المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

المعاوقة الصوتية المميزة characteristic acoustic impedance
15-4-2018
مواريث الجاهلية
7-12-2016
أغذية فعالة unctional Foods
23-5-2018
عرض الميزانية ( وفق للمعيار96-1 SOP)
4-3-2019
المبادئ التي تحكم عملية تصويت ناخبي الخارج
2023-05-05
تاثير كومبتون Compton effect
2024-04-17


التكلم  
  
754   08:00 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : المحقق الحلي
الكتاب أو المصدر : المسلك في اصول الدين وتليه الرسالة الماتعية
الجزء والصفحة : ص 72
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / التكلم و الصدق /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014 1157
التاريخ: 5-08-2015 891
التاريخ: 25-10-2014 685
التاريخ: 25-10-2014 1069

...ﻗﺪ ﺃﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻭﺻﻒ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] .

ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ: ﺇﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﻭﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺤﺪﺙ ﻭﻣﺠﻌﻮﻝ ﻭﻣﺨﻠﻮﻕ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻪ.

ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ: ﺇﻧﻪ ﻣﺘﻜﻠﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻭﻫﻢ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻬﻢ. ﻭﺫﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺸﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻗﺪﻳﻤﺔ.(1)

ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺘﻴﻦ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻳﻜﺸﻒ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻟﻔﻈﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻓﻴﻦ ﻓﺼﺎﻋﺪﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺻﺪﺭﺕ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪ. ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺻﻴﻎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻛﻼﻣﺎ، ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻣﻨﻮﻳﺔ ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ: ﻕ ﻭﻉ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﺍﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻬﻤﻼ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻛﻼﻣﺎ، ﻭﻟﻮ ﻧﻄﻖ ﻧﺎﻃﻘﺎﻥ ﻛﻞ  ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺤﺮﻑ ﻟﻢ ﻳﺴﻢ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻧﻄﻘﻴﻬﻤﺎ ﻛﻼﻣﺎ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺪ.

ﺇﺫﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬﺍ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻻﺷﺘﻘﺎﻕ ﻣﻌﻪ ﻭﺟﻮﺩﺍ ﻭﻋﺪﻣﺎ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺟﻮﺍﺭﺡ ﻭﺃﺩﻭﺍﺕ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻓﻌﻠﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻊ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺘﻤﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ ﻟﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺍﻟﻤﺎﻧﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺟﻤﺎﺩ؟ ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﻣﻦ ﺩﻟﻴﻞ ﻭﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻩ. ﻭﺗﺸﺒﻴﻬﻪ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ ﻗﻴﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﻣﻊ، (2) ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻤﻮﻩ، ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} [القصص: 30] ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﺉ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺘﻜﻠﻤﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﺟﺰﺀ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ، ﻭﺇﻣﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻋﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻗﺪﻳﻤﺎﻥ ﻣﺴﺘﻘﻼﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺸﻮﻳﺔ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﺘﺮﺗﺒﺎ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ.

____________________

(1) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻡ ﺹ 92: ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ: ﺇﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺪﻳﻢ... ﻓﺎﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ، ﺑﺄﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺴﻤﻮﻉ، ﻭﻻ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ، ﻓﻜﻼﻣﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺍﻟﺼﻮﺕ... ﺛﻢ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺇﻣﺎ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻭﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ..

(2) ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﺭﺑﻌﺔ: ﺍﻷﺻﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﻴﺲ، ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻊ.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.