المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06



ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ حيا مريدا كارها  
  
1107   08:07 صباحاً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / الحياة و الادراك /

الله ﺣﻲ ﻷﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻴﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ  ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻫﻲ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﺇﺫ ﺍﻷﺻﻞ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﺎﻟﻢ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

[واما] ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﻳﺪ ﻭﻛﺎﺭﻩ ﻷﻥ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﺁﺧﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﺼﺺ، ﻭﻫﻮ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻭﻧﻬﻰ، ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻣﺎﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ. ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻹﺭﺍﺩﺓ (1) ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ: ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ،. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻠﻮﺏ ﻭﻻ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻓﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺇﺫﻥ ﺳﻠﺒﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺃﺧﺬ ﻻﺯﻡ ﺍﻟﺸﺊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ: ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ (ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ) ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ (ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ) (2) ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ... ، ﻭﺃﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻬﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻺﺭﺍﺩﺓ ﻻ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ(3) ﻭﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ: ﺃﻧﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻔﻌﻞ، ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ: ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺎﺩﺙ، ﻓﺎﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ، ... ﻓﺈﺫﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻥ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺎﻻﻳﺠﺎﺩ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺩﻭﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻊ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﺼﺺ، ﻓﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺴﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﺨﺼﻴﺺ، ﻭﻷﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﺍﻻﻳﺠﺎﺩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺮﺟﻴﺢ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻓﺬﻟﻚ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺘﺒﻮﻋﺎ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺘﺨﺼﻴﺺ، ﻓﺈﺫﻥ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺧﺎﺹ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺻﺪﻭﺭﻩ ﻋﻨﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻫﻮ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ (4).

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ: { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43]، ﻭﻧﻬﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ: { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء: 32]، ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺊ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﻛﺮﺍﻫﺘﻪ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﻓﺎﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﻳﺪ ﻭﻛﺎﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭ ... هنا ﻓﺎﺋﺪﺗﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻛﺮﺍﻫﻴﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﺷﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺎﺭﻓﺔ ﻋﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﺩﺗﻪ ﻫﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﺷﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩﻩ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﺇﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺇﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ، ﺃﻭ ﺣﺎﺩﺛﺎ، ﻓﺄﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ...، ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺭﺟﻮﻉ ﺣﻜﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻻ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻣﺎ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﻔﻴﻪ ﻓﺴﺎﺩﺍﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ ﻣﺴﺒﻮﻕ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﻧﻨﻘﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺘﺴﻠﺴﻞ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻔﺔ ﻻ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ.

________________

(1) ﻓﺎﺋﺪﺓ: ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺻﺮﻳﺢ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﺋﻤﺔ (ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﻭﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻗﺎﻝ ﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ [ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ]. ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ [ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ] ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﺈﺭﺍﺩﺗﻪ ﺇﺣﺪﺍﺛﻪ ﻻ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻭﻱ ﻭﻻ ﻳﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺘﻔﻜﺮ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﻨﻔﻴﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻓﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻻ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﻼ ﻟﻔﻆ ﻭﻻ ﻧﻄﻖ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻭﻻ ﻫﻤﺔ ﻭﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﻭﻻ ﻛﻴﻒ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺑﻼ ﻛﻴﻒ [ﻻ ﻛﻴﻒ ﻟﻪ] ﺍﻧﺘﻬﻰ (ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ ﺡ 17 ﺹ 147) ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﻛﻴﻒ ﺃﻱ ﻻ ﻛﻴﻒ ﻹﻳﺠﺎﺩﻩ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻛﻴﻒ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻷﻥ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ (ﺡ ﻁ) - ﻭﺍﻟﻬﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻭﻳﻘﺼﺪﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74] ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻫﻤﻤﺖ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﺃﺭﺩﺗﻪ ﻭﻗﺼﺪﺗﻪ (ﻡ ﻥ).

(2) ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ.

(3) ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ: ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻛﺮﺍﻡ، ﻭﻫﻮ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ (ﺍﻟﺸﻬﺮﺳﺘﺎﻧﻲ).

(4) ﻭﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺎﺓ ﻟﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﺎﻋﺘﺼﻢ ﺑﻜﻼﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺼﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻠﻜﺔ (ﺱ ﻁ).

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.