشليم(81) .
وقد صاحب هذا اضطراب الأوضاع السياسية في مصر ، نتيجة للصراع على العرش بين أفراد الطبقة الحاكمة من جانب ، وتنامي نفوذ حكام المقاطعات واستعادتهم سلطانهم السابق من جانب أخر(82)، وهذا ما أسهم إلى حد كبير في تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين من بلاد الشام إلى مصر، وقد صور أحد النقوش المصرية عدداً كبيراً منهم وهم يعملون في حقل الزراعة لدى موظفي مصر العليا أثناء عهد أحد فراعنة الأسرة الثالثة عشرة (سيبك حوتب الثالث)(83).
وقد استمر تغلغل أولئك الأقوام لاحقا حتى أصبحوا من القوة ما مكنهم من السيطرة على الأجزاء الشرقية من الدلتا في حدود سنة (1720 ق.م)، واتخذوا من افاريس عاصمة لهم هناك(84)، وقد عرف هؤلاء الأقوام في التاريخ باسم (الهكسوس) (85) .
ويبدو أن أغلبهم كانوا من القبائل الجزرية كما يستدل من أسماء ملوكهم ، والى جانبهم جماعات من الأقوام التي نزحت من أواسط أسيا إلى منطقة الشرق الأدنى القديم مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ، حيث أن البعض منهم كالحوريين وبعض الجماعات الحيثية استقروا في بلاد الشام وامتزجوا بسكانه لا سيما في الجنوب ولعلهم دخلوا سوية مع القبائل الجزرية إلى مصر(86).
والظاهر ان المصريين لم يتصدوا للهكسوس ويحاولوا طردهم مـن الدلتا نتيجة للظروف الداخلية الصعبة التي كانت تمر بها مصر آنذاك ، التي بلغت ذروتها فـي ظهور سلالة ملكية معاصرة للسلالة الثالثة عشرة ، حكمت في غرب الدلتا واتخذت هناك من مدينة (سخا) عاصمة لها ، ونعني الأسرة الرابعة عشرة(87)، كما إن الأسلحة الجديدة التي جاء بها الهكسوس كالعربات التي تجرها الخيول والسيوف والخناجر المصنوعة من البرونز والأقواس الكبيرة البعيدة المرمى ، ضمنت لهم حينها التفوق على المصريين الذين لم يكن لهم معرفة بها أو قدرة على مقاومتها(88) .
وأزاء ذلك يبدو أن ملوك الأسرة الثالثة عشرة مالوا إلى مهادنة الهكسوس وربما الخضوع أسمياً لسلطتهم، إذ تلقب أحد ملوك هذه السلالة (نحسى) بلقب (حبيب الإله ست معبود أواريس)(89)، وعثر على نصب يحمل اسم الفرعون ( مرنفر – رع – أبي ) قرب أفاريس ، ولما كان هذا الفرعون قد حكم في حدود عام(1700 ق.م) ، ومدينة أفاريس سقطت بيد الهكسوس قبل ذلك التاريخ بنحو عقدين من الزمن ، فإن وجود ذلك النصب هناك ربما له دلالته السياسية المطلقة إذ قد يشير إلى إن هذا الملك كان تابعاً للهكسوس(90) .
هذا وقد أقام الهكسوس عدة إمارات حاكمة في شرق الدلتا لحقبة زمنية استمرت خمسين عاماً (1720-1670 ق.م) فلما تزايد عددهم انتظموا في دولة واحدة وانتخبوا لهم رئيساً واحداً، وهو فيما يروي (منيثو) شخص يدعى (سالاتيس) الذي قادهم للاستيلاء على العاصمة المصرية (منف) بحدود سنة 1674 ق.م تقريبا مما يعد المؤشر الحقيقي لسقوط الأسرة الثالثة عشرة المصرية ، والبداية الفعلية لعصر الهكسوس في مصر والذي امتد حقبة من الزمن تجاوزت المائة سنة ( 1674-1570 ق.م)(91)، وذلك لأن الهكسوس بعد إسقاطهم للعاصمة المصرية ، اعتبروا أنفسهم الحكام الشرعيين لمصر وسرعان مـا فرضوا الجزية علـى أمراء طيبة في مصر العليا(92) .
كان لعهد الهكسوس في مصر انعكاساته على مجمل العلاقات المصرية – الشامية ، فمن الناحية السياسية أفرزت تلك المرحلة ، وحدة بلاد الشام أو أجزاء منه مع بلاد النيل(93) .
وعلى الصعيد التجاري فثمة ما يشير لعودة العلاقات التجارية بين البلدين إلى ما كان عليه الحال أيام الأسرة الثانية عشرة ، إذ عثر على الكثير من الآثار المصرية ، لاسيما آثار ملوكها الهكسوس في أجزاء متفرقة من بلاد الشام(94) .
ولم يخل عهد الهكسوس من تأثيرات متبادلة بين الجانبين فالهيكسوس – وأغلبهم من سكان بلاد الشام – كانوا على جانب عظيم من المدنية، بل كانوا أكثر تقدماً في بعض النواحي من جيرانهم في وادي النيل(95)، لذلك أضافوا إلى الحضارة المصرية جملة من اللمسات الحضارية التي لم يعرفها المصريون من قبل، وكان لها دور كبير في تحقيق النصر لهم في حملاتهم التالية ، كالعربات الحربية التي تجرها الخيول والسيف الحديدي المقوس والقوس المركب ، والدروع التي تلبس فوق الصدور(96)، كما تعلم منهم المصريون الفنون الحربية وتعبئة الجيوش الجرارة(97)، ويعتقد أن الهكسوس هم الذين أدخلوا إلى مصر زراعة الرمان والحناء والكثير من الزهور(98)، والأهم من ذلك كله فقد أسهم احتلال الهكسوس لمصر بأيقاظ الشعور الوطني لدى المصريين الذين تحفزوا ليس لتحرير بلادهم فحسب ، بل إلى ضم ما جاورها من أراض وفي المقدمة منها بلاد الشام(99) .
وفـي مجال الدين، عبد الهكسوس الاله (سوتخ) ، وهو بلا شك احد مظاهر أله الحـرب والصحراء المصري (ست) الذي كان معبوداً في شرقي الدلتا منذ ايام الدولة القديمة(100)، كما عبد الهكسوس الاله المصري (رع)(101) وأولوا معابده عناية خاصة، واستخدم بعض ملوكهم أسماء يدخل في تركيبتها اسم ( رع )(102) .
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ، بل أستخدم الهكسوس الكتابة الهيروغليفية المصرية في تدوين نصوصهم وسجلاتهم(103)، وتأثروا بالعادات والتقاليد المصرية وتطبعوا بها فتلقب ملوكهم بالألقاب الفرعونية ونصبوا لهم تماثيل حكام الدلتا السابقين على النمط المصري الفرعوني(104)، فاسهموا بذلك في وحدة بلاد الشام ومصر لأول مرة، وحدة سياسية وثقافية(105) .
وعلى أية حال فإن احتلال الهكسوس لمصر يمثل نهاية لمرحلة أخرى من مراحل العلاقة بين مصر وبلاد الشام، مهدت السبيل لمرحلة جديدة، طغى عليها الأسلوب العسكري المتمثل بالاجتياح المصري لبلاد الشام بعد إخراجهم الهكسوس من بلادهم.
___________
(1) حسن ، سليم ، مصر ، جـ1 ، صص142 – 145 .
(2) رزقانه ، إبراهيم أحمد ، المصدر السابق ، صص452، 506 .
(3) حسن، سليم، مصر، جـ2، القاهرة، 1940، ص246.
(4) عثمان ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، صص71 –72 .
(5) أبو بكر ، عبدالمنعم يوسف ، المصدر السابق ، صص157-158 .
(6) عثمان ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص70 .
(7) حسن، سليم، مصر، جـ2، ص247.
(8) حتي ، فيليب ، تاريخ سوريه ، جـ1 ، ص137 .
(9) فخري، أحمد، المصدر السابق، ص89.
(10) باقر ، طه ، المصدر السابق ، جـ2 ، ص28 .
(11) حتي ، فيليب ، لبنان ، ص85 .
(12) حتي ، فيليب ، موجز تاريخ الشرق الأدنى القديم ، ص38 .
(13) فخري، أحمد، المصدر السابق، ص89.
(14) حسن، سليم، مصر، جـ2، ص226.
(15) حتي ، فيليب ، موجز تاريخ الشرق ، ص830 .
(16) حتي ، فيليب ، تاريخ سوريه ، جـ 1 ، ص137 .
(17) حسن، سليم، مصر، جـ2، ص250.
(18) فخري، أحمد، المصدر السابق، ص89.
(19) سليم، أحمد أمين، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم، الإسكندرية، 1989، ص12.
(20) الناضوري، رشيد، المدخل في التحليل الموضوعي المقارن للتأريخ الحضاري والسياسي في جنوب غربي أسيا وشمال أفريقيا ، جـ1 ، بيروت، 1977، صص326 – 327. وحتحور احدى اشهر المعبودات المصرية القديمة كان مركز عبادتها الرئيسي منذ الدولة المصرية القديمة في مدينة (دندرة) جنوب مصر ، وكانت تقام لها اعياد كبيرة في كل عام وتظهر على الرسوم على هيئة بقرة ، او امرأة لها اذنا بقرة ، للمزيد من التفاصيل ، يراجع :- مجموعة من الباحثين ، الموسوعة المصرية ، مج1 ، ص211.
(21) كونتنيو ، جورج ، المدنيات القديمه في الشرق الأدنى ، ترجمة متري شماس ، بيروت، ب . ت ، ص9.
(22) الناضوري، رشيد ، المصدر السابق، جـ1 ،ص327 .
(23) عصفور، محمد أبو المحاسن، المدن الفينيقية، بيروت، 1981، ص30.
(24) حسن ، سليم ، مصر، جـ2 ، صص251 – 252 .
(25) المصدر نفسه، جـ2، ص 266 – 267.
(26) أبو بكر ، عبدالمنعم يوسف ، المصدر السابق ، ص158 .
(27) بوترو ، جين ، وأخرون ، الشرق الأدنى الحضارات المبكرة ، ترجمة عامر سليمان ، الموصل ، 1985، ص285 ، 308-309.
(28) تشايلد، جوردون، ماذا حدث في التأريخ، ترجمة جورج حداد، القاهرة، 1942، ص139.
(29) غلاب، السيد محمد، الجوهري، يسري، المصدر السابق، ص482.
(30) حسن، سليم، مصر، جـ1، ص391.
(31) رو، جورج ، المصدر السابق ، ص321 ؛ الدباغ ، مراد ، المصدر السابق ، جـ1، ص503.
(32) عثمان، عبدالعزيز، المصدر السابق ، جـ1 ، ص78 .
(33) الدباغ، مراد، المصدر السابق، جـ1، ص504.
(34) للمزيد من التفاصيل عن هذه الحملات، ينظر:- حسن ، سليم ، مصر ، جـ1، صص373-374 ؛ وكذلك :
Breasted, J.H., Ancient Records of Egypt, Vol.1, Chicago, 1906, P.313.
(35) سوسه، أحمد، العرب واليهود في التاريخ، بيروت، 1981، ص136.
(36) فركتوز، جان، مصر القديمة ، ترجمة الياس الحايك ، لبنان ، 1972 ، ص64.
(37) عصفور، محمد أبو المحاسن، موجز تاريخ الشرق، ص85.
(38) حسن، سليم، مصر، جـ2، ص251.
(39) شكري، محمد أنور، المصدر السابق، ص197.
(40) الناضوري ، رشيد ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص328 .
(41) فخري ، أحمد ، المصدر السابق ، صص91،94-95 .
(42) حسن، سليم، مصر، جـ2، ص28.
(43) مهران ، محمد بيومي ، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم ، جـ4 ، الإسكندرية ، 1979، صص3-4 .
(44) عصفور، محمد أبو المحاسن، المدن الفينيقية، ص32.
(45) بوترو ، جين ، وآخرون ، المصدر السابق ، ص380 .
(46) سعادة ، جبرائيل ، رأس الشمرة (أثار أوغاريت) ، دمشق ، 1954 ، ص29 .
(47) حتي ، فيليب ، تاريخ سوريه ، جـ1 ، ص138 .
(48) وتدعى حالياً تل المشرفة على بعد 18 كم شمالي شرقي حمص بوسط سوريه ، ينظر :- أبو عساف ، علي ، أثار الممالك القديمه في سوريه ، دمشق ، 1988 ، ص325 .
(49) صالح ، عبدالعزيز ، الشرق الأدنى القديم ، جـ1 ، القاهرة ، 1967 ، ص179 .
