المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

استحباب التختم وآدابه.
1-2-2023
المقتدر واحوال وزارة أبي العباس أحمد بن عبيد الله
17-10-2017
النبر والفونيم
25-11-2018
Evidence for Evolution
18-10-2015
ثابت الانحلال (λ): الطريقة الكلاسيكية
29-11-2021
تذرية (تنقية وتنظيف) محصول القمح
10-3-2016


ارادة الله تعالى  
  
522   08:12 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : محمّد آصف المحسني
الكتاب أو المصدر : صراط الحق في المعارف الإسلامية والأُصول الاعتقادية
الجزء والصفحة : ج1- ص198-199
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / الارادة /

الإرادة بمعنى القصد :

الأظهر أنّ الإرادة بمعنى القصد كما هو المتبادر منها ، والتبادر علامة الحقيقة، وبالجملة ، هي من صفات النفس فاستعمالها في الطلب وإن كان جائزاً بل واقعاً، لكنّه مجازي ، فإنّ الطلب مبرِز للإرادة لا نفسها ، ولا يبعد أنّها باقية على معناها اللغوي بلا اصطلاح جديد ، فإنّ التعاريف المذكورة في أَلسنة القوم شرح لفظي تبيّن مفهومها .

وبالجملة : القصد من الصفات الوجدانية ، وهي معلومة لكلّ أحد فلا حاجة إلى تعريفه ، غير أنّ الباحثين اختلفوا في معنى الإرادة اختلافاً واسعاً ، وقد تعرّض لنقله الحكيم الشيرازي ، في مبحث قدرة الله وإرادته من كتاب الأسفار مفصّلاً ، والأحسن ما ذكرنا ...

وهنا اختلاف آخر ، وهو اتّحاد الإرادة والطلب مفهوماً ومصداقاً وعدمه ، فعن الأشعريين اختيار الثاني ، وعن العدلية اختيار الأَوّل ، والمسألة محرّرة في أًصول الفقه من كتب أصحابنا على وجه مفصّل .هذا كلّه في إرادة الإنسان ، وأمّا إرادة الواجب فيمتنع تفسيرها بالقصد المذكور ؛ فإنّها من الصفات النفسانية الموقوفة على الجسم والجسمانيات ، وأيضاً القصد مسبوق بالتصوّر والتصديق ، الملازمين للجهل السابق ، ولحلول الحادث فيه تعالى ، ولاستكماله ، فتأمّل وكل ذلك عليه من المحالات ، وأيضاً القصد لا يبقى بعد حصول المقصود فيلزم التغيّر فيه تعالى ؛ ولذا اختلف أهل النظر في معناها على ...

في إثبات إرادته تعالى :

لا ريب في إثبات إرادته تعالى ، فإنّ القرآن والسنّة تدلاّن عليه دلالةً قطعية ، وقد نقلوا اتّفاق أهل الملل والنحل عليه ، بل وإطباق العقلاء أيضاً ، وقالوا : إنّه من الضروريات الدينية .واستدلّوا عليه مضافاً إلى ذلك من العقل ، بأنّ الله تعالى أوجد بعض الممكنات دون بعض، وفي زمان دون زمان ، فلابدّ لهذا التخصيص من مخصّص وهو الإرادة ؛ إذ وجوده وقدرته وعلمه وحياته متساوية إلى وجود الأشياء وعدمها ، إلى تمام الأزمان .وهذا الدليل تامّ حتى عند مَن يرى جواز الترجيح بلا مرجّح ، فإنّه لا ينكر الإرادة بل ما يدعو إلى العمل من اعتقاد نفع أو غيره ؛ ولذا يصرّح بأنّ الهارب من السبع يرجّح أحد الطريقين المتساويين بإرادته بلا مرجّح آخر ، فما ذكره المحقّق الطوسي ـ من عدم جريانه على القول الأخير ـ غير تامّ (1) ، لكن مَن يفسّر إرادته تعالى بنفس الإيجاد والإحداث ، فلا يرى لهذا الاستدلال صحّةً ؛ ولذا صرّح شيخنا المفيد بأنّ إثبات الإرادة لله تعالى من جهة النقل دون العقل (2) .

جريان التعبّد في الإرادة :

ذكرنا في المباحث السابقة المعيار في جريان التعبّد الشرعي وعدمه ، في الأُصول الاعتقادية وفروعها ، وعليه لا شكّ في جريان التعبّد في هذه المسألة ، فإذا ثبت من الشرع ما يُفسّر به مفهوم إرادته تعالى ، ولم يكن من العقل على خلافه محذور ، يتّبع لا محالة .

__________________

(1) شرح قواعد العقائد / 41.

(2) أوائل المقالات / 19.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.