أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
1157
التاريخ: 5-08-2015
891
التاريخ: 25-10-2014
685
التاريخ: 25-10-2014
1069
|
...ﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .
ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ: ﺇﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺤﺪﺙ ﻭﻣﺠﻌﻮﻝ ﻭﻣﺨﻠﻮﻕ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ: ﺇﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬﻢ. ﻭﺫﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺸﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺪﻳﻤﺔ.(1)
ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻳﻜﺸﻒ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻓﻴﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺻﻴﻎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻛﻼﻣﺎ، ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻨﻮﻳﺔ ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ: ﻕ ﻭﻉ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﻼ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﻼﻣﺎ، ﻭﻟﻮ ﻧﻄﻖ ﻧﺎﻃﻘﺎﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮﻑ ﻟﻢ ﻳﺴﻢ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻧﻄﻘﻴﻬﻤﺎ ﻛﻼﻣﺎ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ.
ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﻣﻌﻪ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻭﻋﺪﻣﺎ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺟﻮﺍﺭﺡ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻤﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.
ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺩ؟ ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻩ. ﻭﺗﺸﺒﻴﻬﻪ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﻣﻊ، (2) ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻤﻮﻩ، ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} [القصص: 30] ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺟﺰﺀ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ، ﻭﺇﻣﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﻼﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺸﻮﻳﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﺘﺮﺗﺒﺎ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ.
____________________
(1) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ ﺹ 92: ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ: ﺇﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺪﻳﻢ... ﻓﺎﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﺑﺄﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺴﻤﻮﻉ، ﻭﻻ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻓﻜﻼﻣﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ... ﺛﻢ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻭﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ..
(2) ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﺭﺑﻌﺔ: ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|