أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2016
3644
التاريخ: 27-8-2016
1486
التاريخ: 8-11-2021
4475
التاريخ: 27-8-2016
2230
|
يتأثر اختيار وتوزيع أحجام القرى بمجموعتين من العوامل: الأولى عوامل طبيعية وهي الأهم، وعوامل بشرية تأتي في المرتبة الثانية من الأهمية، أما العوامل الطبيعية فتتمثل في مظاهر السطح، والتربة، وموارد المياه، والمناخ، والنبات الطبيعي، ويفضل الإنسان في الأغلب الأعم، سكنى المناطق السهلية، حيث لا توجد عقبات طبيعية تحول دون سهولة الحركة والتنقل، ولهذا نجد السكان قد نشأوا مساكنهم متجاورة متلاصقة، وإذا ما توافرت العوامل الأخرى تنمو الرقعة السكنية المكونة لقرية كبيرة الحجم مندمجة، أما في المناطق المضرسة، فإن السكن يتفرق ويتباعد بطبيعة الحال، لأنه ينئ عن المواقع المنحدرة والوعرة، يختار الأحواض والأودية المحمية، والتي تتميز بالدفء والتربة الخصبة، وتتمثل هذه الظاهرة في كل الأراضي المضرسة في جنوب أوروبا وشمال وجنوب أفريقيا، حيث تزخر المنخفضات والأودية بقرى منعزلة تقع في مشارف المنحدرات المعرضة لأشعة الشمس، حتى تنعم بالدفء.
وتساعد خصوبة التربة على تجميع المساكن الريفية في قرى، ويتحدد مدى أحجام تلك القرى بارتفاع معدلات الانتاجية، فإذا كانت التربة ذات خصوبة وإنتاجية عالية، يتسع مجال السكن المتجاور، وتنمو القرية وتكبر، أما إذا تباينت الخصوبة، فإن تفرق السكن في قرى صغيرة يصبح سمة السكن الريفي، وبالمثل في حالة النبات الطبيعي إذا كان غنياً أصبح السكن مركزاً في قرى كبيرة نسبياً، أما إذا كان فقيراً متفرقاً، فإن السكن يتناثر في قرى صغيرة.
وتعد المياه من أهم العوامل التي تتحكم في اختيار مواقع القرى، ففي الجهات الصحراوية، ينحصر وجود المياه في المنخفضات التي تقترب أسطحها من مستوى الماء الباطني، فتتفجر العيون والينابيع، كما يمكن حفر الآبار سواء منها الضحلة والعميقة الارتوازية، ومن ثم تنشأ القرى التي تتناسب أحجامها مع أحجام المياه المتاحة، وتتباعد القرى في منخفضات الواحات بطبيعة الحال تبعا للمواقع التي تتوفر فيها المياه، وخير مثال لها قرى منخفضات الواحات في مصر الغربية، وفي منخفضات واحات ليبيا والجزائر وشبه جزيرة العرب.
وفي السهول الفيضية للأنهار العابرة للصحارى مثل أنهار السند، ودجلة والفرات، والنيل، كانت وما تزال عامرة بالسكان الذي تجمعوا في سالف الزمن في قرى بقيت على الدهر، وتطور بعضها وتحول الى مدن كبيرة، وكلما كانت القرى قريبة من مجاري الأنهار أو واقعة على أحد فروعها، أو على ترع ري رئيسية، كبرت أحجامها، وذلك لسهولة الحصول على المياه للري والاستعمالات المنزلية، إضافة الى استخدام المجرى المائي وسيلة للنقل والوصول الى الأسواق للبيع والشراء.
وتتمثل العوامل البشرية في الاعتبارات الاجتماعية والعوامل الاقتصادية، وتظهر قيمة النواحي الاجتماعية في اختيار مواقع القرى، إذ يلتف السكن حول موقع مقدس، فتنشأ القرية وتتضخم حتى تصبح مدينة، مثل مكة المكرمة (أم القرى) والمدينة المنورة، ومدينة القدس الشريف (بيت المقدس) حيث المسجد الأقصى، والمقدسات المسيحية، كما يصبح ضريح لولي من أولياء الله الصالحين نواة لسكن ريفي، ما يلبث أن يتحول الى قرية تنمو مع الزمن، ولا تكاد تخلو مدينة أو قرية مصرية من ضريح لعالم ديني جليل، يكون في الأغلب الأعم سبباً في نشوء القرية أو مركز الاستقرار الذي تحول الى مدينة، وشبيه بذلك قرى ومدن السودان الشقيق.
ويرتبط اختيار مواقع القرى بعنصر الأمن والأمان، ولهذا كان الناس يتجمعون فوق ربوات في السهول الفيضية للأنهار، لا تطولها مياه الفيضان، وفوقها يبنون مساكنهم متجاورة متلاصقة، وبالتالي يأمنون غوائل الفيضانات العالية، كما يسهل عليهم الدفاع عنهما متكاتفين ضد غارات البدو المتجولين في الصحارى المجاورة، وتلك كانت الحال في أودية الأنهار العابرة للصحارى.
وتؤثر العوامل الاقتصادية في تحديد مواقع القرى وفي أحجامها، فعادة ما يختار السكان مواقع قراهم على امتداد الطرق والمجاري النهرية، أو عند التقائهما، وذلك للإفادة بسهولة النقل وحركة التبادل التجاري، كما وأن إنشاء السكك الحديدية يعد عاملاً في نشوء القرى ونموها وكبر أحجامها، هذا ويساعد العثور على ثروة معدنية قيام مراكز استقرار أشبه بالقرى، قد تنمو وتصير مدناً، وقد تنشأ قرى على امتداد خط أنابيب البترول مثل التي تقع بين كركوك والبحر المتوسط.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|