المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجزء والحزب
21-10-2014
فضل سورة الزلزلة وخواصها
1-05-2015
Monophthongs and diphthongs lettER
2024-05-04
جوليو ، فريدريك
4-11-2015
Effect of the Earth’s shape on a satellite orbit
14-8-2020
معنى كلمة زيت
8-06-2015


العاطفة لا تكفي في التربية  
  
2111   01:05 مساءاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص.113
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

اهمية الامومة كدور تربوي واعدادي للإنسان , لا تترك مجالا للشك في ان الامومة رسالة مقدسة خصت بها المرأة تكريما ... ولكن البعد الغريزي لهذا الدور يجعل من حصر خيارات المرأة في الحياة بناء على اساسية دورها كام , انتقاصا من انسانيتها .. فالغريزة لا تكفي لبناء الحياة الانسانية , كما هي الحال بالنسبة الى الحيوان , وهذا امر بديهي , بالتالي فان عزل المرأة الكامل عن الحياة بحجة ان دورها المستقبلي كام يحتم ذلك , امر بغاية الشيوع والخطورة في ان معا , والخطورة تكمن في الاختزال الحاصل لدور الام الى مجموعة من المعارف الضيقة التي تتناول ارضاع الطفل واطعامه , تنويمه وتنظيفه , ومساعدته في واجباته المدرسية في ما بعد وما الى ذلك , ومما لا شك فيه ان هذه المعارف ذات اهمية بالغة بالنسبة الى العناية بالطفل , ولكن بما ان الانسان لا يحيا بالخبز وحده , فانه لا ينشا ايضا على تلبية حاجاته الحياتية فحسب , ولا حتى على الاغتراف النهم من عاطفة الام الغريزية , فتلك العاطفة لا تكفي لتغطية جميع ابعاد الرسالة , فما هو دور الام اذا ؟ وكيف يتحقق لها الاصطلاح الحقيقي بهذا الدور ؟.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.