أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2022
1814
التاريخ: 2023-04-17
1498
التاريخ: 10/10/2022
1696
التاريخ: 19-6-2022
1824
|
ان الدعاء غير مناقض للرّضا و كذلك كراهة المعاصي و مقت أهلها و حسم أسبابها و السعي في ازالتها بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر ، و قد غلط في ذلك قوم من البطالين المغترين وزعموا أن المعاصي و الفجور و الكفر من قضاء اللّه و قدره فيجب الرضا به ، و هذا جهل بالتأويل و غفلة عن أسرار الشرع.
فأما الدعاء فقد تعبّدنا به و كثرت أدعية الأنبياء و الأئمة (عليه السلام) و كانوا في أعلى مقامات الرّضا ، و قد أثنى اللّه عزّ و جل على بعض عباده بقوله : {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء : 90] , و قال : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
و أمّا انكار المعاصي و كراهتها فقد تعبّد اللّه عزّ و جلّ به عباده و ذمهم على الرضا بها فقال : {وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا} [يونس : 7] , و قال : {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [التوبة : 87].
و في الخبر المشهور : «من شهد منكرا و رضي به فكأنّه قد فعله»(1)، و في آخر «لو أن عبدا قتل بالمشرق و رضي بقتله آخر في المغرب كان شريكه في قتله»(2).
وأمّا الكفّار و الفجّار و مقتهم و الانكار عليهم فما ورد فيه من شواهد القرآن و الأخبار لا يحصى ، و قد ورد: «أوثق عرى الايمان الحبّ في اللّه و البغض في اللّه»(3).
فان قلت : قد وردت الآيات و الأخبار بالرّضا بقضاء اللّه فكراهتها و مقتها كراهة لقضاء اللّه فكيف السّبيل إلى الجمع بينهما ، و هو متناقض على هذا الوجه و كيف الجمع بين الرّضا و الكراهة في شيء واحد؟.
فاعلم أنّ هذا ممّا تلتبس على الضعفاء القاصرين على الوقوف على أسرار العلوم و قد التبس على قوم حتى رأوا السّكوت على المنكرات مقاما من مقامات الرّضا و سمّوه بحسن الخلق ، و هو جهل محض.
بل نقول : الرضا و الكراهة متضادان إذا وردا على شيء واحد على وجه واحد و ليس من التضاد في شيء واحد أن يكره من وجه و يرضى به من وجه إذ قد يموت عدوّك الذي هو عدوّ بعض أعداءك و ساع في إهلاكه فتكره موته من حيث إنّه مات عدوّ عدوّك و ترضاه من حيث إنه مات عدوّك.
وكذلك المعصية لها وجهان : وجه إلى اللّه عزّ و جل من حيث إنه فعله و اختياره و إرادته فترضى به من هذا الوجه تسليما للملك إلى مالك الملك و رضا بما يفعله فيه ، و وجه من العبد من حيث إنّه كسبه و وصفه و علامة كونه ممقوتا عند اللّه و بغيضا عنده حيث سلط عليه أسباب البعد و المقت فهي من هذا الوجه منكر و مذموم و يشهد لذلك كلّ ما يكره من وجه و يرضى به من وجه و نظائر ذلك لا تحصى.
فواجب على كلّ عبد محب للّه عزّ و جلّ أن يبغض من أبغضه اللّه و يمقت من مقته اللّه و ان اضطره بقهره و قدرته إلى معاداته و مخالفته موافقة للمحبوب باظهار الغضب على من أظهر المحبوب الغضب عليه بابعاده.
وبهذا يجمع بين ما ورد في الحب في اللّه و البغض في اللّه مع الرضا بقضاء اللّه ، و هذا يستمدّ من سرّ القدر الذي لا رخصة في إفشائه ، و هو أن الشر و الخير داخلان في المشية و الارادة ولكن الشر مراد مكروه و الخير مراد مرضى به و كشف الغطاء عنه غير مأذون فيه فالأولى السكوت عنه و التأدّب بادب الشرع ، فقد ظهر الغرض من غير حاجة إلى كشف السّر فيه.
__________________
1- إحياء علوم الدين : ج 4 , ص 322.
2- روضة الواعظين : ص 461.
3- المحاسن : ج 1 , ص 263.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم العلاقات العامّة ينظّم برنامجاً ثقافياً لوفد من أكاديمية العميد لرعاية المواهب
|
|
|