المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

‏لا عدوى في الإسلام
17-4-2016
دراسة مفصّلة: نُبذَةٌ مِنَ السياسَةِ الحُسَيْنيّة
30-8-2022
البت في التظلم الإداري الوجوبي
22-4-2022
أضرار زيادة الملوحة على الكنتالوب
2024-10-01
أثر الكحول على الكبد
30-6-2019
ظاهرة الموت المفاجئ في الدجاج اللاحم
26-9-2018


هل وقع التحدّي بالإعجاز العلمي ؟  
  
2990   04:44 مساءاً   التاريخ: 6-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص469-473.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز العلمي والطبيعي /

هل وقع التحدّي بجانب إعجاز القرآن العلمي كما وقع بجوانب الإعجاز البياني من فصاحة وبيان ونظم وأُسلوب ؟

لا شك أنّ الإعجاز قائم ـ في الجملة ـ بهذا الجانب كسائر الجوانب ، أمّا التحدّي فقد يقال باختصاصه بجانب البيان فحسب ؛ إذ لم تكن إشارات القرآن العلمية معروفةً عند نزوله لأحد مِن الناس ، وإنّما أثبتها العلم بعد ذلك بعدّة قرون أو سيُثبتها عبر الأيّام ـ فإن كان ذلك دليلاً على إعجازه في مجال قادم فإنّه ليس دليلاً على وقوع التحدّي به في أَوّل يومه .

هكذا يقول الدكتور أحمد أبو حجر : إنّ آيات التحدّي إنّما تُسجّل عجز العرب الأوائل عن معارضة القرآن ، وبما أنّهم عجزوا وثبت عجزهم ـ وهم سادة البيان وأرباب الفصاحة ـ فالعرب اليوم أولى بالعجز ، وبذلك قامت الحجّة بهذا الكتاب العزيز (1) .

قال ابن عطية : قامت الحجّة على العالَم بالعرب ؛ إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنّة المعارضة ، كما قامت الحجّة في معجزة موسى بالسَحَرة ، وفي معجزة عيسى بالأطباء (2) .

ويقول الدكتور صبحي صالح : ولا ريب أنّ العرب المعاصرين للقرآن قد سُحروا قبل كلّ شيء بأُسلوبه الذي حاولوا أن يعارضوه فما استطاعوا ، حتى إذا فهموه أدركوا جماله ومسّ قلوبهم بتأثيره ... وهذا ما نجده عنصراً مستقلاً بنفسه كافياً لإثبات فكرة الإعجاز وخلود القرآن ، بأُسلوبه الذي يعلو ولا يُعلى . أمّا ما يتساوق مع هذا العنصر الجمالي الفنّي الرائع مِن الأغراض الدينيّة والعلمية ـ التي توسّع فيها بعضهم (3) ـ كاشتمال القرآن على العلوم الدينية والتشريعية ، وتحقيقه مسائل كانت مجهولة للبشر ، وعجز الزمان عن إبطال شيء منه ... فهي أُمور لا سبيل إلى إنكارها ، بل يقوم عليها مِن الأدلّة والبراهين مالا يُحصى ، غير أنّها أدخل في معاني الفلسفة القرآنية منها في بلاغة القرآن ، وليست هي مادّة التحدّي لفصحاء العرب ، وإنّما تحدّى القرآن العرب بأن يأتوا بمثل أُسلوبه ، وان يُعبّروا بمثل تعبيره ، وأن يبلغوا ذروته التي لا تُسامى في التصوير .

 فما إعجاز هذا الكتاب الكريم إلاّ سِحره ، ولقد فعل سِحره هذا فعله في القلوب في أوائل الوحي ، قبل أن تنزل آياته التشريعية ونبوءاته الغيبية ونظرته الكلّية الكبرى إلى الكون والحياة والإنسان (4) .

ويسترسل أبو حجر في كلامه : إذا كنّا لا نجد تناقضاً بين الآيات الكونية المذكورة في القرآن وبين ما يكتشفه العلم في حاضره ومستقبله ـ بل نجد توافقاً وانسجاماً ـ فليس ذلك دليلاً على إعجازه المرتبط بالتحدّي ، بل هو دليل على أنّه مُنزل مِن عند الله تعالى .

وليس كلّ ما نزل مِن عند الله معجزاً ، فالتوراة والإنجيل وغيرهما مِن الكتب السماوية نزلت مِن عند الله ، ولم تُوصف بالإعجاز كما وُصف القرآن ، ولم يقع بها التحدّي كما وقع بالقرآن .

وأيضاً فإنّ الآيات الكونية التنزيلية لا تشمل سور القرآن كلّها ولا آياته

جميعها ، وإنّما تقع فقط في بعض السور وفي بعض الآيات ... ومعلوم أنّ التحدّي وقع بأيّة سورة من سور القرآن ، فكلّ سورة مِن سوره فيها  إعجاز لا يبلغه أحد ولن يصل إليه أحد .

قال : فلو كان القرآن معجزاً بسبب الإشارات العلمية المتفرّقة في ثنايا بعض آياته لكان كثير مِن السور التي تخلو مِن مثل هذه الإشارات بعيدة عن الإعجاز ، ولم يقل بذلك أحد ؛ لأنّ قليل القرآن وكثيره معجز .

وإذا ثبت أنّ قليل القرآن وكثيره معجز ثبت أنّ ما في القرآن مِن حقائق الأخبار ودقائق الشرائع وعجائب الأسرار ـ التي لم يعرفها البشر إلاّ بعد القرون المتطاولة ـ كلّ ذلك بمَعزل عن الذي طولب به العرب أن يعارضوه ، بما حملهم على الاعتراف بأنّه كلام ربّ العالمين (5) .

