أقرأ أيضاً
التاريخ:
754
التاريخ: 24-9-2016
942
التاريخ: 24-9-2016
2930
التاريخ: 2024-08-25
212
|
لقد كشفت التنقيبات الاثرية في السنوات الاخيرة عن اثار هذه المرحلة الانتقالية في عدد من المواقع في العراق, اثرنا ذكرها قبل غيرها لانها تدل على انها اقدم في الزمن واسبق في التطور , فقد وجدت المخلفات في عدة اماكن بعضها كهوف وملاجئ جبلية وبعضها على هيئة قرى ومستوطنات. وكان اول موقع اكتشفت به هذه الاثار هو كهف زرزي بمحافظة السليمانية في عام 1928.
اذ وجدت وفرة من الالات الحجرية الصوانية الدقيقة الصنع الهندسية الشكل التي استخدمت في الصيد وفي حصد النباتات البرية, وسميت صناعات هذا العصر في العراق بالصناعة الزرزية نسبة الى اسم هذا الكهف , وعثر على الات حجرية مماثلة في موقع بالي كورا بمحافظة سليمانية ايضا, اذ وجدت الالات حجرية دقيقة ذات اشكال هندسية , وعظام حيوانات يعود قليل منها لا نواع داجنة, ووجدت مجارش وهاونات ومدقات تدل على محاولات اولية في حقل الزراعة والتدجين ويعود زمن هذه الالات حسب اختبار كربون 14المشع الى 12400(زائد او ناقص 280)سنة مضت. واستخرجت اثار هذا العصر الحجري المتوسط من الطبقة B في كهف شانيدر بمحافظة السليمانية وتبين من اختبار الكريون 14 المشع للمواد العضوية ان اثار هذه الطبقة تعود الى 12800 سنة مضت. واتضح من دراسة الاثار ان هناك اتجاه متزايدا نحو الاعتماد على المنتوجات النباتية , ومع ذلك فان اهل الكهف لم يتعلموا بعد فنون الزراعة وتدجين الحيوانات . ووجدت اثار هذا العصر بشكل اوضح في مستوطنات كريم شهر وهو موقع مكشوف يقع شرق بلدة جمجمال بنحو تسعة كيلومترات , اذ تبين من العثور على بعض الالات الزراعية كالمناجل والمطاحن والمجارش والهاونات والمدقات قيام زراعة تجريبية محدودة ولكن من المحتمل ات تكون هذه الالات قد استخدمت في حصد وطحن حبوب النباتات التي تنمو نمو طبيعيا, وظهر ايضا ان 50%من عظام الحيوانات المستخرجة من هذه المستوطنة تعود لأنواع اليفة دجنها الانسان لأغراض اقتصادية مما يدل على محاولة اولية باتجاه ترويض واستئناس الحيوانات ومع ذلك يظهر ان الحرفة الرئيسة لأهل كريم شهر كانت الصيد والالتقاط. وفي مستوطنة ملفعات على ضفاف نهر الخازر شمال الطريق الممتد بين اربيل والموصل وجد المنقبون اثار تشبه الالات التي استخرجت من موقع كريم شهر, ولكن مستوطنة ملفعات شيدت فيها بيوت محفورة في الارض وكانت ذات جدران مبنية بالحجارة, وذات ارضية مبلطة بالحجارة والحصى. اما مستوطنة داوي جمي التي تقع على بعد لا يزيد على اربعة كيلو مترات الى الغرب من كهف شانيدر فقد اعتبرت اقدم مستوطنو قروي في شمال العراق واول قرية من نوعها في العالم. والتحريات الاثرية في هذا الكهف كشفت عن اقدم بقايا المستوطن التي تتالف من جدران طينية غير منتظمة شيدت على اسس من الحصى الكبيرة, كما كشفت عن معالم اكواخ مستديرة الشكل عثر بداخلها على عدد من المواد المنزلية ومن بينها ادوات تستعمل بالزراعة كالمدقات والهاونات والرحى الحجرية والمناجل المصنوعة من العظام. ولكن يظهر ان الصيد كان المهنة الرئيسية للسكان بدليل بقايا العظام الكثيرة للغزال الاحمر. ووجدت عظام الاغنام غير الداجنة في الطبقة السفلى, ولكن عظام الحيوانات التي وجدت في الطبقة العليا كانت من نوع اليف مدجن, اما الماعز فقد ظل حيوان بري غير اليف في هذه المرحلة, وتدل الادوات المنزلية الموجودة على ان استعمالها كان لتهيئة الغذاء من الحبوب ولكن عدم العثور على حبوب متفتحة يجعل من المتعذر الجزم بان اهل القرية شرعوا بزراعة الحبوب, وهذا يرجح استعمال تلك الالات في تحضير الطعام من الحبوب البرية. ومهما يكن امر فان تدجين الغنم ووجود الالات والادوات الزراعية يرجح القول بان هذه القرية ظهرت فيها البوادر الاولى للانقلاب الزراعي, وان الصيد والزراعة البدائية المحدودة كانت في مراحلها الاولى مختلفة. واظهرت اختبارات كربون 14 المشع على المواد العضوية ان الطبقة السفلى تعود الى 11217 (زائد او ناقص 300) سنة مضت وان تاريخ الطبقة ((B1 في كهف شايندر المعاصرة لقرية زاوي جمي يعود الى10935 (زائد او ناقص 300) سنة, وبذلك يمكن زمن تقدير زمن هذه القرية في شمال العراق في حدود الالف العاشر وبداية الالف التاسع قبل الميلاد. ويضاهي هذا التاريخ الزمن المقدر بحوالي 9250 سنة مضت لمعبد اريحا في العصر النطوفي الذي يمثل العصر الحجري المتوسط في فلسطين. وسمي العصر النطوفي بهذا الاسم نسبة الى وادي النطوف في شمال غرب القدس حيث جرى التنقيب في عام 1928في كهف شقبة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|