أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2018
1084
التاريخ: 25-10-2014
580
التاريخ: 3-07-2015
773
التاريخ: 25-10-2014
620
|
الإرادة بمعنى القصد :
الأظهر أنّ الإرادة بمعنى القصد كما هو المتبادر منها ، والتبادر علامة الحقيقة، وبالجملة ، هي من صفات النفس فاستعمالها في الطلب وإن كان جائزاً بل واقعاً، لكنّه مجازي ، فإنّ الطلب مبرِز للإرادة لا نفسها ، ولا يبعد أنّها باقية على معناها اللغوي بلا اصطلاح جديد ، فإنّ التعاريف المذكورة في أَلسنة القوم شرح لفظي تبيّن مفهومها .
وبالجملة : القصد من الصفات الوجدانية ، وهي معلومة لكلّ أحد فلا حاجة إلى تعريفه ، غير أنّ الباحثين اختلفوا في معنى الإرادة اختلافاً واسعاً ، وقد تعرّض لنقله الحكيم الشيرازي ، في مبحث قدرة الله وإرادته من كتاب الأسفار مفصّلاً ، والأحسن ما ذكرنا ...
وهنا اختلاف آخر ، وهو اتّحاد الإرادة والطلب مفهوماً ومصداقاً وعدمه ، فعن الأشعريين اختيار الثاني ، وعن العدلية اختيار الأَوّل ، والمسألة محرّرة في أًصول الفقه من كتب أصحابنا على وجه مفصّل .هذا كلّه في إرادة الإنسان ، وأمّا إرادة الواجب فيمتنع تفسيرها بالقصد المذكور ؛ فإنّها من الصفات النفسانية الموقوفة على الجسم والجسمانيات ، وأيضاً القصد مسبوق بالتصوّر والتصديق ، الملازمين للجهل السابق ، ولحلول الحادث فيه تعالى ، ولاستكماله ، فتأمّل وكل ذلك عليه من المحالات ، وأيضاً القصد لا يبقى بعد حصول المقصود فيلزم التغيّر فيه تعالى ؛ ولذا اختلف أهل النظر في معناها على ...
في إثبات إرادته تعالى :
لا ريب في إثبات إرادته تعالى ، فإنّ القرآن والسنّة تدلاّن عليه دلالةً قطعية ، وقد نقلوا اتّفاق أهل الملل والنحل عليه ، بل وإطباق العقلاء أيضاً ، وقالوا : إنّه من الضروريات الدينية .واستدلّوا عليه مضافاً إلى ذلك من العقل ، بأنّ الله تعالى أوجد بعض الممكنات دون بعض، وفي زمان دون زمان ، فلابدّ لهذا التخصيص من مخصّص وهو الإرادة ؛ إذ وجوده وقدرته وعلمه وحياته متساوية إلى وجود الأشياء وعدمها ، إلى تمام الأزمان .وهذا الدليل تامّ حتى عند مَن يرى جواز الترجيح بلا مرجّح ، فإنّه لا ينكر الإرادة بل ما يدعو إلى العمل من اعتقاد نفع أو غيره ؛ ولذا يصرّح بأنّ الهارب من السبع يرجّح أحد الطريقين المتساويين بإرادته بلا مرجّح آخر ، فما ذكره المحقّق الطوسي ـ من عدم جريانه على القول الأخير ـ غير تامّ (1) ، لكن مَن يفسّر إرادته تعالى بنفس الإيجاد والإحداث ، فلا يرى لهذا الاستدلال صحّةً ؛ ولذا صرّح شيخنا المفيد بأنّ إثبات الإرادة لله تعالى من جهة النقل دون العقل (2) .
جريان التعبّد في الإرادة :
ذكرنا في المباحث السابقة المعيار في جريان التعبّد الشرعي وعدمه ، في الأُصول الاعتقادية وفروعها ، وعليه لا شكّ في جريان التعبّد في هذه المسألة ، فإذا ثبت من الشرع ما يُفسّر به مفهوم إرادته تعالى ، ولم يكن من العقل على خلافه محذور ، يتّبع لا محالة .
__________________
(1) شرح قواعد العقائد / 41.
(2) أوائل المقالات / 19.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|