(50) وتسمى حاليا تل الجزر، وهي من المدن الكنعانية التي تقع في التلال المنخفضة على الطريق من مدينة يافا الساحلية الى اورشليم، يراجع:- موسوعة الكتاب المقدس ، لبنان ،1993، ص97.
(51) برستد ، جيمس هنري ، تاريخ مصر ، ص121 .
(52) عصفور، محمد أبو المحاسن، علاقات مصر، ص43.
(53) حسن، سليم، مصر، جـ3، القاهرة، 1940، ص246.
(54) صالح ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص179 .
(55) حسن ، سليم ، مصر ، جـ3 ، صص246-247 .
(56) غرايبة ، عز الدين ، المصدر السابق ، ص155 .
(57) زايد ، عبدالحميد ، مصر ، صص381-382 .
(58) فخري، أحمد، مصر الفرعونية منذ أقدم الأزمنة حتى 332 ق.م ، مصر ، 1957 ، ص229 .
(59) وهي إحدى قصص الأدب المصري القديم ، وتدور أحداثها حول شخص يدعى سنوهي كان أحد رجالات البلاط المصري البارزين في عهد الفرعون ( أمنمحات الأول )، وشاءت الأقدام أن يقتل الفرعون ، فيحتشى سنوهي أن يتهم بالتدبير لقتله ، مما دفعه إلى اللجوء عند شيوخ إحدى القبائل في جنوب فلسطين، فعاش هناك كأي رجل من سكان البادية ، وبعد عدة عقود من الزمن قضاها هناك عاد سنوهي لبلاده، حول نص القصة ، يراجع:-حسن ، سليم ، مصر ، جـ3، صص233–242.
(60) سليم، أحمد أمين، المصدر السابق، ص113.
(61) عصفور ، محمد أبو المحاسن ، معالم حضارات الشرق الادنى القديم ، ط2 ، بيروت ، 1981 ، ص130 .
(62) بوترو ، جين ، وأخرين ، المصدر السابق ، ص369 .
(63) فخري ، أحمد ، دراسات ، صص96-97 .
(64) صالح، عبد العزيز ،المصدر السابق،جـ1،صص182-183.
(65) وهم من الأقوام الجبلية التي يصعب التكهن بالجنس الذي تنتمي له ، وتتكلم بلغة لا يعرف لها شبيه بأستثناء اللغة الأورارطية التي كان يتحدث بها شعب أورارتو ( أرمينيا ) في الألف الاول قبل الميلاد وقد نزحوا من موطنهم الأصلي في المنطقة الجبلية المحيطة ببحيرة وان ، وانتشروا في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد في مناطق متفرقة من الأناضول وبلاد الشام وأعالي ما بين النهرين ، ووفقا لأحدث الاراء فقد تمكنوا منذ القرن السابع عشر قبل الميلاد على أقل تقدير من تكوين دولة قوية في أعالي ما بين النهرين عُرفت بثلاثة أسماء مترادفة (الميتانية، الحورية، خانيكلبات)،وقد بلغت اقصى اتساع لها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ليشمل المناطق الواقعة من بحيرة وأن إلى أواسط نهر الفرات ومن جبال زاكروس إلى ساحل بلاد الشام ، وكانت بلاد أشور ضمن المناطق التي خضعت لها أنذاك ، ينظر :- ساكز، هاري ،المصدر السابق ، صص93-94؛ مورتكات، أنطوان، تأريخ الشرق القديم ، ترجمة توفيق سليمان، بيروت ،1967، صص202- 207؛ رو، جورج ، المصدر السابق ، صص317 318؛ باقر ،طه ،وأخرون ،العراق القديم ، ج1، بغداد، 1995، صص217-218 ؛Astour,C.M.,Hattusilis Hallab and Khanigalbat , JENS , Vol.31,1972,P. 103.
(66) رو ، جورج ، المصدر السابق ، ص322 .
(67) صالح، عبد العزيز، المصدر السابق، جـ1، ص179.
(68) دريوتون ، آتيين ، فانديبه ، جاك ، مصر ، ترجمة عباس بيومي ، القاهرة ، 1947 ، ص283 .
(69) حسن، سليم، مصر، جـ3، ص198.
(70) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص365 .
(71) سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم، ج1، موجز التأريخ السياسي، الموصل، 1992، ص174.
(72) دريوتون ، آتيين ، فانديبه ، جاك ، المصدر السابق ، ص283 .
(73) وهو على الأرجح ( ششم ) الواقع قرب جبل أفرايم في فلسطين ، ينظر :- سليم ، أحمد أمين ، المصدر السابق ،ص117.
(74) برستد ، جيمس هنري ، تاريخ مصر ، ص120 .
(75) فخري ، أحمد ، دراسات ، صص100- 101 .
(76) عصفور، محمد أبو المحاسن، موجز تاريخ الشرق، ص104.
(77) السواح ، فراس ، الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم ، ط2 ، دمشق ، 1993 ، ص39 .
(78) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص389 .
(79) السواح ، فراس ، المصدر السابق ، ص39 .
(80) وهي عبارة عن دعوات كتبها الكهنة المصريين على قدور صغيرة من الفخار الأحمر وتماثيل من الصلصال وصبوا اللعنة فيها على من كانوا يعدونهم أعداء لمصر ، سواء كانوا من أفراد البلاط الفرعوني ، أو شيوخ القبائل والأمراء في بلاد الشام والنوبة ، وكانت العادة أن يقوم هؤلاء الكهنة بجمع هذه القدور والتماثيل ويحطمونها في حفل خاص أملاً في تحطيم عزائم المذكورين عليها ، ينظر :- صالح ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، صص186-187 .
(81) فخري، أحمد، مصر، ص235.
(82) زايد ، عبدالحميد ، مصر ، ص444 .
(83) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص390 .
(84) فروكوتز ، جان ، المصدر السابق، ص68.
(85) يعتقد أن أول من أطلق هذه التسميه على تلك الأقوام، المؤرخ المصري الشهير ( منيثو)، وهي ترجمة الكلمة المصرية القديمة ( حقاو – خاسوت ) أي حكام البلاد الأجنبية ، ينظر :- حسن ، سليم ، مصر القديمه ، جـ4 ، القاهرة ، 1948 ، صص58 – 60.
(86) فخري ، أحمد ، مصر ، ص245 ؛ فيليب ، حتي ، تاريخ سوريه ، جـ1 ، ص157 ؛ صالح ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص189 ؛ طه ، باقر ، المصدر السابق ، جـ2 ، ص64 ؛
Hall, H.R, The Ancient History of the near East, London, 1952, P.212.
(87) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص392 .
(88) عثمان ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص112؛سليمان ،عامر، الفتيان ، احمد مالك ، المصدر السابق، ص275.
(89) عصفور، محمد أبو المحاسن، علاقات مصر، ص62.
(90) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص391 .
(91) للاطلاع على عهد الهكسوس في مصر، ينظر:-
Steindorff,G.,and Seele,K.,when Egypt ruled the East,London,1968,PP.24 – 34 ; Hall , H.R., Op. cit , P.212 .
(92) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص391 .
(93) عثمان ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص113 ؛ الدباغ ، مراد ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص510 .
(94) حول هذه الاثار، يراجع:- بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص396 .
(95) حسن، سليم، مصر، جـ4، ص164.
(96) جاردنر ، ألن ، المصدر السابق ، ص194 ؛ بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص398 .
(97) سفدج ، أ.ج ، الإسكندري عمر، تاريخ مصر منذ أقدم العصور حتى الفتح العثماني ، القاهرة ، 1915 ، ص37 .
(98) الدباغ، مراد، المصدر السابق، جـ1، ص512.
(99) David , R.A., the Ancient Egyptians Religiouk, Baliefs and practices, London, 1982. p121.
(100) فخري ، احمد ، مصر ، ص247.
(101) وهو اله الشمس عند المصريين القدماء ومركز عبادته الرئيسي مدينة اون (هليوبوليس)الى الشمال من القاهرة ، وقد اصبح الاله الرسمي للدولة منذ عهد الاسرة المصرية الرابعة وادمج مع الاله امون في عهد الدولة الحديثة ، ينظر:- مجموعة من الباحثين ، الموسوعة المصرية ، مج1 ، ص246.
(102) بوترو ، جين ، وأخرون ، المصدر السابق ، ص399 –400 .
(103) المصدر نفسه ، ص400 ؛ جاردنر ، ألن ، المصدر السابق ، ص193.
(104) برستد ، جيمس هنري ، تأريخ مصر ، ص143.
(105) عثمان ، عبدالعزيز ، المصدر السابق ، جـ1 ، ص113 .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|