وأضاف أنّ هذا الوجه مِن الإعجاز ـ على القول به ـ لن يُوفّق إلى فهمه والإحاطة به إلا مَن كان مِن أهل العلم الذي يُدرك هذه الحقائق ويعيها ويؤمن بصدقها ، فإن لم يكن مِن أولئك حُجب عنه هذا الوجه .

وأخيراً ، فإنّ في هذا الوجه مُنزلقاً خطيراً ؛ إذ أنّ بعض مَن يدّعي العلم قد يُحمّل آيات مِن القرآن في هذا السبيل مالا تحتمل ، وقد ينسبون إلى العلم ما هو منه براء ، رغبةً في إثبات إعجاز جديد للقرآن الكريم (6) .

قال : هذه هي وجهة نظر القائلين بأنّ اشتمال القرآن على الحقائق العلمية لا يُعدّ وجهاً مِن وجوه الإعجاز في القرآن ، وإن كان يدلّ على أنّه مُنزل مِن عند الله (7) .

على أنّهم قد يتعقّبون آراء الفريق الأَوّل ( القائل باستمرار التحدّي والإعجاز الشامل ) بالنقد ، فيُعلّقون على قولهم : ( إنّ هذا النوع مِن المعارف التي جاءت في سياق بيان آيات الله وحكمه كانت مجهولة للعرب أو لجميع البشر في الغالب ، حتى أنّ المسلمين أنفسهم كانوا يتأوّلونها ويخرّجونها عن ظواهرها لتوافق المعروف عندهم في كلّ عصر مِن ظواهر وتقاليد أو مِن نظريّات العلوم والفنون الباطلة ... ) (8) ...

 يُعلّقون على هذا القول ، بأنّ المسلمين الذين لم يعرفوا أنّ قرآنهم جاء مؤيّداً لحقائق العلوم ـ التي لم يُوفّق إليها العلماء إلاّ بعد أربعة عشر قرناً ـ قد حَسُن إيمانهم بالقرآن ، وحسُن انتفاعهم بأحكامه وآياته ، فنشروا نوره وأقاموا دولته ونفّذوا أوامره وانتهوا بنواهيه وتأدّبوا بآدابه ، في حين أنّ الذين يعرضون الآن علمهم وذكاءهم وقدرتهم على استنباط ما يتّفق مِن آيات القرآن مع العلم الحديث هم أقلّ الأجيال المسلمة تأثّراً بهذا القرآن في شؤون دينهم ودنياهم (9) .

يبدو أنّ الذي دعا بالقائل بعدم الشمول واقتصار التحدّي على العرب الأوائل وفي جانب بيانه فقط هي نظرته القاصرة على آيات وقع التحدّي فيها مُوجّهاً إلى العرب بالذات ، ولا شكّ أنّ تحديّاً موجَّهاً إلى العرب يومذاك لا يعني سوى جانب البيان الذي فاق أساليب العرب وأعجزهم عن أن يأتوا بمثله .

غير أنّ تحدّي القرآن لم يقتصر على فترة مِن الزمان ولا على أُمّة مِن الناس دون مَن سواهم ، فنراه وجّه نداءه الصارخ إلى البشرية جمعاء في طول الزمان وعرضه ، ولكلّ الأجيال ومختلف الأقوام ، وما شأنه ذلك لا يعقل اقتصاره على جانب الفصاحة والبيان ؛ إذ ليس كلّ الناس عرباً ولا كلّ العرب فصحاء ... فلابدّ أنّ في القرآن شيئاً هو الذي تُحُدِّيَ به تحدّياً على وجه العموم ، ومِن ثَمّ كان بمجموع  الكتاب ، لا بسورة واحدة أو آية أو آيات بالذات (10) .

قال تعالى : {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } [الإسراء : 88] .

فهذا تحدّ عامّ وقع مُوجّهاً إلى كافّة الأنام ، سواء مَن عاصر نزول القرآن أو سائر الأيّام .

وبعد ، فإليك بعض ما وصلت إليه أفهام البشرية حسب ما وصلت إليه مِن العلوم الطبيعة المقطوع بها تقريباً ، وكان ذلك  دليلاً على معجزة القرآن الخارقة للعادة في يوم كان سرّ هذه العلوم والآراء النظرية ، مكتوماً على البشرية يومذاك ، وأصبح اليوم مكشوفاً ، وسيُكتشف حسب مرّ الأيّام .
___________________________________________
(1) التفسير العلمي للقرآن في الميزان ، ص131 .

(2) مقدّمتان في علوم القرآن : ص279 .

(3) انظر تفسير المنار : ج1 ص210 ـ 212 الوجه السابع مِن وجوه الإعجاز التي ذكرها بمنتهى الاختصار والإيجاز ، وقد جرى على هذا الزرقاني في مناهل العرفان : ج2 ص353 ـ 361 .

(4) مباحث في علوم القرآن : ص320 ـ 321 .

(5) انظر الظاهرة القرآنية تقديم محمود شاكر : ص22 .

(6) انظر الإسلام والإنسان المعاصر لفتحي رضوان ( سلسلة اقرأ ) : 226 ص406 .

(7) التفسير العلمي للقرآن : ص130 ـ 133 .

(8) راجع تفسير المنار : ج1 ص212 .

(9) التفسير العلمي للقرآن : ص133 ـ 134 .

(10) ذهب الشيخ محمد الطاهر بن عاشور إلى أنّ الإعجاز العلمي حاصل بمجموع القرآن ، وهو إعجاز حاصل من القرآن ، وغير واقع به التحدّي إلاّ إشارة ( هامش التفسير العلمي : 133/1 ) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .